- كل الاستفتاءات رشحت فوز 8 من الشيعة و«قطت» أسامة الشاهين ومحمد الكندري في الخلف ولم يكونوا يدركون أن هناك قاعدة تتشكل في الدائرة ستحسم الأمور
- وضع غير صحيح أن يحصل «العوازم» على مقعدين وأصواتهم 9 آلاف والحضر 31 ألفاً ولهم مقعد واحد فقط
- أسقطنا واحداً من الشيعة هي معصومة وواحداً من العوازم هو مخلد وواحداً من الحضر هو الرومي والحريتي ابتعد وأدخلنا بدلاً منهم 4 نواب جدداً سيكونون «صقوراً»
- قلت لابن جامع وبعض كبار العوازم «خلوا الجماعة يتّحدون على اثنين» فردوا «لن يتحدوا لأن القبيلة عبارة عن أفخاذ وكل فخذ ينافس الفخذ الآخر»
- أشيد بجهود فريق شباب ودواوين الدائرة الذين تعاونوا بشفافية تامة واندفاع تام لتغيير صورة الدائرة الأولى التي غلب عليها دائما «التشتت السني» مقابل «التحالف أو الاتحاد الشيعي القوي»
- عبدالله الرومي لم يكن هو عبدالله الرومي في 2008 وكلام الدواوين كان مختلفاً عنه هذه المرة ومن استقراء الدواوين فإن الكثير يريده والكثير لا يريده ولكن قاعدته كبيرة في الدائرة
- يوم الانتخابات الضمانات التي جمعناها كانت 7 آلاف صوت تقريبا، 90% منهم توجهت أصواتهم الى المرشحــين الـ 4 الذين أصبحوا نوابا، ولو كان 100% لتفوقنا على هذا العدد
- الذين ذهبوا للتصويت كانوا 7000 صوت ضامن وهذا دليل وصول أرقام محمد الكندري إلى 11 ألف صوت وأسامة الشاهين إلى اكثر من 10 آلاف صوت وتقاربه من الكندري بفارق بسيط
- هناك بعض المرشحين امتصت القائمة أصواتهم لأن الناس تريد قائمة وتريد تغيير هذه النسبة غير الصحيحة والمقلوبة
لقاء: أسامة أبو السعود
انقضت الانتخابات فاز من فاز.. وخسر من خسر، لكن ما حدث في الدائرة الاولى من اكتساح مرشحين جدد مثل اسامة الشاهين ود.عادل الدمخي وعودة النائب د.محمد الكندري ونجاح عبد الله الطريجي يطرح العديد من التساؤلات عن الزلزال الذي حدث بالدائرة الاولى والذي اطاح بنواب عتيدي الممارسة الديموقراطية مثل عبدالله الرومي والنائب د.حسن جوهر وسقوط الفائزة بالمركز الاول في انتخابات 2009 د.معصومة المبارك وخروج جميع مرشحي قبيلة العوازم «خاوي الوفاض» بعد ان حجزا مقعدين على الاقل طيلة سنوات عديدة اقتسمها في انتخابات 2009 كل من مخلد العازمي وحسين الحريتي وتنافس في آخرها بشراسة كل من مبارك الحريص ومخلد العازمي ووسمي الوسمي والوزير السابق عبدالله المحيلبي وأنور الداهوم ومحمد الرشيد وغيرهم من مرشحي العوازم ، رغم ان القبيلة تتحكم بأكثر من 9 آلاف صوت في الدائرة الأولى كفيلة بنحاج نائبين على الاقل. هذا الزلزال كان لابد من الاستقصاء عن مسبباته وهل جاءت العملية مجرد مصادفة أم أنها تغيير بحكم التطور الطبيعي للديموقراطية.. ام جاءت بفعل محرك قوي ظهر للمرة الاولى وأحدث كل هذا التغيير الهائل؟ كل هذه الاسئلة سنكشف اجاباتها من خلال اللقاء مع «مهندس» التغيير في الدائرة الاولى الشيخ حمد السنان امام وخطيب مسجد عبدالرحمن البشر في مشرف ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للعلوم الاسلامية ورئيس اللجنة الدائمة لمسابقة الكويت للقرآن الكريم والذي التقيناه في ديوانه بمشرف او «غرفة العمليات» حيث يكشف تفاصيل «مذهلة» تنشر للمرة الاولى ولا يعلم عنها حتى النواب الذين وصلوا الى قاعة عبدالله السالم او الذين أقصوا عنها.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء الساخن:
نبدأ من نتائج الانتخابات الاخيرة وانت مهندس التنسيق بين النائبين الحاليين اسامة الشاهين ومحمد الكندري ودخل على الخط عادل الدمخي وعبدالله الطريجي، كيف بدا هذا التنسيق وما الذي دعا اليه في بداية الفكرة؟
٭ أولا بفضل الله سبحانه لقد حققنا نجاحا نوعيا في الدائرة الاولى وهذا ليس توصيفيا، بل كلام اهل الدائرة ككل، فهذا هو النجاح الأول من نوعه في الدائرة الأولى لأسلوب القائمة، فالدائرة الأولى كان الترشح وحتى النجاح فيها دائما في الجانب السني فرديا، وبالطبع هذا الانجاز الكبير ـ ولله الحمد ـ تحقق خلال اقل من شهرين فقط، وتحقيق انجاز في مثل هذا الوقت القصير هو ـ بحد ذاته ـ نجاح كبير، لكسر حاجز الوقت لأن هذا التنسيق وإعادة تشكيل الدائرة يتطلبان وقتا طويلا ربما يأخذ سنوات .
ولكن هذا توفيق من الله ـ سبحانه وتعالى ـ وعمل دؤوب من مجموعة عملت ليلا ونهارا وتطوف دواوين الدائرة، وكذلك وجدنا تجاوبا كبيرا من دواوين وابناء الدائرة الاولى وهذه الفكرة بالطبع نبتت لحاجة وأدت هذه الحاجة إلى هذا النجاح.
ما هذه الحاجة، وقبلها من هي تلك المجموعة التي ساهمت معك في التنسيق وطافت دواوين الدائرة للحشد لهذه القائمة؟
٭ كما ذكرت ان هذه الفكرة نبتت من حاجة الدائرة للتغيير الجذري في طريقة الاختيار وطريقة الترشح ذاتها، فالدائرة الاولى دائما كان من يترشح فيها افرادا وهي دائرة شرسة وهي كويت مصغرة، ولما رأيت هذه الاشكالية كانت الفكرة ضرورة جمع الناس، ولكن كيف نجمع الناس على اشخاص؟ ولكنني وضعت ما يمكن وصفه بـ «استراتيجية المرجعية الأسرية» وطبعا لا استطيع ان اجمع الناس وفق مرجعية دينية او رأي ديني بأن التصويت واجب، فهذا الامر ليس لدينا ولا نستطيع ان نوجه الناس بهذا الشكل لعدم قناعات الكثيرين بهذا الامر، ولا يصح شرعا ان اقول ان التصويت واجب لفلان، الا لدرء مفسدة وهذه لها امور لا اود الدخول فيها.
لكن الفكرة بدأت بكيف نوجه الناس الى الاختيار، فنبتت الفكرة من «استراتيجية الاسرة» وهي فكرة بسيطة جدا جدا، لكن ارساءها على الواقع نفسه صعب جدا، لأن إرساء هذا الامر على الواقع يتطلب اولا اقناع المخاطب، ولابد ان تكون الاستجابة صحيحة وتتطلب مصداقية المتحدث الى الناس.
