أسامة دياب
بالرغم من الجهود الهائلة التي تبذلها الحكومة لتنمية مرافق الدولة وتجميل شوارعها، الا ان يد الاهمال في ظل غياب الرقابة قد تشوه المنظر المنشود لهذه المرافق، علينا ان نعترف بأن العاصمة تعاني من امراض مزمنة وفي حاجة لحلول جذرية سريعة لكثير من المشاكل مثل الزحام، المباني القديمة، والساحات الخالية التي تحيط بها كنسيج سرطاني لا يعكس الوجه الحضاري لدولة بحجم وامكانات الكويت.
وها هي الاسواق العشوائية بدأت تتسرب الى قلب العاصمة لتعمق من جراحها ولتزيد من اوجاعها.
والضحية هذه المرة برج التحرير، احد اهم معالم العاصمة والذي طالت المنطقة المحيطة به يد الاهمال في منظر مقزز يجعلك تعتقد للوهلة الاولى ان سوق خيطان العشوائي لبيع الخضراوات والفاكهة بكل ملحقاته ومخلفاته التي تملأ المنطقة المحيطة به، قد افتتح له فرعا في احضان العاصمة. المشهد يحمل رسالة استغاثة من برج التحرير الى كل من يهمهم الامر، ان وجدوا!
بجوار برج التحرير وبالتحديد في ساحة مسجد الشايع المقابل لسوق الوطنية وامام موقف الباصات يوجد سوق عشوائي لبيع الخضراوات والفواكه والملابس المستعملة يشوه المنظر العام للمنطقة وتملأ مخلفاته المكان بصورة مقززة.
الراحة التي تبدو على وجه الباعة وابتساماتهم امام عدسات المصور تعكس حالة الاطمئنان التي يعملون فيها، وذلك لتأكدهم من غياب المتابعة والرقابة على المنطقة، البضائع المبيعة داخل السوق تغيب عنها الرقابة الصحية للتأكد من مدى صلاحياتها للاستهلاك الآدمي مما قد يعرض حياة الناس للخطر، بالاضافة الى لجوء بعض الباعة لوضع هذه البضائع بجوار فتحات التهوية لدورات مياه المسجد.
المنطقة المقابلة للسوق العشوائي لم تخل من المخالفات، حيث قام اصحاب المحال التجارية في سوق الوطنية باستخدام المساحة المخصصة لعبور المشاة لعرض بضائعهم، بالاضافة الى بعض الباعة الجائلين الذين استغلوا المكان لعرض بضائعهم من الساعات والعطور والنسخ المقلدة من الافلام السينمائية في مشهد فوضوي لا يمكن بأي حال ان يكون في عاصمة الكويت.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل تتدخل البلدية لوقف هذه المهزلة ام ان لهم رأيا آخر؟ المنطقة تستغيث وتحتاج الى تدخل سريع قبل ان يسمع عن المكان الباعة الجائلون في خيطان وجليب الشيوخ ويسارعوا بفتح فروع جديدة لاسواقهم في العاصمة مادامت الرقابة غائبة وادواتها معطلة وبلا انياب.
تحقيق خاص في ملف ( pdf )