- المناع: «استدعاء» السفير نوع من الاحتجاج
- المكيمي: الخطاب فرضته الظروف الإقليمية
- الحمود: ما يحدث في سورية غير مقبول
- الغانم: موقف «التعاون» جاء بعد عدم تجاوب النظام السوري
- العيسى: دول الخليج ستتخذ منحى جديداً
بيان عاكوم
شكل بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انعطافا مهما في الموقف السعودي والخليجي عموما ازاء ما يحدث في سورية، فلأول مرة بعد بدء الاحداث في سورية منذ ستة اشهر يصدر عن المملكة هذا البيان والذي جاء بعد بيان لدول مجلس التعاون الخليجي والذي دعا فيه المجلس الى وقف اراقة الدماء واجراء اصلاحات واسعة وشاملة.
لماذا في هذا التوقيت تكسر دول الخليج الصمت بابداء موقفها ازاء الاوضاع في سورية؟ وما خلفيات موقف مجلس التعاون؟ هذا ما اجاب عنه عدد من المحللين واساتذة العلوم السياسية، حيث رأى المحلل السياسي د.عايد المناع ان المملكة العربية السعودية تحاول ان تتدارك تفاقم الاوضاع في سورية وتعمل على حل المشاكل، مشيرا الى تأكيد الملك على ضرورة وقف العنف والعمل الفعلي على اجراء الاصلاحات، لافتا الى ان المملكة السعودية تتلمس هذه الحاجة للاصلاحات منذ عهد طويل.
وقال المناع: هذه كلمة ابوية من هذا الرجل الكبير الى الرئيس الشاب بضرورة اخذ الحكمة والعمل على انهاء العنف.
واشار المناع الى ان الاصلاح لن يتم الا عندما يدرك النظام ان الحل الامني غير مجد.
ورأى المناع انه على الرئيس بشار الاسد ان ينفذ المقترحات التي قدمها والتي اعتبرها جيدة ومن الممكن ان تكون جادة وتشكل طريقا لاصلاح النظام السياسي بإبعاد الهيمنة الحزبية والسماح للتعددية، الى جانب اجراء انتخابات حرة ديموقراطية كاملة.
وختم بالقول: لا نحن ولا غيرنا يمكن ان يحل المشكلة داخل سورية ما لم يقدم السوريون انفسهم على حلها.
خطاب فرضته الظروف
من جهتها، رأت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت د.هيلة المكيمي ان خطاب الملك عبدالله فرضته الظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة وتداعي الأوضاع في الداخل السوري والذي يبين ان دول الخليج تحرص على علاقات ثنائية متميزة مع سورية، لكن يبقى الاستقرار قضية مهمة لارتباطه بالأمن الخليجي لأنه جزء من المنظومة الأمنية العربية.
وقالت المكيمي ان السوريين منذ فترة وبعد القطيعة التي حصلت بين المملكة وسورية بعد حرب 2006 في لبنان حاولوا ان يخلقوا حالة من التوازن وتلطيف العلاقات مع دول الخليج عبر المدخل التركي.
ما يحدث غير مقبول
وأبدى رئيس قسم القانون العام في كلية الحقوق د.إبراهيم الحمود أسفه على ما يحدث في سورية من أعمال عنف وأحداث دامية وما يعتمده النظام الحالي من أساليب إراقة دماء، مشيرا الى ان سورية طالما كانت من الدول الرائدة في المنطقة العربية وهي ذات تاريخ عريق الا ان ما يحدث اليوم غير مقبول ليس فقط لدى الدول العربية والإسلامية وإنما على صعيد دولي.
وقال الحمود ان سياسة العنف تولد العنف لدى الشعب الذي لم يعد قادرا على تقبل واقع القتل وخسارة بعض أفراد أسرته في المطالبة بحقوقهم، لذلك كان لابد من التحرك الدولي والعربي لحث النظام السوري على وقف هذه الاعتدادات. وتابع الحمود ان بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان متوقعا خاصة ان العاهل السعودي رجل سلام وصاحب مواقف، اضافة الى ان السعودية تتمتع اليوم بموقع الريادة العربية كونها الدولة الأكثر استقرارا ومركز الدول الإسلامية.
وأشار الى ان استدعاء السفير السعودي في دمشق يحمل رسالة واضحة الى الحكومة السورية باتخاذ مواقف أشد وأكثر قوة في الأيام المقبلة ما لم يحتكم السوري ويوقف إراقة الدماء الحاصلة، وعليه مواجهة هذه المظاهرات بالإصلاحات واستيعاب مطالب الشعب وليس بالعنف والدم.
وتابع الحمود: ان الدول الحديثة في مختلف أنحاء العالم لم تعد تقبل نظام الحزب الواحد وعلى الرئيس السوري صاحب الخلفية الدرامية الإنجليزية والانفتاح والتطور ان يتخلى عن سياسته القمعية وان يتعامل بحكمة مع اجتماع الموقف الدولي والعربي حول ضرورة تغيير هذه السياسة.
الغانم
بدوره اعتبر استاذ العلوم السياسية د.عبدالله الغانم ان بيان خادم الحرمين الشريفين يعبر بطريقة او بأخرى عن وجهة نظر دول مجلس التعاون الخليجي اذ انه غالبا ما يتم التفاهم فيما بين هذه الدول على اطر المواقف في الاحداث العربية والاقليمية.
لذلك فانه يمكن القول ان بيان العاهل السعودي يلقى دعما خليجيا لاسيما ان هذا البيان جاء بعد بيان دول مجلس التعاون الخليجي، ما يدل على ان الوضع في سورية قد وصل الى اعلى مستوياته وفاق قدرة العالم على التحمل، وحتما صدور مثل هذا البيان لم يأت من فراغ ولا بطريقة متسرعة ولكنه نتيجة وصول الامور الى ذروتها وعدم تفاعل وتجاوب النظام السوري مع التحذيرات والنصائح الدولية والعربية.
وقال الغانم ان صدور هذا البيان عن السعودية امر طبيعي اذ ان المملكة العربية السعودية دولة رائدة اليوم وهي محط الانظار والمحور الوحيد اليوم الذي ينتظر العرب تحركه.
واشار الغانم الى ان البيان حمل في جنباته الكثير من التحذير لسورية خوفا من تطور الاحداث وخروجها عن السيطرة وان يصبح حالها كحال ليبيا اليوم.
العيسى
من جانبه قال استاذ العلوم السياسية د.شملان العيسى ان بيان خادم الحرمين الشريفين قد جاء في الوقت المطلوب وذلك لان سكوت الدول العربية عن الاحداث الدامية غير مقبول.
وتابع: ان صدور البيان بهذه اللهجة الحادة يدل على اتخاذ دول الخليج بشكل عام منحى جديدا في التعامل والتعاطي مع الشأن السوري في ظل ما يستخدمه هذا النظام من اساليب عنف وبطش.
واعتبر العيسى ان النظام السوري قد تأخر جدا في محاولة ارضاء شعبه واعتمد مناهج العنف والابادة الجماعية لذلك فان الشعب السوري اليوم اقدر على تقرير مصيره، مشيرا الى ان رفض المعارضة السورية اي حوار مع النظام الحالي خطوة جديدة وسابقة لم تعرفها سورية من قبل وهذا ما يشير الى ما سلف عن مقدرة الشعب ودرايته بمطالبه وحقوقه ولا يمكن العودة الى الوراء كما علا سقف الاصلاحات.