أسامة أبوالسعود ـ بيان عاكوم
اختتمت امس انشطة المؤتمر الدولي الأول لمركز الحوار بين الحضارات، الذي نظمه مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات، تحت شعار «تجديد حوار السلام والحريات وحقوق الإنسان في العالم المعاصر»، وذلك وسط حضور شخصيات عالمية بارزة ونشطة في مجال حقوق الإنسان والسلام والديموقراطية، ومجموعة من رؤساء الدول السابقين، وحملة جوائز نوبل للسلام، وعدد كبير من المهتمين والمشاركين من مختلف أنحاء العالم.
وأكد رئيس مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات الشيخ فهد سالم العلي، في ختام المؤتمر، على ضرورة العمل الجاد لتفعيل ممارسات الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان. داعيا حكومات الشرق الأوسط لتبني إصلاحات سريعة وشاملة، تلبي طموحات دعاة التغيير والديموقراطية، وذلك في ضوء ما تشهده المنطقة من اضطرابات ومطالب شعبية متعددة في هذا الاتجاه.
وقال إن تنظيم مؤتمر حوار الحضارات يعتبر مجرد البداية فقط لما نطمح لتحقيقه ورؤية نتائجه على أرض الواقع. وسنواصل الحوار البناء مع أبرز القيادات العالمية في مجالات السلام والديموقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان، لقهر الطغيان والاستبداد، وتحقيق أهدافنا المشتركة بتفعيل الحوار القادر على إحداث التغيير الحقيقي».
وأضاف: «نشكر كل المشاركين في انشطة الدورة الأولى للمؤتمر، ويعد تنظيم المؤتمر نجاحا كبيرا لمركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات، والكويت والمنطقة بشكل عام. ويجب أن نسعى بشكل حثيث ومستمر لتحقيق قيم الحرية والديموقراطية، وأن نعمل بجد لرؤية تلك القيم أمرا ملموسا في أوطاننا».
وتناولت أبرز نقاشات المشاركين في المؤتمر بحث التطورات السياسية الراهنة في الشرق الأوسط وأفضل السبل للتغلب على الصراعات، حيث شارك في حوارات تلك الجلسة الرئيس الپولندي السابق ليخ فاليسا، وناشطة حقوق الإنسان بيانكا جاغير. وألقت جلسة تفسير جذور الصراعات الضوء على أهمية التعليم في مكافحة الجهل الذي يقود للصراعات، وحقوق الأفراد في ضمان الاستقرار الاقتصادي عبر توفير فرص عمل ومجالات تطور ذاتي مستقبلي، وكذلك دور الشباب في قيادة الثورات وإحداث التغيير.
وقال جيم هوغ، رئيس منظمة مراقبة حقوق الإنسان «هيومن رايتس ووتش»: ان الشباب سيلعب في المنطقة دورا مهما في المساهمة في تهدئة وحل الصراعات في المستقبل، وهم في حاجة لدعمنا وتشجيعنا لهم لتحقيق تلك المهمة.
وناقشت الجلسة الثانية في المؤتمر أهمية ودور الحوار في التغلب على الصراعات، حيث أوضح المشاركون أن الحدود الفكرية هي الفاصل الحقيقي للشعوب وليست الحدود الجغرافية، كما تناولت دور التكنولوجيا في تكوين شبكة تواصل مؤثرة وقادرة على تحويل الأفراد من مجتمعات مستقلة إلى جماعات مترابطة ومتواصلة.
بدوره قال مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشؤون السياسية جياندومينيكو بيكو: «ان سبل وأساليب الحوار تغيرت مع تطور التكنولوجيا، وأصبح اليوم بمقدور مجموعات صغيرة إحداث تأثير وصدى واسع، على نفس مستوى ما حققته جماعات كبيرة من قبل. وقد يكون هذا هو الوقت المناسب لنهوض العدالة، وتحقيق الآمال وكتابة التاريخ».
وتناولت آخر جلسات المؤتمر دور وسائل الإعلام في تشجيع وتفعيل الحوار، حيث ناقش المشاركون دور الإعلام التقليدي في إحداث حوارات بين الشعوب، كونها أحد الأدوات القادرة بفاعلية على ممارسة الضغط لبدء الحوار وإحداث التغير، كما أكد المتحاورون في الجلسة على الدور الحيوي لوسائل التواصل الاجتماعية.
