- أهمته الدعوة حتى قال على كرسيه المتحرك حين رأى المرضى بالمستشفى «نحتاج جمعهم لإقامة درس في التوحيد»
- لم يترك لنا الشيخ الأموال بل محبة الناس.. ولن ننسى وقفة العميري والعمير وباقر معه في مرضه
- مواساة المحبين من أنحاء العالم والخصوم خففت المصاب.. وأخص بالشكر «الأنباء» لتغطيتها الصحافية للحدث
- المكتبة وقفية توفر المأوى والطعام لدارسي علوم الشريعة واللغة من أنحاء العالم
- هاتفني أناس من السنغال يقولون «لم نعرف الدين إلا عن طريق الشيخ»
- الشيخ داوود العسعوسي أمّ لمصلين في جنازة والده
- كل من كان يزور العلامة الراحل ابن باز من الكويت يسألهم عن الشيخ عبدالله السبت
- طلبة علم كويتيون يعكفون على إخراج مؤلف يجمع سيرة الشيخ ويوثق رحلاته العلمية
- حث على التنظيم والعمل الجماعي بشرط أن يكون أساسه «التوحيد» وأنشأ دار النشر «السلفية» و«الفتح» لخدمة علوم الشريعة
أجرى اللقاء: م. ضاري المطيري
قال بعض المفسرين في قول الله تعالى (أو لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها) اي خرابها، وذلك بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم«ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء»، وفي هذا يقول الحسن البصري «كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار».
الشيخ عبدالله السبت رحمه الله رحل عن الدنيا، وعزاؤنا هو ان الله اخلد ذكره ومناقبه، بما خلف من مؤلفات ورسائل كتب الله لها القبول والانتشار، ومن مكتبة علمية وفصول دراسية خرجت الكثير من الدعاة في اطراف العالم الاسلامي المتناثر، رحل بعد ان اتم رسالته في ترسيخ عقيدة التوحيد وتأصيل منهج السلف ومحاربة البدع وأهلها، فكم من رجل خرج على يديه من ظلمات الشرك والخرافة الى نور التوحيد والهداية.
«الانباء» اجرت لقاء حصريا ومطولا مع معاوية ابن الشيخ عبدالله السبت في مكتبة والده العلمية الشهيرة في الشارقة، للحديث عنها وعن حياة الشيخ الاسرية، بالاضافة الى تسليط الضوء على مرض موته، واللحظات الاخيرة من حياته، ووصيته قبل وفاته رحمه الله، لنكشف عن قلق هداية الناس الذي لازمه طيلة حياته، والى سرير مرضه، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
كثيرون تحدثوا عن دعوة الشيخ ومؤلفاته، لكننا نريد هنا تسليط الضوء على الجانب الخفي في حياته اليومية، فما جدول الشيخ اليومي المعتاد؟
٭ جدوله اليومي المعتاد رحمه الله بالنسبة لاقامته في دولة الامارات هو كالتالي: يبدأ يومه بالقيام لصلاة الفجر، وبعدها يرجع الى البيت لاخذ غفوة صغيرة، ثم يستيقظ لشرب القهوة، ويخرج بعدها الى المكتبة العلمية التي يشرف عليها بجوار المنزل، وذلك بحدود الساعة الثامنة صباحا، ويحرص على تناول وجبة الافطار مع طلابه ان كان هناك طلاب، ثم يقوم بالتأكد من حضورهم وحضور اساتذتهم من المشايخ، ثم يدخل مكتبه الخاص فيها ليتم ويكمل ابحاثه ومقالاته وقراءاته، ويستمر على هذه الحال الى صلاة الظهر، حيث يصلي في المسجد الصغير خلف المكتبة، ثم يرجع الى المنزل لتناول وجبة الغداء، ويقيل حتى آذان العصر، وهذا الجدول الصباحي ثابت تقريبا لجميع ايام الاسبوع.