هل تقصدون كبار الاسر والعوائل؟
٭ لا ليس كذلك وانما الاسرة نفسها، فببساطة قلت انني اريد ان اصنع مرجعية وهذه المرجعيات اقول لها «وجهوا يوجهون»، ولكن كيف تكون تلك المرجعيات؟ وبكل بساطة فتحت هاتفي النقال وجمعت حوالي 200 اسم من الاشخاص الذين «امون عليهم» وأثق فيها ثقة كاملة وهم يثقون بي ثقة كاملة.
ولو استطعت ان احصل على 1000 رب اسرة ـ ومعدل الاسرة من 3 الى 7 ـ أي متوسط 5 افراد لهم حق التصويت فإنني اكون قد كونت قاعدة من 5000 صوت، وهذه الـ 5000 صوت قاعدة استطيع ان اغير بها الدائرة كلها، ومنذ ذلك اليوم بدأت بتلك الفكرة وسميتها «المرجعية الاسرية» وجمعت مجموعة من شباب التغيير عندي وأعجبوا جدا بهذه الفكرة وتحمسوا لها.
وأهم ما يميز تلك القاعدة انها ليست تجمعا «حزبيا» او ايديولوجيا، ولكنها تجمع يضم جميع اطياف الدائرة وأسميناه «تجمع الافضل للأُولى» وهو أسرار مختصر لمعنى تجمع اختيار افضل مرشحي الدائرة الاولى.
من هم الاشخاص الذين بدأوا معك وكونوا فريق العمل وما الهدف من وراء تلك القاعدة، وهل هو هدف مرحلي أم استراتيجي؟
٭ هدفنا لم يكن مرحليا فقط ولكنه استراتيجي لما بعد، وهذه الاستراتيجية بدأت بفكرة «الى من تكون مرجعية الاسر» بعدما اقتنع معي شباب التغيير الذين بدأت معهم تشكيل النواة التي بدأت العمل، وطرحت عليهم فكرة أننا لو شكلنا هذه المرجعية فسنحقق 3 أمور مهمة جدا وهي:
أولا: سهولة التوجيه، فرب الاسرة يستطيع توجيه ابنائه واصدقائه والمقربين منه وهذا يعني ان الشخص الواحد يمكن ان يؤثر في مجموع 5 أصوات فما فوق، والفكرة ببساطتها حققت نتائج مذهلة عن طريق العمل مع ابناء الدائرة.
والكشف الاولي مازال عندي الى الآن وكنت اضحك مع اصدقائي واسميه «كشف الدكان»، وقلت لهم انني استطيع من خلال هذه الجزئيات ان ادفع بتوجيه كامل، نظرا لسهولة التوجيه.
وثانيا: مسألة المراقبة الشعبية للنواب لأن النائب سيعلم انه نجح ودخل البرلمان بجهد هذا التيار وهذه المراقبة الشعبية تشعر النائب دائما بأنه لم ينجح الا بفضل هذه القاعدة، فمن الممكن مراقبته شعبيا بعمل اجتماعات دورية معه سواء شهرية او ربع او ثلث سنوية او غيرها، أي نحن من اخترناه وأعيننا عليه تراقب اداءه.
فكثير من الدواوين التي ذهبنا اليها اثناء الانتخابات كانت تقول لنا لماذا ننتخب، انتخبنا فلانا من قبل واغلق موبايله او لا ندري عنه شيئا، فكنت ارد عليهم بأنكم جميعا تستطيعون مراقبة النائب عن طريق هذه القاعدة.
وثالثا: في المستقبل نستطيع من خلال هذه القاعدة ترشيح أي مرشح نجد ان هناك توافقا حوله، فخلال شهرين فقط وصلنا الى 5000 صوت ادلوا بصوتهم فعليا مع اننا احصيناهم ليلة التصويت بـ 7000 شخص وهذا يؤكد وصول محمد الكندري بأكثر من 11 الف صوت، وأسامة الشاهين بما يقرب من ذلك.
ولله الحمد كسرنا كل الاستفتاءات التي قام بها صلاح الجاسم او صحيفة «الكويتية» او غيرهما واستطعنا إرساء قاعدة قوية في الدائرة الاولى.
