- روسيا تحتل أبخازيا وأوسيتيا وأؤمن بأن الاحتلال سينتهي يوماً ما
- نعمل على إنشاء بعثة اقتصادية بين بلدينا ومهمتي توثيق العلاقات على جميع المستويات
بيان عاكوم
أكدت السفيرة الجورجية في البلاد ايكاترينا ميكادزه عمق العلاقات وقوتها بين الكويت وروسيا معبرة عن امتنانها للكويت التي كانت من اولى الدول التي ارسلت معونات انسانية لجورجيا بعد الحرب مع روسيا كاشفة عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الجورجي الى الكويت هذا العام. كما اعلنت عن انشاء بعثة اقتصادية لكل بلد في البلد الاخر في نوفمبر المقبل معتبرة التعاون الاقتصادي جيدا بين البلدين لافتة الى ان هناك تعاونا مع غرفة التجارة ومع بنك التمويل الكويتي وهيئة الاستثمار الكويتية.
وقالت خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته صباح اول من امس في مقر السفارة في قرطبة بمناسبة الذكرى الثالثة لحرب جورجيا وروسيا أن هناك مشاورات سياسية بين بلدها والكويت الى جانب التعاون الاقتصادي، وأن مهمتها هي تحسين العلاقات بين البلدين على جميع المستويات.
تعاون شامل
وبينت ميكادزه ان البلدين بدآ بالتعاون في المجال الثقافي حيث كان علماء الاثار الجورجيين في جزيرة فيلكا، وعملوا بشكل وثيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشيرة الى انهم يفكرون في إحضار موسيقيين وفنانين من جورجيا.كما ذكرت ان التعاون بين جورجيا وجميع دول مجلس التعاون يتقدم وتشجع الزيارات المتبادلة ليس على المستويات السياسية والاقتصادية فقط بل على المستوى الشعبي ايضا.
كيف بدأت الحرب في جورجيا؟
وكانت السفيرة الجورجية تحدثت عن تفاصيل الحرب التي وقعت بين روسيا وبلادها في اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، مشيرة الى ان المشكلة بدأت منذ زمن طويل قبل عام 2008 وقالت «بدأ الاعتداء الروسي على جورجيا في اوائل التسعينيات عندما ردت موسكو على تحرك جورجيا القوي لنيل استقلالها بتقديم دعم عسكري ولوجستي كبير للقوى الانفصالية في هذين الاقليمين وتصاعد الموقف ليتحول الى عداءات مسلحة عندما ساندت القوات النظامية للجيش الروسي القوات المسلحة الجورجية المنشقة وتسببت في تشريد مئات الآلاف من العرق الجورجي في تلك الاقاليم».
واضافت «في عام 2008 خرجت روسيا من اللجنة التابعة لمجموعة الدول المستقلة والتي كانت مهمتها ادارة النزاع بين جورجيا والاقاليم الانفصالية» لافتة الى انه كان ذلك قبل نحو 4 اشهر من بدء الحرب، مبينة ان الروس قاموا باخلاء المواطنين من اوسيتيا، وايضا حشدوا جيوشهم على الحدود، مؤكدة على ان هذا دليل بأن روسيا كانت تعد لهجوم كبير على الاراضي الجورجية.
جورجيا والطاقة وهيمنة الدول
وعن السبب في نشوب الحرب قالت السفيرة ان سياسة جورجيا هي عدم النزاع مع جيرانها وانما اقامة علاقات جيدة معهم وبالفعل حققت ذلك باستثناء مع روسيا مرجعة سبب الهيمنة الروسية حسب تعبيرها على تلك المنطقة الى سببين الاول أهمية جورجيا والاصلاحات التي ادخلتها في كل القطاعات بدءا بالشرطة والادارة والاقتصاد مما جعلها قدوة للبلدان الاخرى التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق، حيث ان ما حدث في جورجيا كان مهما لدول اخرى مثل اوكرانيا وغيرها من الدول التي كانت منضوية تحت لواء الاتحاد السوفييتي.
اما السبب الآخر فيعود الى أهمية جورجيا في مجال الطاقة حيث تعتبرها اوروبا منطقة بديلة لعبور الطاقة الى البحر الاسود ومنه الى اوروبا، مشيرة الى ان السيطرة على جورجيا تعني السيطرة على الطاقة. وأضافت ان ما هو قائم اليوم ليس نزاعا بل احتلالا من قبل الروس للإقليمين الجورجيين.
