إعداد: محمد ناصر
أعادت حادثة خطف المواطن الكويتي عصام ناصر الحوطي الى الذاكرة أحداثا مؤلمة تعرض لها مواطنون كويتيون داخل الأراضي اللبنانية وتنوعت هذه الحوادث بين الخطف والإرهاب والاعتداءات والإصابات والحوادث الفردية التي لم تؤثر على العلاقات التاريخية بين البلدين.
الحرب الأهلية في لبنان
فما قبل الاحتلال الصدامي وأثناء الحرب الأهلية في لبنان وبغياب تام للأمن في لبنان جرى العديد من الأحداث منها اختطاف طائرة كويتية اثناء رحلة لها من بيروت الى الكويت في فبراير 1980.
واعتداء على السفارة الكويتية في بيروت 26 يونيو عام 1981، اقتصرت اضراره على الخسائر المادية، خطف طائرة كويتية في مطار بيروت الدولي في 26 فبراير 1982 لم يسفر عن ضحايا بشرية، واعتداء على السفارة الكويتية في بيروت 17 نوفمبر 1984 من دون اصابات في الأرواح، وخطف ديبلوماسي كويتي في بيروت في 11 يوليو 1985، بالإضافة الى الحادثة الكبرى وهي خطف طائرة الجابرية عام 1988، ومقتل راكبين كويتيين.
الحوادث الفردية
بعد الحرب الأهلية اتخذت الحوادث التي تعرض لها الكويتيون في لبنان طابعا مختلفا عما قبل ذلك تراوح بين الحوادث الفردية كخطف اشخاص او حوادث عرضية اخرى.
ففي اغسطس 1994 سرت اخبار عن فقدان مواطن كويتي في بيروت ولم يعثر له ذووه على اثر حيث تم ابلاغ السلطات بتلك الواقعة.
مقتل كويتي
وفي ابريل عام 2001 قتل شاب كويتي في العقد الثالث سقوطا من شرفة شقة تخص اقرباء له وتقع في الطابق الخامس من عمارة في محلة ساحل علما، قرب جونية شمال بيروت.
واهتمت السفارة الكويتية في بيروت بالحادث وأجرت اتصالات مع المراجع المختصة للتعجيل في التحقيق مع المشتبه بهم الذين احيلوا الى المباحث العامة للتوسع معهم في التحقيق، توصلا الى كشف الملابسات التي ترجح معها ان العملية ليست ناجمة عن انتحار.
حادثة ضهر البيدر
وفي يوليو من العام 2001 تدهورت حافلة «بولمان» سياحية سورية تقل 21 مواطنا كويتيا، كانوا في طريقهم من دمشق الى بيروت، في منطقة المريجات في البقاع الى الجانب الشرقي من ضهر البيدر اثر اصطدامها بـ «وانيت» منطلقة باتجاه البقاع، ونقل الجرحى الى مستشفيات البقاع حيث قدمت لهم الاسعافات اللازمة.
حرب العراق
مع انطلاق حرب العراق عام 2003 كان مبنى السفارة الكويتية في بيروت عرضة لعدد من التظاهرات المنددة بالحرب حيث عمدت السلطات اللبنانية في حينها الى منع المتظاهرين من الوصول الى المبنى الذي قام بحراسته قوات الجيش والامن الداخلي الا انه ورغم ذلك تعرض المبنى للرشق بالحجارة في حوادث عرضية متفرقة كان ابرزها في 21 مارس 2003 في تظاهرة سورية ـ فلسطينية حيث جاء المتظاهرون من مخيم صبرا الفلسطيني، القريب من السفارة، ومن امكنة اخرى رفعوا لافتات موقعة من «الجالية السورية في لبنان، واستظلوا بصور الرئيسين الراحل حافظ الاسد والحالي بشار الاسد.
الهتافات لم تقتصر على اعلان مناهضة الحرب على العراق بل تركزت على اتهامات للكويت وتخللتها شتائم، قبل ان يعمدوا الى قذف المبنى، الذي يضم السفارة والقنصلية وبيت السفير، بالحجارة.