أكدوا أن ذلك يتحقق من خلال تدريبهم على كيفية نقل الأخبار وتحري الدقة والشفافية
المشاركون: الثورات أثبتت أن المواطنين بإمكانهم أن يكونوا صحافيين بارعين
بيان عاكوم
أكد رئيس مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات الشيخ فهد سالم العلي ان الشعوب أصبحت لن تقبل بمن يختار عنها وانما هي من تختار بنفسها، مشيرا الى انه لا يوجد اي جهة قادرة على حجب المعلومات والاتصال عن الشعوب لأنها ستجد طرقا أخرى للوصول اليها.
وأضاف خلال افتتاح الجلسة الثالثة من المؤتمر الدولي الأول لمركز الحوار بين الحضارات التي أقيمت تحت عنوان «دور وسائل الإعلام في بناء عالم يسوده السلام» وذلك بمشاركة مجموعة من الرؤساء السابقين والمسؤولين في قطاعات اعلامية، ان لوسائل الإعلام دور فعال في التعبير عن صوت البلدان التي تصدر فيها كما لها دور في حل الصراعات من خلال الحوار البناء.
وشدد على انه يجب عدم فلترة المعلومات لأن فلترتها سيبعد الناس عن المعلومات، متحدثا عن مبادرته في مدينة الحرير والتي نسمو من خلالها لمشاركة رؤية مركز فهد سالم العلي فرصة لابداء الحوار الحر حول أحداث التغيير الايجابي.
وأضاف: «خوفكم علينا فيما يتعلق بالمطالب القضائية نقدره ولكن لدينا الكثير منها الآن ونحن في مرحلة تجربة لكن سنتحمل كل الضغوطات لتنفيذ ما نؤمن به».
من جانبه، ألقى رئيس الدائرة لمؤسسة الرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف بافل بلاشينكو رسالة خاصة منه قال فيها «عندما تمر الأحداث بصورة كبيرة لابد من حضور الخبراء لتقييم هذه المبادرات والأفكار الجديدة التي تقدم للمجتمع الدولي مثلما يفعل مركز فهد سالم لحوار الحضارات»، واصفا هذه الحوارات بالبناءة والمهمة.
ولفت بلاشينكو الى التحولات التي تشهدها بعض الدول العربية، مؤكدا على ترسيخ بُعد جديد من الحوارات واعطاء أهمية قصوى لحوار الحضارات والحفاظ على التنوع الثقافي والحضاري وذلك بعدم السماح للعولمة بمحو شخصية كل دولة، مشددا على ضرورة عدم فرض ثقافة دولة على الآخرين وانما تحقيق الفهم المشترك وحل الصراعات عبر الحوار مع الآخرين.
ورأى ان الثقافة يجب ان تتطور عبر الحوار والنقاش ويجب ان نبني علاقات مع الدول ضمن المبادئ الديموقراطية، مشيرا الى ان التسوية ممكنة عبر وضع خارطة للطريق لها وان تكون جميع العناصر جاهزة لتحويل المنطقة الى سلام دائم.
من جهتها، شددت رئيسة المركز الدولي للصحافيين جويس بارناثان على أهمية التدريب بالنسبة للصحافيين وبالتحديد المواطنين الصحافيين، مشيرة الى ان المركز يعمل على رفع مستوى الصحافيين زيادة تدفق المعلومات الموثقة من خلال خلق برامج ابتكارية ومنح دراسية ودورات عبر الانترنت، لافتة الى ان الثورة الاعلامية خصوصا في مجال مواقع التواصل الاجتماعي كان لها تأثير كبير على الثورات التي تحدث في الوطن العربي خصوصا في الدول التي لن تسمح فيها لوسائل الاعلام بالدخول اليها مثل ليبيا وسورية حيث لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في تغطية الأخبار وتقديمها للمشاهد حتى ان الفضائيات الأخرى مثل «الجزيرة» و«العربية» اعتمدت على هذه المواقع وعلى الأخبار التي يقدمها الناس العاديين في تغطية الأحداث في هاتين الدولتين.
وقارنت بين الإعلام التقليدي والحديث، حيث قالت: كنا كصحافيين في السابق نكتب على الورقة ولكن اليوم تغير الأمر وتحوّلنا نحو الكمبيوتر والانترنت، داعية الصحافيين لاستغلال هذه الثورة التكنولوجية واستخدامها بما يخدم الإعلام.
وتحدثت بارنثان عن 4 نقاط تتعلق بتدفق المعلومات، مشيرة الى محتوى تقرير مؤسسة فريدم هاوس لعام 2010 في مصر والذي أكد على وجود انخفاض لحرية الصحافة هناك دون التطرق الى احتمال اندلاع ثورة شبابية.