كيف ولماذا تم تحديد المرشحين الاربعة الكندري والشاهين والدمخي والطريجي تحديدا رغم ان احدهم يمثل التيار السلفي والثاني حدس والثالث سلفي مستقل والرابع رياضي مستقل دون فكر ايديولوجي ولماذا لم يتم اختيار ممثل من العوازم او عبدالله الرومي مثلا؟
٭ حقيقة، اختيار الاسماء الاربعة المكونة للقائمة تم من خلال البحث والكشف الدقيق والعمل الدؤوب طيلة شهرين ـ بل خلال شهر وايام ـ فهذه المرة أدخل الميدان وأزور الدواوين منافسة مع المرشحين، وكم من ديوانية دخلتها والمرشح اما أن يكون موجودا بها او على وصول.
نعم ولكن هل انتم من استقر على اختيار اسماء القائمة الاربعة ام اصحاب الدواوين هم من طلبوا او فرضوا ذلك؟
٭ من خلال زيارتنا للدواوين وفق «كشف الدواوين» كنا نستكشف آراءهم، ولذلك كانوا يسألوننا من تضعون من المرشحين فنرد عليهم: نحن لا نضع اسماء او «نشيل» اسماء، نحن نريد منكم انتم ان تختاروا من تريدون، ومن خلال آرائهم ورؤيتهم لم تخرج الاسماء عن 6 مرشحين في الغالب.
من هؤلاء الستة؟
٭ هم النواب الأربعة الحاليون اسامة الشاهين ود.محمد الكندري ود.عماد الدمخي ود.عبدالله الطريجي، اضافة الى عيسى الكندري وعبدالله الرومي، وهذا في الغالب وان كانت بعض الدواوين تضع مرشحا مكان هذا او ذاك الا ان التوافق تقريبا كان على هؤلاء الستة.
فلما استشففنا هذا الامر اجتمعت مع اللجنة وقررنا بناء عليه أنه لابد من ان نضع القائمة ولكن كيف ستكون هذه القائمة من هؤلاء الستة هل هي: 3+3 ام 4 +2 او 4 او 3 فقط، وغيرها من الخيارات وكان الامر متعبا جدا.
واستعنا بأخينا د.عدنان الحداد ـ جزاه الله كل الخير، وبذل كل ما في وسعه لاعطائنا المشورة في موضوع القائمة، وآخر شيء قال لنا «مالكم الا القائمة الرباعية المغلقة» حتى لا تتشتت الاصوات.
وبعد جهد مضن اجتمعت مع الاخوة وقلت انني اخشى ان تغلق القائمة فالبعض من الممكن ان ينجح ولو اغلقناها فيمكن ان يؤدي هذا الى سقوطه، ولا اريد ان اتحمل الكثير من الكلام من المرشحين وبالاخص من لهم ارقام وقواعد كبيرة، وبالفعل كان الامر محيرا جدا.
واقترحت انا شخصيا بأن الافضل هو القائمة من ثلاثة والرابع اختياري وسنكسب من خلال هذا الرأي 5 نواب وليس 3 نواب ـ باذن الله ـ وأقل شيء سينجح 4 من المرشحين، وهو ما حصل ـ ولله الحمد.
ولذلك فوضعنا قائمة من ثلاثة معلنين وهم: محمد الكندري واسامة الشاهين وعبدالله الطريجي وتركنا الثلاثة الاختياريين وهم: عبدالله الرومي وعيسى الكندري ، وعادل الدمخي.
وهذا تكتيك كسبنا به القدرة على التحرك بقوة، وكذلك القدرة على توزيع الأصوات.
