- لابد أن تكون لدى الإمام والخطيب حكمة في تناول هذا الموضوع ويلتزم بالأدب الديني في الدعاء
أسامة أبوالسعود
أكد وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية جمال الشهاب ان الكويت ودول المنطقة بل والعالمين العربي والإسلامي يشهدون الكثير من التحديات المصيرية التي تفرضها ظروف الواقع الإسلامي الراهن على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ودعا الوزير الشهاب في افتتاح المؤتمر السنوي الرابع للائمة والخطباء والذي أقيم صباح أمس بفندق كروان بلازا بالفروانية تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء وبحضور أكثر من 70 من علماء وأئمة وخطباء من العالم العربي والإسلامي الى الوقوف صفا واحدا متراصا لمواجهة آثار تلك التحديات والعمل معا على وقاية مجتمعنا من أخطارها المتمثلة في نزعات التشدد والتطرف والغلو من جهة والتفلت والانحلال من جهة أخرى والظلم الذي يقع في بعض البلدان الإسلامية من جهة ثالثة. وتابع الشهاب قائلا «ولا حل لنا إلا بتوحيد الصفوف وانتهاج الوحدة الوطنية في سلوكياتنا واعتماد الوسطية كمنهج حياة في الرؤية والفكر والمعالجة». وأضاف الوزير الشهاب قائلا «ان العالم العربي والإسلامي يعيش فترة زمنية مليئة بالتغيرات والأحداث الكبيرة والكويت - كما تعلمون - ليست بمعزل عن هذه الاحداث، فقد مررنا بظروف صعبة تمكنا من تجاوزها - ولله الحمد - فبلدنا بفضل الله تعالى قادر على مواجهة كل التحديات ومواكبة كل التغيرات. وشدد على ان دور الإمام في ذلك كبير من خلال خطبة الجمعة والدروس اليومية والجلسات الدعوية وابرازا لهذا الدور جاء هذا المؤتمر تحت عنوان «دور الإمام في تعزيز الوحدة الوطنية». وخاطب الشهاب الأئمة والخطباء بقوله «أنتم ورثة الأنبياء، تحملون رسالتهم وترفعون رايتهم، مهمتكم الأساسية التي اختارها الله لكم واختاركم لها هي هداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور، من ظلمات الجهل والظلم الى نور الإيمان والعلم والعدل والمساواة، فعليكم تقع مسؤولية كبرى وأمانة عظمى في تعزيز ودعم ومساندة هذا المشروع الوطني المستمد من مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء وغاياتها الأساسية الكبرى لتحقيق مصلحة الفرد والجماعة والأمة وتجنيب البلاد الأخطار. واردف قائلا «فعليكم معشر الخطباء والائمة بالمتابعة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في جميع ما تطرحون وتقدمون للناس وان تكون رقابتكم على أنفسكم ذاتية تحاسبون أنفسكم وتطالبونها بما تطالبون به غيركم، وعليكم ان تكونوا عونا لاخوانكم من المسؤولين السياسيين ومكملين لهم، فكل مسؤول عن دوره ومهمته التي لا ينبغي ان يقوم بها غيره، ومن أهم ما يجب عليكم أيضا شدة التحري فيما تقدمون للناس لأن زلّة الخطيب وهو يعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمة وشديدة، فعلى كل واحد ان يعرف تماما ما يصح قوله وما لا يصح. ودعا الشهاب في ختام كلماته الى ضرورة تكاتف الجميع أئمة وخطباء وعلماء ودعاة الى الله - عز وجل - في تحقيق الهدف المنشود من هذا المؤتمر والعمل يدا واحدة على ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية في نفوس أبنائنا وبناتنا وجميع أطياف المجتمع الكويتي والمجتمعات الإسلامية. وردا على سؤال حول تركيب كاميرات لحماية المساجد من المسيئين، قال الوزير الشهاب «هذه فكرة ما تزال تحت الدراسة، وحتى الآن هي محاولة للوقاية من أي تحريف من الرسوم والكتابات المسيئة على جدران المساجد، ولكنها حتى الآن ما تزال فكرة تحت الدراسة».