- على إيران أن تلعب دوراً إيجابياً لتعزيز الاستقرار في المنطقة لكن علاقات طهران مع دول العالم العربي لا تسير في هذا الاتجاه
بشرى الزين
من تونس الى مصر ومن ليبيا لسورية واليمن فالبحرين موقف الحكومة البريطانية ثابت وواضح من الثورات والازمات والمطالبات الشعبية بالتغيير والحرية في هذه الدول وندعم المطالب المشروعة ونرفض استخدام القوة ضد المتظاهرين وندعو لاطلاق حرية الرأي والافراج عن المعتقلين، هذا ما قاله الناطق الرسمي الاقليمي باسم الحكومة البريطانية مارتن داي في مؤتمر صحافي اقامه ظهر امس الاول في مقر السفارة البريطانية، بادئا حديثه بان الحوار هو الوسيلة الافضل لنزع فتيل الازمة في البحرين معربا عن ترحيب بلاده بدعوة ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد آل خليفة للحوار الوطني بين الحكومة والمجتمع المدني في البحرين.
واضاف بالقول «كأصدقاء نقول للسلطات في البحرين لابد من احترام الحقوق الاساسية وترجمة العزم على رفع حالة الطوارئ الى واقع فعلي».
واذ اكد داي على رغبة المملكة المتحدة في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع دول الخليج العربي وخاصة الكويت علق على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بضم المغرب والاردن «بأنه شأن خليجي وان بريطانيا تتمتع بعلاقات جيدة مع كل دول الخليج وكذلك المغرب والاردن».
كما تطرق داي الى جهود بلاده فيما يرتبط بدعم المبادرة الخليجية، موضحا انها افضل وسيلة لضمان الاستقرار في اليمن، مذكرا بان أمن الخليج برمته مرتبط ارتباطا قويا باليمن، مؤكدا ضرورة القبول بهذه المبادرة التي تدعو الى تنحي الرئيس علي عبدالله صالح والانتقال السلمي للسلطة.
وحول التهديدات الايرانية تجاه دول الخليج قال داي: لكل دولة ان تلعب دورا في المنطقة التي تنتمي اليها لكن من الضروري ان يكون هذا الدور بناء ومفيدا ومن اجل تعزيز الاستقرار معربا عن اسفه من ان الحكومة الايرانية في علاقاتها مع دول العالم العربي لا تسير في هذا الاتجاه مذكرا في السياق ذاته بان الرسالة التي بعثت بها ايران الى وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لا تتضمن اي شيء جديد فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، مشيرا الى ان مجموعة 1 + 5 تؤكد استعدادها للجلوس الى طاولة المفاوضات للمناقشة وبجدية المخاوف الدولية من هذا الملف، موضحا انه من حق ايران تطوير برنامجها النووي الايراني وفقا لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا ان بريطانيا مستعدة لتقديم التكنولوجيا الحديثة في البرنامج النووي وليس لدينا اي مانع لبناء وتشغيل مفاعل بوشهر، لافتا الى انه ليس هناك استخدام سلمي للوقود وان ايران لاتزال تعمل على تخصيب اليورانيوم بطريقة غير آمنة، مؤكدا ان بريطانيا تتطلع الى مفاوضات تؤدي الى ازالة الشكوك الدولية ومستعدة في الوقت ذاته لتعزيز العقوبات المفروضة على السلطات الايرانية.
وحول الموقف غير المتكافئ من المجموعة الدولية والتدخل السريع لمواجهة الازمة في ليبيا عكس ما يحدث في سورية، اوضح داي «فيما يتعلق بالتدخل في ليبيا والتحرك السريع من طرف بلاده وفرنسا كان بناء على قرار من جامعة الدول العربية واستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في حين ان هناك دولا اعضاء بالمجلس تعارض استصدار مثل هذا القرار»، مشيرا الى ان الحكومة البريطانية مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على النظام السوري اذا استمر العنف ضد المتظاهرين.