وأما بعد صلاة العصر فقد يرجع للمكتبة مرة اخرى، او الى المنزل، او يقضي بعض شؤونه الاخرى في الخارج، بخلاف يومي الاثنين والخميس، ففي كل اثنين بعد صلاة العشاء في المكتبة لديه درس اسبوعي، وغالبا ما يكون من ضمن الحضور الطلاب الكويتيون الدارسون في جامعة عجمان وجامعة الشارقة وغيرهم، وأما يوم الخميس فيخصصه للشباب وللضيوف القادمين من خارج الامارات، حيث يجلس معهم من بعد صلاة العصر الى صلاة العشاء ليجيب على اسئلتهم واستفساراتهم واستفتاءاتهم، اذن هو في يومي الاثنين والخميس يكون مشغولا في المكتبة لا يغادرها.
اذن الم يكن يلقي دروسا في المساجد او وسائل الاعلام المتفرقة؟
٭ في الامارات سابقا نعم، كان يلقي دروسا في المساجد، وأحيانا كان يلقيها ايضا في دواوين لشخصيات اجتماعية كبيرة في البلد كديوان الحميد وسلطان الشاعر وبيت غازي وغيرهم من التجار، وذلك منذ بداية دعوته بحدود عام 1986، الى ان تغير الوضع في 1995 تقريبا.
لا يرد السائل
كيف كنت ترى تعامل الشيخ مع المساكين وأصحاب الحاجات والشفاعات والمستفتين وطلاب العلم؟
٭ شهادتي فيه مجروحة كوني ابنه، لكني اقول ان الشيخ رحمه الله كان كريما لا يرد السائل، حتى انه احيانا يقصر في جانبنا نحن اهل بيته ويساعد الغير، فهو لا يحب ان يقصده احد فيرجع خائبا، وأما ما يخص الاستفتاء، فانه يجيب الجميع، سواء كان صغيرا او كبيرا، امرأة او رجلا، وكان اذا جاءه سؤال يخص فقه النساء مثلا يجيب دون ان يخاطب السائلة مباشرة، بل بواسطة والدتي ليرفع الحرج عن السائلة.
وماذا عن الاتصالات، هل يخصص لها وقتا؟
٭ لا، ليس لديه وقت مخصص لاجابة الاتصالات، فهو يجيب في كل حين فيما يعلمه، ولو كان بين اسرته.
وماذا عن الجانب الدعوي في اسرته وبين اقربائه؟
٭ للشيخ رحمه الله حلقة اسبوعية، يجمع فيها اولاده، نقرأ معه كتابا، وهذا غالبا ما يكون يوم الجمعة بعد صلاة العصر، وفي آخر حياته نقلنا هذه الحلقة او هذا الدرس الى يوم الاربعاء بعد صلاة العصر، وهو اليوم الذي يجتمع فيه افراد الاسرة، انا وزوجتي وأولادي وبقية انسابي.
جلسات اسرية ايمانية
وماذا كنتم تقرأون في العادة في مثل هذه الجلسات الاسرية الدينية؟
٭ في السابق كنا نقرأ من كتاب صحيح البخاري، وأنهينا تقريبا 20 كتابا منه بحمد الله، ثم انتقل الشيخ الى قراءة رسائل مصغرة، يعطي احدنا رسالة ليقرأها ثم يبدأ هو التعليق عليها، واستمررنا على هذا الوضع فوق 7 او 8 سنوات، حيث كان يحرص جدا على هذا الدرس ما دام في البلد غير مسافر.
يبدو من حديثك ان الشيخ رحمه الله ليس كالبعض الذين شغلتهم دعوة الآخرين عن دعوة اهله وأولاده، فحدثنا كيف كان الشيخ يوفق بين اشغال الدعوة الى الله وبين مسؤولياته في الاسرة؟
٭ عبر تفويض افراد الاسرة غالبا، ففي المساء مثلا يسأل عن حاجيات البيت، ثم يوزع التكاليف علينا، بعبارة اخرى كان يدير البيت عبر التوجيهات والتمويل، فيعطي احد الابناء بطاقة الصرف البنكي مثلا ليسحب المبلغ الفلاني للحاجة الفلانية او لفلان من الاسرة، كما ان الوالدة كانت هي المنفذ الفعلي للامور والمديرة للاسرة، فهي مفوضة في ادارة شؤون البيت خاصة عند انشغالات الشيخ.