الرومي وجوهر
لكن البعض نظر الى انكم كنتم السبب وراء هزيمة نائب مخضرم مثل عبدالله الرومي وايضا نائب مواقفه وطنية وان لم يكن من نفس الطائفة وهو د.حسن جوهر الذي يحسب على انه نائب سني شيعي وبعيد عن الطائفية وكانت معظم اصواته من بيان ومشرف؟
٭ ونفس الكلام يقال عن العوازم، ونحن تركنا هذا الامر باعتبار ان النائب السابق عبدالله الرومي لديه قواعده ويمكن ان ينجح، كما أنه كان دائم التصريح بأنه مستقل ويرفض الدخول في قائمة ولذلك سحبناه من القائمة.
وللعلم فإن عبدالله الرومي لم يكن هو عبدالله الرومي في 2008، وكلام الدواوين كان مختلفا عنه هذه المرة، ولكن من استقراء الدواوين وكثير من ابناء المنطقة، فإن الكثير يريده والكثير لا يريده، وله قاعدته الكبيرة في الدائرة.
وكنا نأمل ان ينجح بعيدا عن القائمة، وهو شخصيا كان يصرح وبإصرار بأنه مستقل ولن يدخل قائمة، اذن فليجرب نفسه خارج القائمة، والآن ثبت في يقين الدائرة ان أي مرشح ـ وان كانت لديه قاعدة ـ ان لم يدخل قائمة فستمتص القائمة اصواته وهذا ما حدث مع عبدالله الرومي.
سقوط العوازم ووضع خاطئ
وايضا لماذا سقط مرشحو قبيلة العوازم من وجهة نظرك، فهناك من يؤكد انهم يمتلكون اكثر من 8000 صوت موحد للقبيلة في الدائرة الاولى وهي كفيلة بفوز نائبين على الاقل؟
٭ العوازم اقل ما يقال في «البلوك مالهم» فأعدادهم 9300 صوت، وفي أقل الأحوال لو لديهم 8000 صوت فهذا يعني ان هناك نائبا او اثنين على الاقل من العوازم، وأنا شخصيا التقيت أميرهم أبومحمد الشيخ بن جامع وكلمت الوزير السابق خالد الجميعان ابو سالم.
وحاولت بشتى الطرق ان يستقروا على مرشحين فقط من القبيلة «لينجح الاثنان زي الورد» والكل قال لي «لن نستطيع، لأن القبيلة عبارة عن أفخاذ وكل فخذ ينافس الفخذ الآخر». ولذلك بدأت أثناء الحملة بضرورة ان يدبر العوازم حالهم، لأن لديهم قاعدة تستطيع إنجاحهم، لأن كل مرة ينجح من القبيلة مرشحان على الأقل.
فتركيبة الدائرة الاولى عبارة عن حضر وعوازم وشيعة وكل مرة ينجح من العوازم اثنان ومن الحضر واحد وسبعة من الشيعة وهذه قسمة غير صحيحة لأننا الحضر مع الكنادرة فقط 31 ألف صوت، يصعد منهم واحد والعوازم اثنان وقاعدتهم 9 آلاف.. هذا وضع غير صحيح.
وهذه رسالة أردت إيصالها الى العوازم لكي يتحدوا وأقول لهم: لا تتكلوا على انكم ستحصلون على أصوات من الحضر، حتى ان بعض مرشحي العوازم قال لي «ياحمد انت راح تسقطنا «فرددت عليه» انتم إخواني وأحبائي ولكنني أرتب الأمر بناء على معطيات ومنها ان لديكم قاعدة تنجحكم، فلماذا تأخذون من قاعدتنا، هل لاننا دائما متفرقون؟»
وهذا صحيح فالمرة الأولى يتحد الحضر في الدائرة الاولى في قائمة، وهذا لا يعني انني اقوم بتقسيم الدائرة، ولكن ما حدث هو العودة الى التقسيم الواقعي والمنطقي والحقيقي بعيدا عن المجاملات.
وليس صحيحا انني عزلت العوازم عبر «تجمع الافضل للاولى» ورددت عليهم بأنني وان كنت قد عزلتكم فقد كان عزلا اداريا فقط ولم اعزلكم عن الناس، ويفترض ان العوازم ينجحون بل ويستطيعون انجاح 4 نواب منهم ان اتفقوا.. وقلت لبن جامع هذا الكلام فرد علي بأن مرشحي العوازم لن يتحدوا.