روسيا ترفض المفاوضات
وتابعت السفيرة الجورجية قولها «في عام 2010 اعلنت جورجيا من جانب واحد عن تعهدها بعدم استخدام القوة لحل مشكلة الاحتلال، ولكن روسيا لم تقدم اي تعهد مماثل»، مشيرة الى انه منذ عام 2008 هناك عمليات ارهابية تقع في هذه المناطق، وتفجير قنبلة بالقرب من السفارة الاميركية في تبليسي كشف الاميركيون أن لروسيا يدا فيها.
وقالت السفيرة الجورجية «ان روسيا لا تعترف بحدود جورجيا، وترفض التحدث مع حكومتنا الا اذا كان هناك رئيس جديد» مشيرة الى ان حكومة جورجيا منتخبة من الشعب، وكبلد كبير عليهم احترام ارادة الشعب، والحكومة الموجودة في السلطة، لافتة الى ان الروس يرفضون المفاوضات «لأنهم يعرفون اننا سنبحث في انهاء الاحتلال لأراضينا»، مبينة ان الاتحاد الاوروبي اكد أن روسيا لم تحترم اتفاقية وقف اطلاق النار لانها تنص على انسحاب القوات الروسية الى خط ما قبل الحرب. معبرة عن ثقتها بان الاحتلال سينتهي يوما ما.
مشكلة اللاجئين
وتطرقت السفيرة ميكادزه الى موضوع اللاجئين مشيرة الى ان عدد سكان جورجيا 4.6 ملايين نسمة وفيهم نصف مليون لاجئ معتبرة هذا الرقم هائلا جدا ولذلك «تم طرح الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما ان هناك مشروع اتفاقية للسماح للاجئين بالعودة الى ديارهم»، مشيرة الى ان هذا حقهم، وهو لاعتبارات انسانية وليست سياسية، لافتة الى ان المشروع في عامه الثالث ويحظى بدعم من عدد متزايد من الدول لأنها مسألة انسانية بحتة قائلة «لا تستطيع روسيا ان تتهمنا بالتقصير في هذا الجانب».
دور الاتحاد الأوروبي
وردا على سؤال عن دور الاتحاد الاوروبي قالت «انه يطالب روسيا بالعودة الى اتفاقية وقف اطلاق النار وتطبيقها، مشيرة الى صيغة جنيف التي اتفق عليها بعد الحرب لإنشاء مجموعات عمل بين روسيا وجورجيا» ولكنها اشارت الى ان الارادة معدومة من الجانب الآخر ولذلك كان النجاح محدودا. مبينة انه لا يوجد تعاون سياسي بين جورجيا وروسيا، ولكن هناك خططا لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، مشيرة الى ان جورجيا ترحب بالسياح الروس فهم لا يحتاجون الى تأشيرات مسبقة، وتفتح حدودها، وتطبق سياسة ليبرالية مع الراغبين في زيارة جورجيا.
وردا على سؤال عما يحصل في الوطن العربي من ثورات قالت لكل دولة ظروفها الخاصة ولا يمكن تشبيه اي ثورة في دولة ما بأخرى مؤكدة على انه عندما يكون هناك حكومة جيدة ستكون الظروف افضل متحدثة عن الثورة الجورجية حيث ثار المواطنون ضد الفساد والظلم ولم يكن هناك ثقة بالحكومة ولم يشعر الناس وقتها بالأمن مشيرة الى ان الناس تحتاج للتطور وعندما لم يروا ان هناك شيئا يتغير يخرجون الى الشارع.
قوة جورجيا الديموقراطية تحميها من أي قوة خارجية
اكدت السفيرة الجورجية على ان جورجيا بلد قوي ليس بالوسائل العسكرية وانما بمؤسساته الديموقراطية الفاعلة وهذا ما سيجعل من الصعب على اي قوة خارجية ان تهزمه واضافت كان هدف روسيا انهاء واقع جورجيا كدولة ولكنها لم تنجح بغض النظر عن حجم الدولة مشيرة الى ان الديموقراطية الجورجية ستنقذها من اي قوة خارجية.