مجد فاخورجي
عالم من علماء الأمة الأفذاذ ولد عام 88 للهجرة وتوفي عام 157 للهجرة، عاش حياة مديدة سخرها في طلب العلم ونشره.
نشأ في بيروت، حاضرة العلم، ثم أصبح امام أهل زمانه، لاسيما في الحديث، وقد كان امام أهل الشام في الحديث، في الوقت الذي كان فيه الامام مالك بن انس امام أهل الحجاز، وسفيان الثوري امام أهل الكوفة، وحماد بن زيد امام أهل البصرة.
كان الامام عبدالرحمن الأوزاعي - رحمه الله تعالى - قدوة في انصافه وعدله مع المسلمين وغير المسلمين وكان يحبه لعدله المسلمون وغيرهم.
وقد كان له مذهب واجتهادات فقهية كثيرة، الا ان عدم تناقلها بين تلاميذه أذهب الكثير منها لذلك يعد مذهبه من المذاهب البائدة. كان - رحمه الله - واعظ الفقهاء، وفقيه الوعاظ، فكان اذا جلس للوعظ خشع وبكى من حضر مجلسه، وكان زاهدا في الدنيا، لم يقبل عطايا الأفراد، ولا غيرهم تعففا، وكان باذلا لماله في الخير، توفي - رحمه الله - وليس له مال الا وأنفقه في الخير.
ورغبة في التعريف بمسيرة هذا العالم الزاهد الحكيم قام المحامي د.فاروق سعد بتأليف كتيب صغير حمل عنوان «الأوزاعي إمام أهل زمانه وإمام لبنان على الزمان» عرض فيه لأفكار الإمام واجتهاداته التي وصلت اليه.
وقال: قدم الامام عبدالرحمن الأوزاعي بعد خمسة قرون، من الشرق، وبالتحديد من مدينة بعلبك في القرن الثاني الهجري، الموافق القرن الثامن الميلادي، فقصد بيروت حيث سكن وأنشأ زاوية (مسجدا صغيرا للعبادة وتدريس الفقه) في المحلة المعروفة اليوم باسم سوق الطويلة.
وذكر ان الامام الأوزاعي كان أول الأئمة الأربعة الكبار في الحديث في زمانه الذين عددهم ابن مهدي. وتراوحت فتاواه بين 40 ألفا و80 ألف مسألة، وانتشر مذهبه في بلاد الشام (سورية ولبنان وفلسطين والأردن) والاندلس حوالي ثلاثة قرون، وكان خامس المذاهب السنية من حيث الشيوخ والأثر.
ويبقى ما وصلنا من رسالة الامام الأوزاعي التي وجهها الى صالح بن علي، عم الخليفتين العباسيين السفاح والمنصور، ووالي ثانيهما على بلاد الشام، وردعه عن أهل الذمة في جبل لبنان، وثيقة نموذجية خالدة في العدالة والمساواة والدفاع عن حقوق الانسان وحرياته والتعايش بين الأديان والطوائف.
الصفحة في ملف ( pdf )