- ننسق مع جامعة الدول العربية بشأن الملف السوري ولا نرى نذراً للحرب في الشرق الأوسط
- استمرار حمام الدم في سورية يؤلمنا ونأمل انتهاء الأزمة على خير لصالح الشعب السوري والمنطقة
- الكويتيون يعرفون أكثر من غيرهم أهمية الاستقرار في محيطهم الجغرافي
- العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول التعاون متنامية وقوية وسندفع بدعم التعاون الثقافي
- تركيا تبدي اهتماماً إستراتيجياً بدول الخليج انطلاقاً من أهمية ترسيخ الاستقرار في المنطقة
- مصر من أهم الدول في العالم العربي وننتظر نتائج التغيير السياسي لتعود لدورها الريادي
- الإصلاحات التي انتهجتها أنقرة عززت مكانة تركيا إقليمياً وعالمياً وجعلتها قوة اقتصادية
أنقرة ـ محمد المطيري ـ كونا
أكد الرئيس التركي عبدالله غول ان بلاده لا ترى نذرا للحرب في منطقة الشرق الأوسط اثر تصاعد التوتر فيها ولا تأمل وقوع أي نزاع مسلح في المنطقة.
وأعرب الرئيس غول في لقاء مع الوفد الصحافي الكويتي عالي المستوى الذي يزور تركيا عن القلق ازاء استمرار الخلاف بين ايران والقوى الغربية حول برنامجها النووي.
وردا على سؤال حول اسباب تراخي موقف تركيا حيال المجازر التي يرتكبها النظام في سورية ضد الشعب السوري بعدما كانت اللهجة التركية شديدة مع النظام، أكد غول ان «تحرك تركيا في هذا الاطار يجب الا يفهم بشكل خاطئ اذ ارتأت ان تعمل بالتنسيق مع جامعة الدول العربية»، مجددا دعم بلاده للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية.
وشدد على القول ان «استمرار حمام الدم في سورية يؤلمنا ونأمل ان تنتهي الأزمة على خير لصالح الشعب السوري والمنطقة».
وحذر الرئيس غول من ان الوضع في سورية خطير جدا قائلا «تنذر تطورات الأحداث في الجارة الجنوبية بأنها تتجه نحو حرب اهلية لذا فإن تحرك تركيا جاء بالتوازي مع الجامعة العربية لتفادي وقوع هذا السيناريو»، مشيرا الى ان اعداد اللاجئين الهاربين من سورية الى تركيا بلغ نحو 11 ألف لاجئ.
وأشار الى تحذيراته للرئيس السوري بشار الأسد قبل اندلاع الاحتجاجات في سورية وقال «لقد أبلغت الأسد بأن النظام الدكتاتوري لن يستمر طويلا وان عليه الاسراع بإجراء اصلاحات قبل ان يصل الربيع العربي الى بلاده لكنه للأسف لم يصغ لنا واستخدم بدلا من ذلك القوة العسكرية لقمع الاحتجاجات الأمر الذي عارضناه بشدة».
وبشأن توقعاته لنتائج المؤتمر الدولي الثاني لأصدقاء سورية الذي تحضر تركيا لاستضافته في اسطنبول أواخر مارس الجاري أكد الرئيس التركي ان بلاده ستدعم أية قرارات من شأنها مساعدة الشعب السوري وذلك بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.
وأكد وجود رغبة كبيرة لدى بلاده في تطوير علاقات التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والكويت بشكل خاص لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة.
واعتبر ان ضمان الاستقرار في المنطقة واجب على دولها، مضيفا ان «الكويتيين يعرفون أكثر من غيرهم أهمية الاستقرار في محيطهم الجغرافي».
علاقات متميزة
وأوضح ان رغبة انقرة في تطوير العلاقات مع الكويت وباقي دول مجلس التعاون الخليجي تنبع من حرصها على ضمان الاستقرار في المنطقة، مؤكدا ان العلاقات بين تركيا والجانب الخليجي استراتيجية.