ما اثر فقدان الشيخ على الاسرة؟
٭ بلا شك تأثرنا كثيرا، لا اقول لك «كسرنا»، لكنا بلاشك فقدنا عزيزا تزعزع بفقده كيان الاسرة، فعشنا لحظات شتات، وخفنا في البداية من كيفية تيسير امورنا، لكن بحمد الله الشيخ كان قبل ذلك قد وطد اركان البيت، فالوالد كان حريصا جدا على زرع ثقافة التكاتف بين افراد الاسرة في ادارة البيت، فجميعنا يعرف حاجة اخيه، ويعلم مسؤولياته تجاه الاسرة، ورب العالمين سبحانه هو مسبب الاسباب فتوكلنا عليه.
تركة الشيخ الحقيقية
ماذا ترك لكم الشيخ بعد وفاته؟
٭ تركة الشيخ هي العلم ومحبة الناس وهي اكبر من اموال الدنيا، فالشيخ لم يترك لنا فلوسا، فبالتالي ليس هناك ما يكون سببا لاستئثار احدنا على اخيه بشيء مما تركه بعد وفاته رحمه الله، ولاشك ان محافظتنا على تركة الشيخ الحقيقية من العلم ومحبة الناس اصعب من الحفاظ على اموال الدنيا كلها.
«المكتبة» جامعة شرعية مصغرة
حدثنا عن مسيرة المكتبة العلمية التي كان يشرف عليها الفقيد رحمه الله، ومتى انشئت؟
٭ أول ما اسسها عام 1986 في الشارقة، وكانت بشكل اوسع من المكتبة الحالية، وكان ذلك مع بداية دعوته بالامارات، وكان اكثر الطلاب فيها هم من اهل البلد، من العامة ومن الوجهاء، ولم تكن بدأت تستقطب الطلاب اليها من خارج الامارات، كانت امم من الناس تدخل عليها وتخرج، يمكن ان تقول كان يدخلها يوميا ما لا يقل عن 100 شاب، بعبارة اخرى كانت فيها حركة نشطة تأثر بها عموم الشباب، وهذا النشاط جعل الجماعات الاخرى والمقرظة تشتغل ضد الشيخ، فسعوا في التضييق عليه، فمثلا منع من الظهور على شاشة تلفزيون الشارقة بعدما كان يظهر فيها بشكل اسبوعي، ومنع من الخطابة، كما ضاق ايضا الخناق على المكتبة نفسها.
انتقال المكتبة
وماذا عن هذه المكتبة التي نحن فيها الآن؟
٭ اشترى الشيخ هذا البيت الشعبي عام 1994، ونقل اليها المكتبة الاولى، وأوقفها لله، اي بمعنى انها غير مسجلة باسم الشيخ، بل جعلها باسم جمعية احياء التراث الاسلامي لتظل وقفية، وهي تحتوي 4 غرف، غرف فيها الكمبيوتر والمخطوطات وأمهات الكتب، والغرفة الثانية فيها كتب علوم القرآن واللغة والآدب والتجويد، والغرفة الثالثة فيها كتب الفرق والجماعات وكتب الفقه، وهذه الغرف يتولى التدريس فيها الشيخ ابو علي محمد علي الطفي، وهو احد تلامذة الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله، ولديه تمكن في اللغة وغيرها من العلوم، وهو مقيم في جوار المكتبة، ولذلك تجده يكثر من التواجد فيها، والغرفة الرابعة هي مكتب خاص بالشيخ، الذي يقضي به عمله الخاص وأغلب وقته، حيث يدرس طلبات الناس ومعوناتهم، ويقرأ ويكتب مراسلاته مع المشايخ، ويدقق في الرسائل الجامعية لبعض الاخوة، خاصة في رمضان، ويطلع على طلب التزكيات، فكما هو معلوم، فان الشيخ خبير في الفرق والجماعات وتاريخها بالتفصيل، فهو مرجعية لكثير من المشايخ وطلبة العلم من انحاء العالم الاسلامي.