وذكرت ان هناك ما بين 60 الى 82 مليون هاتف خليوي يستخدم في مصر في مجتمع به 29% من الشباب تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة.
وقالت ان المصريين يحصلون على المعلومات والأخبار بالرغم من الرقابة التي كانت مفروضة من قبل الحكومة على الأخبار المتدفقة.
وكان قد اتفق جميع المشاركين على ضرورة تدريب المواطنين الصحافيين تدريبا متطورا وذلك حتى يتعلموا أصول المهنة وحتى عندما ينقلون أخبارهم تكون صحيحة وصادقة وذلك بتدريبهم على تحري الدقة والشفافية في نقل المعلومة، مؤكدين على ان المواطنين الصحافيين لن ينافسوا الصحافيين المحترفين ولكن سيكونون مكملين لهم. ولفت المشاركون الى انه اذا تم تدريب المواطنين الصحافيين من الممكن ان يحققوا نتائج مذهلة في الصحافة ولكن يجب في الوقت نفسه اعطاء الحرية اللازمة لوسائل الإعلام حتى تستطيع ان تغطي الأحداث كما يجب.
رئيس الوزراء الهولندي السابق أشاد بمبادرة فهد السالم لإرساء المزيد من الحوار والنقاش
كوك لـ «الأنباء»: الثورات العربية ليست كلها في سلة واحدة لكنها صرخة شعوب لتحقيق المزيد من الحريات
أسامة أبو السعود
اكد رئيس الوزراء الهولندي السابق ويم كوك والذي ترأس الوزارة في بلاده خلال الفترة من 1994 و2002 ورئيس منتدى مدريد الذي يضم نخبة الرؤساء والزعماء السابقين في العالم ان الثورات الاخيرة في المنطقة العربية لا يمكن وضعها جميعا في سلة واحدة. واشاد كوك بمركز الشيخ فهد سالم العلي لمزيد من الحوار في المنطقة.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
كيف تنظرون لهذا الملتقى الذي يعقد بالكويت لارساء قيم ومفاهيم الحوار على المستوى العالمي، وكيف تنظرون للديموقراطية الكويتية؟
٭ اولا انا متفائل جدا بمبادرة الشيخ فهد سالم العلي، وانشاء هذا المركز لاهمية الحوار في تأمين الانتقال السلمي نحو التغيير الايجابي، وهذا الحوار ضروري جدا، ليس فقط في المنطقة، وانما ايضا خارج المنطقة لانه شيء ضروري. اما بالنسبة للوضع الديموقراطي في الكويت فلا استطيع ان اعطي رأيا مفصلا عن ذلك لاننا لسنا موجودين في المنطقة، وان كنا ندعم ونعزز مبادرة الشيخ فهد السالم لإرساء المزيد من الحوار وارساء المزيد من النقاش بين الكويت وشعوب المنطقة لتحقيق المزيد من الديموقراطية.
بمناسبة الحديث عن الحوار والحرية والديموقراطية التي من اجلها جاء انطلاق مركز فهد سالم العلي، كيف تنظرون الى الثورات العربية ضد الظلم والاستبداد حاليا، وهل تدعمون هذا التغير الثوري بعدما طفح الكيل من ممارسات الفساد والاستبداد؟
٭ بالنسبة للثورات الاخيرة في المنطقة، لايمكن وضعها جميعا في سلة واحدة، والتعامل معها على انها شيء واحد، فلكل بلد خصوصيته، ولكل بلد وضعه لكن يمكن النظر الى الاشياء المشتركة بين هذه الثورات والانتفاضات فيما يتعلق بجانبين اساسيين اولهما صرخة الشعوب لتحقيق المزيد من الحريات السياسية وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي اضافة الى تحقيق العدالة. فبالنسبة لتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي يتطلب ذلك خلق فرص عمل وتوظيف، ويتطلب تأمين الحقوق الاساسية، وتأمين عملية انتقال الانتخابات لهذه الحكومات، وفي مجال العدالة يتعلق بغياب الحريات الاساسية مثل حرية التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية وايضا فيما يتعلق بالتوزيع العادل للثروة.
ونجد ان هناك بعض الاشخاص لديهم افراط او فرط في الثروة وان هناك أشخاصا آخرين لديهم نقص حتى في الحقوق الاساسية، فكل هذه الامور شكلت المعطيات التي دفعت باتجاه هذه الثورات.