وبعد محاولة للاقتحام قامت فرق مكافحة الشغب، مدعومة من الجيش بالتدخل وتفريقهم عنوة، بعدما فشلت محاولات ابعادهم بـ «مكبرات الصوت».
انفجار برمانا
وطالت موجة الانفجارات المتنقلة التي ضربت لبنان العام 2005 احد الكويتيين حيث اصيب المواطن «م. س» في الانفجار الذي ضرب سنتر رزق في بلدة برمانا الجبلية اللبنانية في 1 ابريل 2005 ونقل الى مستشفى بحنس مع اربعة مصابين آخرين بينهم صحافي اميركي يعمل في صحيفة «ديلي ستار»، وطمأن المسعفون حينها ذوي الكويتي بأن حالته الصحية جيدة وهو متعاف، واصابته طفيفة.
خطف الثلاثة
وفي سبتمبر 2005 تعرض ثلاثة كويتيين لعملية خطف مسلح وسرقة سيارتهم من قبالة احد الفنادق الشهيرة في برمانا الجميلة بعدما كان الكويتيون الثلاثة عائدين من بيروت، فاعترضت عصابة مسلحة من اربعة من «قطاع الطرق» سيارة الكويتيين الثلاثة، وجها لوجه، في عملية اختطاف مرعبة، سلكت طرقات وعرة قبل ان تنتهي في رياق البقاعية (شرق لبنان) بمصادرة كل ما في حوزتهم وتركهم في العراء.
وفي التحقيقات، قال صاحب السيارة وأحد المخطوفين ان الخاطفين استولوا على السيارة وعلى خمسة هواتف وخواتم ذهبية وسيارته الحديثة من طراز 2005، وتقدر قيمتها بـ 70 الف دولار، اضافة الى 500 دولار نقدا.
اما المخطوف الآخر (27 عاما) فقال ان اللصوص سرقوا منه 500 دولار وفيزا كارت وساعة رولاكس واجازة سوق اميركية وهاتفين.
بدوره، قال المخطوف الثالث (41 عاما) ان المسلحين الاربعة زعموا انهم من «أمن الدولة» وقد سرقوا منه 300 دولار وفيزا كارت وبطاقة ائتمان وهاتفا خليويا لبنانيا وآخر كويتيا و50 دينارا كويتيا، واصدر النائب العام في زحلة عبدالله البيطار اذاعة بحث عن اللصوص والمسروقات.
خطف وموت
وفي حادثة اخرى، انتشرت اخبار في نوفمبر 2005 عن خطف مواطن كويتي وهو رجل اعمال ومالك لعقارات استثمارية متعددة في لبنان ليعثر مغاوير الجيش اللبناني في 28 نوفمبر على جثة المواطن الكويتي المفقود منذ 13 نوفمبر مطمورا جزئيا بالثلج قرب «كنيسة الرب» في اعالي بلدة بقاع كفرا بين بلدة بشري والارز.
ورجحت التحقيقات ان تكون الوفاة ناتجة عن الصقيع، اذ لم يظهر اثر للعنف على الجثة، سوى ما يبدو انه ناجم عن نهش الذئاب، وقد وجدت مقتنيات الرجل من اموال (دولارات ودنانير وعملة لبنانية) بحوزته فضلا عن بطاقتي اعتماد وهاتف خليوي، تبين انه اجرى اتصالا بواسطته مع قريب له في الكويت ابلغه فيه بأنه تائه وسط الثلج.
وفي تقرير المصادر القضائية ان المتوفى قصد هذه المنطقة، لرؤية الثلج الذي بدأ يتراكم الى درجة عجزت معه سيارته المستأجرة وغير المجهزة بالسلاسل عن المتابعة، فترجل منها ومشى سيرا على قدميه باتجاه المبنى الوحيد الموجود وهو كنيسة الرب، لكنه وجد على مقربة من جدار الكنيسة ما يعني انه تهاوى قبل ان يصل.