وبناء على ذلك تم عمل القائمة وهو بفضل الله، ثم بفضل جهود شباب له ارادة تغيير حقيقي، ومع اننا اتجهنا الى الدواوين التقليدية الى انهم ايضا نظموا لنا لقاءات مع دواوين الشباب ودخلت دواوين الشباب للمرة الأولى وحدثتهم بآمالهم ومستقبلهم.
خاصة ان الوجوه المطروحة وجوه شبابية منهم اسامة الشاهين وعادل الدمخي وغيرهم؟
٭ نعم، وكثير من الدواوين قالت لا نريد وجوها قديمة نريد تغييرا شاملا، ولهذا كنا نسعى الى ما تريده الدواوين، لكن كيف جاء دورنا؟، فدورنا بعد ان عرفنا الوجهة التي يريدها اصحاب الدواوين وناخبو الاولى دفعنا بها ونحن وبنسبة 100% كنا متأكدين من نجاح هذه القائمة ـ بفضل الله، لان لدينا القاعدة واصوات الضمان.
أصوات الضمان
كم عدد اصوات الضمان التي كنتم متأكدين من تصويتهم وقلب موازين الاولى في هذه الانتخابات؟
٭ يوم الثلاثاء ليلا قبل الانتخابات بيوم واحد أغلقت القاعدة على 10 آلاف و216 صوتا، لو حذفنا منهم المتكرر بسبب التنسيقيات الكثيرة في الدائرة من مشرف وبيان وسلوى والسالمية والدعية والشعب والرميثية، والدسمة، كل هذه التنسيقيات تصب عندنا، وكنا نأخذ من صاحب الديوانية ـ الذي يقتنع معنا بالفكرة ـ اما اصوات الضمانات او يقول لنا انني سأتكفل لكم بـ 20 او 30 او 50 صوتا.
ولذلك تبلورت هذه الاصوات في 10 آلاف و216 صوتا، ولنفترض ان هناك 3 آلاف صوت متكرر، فان يوم الانتخابات الضمانات التي جمعناها كانت 7 آلاف صوت تقريبا، 90% منهم توجهت اصواتهم الى المرشحين الـ 4 الذين أصبحوا نوابا، ولو كان 100% لتفوقنا على هذا العدد.
لكن الذين ذهبوا للتصويت كانوا 7000 صوت ضامن وهذا دليل وصول ارقام محمد الكندري الى 11 ألف صوت وأسامة الشاهين الى اكثر من 10 آلاف صوت وتقاربه من الكندري بفارق بسيط.
وهذا للمرة الأولى يحقق نائب حضري سني هذا الرقم، فكل الاستفتاءات تؤكد ان اول 8 فائزين هم من الشيعة، بل تبعد محمد حسن واسامة الشاهين «وتقطهم» في الخلف ويأتيني الشباب «زعلانين» واقول لهم: ما عليكم من يضع الاستفتاءات لا يدري ماذا نفعل ولا يدرون ان هناك قاعدة تتكون في الدائرة وستكسر المقاييس.
والناس لا تزال منبهرة بما حدث، لدرجة ان احد الاقطاب كان في ديواني قبل ايام وذكرني حينما طلبت مساعدته ايام الانتخابات ورد علي باستحياء: ويش تقدر تعمل خلال 3 اسابيع فقط في هذه الدائرة الشرسة؟
وهنا لابد أن أشيد بهذه الجهود الكبيرة التي بذلها فريق شباب الدائرة ودواوين الدائرة الذين تعاونوا بشفافية تامة واندفاع تام لتغيير صورة الدائرة الاولى التي غلب عليها «التشتت السني» مقابل «التحالف او الاتحاد الشيعي القوي».