وأشاد غول بمستوى العلاقات بين بلاده والكويت على كل الصعد ووصفها بأنها «متميزة وممتازة».
وأعرب عن الأمل بأن تشهد العلاقات الاقتصادية زخما اكبر ونوه بالاستثمارات الكويتية داخل تركيا وبمستوى التبادل التجاري بين البلدين.
وردا على سؤال اعضاء الوفد الصحافي عن السماح للمواطنين الكويتيين بالتملك الحر للعقارات داخل تركيا اعتبر الرئيس التركي ان هذه المسألة «مهمة جدا».
وقال ان الدستور التركي يشدد على مبدأ المعاملة بالمثل أي السماح للمواطنين الأتراك بالتملك داخل الكويت، مضيفا ان الحكومة التركية بصدد دراسة مسألة استثناء مواطني دول مجلس التعاون الخليجي من هذا المبدأ.
وأشار الى زياراته للكويت حينما كان وزيرا للخارجية وخلال فترته الرئاسية الحالية التي كانت احداها تلبية لدعوة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمشاركة في الاحتفالات الوطنية بمناسبة الذكرى الـ 50 للاستقلال والـ 20 للتحرير.
وأضاف ان صاحب السمو الأمير زار تركيا ايضا مرتين الأولى في عام 2008 وتوجت بتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عدة والأخرى للمشاركة في قمة اقتصادية لدول منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول في عام 2009.
دعم الثقافة والإعلام
وعلى صعيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي أكد الرئيس التركي انها متنامية وقوية لكنه أقر بأن التعاون في المجالين الثقافي والاعلامي «مازال ضعيفا وبحاجة لدفعة قوية» على اعتبار ان مثل هذا التعاون سيساعد بشكل فاعل في تقوية العلاقات في كل المجالات.
ورأى ان التعاون الاعلامي والثقافي عبر تبادل البرامج الاعلامية والثقافية والتعليمية هو احدى ركائز سياسة الانفتاح والتقارب بين دول المجلس وتركيا، داعيا الى تقوية حركة الترجمة للمواد الاعلامية والثقافية من العربية الى التركية والعكس.
وأكد ان مساعي تركيا الحثيثة لتوقيع اتفاق تجارة حرة مع دول المجلس بشكل جماعي لا تهدف الى زيادة حجم البيع والشراء وانما تحقيق التكامل الاقتصادي معربا عن تقديره الكبير للدعم الكويتي لهذه المساعي.
كما اكد ان تركيا تبدي اهتماما استراتيجيا بدول الخليج انطلاقا من موقف ثابت وراسخ يؤمن بأهمية تكريس الاستقرار في هذه المنطقة.
وأشار الى زياراته العديدة لدول مجلس التعاون الخليجي وتوقيعه اتفاقيات سياسية واقتصادية وامنية وثقافية تصب في هذا الاتجاه.
أوضاع العراق
وعن الاوضاع في العراق قال الرئيس التركي ان «الأوضاع مازالت غير مستقرة في العراق رغم ان الحرب انتهت هناك وبسطت الدولة سيادتها بالكامل» معربا عن الأسف حيال استمرار القلاقل السياسية والأمنية في الجارة الجنوبية لبلاده.
وفي الشأن الفلسطيني ندد الرئيس غول باستمرار السياسة التي تتبعها اسرائيل مع الفلسطينيين ووصف الموقف الاسرائيلي حيال عملية السلام في المنطقة بأنه «عدائي وهمجي» ولا يبالي بالقرارات الدولية ذات الصلة.
وحول الاوضاع في مصر بعد عملية التحول الديموقراطي اكد غول ان مصر من أهم الدول في العالم العربي.
وشدد على القول «ان تركيا تنتظر بفارغ الصبر نتائج التغيير السياسي في هذا البلد كي يعود كما كان دولة ريادية في المنطقة».
وأكد ان مواقف تركيا حيال هذه القضايا والملفات التي تحفل بها المنطقة متطابقة مع باقي الدول فيها لاسيما مع مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.