وفي رده على الدعوة الى دعم المجلس الوطني الانتقالي الليبي ذكر داي أنه تم انشاء آلية مادية لدعمه وتمويله في اجتماع لمجموعة الاتصال في الدوحة بعد ترحيب بلاده بالدعم الذي قدمته الكويت للمجلس والبالغ 180 مليون دولار، مبينا ان المسؤول عن كل هذه المشاكل هو النظام الليبي المتمثل في العقيد معمر القذافي وحان الوقت لرحيله.
وحول ماهية وجود القوات البريطانية في أفغانستان خاصة بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أوضح أن الإرهاب لايزال يهدد الجميع من بريطانيا إلى الشرق الأوسط إلى أفغانستان مبينا ان الدور البريطاني في افغانستان لايزال يعتمد على الاستراتيجية المشتركة بين المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية لبناء القدرات الأفغانية وتطوير البنية التحتية ومحاربة الامية والقضاء على الفقر وزراعة المخدرات، مجددا التزام بلاده بدعم الشعب الأفغاني على المدى البعيد ومذكرا بإعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بسحب القوات البريطانية من افغانستان بحلول نهاية 2014 لافتا الى ان بريطانيا لا تريد بناء مستعمرة دولية في أفغانستان.
وحول الوضع في العراق وجهود بلاده في هذا البلد قال: كل شيء ليس على ما يرام في العراق، مبينا ان العراق دولة غنية ولديها موارد نفطية ضخمة وقدرات بشرية جيدة ولذلك فإن الحكومة البريطانية في هذه الفترة تركز جهودها على كيفية دعم الجهود العراقية من أجل بناء العراق داعيا الى ضرورة حسم كل الملفات العالقة بين العراق والكويت وفقا لقرارات الأمم المتحدة، مشيرا الى ان بلاده تساهم في هذه الجهود خاصة أنها تتمتع بعلاقات جيدة مع الجانبين، مذكرا بأن العراق بحكم مؤهلاته عليه ان يلعب دورا ويكون عنصرا للاستقرار في هذه المنطقة.
إمدادات لـ «الانتقالي»
قال الناطق الرسمي الاقليمي باسم الحكومة البريطانية مارتن داي ان بلاده قدمت مساعدات للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا تتضمن سترات مضادة للرصاص وأزياء للشرطة ومساعدات طبية وإنسانية خصوصا في مصراتة. مضيفا ان الطائرات البريطانية قامت بإجلاء آلاف المصريين من الحدود التونسية مشيرا الى ان الجهود الدولية مستمرة فيما يخص تمويل المجلس ومساعدته لتجاوز الأزمات الاقتصادية على الحدود وفي باقي المدن الليبية.
تعلمنا الدرس من العراق
اعلن المسؤول البريطاني مارتن داي انه تم تكوين لجنة تحقيق مشكلة للتحقيق في التدخل البريطاني في العراق في العام 2003 ستنشر نتائجه في وقت لاحق. مشيرا الى ان التحقيق يتطرق الى سلبيات الحكومة البريطانية في هذا التدخل مضيفا: لابد ان نتعلم الدرس من التجربة في العراق.
مفتاح كل المشاكل
أكد مارتن داي ان تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هي مفتاح لحل المشاكل الاخرى في المنطقة عبر التوصل الى حل عادل وشامل لهذه القضية. مشيرا الى ان الحكومة البريطانية وباسم الحكومات الثلاث البريطانية والفرنسية والألمانية أصدرت بيانا دعت فيه الى ضرورة الاعتراف بالملامح الرئيسية لتسوية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وإلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وإلى حدود 67. مؤكدا تمسك بلاده بتحقيق هذا الهدف بحلول سبتمبر المقبل. مبينا ان الثورات العربية تجعل من ذلك الهدف اكثر إلحاحا اليوم من اي وقت مضى.