قوائم جديدة
ولكن ألم تخش ان تفسر قائمتك على انها قائمة على اساس طائفي؟
٭ البعض فسرها على هذا الاساس وهناك العديد من رسائل «واتساب» انتشرت في الدائرة الاولى تنال من شخصي وتحذر من تجمع قوائم للسنة في الدائرة فهي المرة الاولى التي يتم فيها هذا الامر، وفي الانتخابات القادمة ـ باذن الله ـ ستكون هناك مفاجآت اخرى وان شاء الله ستكون هناك قائمتان إما 4 و4 او اقل شيء 3 و 3 لوصول من 6 الى 8 نواب سنة في الدائرة الاولى وهذا هو التناسب الحقيقي بالنسبة لعدد الاصوات.
كم عدد اصوات الاخوة الشيعة في الدائرة ليكون التناسب واقعيا كما تقول؟
٭ بحسب الإحصائيات التي لدينا فإن تعداد أصوات الاخوة الشيعة في الدائرة الأولى 29 ألفا وعلى الأكثر 30 ألف صوت، اما أصوات الحضر فقط مع البدو من غير العوازم 31 ألف صوت، إذن فنسبتنا أكثر، والمنطق يقول إنه يفترض ان يكون عدد نواب السنة في الدائرة الاولى 6 نواب الى 4 من الاخوة الشيعة او 7 سنة الى 3 شيعة.
ولكن الدائرة كانت معكوسة فهم يصعدون 7 ونحن 3، ولذلك حينما بدأت العمل قلت لابد من قلب هذا الميزان الخاطئ واعادة صياغة المعادلة.
وأول ما تم حل مجلس الامة كتبت تغريدة بـ «تويتر» قلت فيها «يجب اعادة صياغة معادلة الدائرة الاولى» وبدأت العمل منذ ذاك اليوم.
وماذا عن د.حسن جوهر، ولماذا سقط من وجهة نظرك، وهل انتم السبب وراء سقوطه ـ كما يقال؟
٭ كل من لم يلتزم بقائمة سقط، وهذا لا يخص فقط د.حسن جوهر، فان هناك بعض المرشحين امتصت القائمة اصواتهم، لأن الناس تريد قائمة وتريد تغيير هذه النسبة غير الصحيحة والمقلوبة.
ود.حسن جوهر له مواقفه ولكن يبقى انه مدعوم دائما من الجانب الشيعي، صحيح انه يدعم من بعض الاخوة السنة لكن هذا لا ينفي انه نائب شيعي يحصل على غالبية اصواته من الاخوة الشيعة.
ولكن يقال ان صناديق مشرف وبيان هي التي قلبت المعادلة ايضا مع د.جوهر هذه الانتخابات والتي كانت ترجح كفته في السابق؟
٭ كل مرة صناديق مشرف وبيان تقلب الموازين لان هناك تجانسا بين المنطقتين وغالبا لا يوجد تشتت أصوات في المنطقتين، والذي يقال على د.حسن جوهر يقال على الأخ عبدالله الرومي لأنه لم يدخل القائمة، وأي واحد لم يدخل القائمة فهو خارج قاعدتها، والناس صبت اصواتها بشكل كامل للقائمة.
وعلى هذه النتيجة مع الأسف لم يكن حضورنا قويا، فحضور الاخوة الشيعة كان ضعف حضورنا في الانتخابات، فحضور الاخوة الشيعة للادلاء بأصواتهم بلغ قرابة 90% ـ بحسب المعلومات ـ وحضورنا بلغ 45% فقط. وحتى العوازم كان حضورهم اقل من الحضور الطبيعي كل انتخابات وهو ما أثر في سقوط العوازم إضافة الى عزلهم سواء العزل العملي او الاداري فيما يخص القائمة.
وإن شاء الله ـ ان اعطانا الله عمرا ـ فإنه يمكن ان نشكل في المستقبل قائمة عوازم مع باقي الحضر ان هم قبلوا بذلك.
