شدد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د.علي الزعبي على ضرورة سيادة ثقافة مجتمعية ترتكز على قيم المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص واحترام الآخر، مؤكدا ان سيادة مثل هذه الثقافة يعد حلا فاعلا للكثير من الصراعات الطائفية او القبلية التي تعيشها المجتمعات العربية.
وقال د.الزعبي لـ «كونا» امس ان قبول الآخر وإيجاد مناطق مشتركة للتفاعل معه تعد أفضل بكثير من التناحر والاختلاف بين الطرفين.
وأضاف انه لتحقيق هذا الهدف يعول الكثير على المؤسسات الاجتماعية المختلفة لإذكائها روح الوطنية من خلال خلق سياق ومناخ ثقافي واجتماعي وديني داعم لهذه القيم والمبادئ.
وذكر ان المشكلة لا تكمن في وجود الطائفة او القبيلة اذ انها تمثل جزءا من النسيج الاجتماعي، ولكـــن المشكلة تكمن عندما تخل الطائفة او القبيلة بمبادئ الوحدة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ما يؤدي الى انقسام فئوي داخل المجتمع.
ولفت الى ان التنشئة الاجتماعية تساهم بدور لا يستهان به في تشكيل هوية الفرد، وذلك من خلال استغلال جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدءا من الأسرة وامتدادا الى دور العبادة والمؤسسات التعليمية وانتهاء بوسائل الإعلام وقنواتها المختلفة.
وأشار الى ان تكريس الوحدة الوطنية وترسيخ وجودها في بنية المجتمع لا تتأتى من عامل واحد دون غيره من العوامل السابقة مع الأخذ في الاعتبار تباين تأثير كل عامل عن الآخر واختلاف الوزن النسبي لأهمية عامل عن الآخر.
وفي ختام حديثه، قال د.الزعبي ان الحفاظ على الوحدة الوطنية مسؤولية مشتركة يتحملها الشعب الكويتي بمختلف أطيافه كواجب وطني تحتمه روح المواطنة الصالحة، مستذكرا قول صاحب السمو الأمير، حين قال «فنحن في هذا الوطن إخوة متحابون لا مكان فيه للتعصب لطائفة أو قبيلة أو لفئة ما على حساب الوطن الولاء بيننا لله ثم للوطن الذي نعيش على أرضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبني أسواره بتعاضد أبنائه».