ماذا يمكنني ان اكتب عن أسطورة مرت في الحياة الدنيا كنسمة جميلة مثل نور الشمس في مشرقها الجميل مثل قطرة الندى، مثل ضوء القمر في تمام البدر، ماذا يمكنني ان أقول عن أسطورة في الكرم، في حب الناس في حب عمل الخير، في حب الفقراء والمحتاجين، في حب مساعدة المعوزين والمساكين.
أسطورة في جمال النفس البشرية الرائعة كالبحر لا بل كالمحيط تنظر اليه فيمتد بصرك بعيدا ولا تصل الى نهايته، البحر في هدوئه ثم تنظر الى ما تحت السطح تجد الخير والحب والحنان ثم تمتد الى الأعماق تجد اللآلئ والمرجان والمعادن النفيسة في عمق هذه الأسطورة الرائعة.
كان كالجبل الاشم دائما كبيرا، دائما عاليا، دائما شامخا إن أردت الوصول إليه يدنو منك ما دمت محبا، عاشقا، يمتلئ قلبك ونفسك بحب الخير.
ماذا يمكنني ان اكتب عن أسطورة عشت في كنفها 40 عاما منذ ان سعدت بانتمائي الى هذه الأسرة الكريمة منذ 40 عاما وأنا أعيش معهم وبينهم، عشت معهم بالحب بالود بالألفة بالانتماء، تحس وأنت بينهم بأنك فرد من العائلة، من أين هذه المشاعر والصفات، من أين اكتسب جميع أفراد العائلة هذه الصفات، لابد من نبع فياض، لابد من نهر جار بالحب، لابد من شمس مشرقة بالنور تعطي الدفء والحنان، لا تتعب نفسك في البحث والخيال هناك خالد المرزوق النهر والشمس والنور.
يا أبا الوليد، جمعتنا جميعا كل محبيك كل العائلة كباراً وصغاراً كل أصدقائك ومعارفك جميعا حولك دائما في يوم الجمعة، دائما كان يوم عيد لنا جميعا ونحن نلتف حولك كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم وانت يا حبيب الكل توزع ابتسامتك وحبك ينال منه الجميع ولا يفرغ الوعاء – القلب يتجدد فيه الحب الدائم للجميع.
وفي الأعياد وفي المناسبات وفي كل يوم نلتقي بك عيد لنا لأنك تحب الجميع وتحب الحب والخير للجميع.
يا أبا الوليد، في كل مناسبات الكويت الرسمية والخيرية يمتلئ منزلك العامر بكل ضيوف الكويت، ومثل المنزل يمتلئ قلبك الكبير بكل من يحب الكويت.
وكل من جاء محبا للكويت كنت دائما كريما – سخيا – معطاء وحولك شموع تضيء المكان هم أبناؤك وأحفادك، ويرحبون ويوزعون الابتسامات والتحيات من القلب ومن النفس، دماؤك تسري في عروقهم، وأفكارك وحبك للناس تسري في قلوبهم وأجسادهم، هي الشجرة الكريمة لا تنبت إلا كرما وسخاء.
يا أبا الوليد، كنت كالجبل في صبرك وصمتك عندما تبلغك نبأ حزين اختزنت صبرك في نفسك ودموعك في عروقك ثم تكرر النبأ والابتلاء فصبرت وتجلدت وتحملت، هذه شيمة العظماء والكبراء.
يا أبا الوليد، لن أكتب كثيرا عن خيراتك التي ملأت أرجاء الدنيا، فأنت لا تحب أن نقول أعطيت ومنحت ولكن عطاءك كان يتحدث عنك ولا نتحدث نحن عنه في مصر في السودان في أفغانستان في باكستان في المغرب، في كل أنحاء الدنيا، لك مبدأ لا تحيد عنه، لا تعلم يمناك ما أنفقت يسراك ولا يعلم يسراك ما أعطت يمناك.
يا أبا الوليد لن أتكلم كم المشروعات والإنشاءات التي أعطيتها جهدك وعمرك ودمك لأنك كنت محبا شغوفا بالعمل.
يا أبا الوليد، أنت في القلب والعروق ينبض ويدق وفي النفس هواء يعطي رائحة الخلود، ستظل يا أبا الوليد في كل شيء نحسه ونسمعه ونراه ولا نقول إلا انك انتقلت الى جوار الله يسبقك كل خير عملته في الدنيا، وكل دعوة من القلب الى الله أن يجمعنا بك في جنة الخلد يا أبا الوليد.
د.محمد الشربيني