- الحديث عن أن المياه ملوثة والسمك مسرطن كلام مرسل لا يستند إلى أي دليل
- العنزي: 300 فحص مخبري على المياه المكررة بدءاً من محطات التحلية حتى أفواه المستهلكين
عادل الشنان
نظم ملتقى نجلاء النقي أمس الأول محاضرة بعنوان «مشاكل البيئة وطرق معالجتها وحقيقة ما يثار من قضايا حولها» حاضر فيها نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة الكابتن علي حيدر ومدير إدارة العلاقات العامة في الهيئة العامة للبيئة د.خالد العنزي والباحث الاقتصادي محمد المطوع بحضور عدد من المهتمين بهذا الشأن.
وقال نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة الكابتن علي حيدر ان قانون إنشاء الهيئة العامة للبيئة أعطى الهيئة عددا من المسؤوليات والواجبات والاهم والدور الرئيسي للهيئة هو حماية بيئة الكويت وصحة الإنسان فيها من أي ضرر، معرفا البيئة بأنها الوسط الذي نعيش فيه من دون زيادة أو نقصان، مشيرا إلى ان كل زيادة أو نقصان لهذا الوسط يعد تلوثا لها. وأشار إلى العلاقة بين الهيئة كهيئة حكومية تتبع الحكومة في إجراءاتها وميزانياتها وقوانينها وتشريعاتها وبين كونها جهة رقابية وإشرافية تقوم بمتابعة الحالة البيئية في الكويت وتطبق القانون البيئي على كل قطاعات البلاد منها الأهلي والصناعي والنفطي وغيرها، مضيفا ان الصلة بين الهيئة والقطاع الأهلي تقوم على حق الشعب في أن يعيشوا في بيئة سليمة وفق التشريعات والقوانين، وعلى الشعب ان يشتكي من سوء حالة البيئة التي يعيشون فيها، وعلى الهيئة ان ترد عليهم وتتخذ إجراءاتها، مشيرا إلى ان دور الهيئة يمارس بقوة ضد أي مخالفات بيئية تتم في البلاد، ويتم رفع التقارير الخاصة بهذه المخالفات إلى مجلس الوزراء سواء كان المخالف قطاعا حكوميا أو خاصا. وبيّن حيدر إلى ان الهيئة تحاول الضغط على الجهات الحكومية التي تخالف البيئة، مشيرا إلى ان القطاع الخاص اشتكى من الهيئة لممارستها القانون البيئي على مخالفاته، لكنها في المقابل أمهلت القطاع الخاص كثيرا لتعديل وضعه وقدمت له الكثير من المساعدات والإرشادات. وأوضح ان الجو السياسي في الكويت مثل «حارة كل من إيدو إلو»، الجميع يريد ان يتكلم والجميع يريد ان يحلل لكن دون ان يمتلك من العلم أو المعرفة في الموضوع الذي يتكلم به، فهناك من يقولون ان الكويت هي من أكثر الدول العالم تلوثا، لكن إذا قارنا مدينة الكويت بطهران وأثينا ونيومكسيكو فنؤكد ان هذا مستحيل في حين يصدر قرار من الأمم المتحدة يصنف الكويت بأنها الرابعة على مستوى العالم تلوثا، مشيرا إلى ان هناك من عمل على تبني هذا القرار، فيما العملية هي عملية إحصائية لا تستند إلى أي أسس علمية.
وبين أننا كلنا كويتيون وكلنا يخاف على الكويت، مشيرا إلى ان الكويت ليست من الدول الملوثة ولكن من يقول ان الهيئة العامة للبيئة هي السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة الغبار في الكويت، فأين العقل والمنطق، لكن الكويت مرت في 3 حروب واستخدمت البيئة كسلاح في كل هذه الحروب وما سببته من تفكك للتربة وغيرها، فكيف تكون الهيئة هي السبب في انتشار الغبار، متسائلا: هل جزيرة «بوبيان» هي منبع الغبار في الكويت وهي تربة طينية، لكن عندما يجف هذا الغبار يتطاير بكثرة في الجو، القصور الوحيد في الهيئة العامة للبيئة هو التوعوية البيئة.