من هم رواد هذه المكتبة والشريحة المستفيدة منها؟
٭ من يأتي إلى المكتبة من الناس نوعان، نوع يحضر مرورا للاستماع إلى محاضرة او قراءة كتاب، وبعضهم طلاب جامعات يحضرون درس الاثنين ولقاء الخميس كما ذكرنا سالفا، ونوع آخر يأتي سائلا الشيخ القراءة على يديه متنا صغيرا من المتون العلمية خلال ايام يتم الاتفاق عليها.
ونوع يحضر للالتحاق بالدورات الشرعية المكثفة فيها، وهؤلاء غالبا ما يكونون من الأجانب، فمثلا شيخ معروف في الهند يقوم بإراسل عدد من طلابه إلى الشيخ، فيقوم الشيخ بالتكفل بمطعمهم ومشربهم وإقامتهم وتدريسهم بتمويل منه أحيانا، أو بتمويل بعض المتبرعين لفترة زمنية محدودة، فيأخذون مجمل العلوم من الحديث والقرآن والعقيدة والفقه واللغة أثــــــناء دراستهم واقامتهم في المكــتبة العلمية.
وهل يتم تسجيل هذه الدروس كتوثيق لتركة الشيخ من العلم والفتاوى؟
٭ أغلب هذه الدروس يسجلها بعض الشباب المتطوع، أو بعض المختصين في التسجيل، وللشيخ موقع إلكتروني وحساب بتويتر تجد فيه فتاواه محفوظة، فعبر «تويتر» كان يجيب أسئلة المستفتين بشكل يومي تقريبا بإستثناء أيام مرض موته رحمه الله.
بين الكويت والإمارات
الشيخ تردد في إقامته ودعوته بين الكويت والإمارات، ما الأسباب الرئيسية في كثرة تنقله؟
٭ الشيخ لم يكن يحمل الجنسية الكويتية، مع العلم أنه من مواليد شرق في الكويت، ولديه إحصاءات 1956م، 1960م، و1965م، وهذه الأمور تؤهله لاستحقاق نيل الجنسية الكويتية بالتأسيس، ولكن شاءت حكمة الله سبحانه أن يكتسبها لاحقا، وشاء الله ألا يمنحه الجنسية ويمطئن على مستقبل أولاده إلا في نهاية عمره وبعد إكمال رسالته في الحياة.
أول انتقال لنا من الكويت إلى الإمارات كان في عام 1986م، ويرجع السبب في ذلك لتضييق الخناق عليه سواء في الدعوة أو في مستقبل أولاده، وكان آنذاك المستقبل في الإمارات أوسع، خصوصا أنه مع قدومه للإمارات أول مرة التقى حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، والذي رحب به وأكرمه، وفي هذه المناسبة أقول: «لا يمكن لنا أن ننسى فضله علينا بعد الله»، حيث صرف لنا جوازات السفر الإماراتية، فعوملنا معاملة أبناء البلد من أول يوم وصلنا فيه، وأنا شخصيا درست الحقوق في جامعة الشارقة على نفقة الشيخ سلطان، كما صرف للوالد أرضا في الإمارات، باختصار أفضال الشيخ سلطان علينا كثيرة، وبالتالي وضعنا الإجتماعي تحسن بحمد الله.