شهداء حرب يوليو
ووسط حمأة الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو 2006 فجعت أسرة الشهيد عبدالله بن نخي وولده حيدر اللذين استشهدا جراء القصف الإسرائيلي الوحشي على جنوب لبنان كأول شهيدين كويتيين يسقطان بنيران العدو الإسرائيلي منذ آخر حرب رسمية بين العرب واسرائيل في عام 1973، وفجعت الكويت كلها بهذا النبأ الأليم، لتكون النيران اسرائيلية والدماء عربية ـ كويتية والقصف في جنوب لبنان والشهداء والعزاء وصل الدسمة في الكويت.. حيث كان الشهيدان يمتلكان بيتا في منطقة الشهابة التابعة لصور لقضاء عطلة الصيف.
الأسير الكويتي المجادي
واستعادت الكويت في يوليو 2006 جثمان الشهيد الكويتي فوزي عبدالرسول المجادي الذي كان عضوا في الجبهة الديموقراطية ونفذ عملية فدائية تحت اسم عملية شهداء نابلس في مستوطنة مسكفعام في اصبع الجليل شمال فلسطين بتاريخ 4/6/1989 واستشهد حينها وكان عمره 19 سنة وكانت جثة الشهيد المجادي واسمه الحركي «فيليب» وصلت من بين الجثامين الـ 180 التي استرجعها حزب الله من اسرائيل ضمن عملية تبادل الأسرى وعليها ملصق كانت الجبهة الديموقراطية وزعته ويحمل صورته.
تهديد صاروخي
وعادت السفارة الكويتية لتكون موضع الحدث في فبراير 2008 عندما تلقت سفارتنا في لبنان تهديدا هاتفيا من مجهول بإطلاق صاروخين على مبنى السفارة الكائن في منطقة الصنائع في بيروت.
وذكرت «كونا» حينها نقلا عن مصدر مسؤول ان مجهولا اتصل بالسفارة عند العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي مهددا بإطلاق صاروخين على المبنى.
وبعدها تم إخلاء المبنى من الموظفين وإبلاغ الجهات الأمنية اللبنانية وكانت وزارة الخارجية قد اتخذت بعض الإجراءات الأمنية، حيث دعت المواطنين للتريث في السفر الى لبنان حرصا على سلامتهم نظرا للظروف السياسية الراهنة التي يمر بها لبنان.
هذا بالإضافة الى حوادث اخرى عرضية تعرضت لها السفارة كالاعتداء عليها من قبل مشجعي فريق النجمة لكرة القدم اثر هزيمته أمام نادي القادسية بـ 3 أهداف مقابل هدف ما اثار موجة استنكار عارمة في بيروت وهو الاعتداء الذي وصفه سفيرنا في بيروت عبدالعال القناعي بقوله: «ان ما حصل مؤسف للغاية».
هوشة ورصاص رياضي
ايضا في المجال الرياضي شهدت مباراة منتخبنا الوطني التجريبية مع نظيره اللبناني في بيروت في 2 يوليو 2011 أحداثا مؤسفة واعتداء على عدد من لاعبي وأعضاء الوفد الكويتي في الدقيقة الـ 83 من المباراة بعدما كان الأزرق متقدما 6-0، واضطر رجال الأمن اللبناني الى اطلاق الرصاص الكثيف في الهواء لفض الاشتباك.
طائرة رجل الأعمال
وفي يوليو 2010 خضعت طائرة رجل أعمال كويتي في مطار نابولي لمعاينات من قبل محققين دوليين بعد تعرضها لاطلاق نار اثر اقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
ورجحت المصادر حينها إما ان الرصاص اطلق على الطائرة من المناطق الملاصقة لمطار بيروت بقصد توجيه رسالة ما، وإما ان الطائرة أصيبت برصاص عشوائي خلال مباريات كأس العالم حيث عمد لبنانيون الى إظهار فرحهم وغضبهم من نتيجة المباريات بإطلاق الرصاص في الهواء.
خطف بـ 350 ألف دولار
وتبقى حادثة الخطف التي حصلت العام الماضي في مايو 2011 في الأذهان حيث تم خطف كويتي بقوة السلاح وتم احتجازه وابتزازه لدفع مليوني دولار أميركي، فتوصل مع خاطفيه الى تسوية أفضت الى إطلاقه مقابل 350 الف دولار، قبل ان تنجح القوى الأمنية اللبنانية في أقل من 48 ساعة في توقيف منفذي العملية وإعادة القسم الأكبر من الفدية الى صاحبها.