وأشار إلى ان هناك من قال ان الهيئة العامة للبيئة كاذبة في تقديمها للمعلومات للشعب الكويتي، مشيرا إلى بيان نشرته إحدى منظمات المجتمع المدني كشفت فيه عن تسرب ما يقارب 5000 برميل من النفط الخام سكبت في البيئة البحرية، موضحا ان الـ 5000 برميل هو تدريب وهمي قائم على اختبار لمعرفة مدى استعداد القطاع النفطي لمواجهة مثل هذه التسربات ان حدثت، مؤكدا ان الهيئة لا تكذب ولا تخفي معلومات وإنما تثبت ما تقوله بالدليل العلمي القاطع. وأكد ان من يتكلم بان مياه الشرب ملوثة ومسرطنة، والسمك الكويتي مسرطن ومصاب بالكوليرا، مطالب بان يكمل شرحه ويدخل بتفاصيل هذا الموضوع، لا يقول عناوين ويسكت، لان كل هذا يضر بالاقتصاد والشعب، داعيا وسائل الإعلام إلى التأكد من أي معلومات تصل إليها قبل نشرها قد تمس أمن البلاد، كذلك عدم تصديق كل ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي قبل التأكد منه من خبراء ومختصين، كاشفا عن 45 قضية مرفوعة حاليا ضد الهيئة العامة للبيئة لمواقفها إزاء مرتكبي المخالفات البيئية في البلاد.
بدوره، قال مدير إدارة العلاقات العامة في الهيئة العامة للبيئة د.خالد العنزي ان الهيئة تقوم بإجراء حوالي 300 فحص مخبري على المياه المكررة في الكويت، ابتداء من خروجها من محطات التحلية وحتى وصولها إلى بيوت المستهلكين، ذلك للتأكد من سلامتها. وأضاف العنزي ان الهيئة تقوم بجهود جبارة بالتعاون مع جهات حكومية ومنها جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية من خلال وضع مجسات وأجهزة كشف دقيقة في جميع المناطق تعمل على مدار الساعة، مشيرا إلى ان هذه الأجهزة تقدم لنا دوريا تقارير تكشف لنا في حال وقوع أي مشكلة في المياه بحيث نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، مؤكدا ان ما يصدر من أقاويل حول تلوث مياه الشرب من بعض الجهات غير المتخصصة هي أقاويل غير دقيقة وغير علمية.
وأعلن العنزي عن وضع الهيئة لإستراتيجية مدروسة تعمل من خلالها على نشر الوعي البيئي من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.
المطوع: الوعي البيئي «صفر» ولا يمكن إنكار المشاكل البيئية
قــال الخبــير الاقتـصادي والباحث البيئي محمد المطوع ان هناك قــصورا إعلاميا للهــيئة العامة للبيــئة واصفا الوعــي البيئي في الكويت بانه صفر، وأضاف المطوع لا يمــكن أن ننفي ان هناك مشاكل بيئيــة.
واشار الى بــعض الحلول التي قام باقتراحها في كتابه، وأن أفضل منطقة يمكن أن تكون صناعية هي منطقة السالمي والتي تبعد عن المناطق السكنية حتى عن دول الجوار، كما أنها ليست بعيدة عن الساحل والمطار، مشيرا الى انه لابد ان يكون المخطط الهيكلي الصناعي للكويت لخطط ممتدة لأكثر من 100 سنة مقبلة، ودعا المطوع إلى نقل المصانع الموجودة في «أم الهيمان» إلى هذه المنطقة مع تعويض أصحاب المصانع عما يلحقهم من ضرر، مؤكدا ان لها مردودا بيئيا واقتصاديا.
وطالب المطوع بتحويل ميناء الشويخ إلى منتجع للاستفادة منه كمرسى للطرادات حتى نقلل من التلوث البيئي والبنية الساحلية بشق خمسة أنهار صناعية للمياه المالحة باستغلال مياه البحر على ان تكون مزارع سمكية.
وعــن ظــاهرة الغبار أشار إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب المياه وظاهرة التصــحر التي تعاني منها الكويت، مشيرا إلى ان الميـــزانية المخصصة للبيئة حوالي ثــلاثة مليارات دينار عليها ان تستثمرها في المشاريع البيئة الاقتصادية التي تعني الشباب الكويتي وتوفر فرص عمل لكثير مــن الشباب الكويتي الذي يضيق بالوظائف الحكومية بجانب الــعائد المــادي المرتفع الـذي سيعود بالنفع على اقتصاد الكويت.