قائمة عوازم
هل ستكون قائمة واحدة ام قائمتين، وكم عدد العوازم في القوائم؟
٭ نعتمد دائما على النسبة والتناسب، فكم قاعدته ونعطيه على حسب قاعدته ويمكن ان تكون هناك قائمتان، والحقيقة أن الناس متوجهة ومسرورة ومنبهرة جدا بما حدث، ويعتبرونه نجاحا نوعيا، ليس فقط في الدائرة الاولى ولكن على مستوى الكويت.
فالدائرة الاولى عملت مجموعة فرق متفرقة وكونا قاعدة بأيدينا، وانا شخصيا لدي «فلاش ميموري» عليه جميع الاصوات الضامنة. فالفرق التي عملت لم تجمع اصواتا ولكنها فقط وجهت الدواوين فقط توجيها شفويا، ولكنني شخصيا لم اعتمد على ذلك، فقد اعتمدت على امرين وهما التوجيه العام الذي يقوم به الاخوة والفرق المتناثرة والتي كان لها اثر كبير كذلك، وايضا جمع للقاعدة المستقبلية.
كم تتوقعون ان يصل عدد هذه القاعدة في الانتخابات المقبلة؟
٭ قلت للاخوة الذين عملوا معي في الانتخابات الماضية ـ بإذن الله ـ اذا نجحنا فإن هذه القاعدة ستتضاعف في الانتخابات المقبلة، والدليل على ذلك كل من يراني او يتحدث معي في تويتر او يتصل بي يقول «حمد لازم تكملوا التواصل ونحن نجحنا ولابد ان نستمر».
فهذا النجاح ـ ولله الحمد ـ اعاد للدائرة النسبة الصحيحة، وان كان الآن عدد الاخوة الشيعة 6 إلا ان الحقيقة هي سقوط واحد من الاخوة الشيعة وسقوط نائبين من العوازم كان صوتهم دائما مواليا للشيعة وهما الحريتي ومخلد.
ماذا تقصد.. صوتهم موال للحكومة ام للشيعة؟
٭ في المجلس السابق كان تصويت الحريتي ومخلد مع الشيعة في صف الحكومة على طول الخط و100%، اذن كانت تركيبة الفوز في الدائرة الاولى في انتخابات 2009 هي 7 نواب شيعة ايديولوجيا و2 اتفاقيا مع الشيعة أي ان الدائرة الاولى عبارة عن 9 موالين للحكومة.
ويبقى عبدالله الرومي الذي كانت مواقفه متذبذبة، وفي الحقيقة اننا اسقطنا واحد شيعة وهي معصومة وواحد عازمي هو مخلد والحريتي ابتعد وادخلنا بدلا منهم 4 نواب جدد اعتقد انهم سيكونون «صقورا».
وفي ختام اللقاء ما هي وصيتك لهؤلاء الصقور؟
٭ وصيتي لهؤلاء الصقور ان يكونوا «صقورا» يأخذون فريستهم دون ازعاج ودون التأزيم والتأجيج وقلت لهم في آخر لقاء معهم: «يمكن ان تأخذ حقك وانت تضحك بدلا من ان تصارخ».
ولو رأيتهم فإن جميعهم ـ ولله الحمد ـ أهل هدوء، وكما ذكرت لهم ان يكون هذا الهدوء «شدة في غير عنف ولينا في غير ضعف» وهذه وصيتي لهم.
1200 وليس 2000 ديوانية
خلال اللقاء سألت الشيخ حمد السنان عن عدد ديوانيات الدائرة التي أيدت التحالف وهل هي 2000 ديوانية ـ كما قال البعض ـ فرد قائلا «ليس صحيحا فعدد ديواينات الدائرة الاولى 1200 ديوانية وليس 2000 كبيرها وصغيرها, ولم نقم بزيارتها جميعا لضيق الوقت ولكن معظمها تفاعل معنا منذ الاسبوع الاول وهواها كان معنا».