ومع ذلك فخلال تلك الفترة كنا نتردد على الكويت بحكم علاقتنا الاجتماعية الواسعة مع أهلها، فأخوالي في الكويت، وهم عائلة الهولي المعروفة، ووقع الغزو العراقي الغاشم على الكويت ونحن فيها آنذاك للزيارة، فمكثنا شهرين ثم خرجنا إلى الإمارات.
وبدأ الشيخ دعوته إلى الله كالعادة مع قدومه للإمارات، ولم تكن تعرف السلفية هناك قبل مجيئه كما هي الآن، إنما السلفيون كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة، لكن بارك الله في دعوة الشيخ وذاع صيت السلفية في الإمارات، ولاقت القبول من أطياف المجتمع، بل كثير من أعيان البلد تأثروا بهذه الدعوة المباركة، وفتحوا مجالسهم لها وللشيخ.
وفـــــي أواخر عام 1992م أدرك الشيخ أن الــدعوة الســـلفية في الكويت بحاجة إليه، خاصة أنه بدأ ينحرف بعض منتسبيها، وينجرفون نحو مناهج مخالفة لما عليه علماء الأمة، فأراد أن يستدرك الأمور قبل أن تتفاقم، وقرر العودة بالأسرة جميعها إلى الكويت، واستأجرنا في الفيحاء قبالة مسجد الإمام أحمد بن حنبل، وهكذا مكثنا حتى عام 1997م، ثم قرر الشيخ مرة أخرى العودة إلى الإمارات لنفس الأسباب السابقة في رحلته للإمارات، لكن لم يمنعه ذلك من التردد على الكويت أكثر من 3 مرات سنويا، وفي عام 2005م، انتهت صلاحية الجواز الإماراتي ولم يجدد له، بسبب تغيير القوانين آنذاك، فظل الشيخ عبدالله من عام 2005 الى 2011 بحكم السجين، لا يمكنه السفر والخروج من الإمارات، وكما هو معلوم فالشيخ لم يعتد على الجلوس الطويل، حتى أن احدهم قال لي بالتلفون ذات مرة «ديروا بالكم على الشيخ، الشيخ حر، والحر ما يتقيد»، الشيخ ضاق من هذا الأمر جدا، وبدأت عليه الأمراض والتعب وهزل جسمه، فقد حرم السفر للدعوة، رغم أن تواصله مع الدعاة عبر الهاتف والانترنت لم ينقطع، إلى أن أكرمه الله بنيل الجنسية الكويتية من والدنا سمو الامير الشيخ صباح الأحمد تقديرا على جهود الدعوية فلهم منا وللكويت كل محبة وولاء وتقدير.
السلفية والفتح
ما أبرز دور النشر التي ساهم الشيخ في إنشائها؟ ومتى؟ وأين كانت؟
٭ أنشأ الدار السلفية في الكويت، والتي افتتحها عام 1971م، كما ساهم في تأسيس دار الفتح في الإمارات مع كل من جنيد الغوري وخلفان المزروعي وعبدالقادر ريس، ودار الفتح دار نشر وقفية، طبعت النسخ الكثيرة من المصحف الشريف، فلا يكاد يخلو مسجد في الإمارات من مصاحف دار الفتح، كما كانت تقوم بطباعة وتوزيع الكتب الإسلامية الأخرى، إلى أن شاء الله سبحانه وتعالى في عام 2008م أن تحترق، نتيجة احتراق مصنع بجانبها، ولم يعد افتتاحها بسبب كلفتها العالية كما هو معلوم.