وتطرق الرئيس التركي اثناء لقائه الوفد الصحافي الكويتي الى التطور الكبير الذي شهدته بلاده في غضون السنوات العشر الأخيرة وقال ان الاصلاحات التي انتهجتها انقرة عززت مكانة تركيا على المستويين الاقليمي والعالمي وجعلتها قوة اقتصادية فاقت قوى اقتصادية تقليدية داخل الاتحاد الأوروبي.
الحرية والقيم الدارجة
وردا على سؤال حول الصبغة الاسلامية للحزب الحاكم في تركيا اكد غول انه بصفته رئيسا للجمهورية فإنه لا يمكن دستوريا ان ينحاز لأي طرف او حزب رغم انه احد المؤسسين لحزب العدالة والتنمية الحاكم موضحا ان الحزب ليس اسلاميا ويضم في صفوفه عناصر من تيارات عدة.
وأكد الرئيس غول ان تأسيس الحزب استند الى مبادئ عامة هي الحرية والقيم الدارجة في تركيا وانه يحمل هوية اسلامية باعتبار انه في بلد يدين اكثر من نسبة 90% من سكانه بالدين الاسلامي.
وعن احتمال ان يكون الحزب الحاكم في تركيا نموذجا يحتذى في الدول العربية التي هبت عليها رياح الربيع العربي اوضح الرئيس غول ان تركيا لديها اتصالات مع القوى الاسلامية التي مكنها الربيع العربي من الوصول الى السلطة وانها تتشاطر مع هذه القوى الأفكار والرؤى حول التجربة الديموقراطية والاصلاحية التي جرت في تركيا.
واستدرك بالقول «لقد ابلغنا هذه القوى ان التحدي الأساسي الآن هو ادارة البلد بعد الوصول الى السلطة اذ يقع عليها مسؤولية اكبر بعدما انتقلت من صفوف المعارضة الى سدة الحكم ما يفرض عليها التعامل بواقعية كبيرة مع الظروف التي تمر بها بلدانها».
مستقبل تونس
ولفت الى انه سينقل وجهة النظر التركية هذه الى المسؤولين التونسيين خلال زيارته التي ستبدأ لتونس اليوم في زيارة هي الاولى له لهذا البلد بعد مرور اكثر من عام على التحول الديموقراطي وانه سيتشاور مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بشأن مستقبل تونس.
وردا على سؤال بشأن حساسية الدولة التركية من انتقاد الارث العثماني بعد نشوء الجمهورية قبل 88 عاما اقر الرئيس غول بأن «الدولة العثمانية التي حكمت ستة قرون امبراطورية مترامية الأطراف شهدت أخطاء لكن ذلك لا يعني ان الاتهامات الموجهة لها من قوى في العالم المسيحي صحيحة بل الغرض منها سياسي للنيل من التاريخ العثماني».
وفي ختام اللقاء التقط الرئيس غول الصور التذكارية مع اعضاء الوفد الصحافي الكويتي وعميد السلك الديبلوماسي في تركيا سفير دولة الكويت عبدالله الذويخ الذي حضر اللقاء.
ويضم الوفد الصحافي رئيس جمعية الصحافيين الكويتية نائب رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء الكويتية (كونا) احمد يوسف بهبهاني ورئيس تحرير جريدة «الأنباء» يوسف خالد المرزوق ورئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية (كونا) راشد الرويشد ورئيس تحرير جريدة «الراي)» ماجد العلي ورئيس تحرير جريدة (النهار) عماد بوخمسين.
ويضم الوفد كذلك رئيس تحرير جريدة «كويت تايمز» الناطقة بالانجليزية عبدالرحمن العليان ونائب رئيس تحرير جريدة «الأنباء» منسق الزيارة عدنان الراشد ونائب رئيس تحرير جريدة «الجريدة» سعود العنزي ونائب رئيس تحرير مجلة «اليقظة» داليا بهبهاني والمصور ماجد السابج.