عبدالهادي العجمي
تحت رعاية وحضور النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، اقيم صباح امس حفل تخريج دورة القيادة والاركان المشتركة الـ 15، حيث بلغ عدد الخريجين 92 ضابط ركن وذلك في كلية مبارك العبدالله للقيادة والاركان المشتركة بحضور سفراء اميركا وفرنسا وسورية ولبنان والسودان وموريتانيا وعدد من الديبلوماسيين وكبار قيادات الجيش.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم القى مدير كلية مبارك العبدالله للقيادة والاركان المشتركة اللواء الركن جواد القطان كلمة قال فيها: انها لحظات غامرة بالفرح والسعادة بكلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة والتي توج بها عام دراسي مليء بالعمل والجهد المتواصل والجاد بهذا الصرح العلمي العسكري الناهض الذي يشكل بعدا عسكريا ومنبعا فكريا علميا ثقافيا يقدم جيلا من قادة المستقبل وهيئة الاركان، واضاف: ان تشريف النائب الاول ورعايته الكريمة لهذا الحفل لهو اكبر دليل على حرصه على متابعة ومساندة الجانب التدريبي في المؤسسة العسكرية مما له عظيم الاثر في بناء الفكر العسكري وتطبيقاته، ومن منطلق الكويت الجديدة التي دعا اليها صاحب السمو الامير القائد الاعلى للقوات المسلحة تأتي اهمية التدريب والتعليم في المؤسسة العسكرية وجل اهتمامنا لتطويره، وذلك كما جاء جليا في اوامر وتوجيهات رئيس الاركان العامة للجيش، وذلك بضرورة وضع سياسة تعليمية مستقبلية من اجل النهوض بالمؤسسة التعليمية العسكرية ما سيؤدي الى رفع مستوى الكفاءة القتالية للجيش، وهنا يأتي دور كلية مبارك العبدالله بتزويد المؤسسة العسكرية بجيل من الضباط القادة وهيئة الركن القادرين على تحليل الواقع بكل ابعاده واحتياجاته ولدراسة المستقبل بكل متغيراته وتحدياته واستنتاج متطلبات الحاضر برؤية مستمدة من الواقع، واثقة الامكانيات، مدركة ان دروس الماضي وأحداثه هي عبرة نستمد منها الحيطة والحذر والرؤية الصائبة. واكد القطان حرص القيادة العسكرية ومتابعتها المتواصلة والمستمرة لربط مفاهيم ومستويات التعليم والتدريب في المؤسسة العسكرية بنظام التأهيل والتدريب العسكري المتدرج والمتوازن والمستمر، وهو الذي يستحق الكثير من اهداف التدريب وغاياته. وتابع: كما ان التطور النوعي في المثلث التعليمي، وهو العلاقة بين قدرة المعلم وجهد الدارس وكفاءة المنهج الدراسي، اضافة الى التحديث المستمر في المنهج الدراسي في كل ابعاده ومستلزماته وتطور برنامج تأهيل المعلمين، هو ما نطمح لتحقيقه حتى تكون روافد العملية متوافقة مع متطلبات ونظم التعليم، والتأهيل الاكاديمي العسكري هو الذي نعمل له.
بعد ذلك، القى كبير المعلمين الكويتيين العميد الركن بحري ناصر الحسينان كلمة قال فيها: ان كلية مبارك العبدالله للقيادة والاركان المشتركة تحتفل بتخريج كوكبة جديدة من الضباط القادة خريجي الدفعة 15 للقيادة والاركان المشتركة والبالغ عددهم 92 ضابط ركن بينهم 63 ضابطا من الجيش و3 ضباط من وزارة الداخلية وضابطان من الحرس الوطني بالاضافة الى تخريج 25 ضابط ركن ينتمون الى 18 دولة شقيقة وصديقة منهم 3 ضباط من السعودية وضابطان من كل من قطر وعمان والبحرين والامارات والاردن وضابط واحد من مصر وسورية ولبنان والسودان وموريتانيا وباكستان والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة واستراليا وكندا وفرنسا وجمهورية المالديف. وأشار الحسينان الى ان الخريجين الذين أمضوا 43 اسبوعا في الدورة التي شملت دراسة وتطبيق مفهوم العقيدة العسكرية وعمليات تقدير الموقف وصنع القرار وفن القيادة وأسلوب تخطيط وتحضير وتنفيذ العمليات البرية والجوية والبحرية ضمن إطار العمليات المشتركة والعمليات المتعددة الجنسيات، بالاضافة الى كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، وتلقيهم الكثير من المفاهيم الخاصة بإدارات الصراعات والحروب وعمليات دعم وحفظ السلام والأعمال الإنسانية والاستفادة من خبرات ومحاضرات الكثير من الشخصيات المهمة من أكاديميين ومدنيين وعسكريين.
ومن جانبه، ألقى كبير المعلمين البريطاني العقيد ديفيد بينيت كلمة بدأها بتهنئة الضباط الخريجين، مؤكدا ان لديهم شعورا قويا بما حققوه من إنجازات ومستعدون لتطبيقها من خلال توليهم المناصب القيادية بالمستقبل، وأوضح العقيد بينيت ان الجانب الرائع خلال هذه الدورة هو المراقبة في معرفة تطور الدارسين والثقة والاهتمام بهم عبر تعزيز النهج المؤدي الى تكامل المهنية وكل ما يدور في عالمنا. وأشار الى ان العالم الحديث يسير بوتيرة متسارعة ونحن نسعى الى ان تنعكس هذه الوتيرة وبطريقة ديناميكية على منهاج الدورة، لذلك قمنا بتحديث جميع التمارين السابقة وإنشاء تمارين جديدة تتواكب مع بيئة العمليات المعاصرة والحديثة لكي ندعم مفاهيم النزاعات الحديثة بما فيها عمليات الاستقرار وعمليات مكافحة التمرد والأخذ بالحسبان الأحداث العالمية الحالية، لاسيما فيما يتعلق بما يسمى بـ «الربيع العربي» اذ كان الشرق الأوسط في مقدمة التغيرات العالمية، فإن هذا التساؤل قد تبدد بطريقة رائعة ولافتة للنظر، وان الاحداث الإقليمية الأخيرة لا يمكن غض النظر عنها، وسيكون لها التأثير في مستقبلكم المهني، لذلك فرضت نفسها على منهاج الدورة، ما دفع الى مناقشتها وهذا ما أعطى الدورة 15 هدفا محددا مثل مجابهة الحقيقة وفهم الاسباب والعواقب للأحداث الاقليمية السياسية والاجتماعية ومدى تأثيرها على الأمن والبعد العسكري، ما فرض علينا كثيرا من التساؤلات مثال: ماذا تعني هذه الظاهرة؟ لماذا تحدث الآن؟ من هم الداعمون وكيف ينفذون استراتيجياتهم؟
وفي نهاية الحفل قام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك بتسليم شهادات التخرج للضباط الركن ومن ثم قام مدير كلية مبارك العبدالله اللواء ركن جواد القطان بتقديم هدية تذكارية للنائب الأول.