اكتشاف مرضه
لنشرع الآن في الحديث عن بدايات مرض الشيخ الذي توفي فيه، فمتى بدأ رحلته مع المرض رحمه الله؟
٭ الشيخ رحمه الله كان يعاني من مرض السكر من بعد الغزو العراقي للكويت، ولكونه لم يكن يأخذ الأنسولين عن طريق الوريد بل عن طريق تناول الحبوب فقد عانى من اختلال في وظائف الكلية، ولذلك كان يجري فحصوات دورية للكلية، وسبحان الله رغم ذلك أجرى فحوصات بالإمارات في 2011 ولم يكتب الله للأطباء آنذاك اكتشاف مرض الشيخ الحقيقي، فرغب الشيخ بما أنه في طور السفر إلى الخارج فسيعمل فحوصات هناك، فقد تكون أفضل وأدق بإذن الله، حيث كان الشيخ مدعوا للمشاركة في 2011 في دورة علمية بماليزيا، وفي فحوصاته هناك في شهر أكتوبر تبين لنا أنه يعاني من ورم سرطاني في الكلية، والاكتشاف يعد اكتشافا متأخرا حيث بلغ عمر الورم نحو 8 أشهر بحسب تقارير الأطباء.
وحينها اتصلت والدتي علي وطلبت حضوري إليهم في ماليزيا، وطالب الطبيب هناك بالبدء في العلاج حالا، لكن شاء الله ألا نبدأ، حيث أشار علينا بعض المقربين بالعلاج في سنغافورة لكونها أفضل في العلاج من ماليزيا، وفي سنغافورة هم الطبيب المختص بالبدء في إجراء عملية جراحية لاستئصال الكلية، لكن قبل الشروع فيها وبعد قراءة التقارير تبين للطبيب صعوبة إجرائها لانتشار الورم لدى الشيخ في الحوض والعمود الفقري، وأمرنا بدلا من ذلك بالبدء بالعلاج الكيماوي حالا، فرفض الشيخ البدء بالعلاج هناك، وقال «الناس تمدح أميركا بعلاج السرطان ونحن علينا بذل السبب».
وفي هذه الأثناء اتصل علينا د. علي العمير وبشرنا بمنح الجنسية الكويتية بموجب الأعمال الجليلة، فرجعنا إلى الإمارات، ومن ثم ذهب الشيخ بنفسه إلى الكويت لإتمام أوراق التجنيس، ولتقديم أوراق السفر للعلاج بالخارج، فقام الإخوة الأفاضل د. علي العمير وعبداللطيف العميري وغيرهم وسعوا في انهاء إجراءات الشيخ، وسفره إلى أميركا في فبراير 2012م، فمكث فيها شهرين يتلقى العلاج الكيماوي، ثم رجع إلى الإمارات بصحة أفضل وبشكل أنشط، وكان يستخدم العكازة في سيره، وخلال تلك الفترة أدى شعيرة العمرة بمكة، وزار الكويت.
وفي نهاية شهر ابريل عاد إلى أميركا ومكث شهراً وأسبوعين مع والدتي وخالي د. يوسف الهولي، وفي 20/ 5 اتصلت الوالدة علي وأنا في الكويت، وطلبت مني إعادة الشيخ إلى الكويت عاجلا وبأي طريقة، وذلك بعد أن قرر الأطباء هناك أن عمر الشيخ الإفتراضي أسبوعان، فسعى بعض الإخوة كالأخ أحمد باقر مشكورين في ترتيب أمور عودة الشيخ.
وصعدت مع الشيخ في سيارة الإسعاف في 22/5 حين وصوله مطار الكويت، وما كان يعرفني من شدة مرضه رحمه الله، ولم يكن يتحرك منه إلا بؤبؤ العين فقط، ومكث في الكويت أشهراً في مركز الرعاية الصحية بجوار مركز حسين مكي جمعة، وخلال هذه الفترة نشط، خاصة لما رأى أصحابه وأقاربه، ولم يظل أحد من أهل الكويت أو من خارجها ممن يعزه إلا زاره، وفي نشاطه هذا كان يسألنا أن نرجعه لبيته في الشارقة، حتى أني زرته ذات مرة فقال «يا بوك أطلبك طلب»، فقلت «آمر»، فقال «ودني بيتي»، فقلت «إن شاء الله»، فظل كلما رآني يعاتبني على عدم ارجاعه للشارقة، ويقول «ما قلت تبي توديني، أنت منت ريال، أنت وعدني ولم توفي»، ومع الإصرار قررنا في الأسرة عودة الشيخ إلى بيته في الشارقة رغم وجود معارضة شديدة من الأقارب والأصدقاء خوفا على صحة الشيخ، وبحمد الله كان سفر عودته سهلاً جدا بالاستعانة بالكرسي المتحرك، وفي الشارقة في اليوم الثاني من وصوله دخل المستشفى لإلتهاب في صدره.
