أغسطس
لم يأت شهر أغسطس كعادة كل عام هادئا سياسيا، بل شهد تفجر أزمة «الإيداعات المليونية» التي حجبت ما عداها من أخبار، وتحولت الى أزمة سياسية جديدة بين السلطتين لعلها كانت الأشد حدة، خاصة بين النواب أنفسهم وسط تصريحات وتبادل اتهامات، حيث بدأت الأزمة مع خبر الزميلة «القبس» حول إرباك بعض البنوك عن مبالغ دفعت لنواب بالملايين، وصل بعضها «نقدا» الى مصارف احتارت في كيفية التعاطي مع هذه الأموال التي تدخل حسابات نواب أو مقربين منهم، وهي لا تمت لمداخيلهم المعتادة بصلة، حتى ان أحد النواب تراكمت في حسابه مبالغ وصلت الى 17 مليون دينار، وآخر جمع نحو 8 ملايين في أيام قليلة.
وتفرعت الأزمة لتلد أخرى حول جواز إفشاء المعلومات البنكية والسرية المصرفية وغسيل الأموال وقضايا الفساد المالي، إلا أن ذلك لم يخفف من وطأة مطالبات الحكومة بكشف حقيقة الرشوة النيابية، حيث انهمرت الأسئلة النيابية عليها تبعها بلاغات للنائب العام لكشف الراشي والمرتشي.
وضمن هذا الإطار، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، اعتمد مجلس الوزراء مشروع قانون بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لحماية مؤسسات الدولة والكشف عن مواطن الفساد.
وشكل المجلس لجنة برئاسة محافظ البنك المركزي وعضوية 7 أعضاء من البنك وممثلين عن وزارات العدل والمالية والداخلية والتجارة حول الإيداعات المليونية والكشف عن المعاملات المصرفية المشبوهة داخليا وخارجيا.
وقرر المجلس طرح مشاريع 3 شركات مساهمة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهي المتعلقة بالضمان الصحي للوافدين والتي سيبدأ العمل بها أكتوبر المقبل، شركة الكهرباء (محطة الزور الشمالية).
وعاشت الكويت في هذا الشهر مجددا على وقع محاولات اختراقات لحدودها مع العراق على خلفية ميناء مبارك الكبير، ما استدعى استنفار جهود الأجهزة المعنية للتعامل مع المعطيات الجديدة. حيث حاول عشرات من العراقيين اختراق حدودنا الشمالية وتحطيم البايب الحدودي بعد التظاهر وإطلاق شعارات وعبارات مسيئة للكويت، وعلى الفور صدرت التوجيهات للأجهزة الأمنية باتخاذ جميع الاحتياطات لوقف هذا الانتهاك بكل حزم، وتوجهت الى الحدود كتائب القوات الخاصة، وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود قد طمأن المواطنين الى سلامة الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية، مؤكدا أنه لا شيء يدعو للقلق، حيث تؤدي قوات الأمن وأجهزتها المختصة واجبها المعتاد بكل يقظة واستعداد.
وفي الاطار ذاته نفت مصادر عسكرية في هذا الشهر ما تداولته وسائل إعلام حول إطلاق 3 صواريخ كاتيوشا من مناطق عراقية على الأراضي الكويتية.
تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بافتتاح أعمال اللجنة الاستشارية لبحث التطورات الاقتصادية في هذا الشهر، حيث شدد سموه على أن ضرورة «المبادرة الى اعتماد حزمة من الإجراءات تكفل تصحيح مسار الموازنة العامة للدولة وتفعيل دور القطاع الخاص». وأكد صاحب السمو الأمير، خلال كلمة لسموه افتتح بها أعمال اللجنة الاستشارية لبحث التطورات الاقتصادية العالمية والمحلية، أن الأمور تستوجب وقفة جادة لمعالجة هذه الأوضاع واتخاذ ما يلزم من خطوات جادة لحماية اقتصادنا الوطني.
وجددت الكويت في هذا الشهر دعمها وتأييدها للمجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتباره ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي. وأعربت عن تمنياتها أن يعم الأمن والاستقرار ربوع ليبيا الشقيقة لتبدأ عملية البناء وصولا لما يصبو إليه الأشقاء في ليبيا.
الأحداث السورية العاصفة كان لها ارتداداتها في الكويت، فوسط حضور جماهيري شاركت فيه قوى سياسية وفعاليات اجتماعية وبوجود أمني كثيف في محيط السفارة، طالب عدد من النواب الحكومة بضرورة طرد السفير السوري من البلاد احتجاجا على ما يتعرض له الشعب السوري من قمع وقتل واستخدام للعنف. وندد الحضور بالجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، مطالبين بضرورة دعم الأشقاء في سورية ووقف نزيف الدماء هناك والإفراج عن المعتقلين.
وفي هذا الإطار، أثارت الدعوة التي أطلقها النائب محمد هايف للشباب حول استفتاء علماء الأمة الاسلامية بشأن إهدار دم السفير السوري في البلاد ودم سفراء النظام في كل بقاع العالم، أثارت ردود فعل رافضة لمبدأ استباحة وإهدار الدماء.
أمنيا، تمكن 5 سجناء بينهم الكويتي محمد عبدالله الدوسري الملقب بـ «أبوطلحة الكويتي» (38 عاما) من الفرار من داخل سجن رومية المركزي شرق العاصمة بيروت بنشر حديد إحدى نوافذ السجن.
كذلك شهد أول أيام شهر رمضان الكريم جريمة مروعة بكل ما تحمله الكلمة، إذ أقدم رقيب أول في وزارة الداخلية على قتل 4 وافدين جميعهم من الجنسية الآسيوية من دون مبررات حقيقية، وإنما لمجاهرة 2 منهم بالإفطار، في حين نجت وافدة آسيوية من موت محقق جراء حالة من الهياج أصابت المتهم البالغ من العمر (38 عاما) ويعمل رقيب أول في وزارة الداخلية بعدما شرع في قتلها أيضا.
وفي نفس الإطار، وبعد مشاورات امتدت لأسابيع، قامت السلطات الأمنية السعودية بتسليم المواطن المتهم بقتل آخر في منطقة غرب الجليب. وكان المجني عليه رصد صوتا غريبا داخل مسكنه في منطقة غرب الجليب، وحينما نزل لمعرفة هوية من بداخل المنزل، قام الجاني بتسديد طعنات الى المجني عليه أردته قتيلا.
وأصيب في هذا الشهر نحو 15 وافدا جميعهم من جنسية آسيوية اثر حادث تصادم بين باصين محملين بالعمال، كما أسفر حريق في منطقة صباح السالم عن إصابة 5 أطفال كويتيين باختناق.
رياضيا، حقق القادسية لقب كأس السوبر للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه على كاظمة بهدف دون رد جاء من رأسية البديل أحمد عجب (75) في المباراة التي أقيمت على ستاد صباح السالم في النادي العربي.