اخيرا لماذا لم تتحرك اوروبا او دول العالم الليبرالي الحر في دعم هذه الثورات والوقوف موقف المتفرج في كثير منها، ولم يصدر نادي مدريد اي بيان يدين تلك الانظمة القمعية؟
٭ نادي مدريد ليس منظمة اوروبية وانما يجمع عددا من الرؤساء والزعماء السابقين من كل انحاء العالم، ولكن المقر في مدريد ونحن مستعدون لتقديم اي خبرات لاي جهات تطلبها.
قيادات داعية للحرية وحقوق الإنسان توقع لدعم مدينة الحرير الإعلامية في الكويت
- فهد السالم: التوقيع يرمز إلى الالتزام الذي يكنه قادة العالم تجاه مهمة مدينة الحرير الإعلامية
جرى على هامش المؤتمر الدولي الأول لمركز الحوار بين الحضارات، الذي ينظمه مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات في الكويت، توقيع القيادات العالمية المشاركة في المؤتمر على الحائط التذكاري في مدينة الحرير الإعلامية، حيث شملت قائمة الموقعين الرئيس الپولندي السابق ليخ فاليسا، رئيس منتدى مدريد، ورئيس وزراء هولندا السابق ويم كوك، وبيانكا جاغر ناشطة حقوق الإنسان المعروفة، وعدد من المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم ودعاة الحرية والسلام.
وقال الشيخ فهد سالم العلي ان: «هذا التوقيع يرمز إلى الالتزام الذي يكنه قادة العالم تجاه مهمة مدينة الحرير الإعلامية، كونهم من الشخصيات العالمية البارزة التي تحظى باحترام وتأيد الكثير من الأطرف حول العالم في مجال دعم الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان، ونأمل أن ينضم إلى هذه القائمة الشرفية، مجموعات أخرى من القيادات العالمية التي تشاركنا الرؤية والهدف». يذكر أن الحائط التذكاري، تضمن فقرة تبرز دور مدينة الحرير الإعلامية، جاء فيها: «تأسست مدينة الحرير الإعلامية، لدعم رؤية مركز فهد السالم لحوار الحضارات والدفاع عن الحريات، عبر العمل على إطلاق شبكة قنوات تلفزيونية فضائية، تسهم في تمكين مختلف وسائل الإعلام والصحافيين المواطنين، من خلال منحهم منبرا رائدا للتواصل ونشر مفاهيم الديموقراطية والسلام وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. إننا وعبر تواقيعنا أدناه، نعبر عن دعمنا لاستخدام وتوظيف وسائل الإعلام، بشكل منفتح ومستقل وشفاف كوسيلة لتشجيع وإحداث التغير الإيجابي».
وقد تضمنت قائمة الموقعين:
كيم كامبل رئيسة وزراء كندا السابقة، ولفغانغ كليمينت الوزير الاتحادي السابق للاقتصاد والعمل في ألمانيا، فيسينت فوكس الرئيس المكسيكي السابق، سيزار غافيريا الرئيس الكولومبي السابق، ألفريد جوسينباور المستشار النمساوي السابق، بيانكا جاغر مؤسس ورئيس مؤسسة حقوق الإنسان بيانكا جاغر، سفيرة النوايا الحسنة، عضو الإدارة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية وعضو أمانة صندوق الأمازون الخيري، ويم كوك رئيس وزراء هولندا السابق، رئيس منتدى مدريد، تشاندريكا كوماراتونجا رئيسة سريلانكا السابقة، لويس البرتو لاكييه الرئيس السابق لأوروغواي، بينجامين ماكابا رئيس جمهورية تنزانيا السابق، أولوسيجون أوباسانجو رئيس نيجيريا السابق، اندريس باسترانا الرئيس السابق لكولومبيا، بافل بلاشينكو رئيس الإدارة الدولية للمؤسسة غورباتشوف، جياندومينيكو بيكو مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة للحوار بين الحضارات، بيتر رومان رئيس وزراء رومانيا السابق، سوامي ساديوجاتاه مدير المؤسسة الدولية لفن الحياة، جورج سامبايو، رئيس البرتغال السابق، جنيفر ماري شيبلي رئيسة وزراء نيوزيلندة السابقة ونائب رئيس منتدى مدريد، كاسام أوتيم رئيس جمهورية موريشيوس السابق، ليخ فاليسا الرئيس الپولندي السابق، وبيتي وليامز حائزة على جائزة نوبل للسلام 1976ـ مدينة السلام للأطفال.