همه الأول
كيف كانت هموم الدعوة في أيامه الأخيرة رحمه الله؟
٭ بداية يجب أن تعلم أن حياة الشيخ في الدعوة إلى الله وحتى وفاته كانت مبنية على الاهتمام بالتوحيد، وكان ذلك يلاحظ في حديثه لجميع طلابه الذين يزورونه، فيدندن على هذا الموضوع، ويذهب ويعود على موضوع التوحيد، بل أساس دعوته رحمه الله هو التوحيد، بالإضافة إلى حرصه على التنظيم والعمل الجماعي بشرط أن يكون أساس هذا الأمر أيضا التوحيد، وأغلب دروس الشيخ تجد فيها حس التوحيد، وللشيخ مؤلفات وكتب في قضية التوحيد، منها ما نشر ومنها ما صف ولم ينشر بعد، ومنها ما لم يتمها رحمه الله.
وفي مرض وفاته كان يقول للأخ سالم الشرهان، وهو أخ يعزه الشيخ معزة شديدة كالابن له، الذي كان يسير به على الكرسي المتحرك في أروقة المستشفى، يقول أثناء رؤيته للمرضى «نحتاج أن نجمع هؤلاء ونعمل لهم درسا في التوحيد»، لقد كان هاجسه الدعوة إلى آخر مرض موته، يريد هداية الناس.
وفي سفري إلى الكويت لقضاء بعض الإجراءات توفاه الله، ولم يكن أكمل الشهر في الشارقة، توفي ليلة الجمعة الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، وأنا في طريق العودة إلى الكويت بالطائرة، حدثوني انه رفع يده اليمنى وكح، ثم فاضت روحه رحمه الله، فطلبت حينها من الأسرة عدم إخراجه من المنزل حتى وصولي إليهم، ثم خرجنا به إلى المستشفى.
حسن خاتمة
لعل وفاته ليلة الجمعة بإذن الله من علامات حسن الخاتمة كما في الحديث (ما من مسلم يموت يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر).
٭ نسأل الله ذلك، كما أن من علامات حسن الخاتمة في وفاته أيضا أنه تعرق كثيرا عند وفاته، بل وعند إخراجه من الثلاجة ما زال العرق يبدو على جسمه، كما في الحديث «موت المؤمن بعرق الجبين»، ووجهه كان أبيض رحمة الله عليه، وعندما غسلناه لم يخرج من جوفه ولو حبة خبث، ثم صلينا عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد جامع، وأمنا في صلاة الجنازة الشيخ داوود العسعوسي، في زحام شديد، حيث ان مساحة المسجد كانت تسع لخمسة ألاف مصل، ولا أبالغ إن قلت أن الناس صلوا على الأرصفة خارج المسجد، ومن رحمة الله علينا رغم هذا الزحام أننا لم نحس بتعب أو حرارة أجواء، لا في الصلاة ولا في مراسم الدفن.
كيف كانت ردود فعل المعزين في وفاة الشيخ سواء من الإمارات أو الكويت أو العالم الإسلامي؟
٭ وكان من أبرز المعزين الذين حضروا العزاء الشيخ فلاح إسماعيل مندكار رغم مرضه وتعبه، والشيخ خالد السلطان الذي اجتهد مشكورا بابراز سيرة الشيخ في قناة المعالي.
كما تلقينا مشاركة العزاء من الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح عبر رسالة وتلفون، ومن الأستاذ فواز المرزوق وعمي فواز أرسل لنا الشيخ خالد جمعة الخراز يحمل تعازيه ووصيته لنا وهذه لفتة كريمة وأخوة حقيقية أثلجت صدورنا، ومن الإمارات أبو لؤي القطامي وبدر الصفران، ومحمود الشارخ، والشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير عام الصحة بالإمارات، والمستشار سالم الحوسني وإخوانه، والشيخ عبدالقادر الريس، وجنيد خوري وخلفان المزروعي من جمعية دار البر.
ومن السعودية تلقينا اتصالات من مكتب المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ومكتب وزير الأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، والشيخ عبدالرزاق العباد ود.محمد الشويعر، والقاضي محمد اليوسف وغيرهم كثير.
وعموما تلقيت اتصالات من جميع أنحاء العالم، من أميركا ومن الصومال والسودان والهند وتايلند واندونيسيا وغيرهم على تلفوني الخاص، خاصة بعد عرض رقمي على شاشة قناة المعالي مشكورة، اتصل علي أناس من السنغال يقولون «نحن لم نعرف الدين إلا عن طريق الشيخ»، وللأمانة «أعزنا الله بالشيخ حيا وميتا»، فقد كانت تلك المشاركات في العزاء خير مواساة، أصداء العزاء نفسها واستنا كثيرا، وخففت عنا مصابنا، اللهم فلك الحمد.
وأما على مستوى الصحافة فجزى الله خيرا جريدة «الأنباء» على إفرادهم صفحات في رحيل الشيخ، وإشاراتهم على الصفحة الأولى، وكذلك لا ننسى جريدة الوطن مشكورين أيضا، وكل من شارك في تلك التغطية والتحقيق وأفاد في سيرة الشيخ ومناقبه، كالشيخ ناظم المسباح وحاي الحاي وعبدالوهاب السنين وطارق العيسى، حقا أدركنا أن الشيخ عبدالله السبت رجل في أمة، فقد ترك لنا موروثا معنويا كبيرا.
شهادات الخصوم
وكيف رأيت شهادات الخصوم في حق الشيخ بعد وفاته؟
٭ كما تعلم منهج الشيخ أن الخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية كما يقال، فكثير من خصومه من رأيناهم في مرض الشيخ وعند العزاء يؤدون واجب الزيارة والعزاء، ولا أحتاج إلى أن أذكر أسماءهم، وهم من خصومه، ومن وصل الخلاف بينهم إلى السماء إن صح التعبير، ومع ذلك زاروه في المستشفى، وأكرموه وأكرمهم، بل وأوصاني بهم خيرا، وقال «لا تقطعون فلان ولا فلان»، وهم كما أسلفنا هم خصومه في مسألة من المسائل فقط، حتى أنه قال في بعضهم إذا ذكره «إنه شيخ أحبه، فلا تنظروا إلى خلافي معه في المنهج كرها له، بل بالعكس إنني أحبه وتعلمت منه الكثير، وكان لزيمي في وقت من الأوقات، وكان لا يذكر هذا الشيخ إلا ويذكر الشيخ عبدالله السبت معه»، يمكن أن أقول لك هذا حال كل خصومه إلا اللهم النكرات من البشر، الذين لا يحسبون لا لنا ولا علينا، فالجميع عزانا في وفاة والدنا الشيخ إما بالمجيء الشخصي أو بالهاتف أو بالبرقية أو باي نوع من أنواع العزاء.
وصيته قبل موته
في ختام اللقاء، ما هي وصية الشيخ رحمه الله قبل وفاته؟
٭ كان في مرض موته يوصي بالاهتمام بالدعوة إلى الله، وبالعناية بالمكتبة، فيقول «الله الله في المكتبة، لا يوقف العمل في المكتبة»، ويوصي بأصحابه يقول «الله الله في أصحابي، لا تقطعون أصحابي»، كما أوصاني بأمي وبإخوتي.
وللشيخ وصية مكتوبة، كتبها قبل دخوله المستشفى واجراء عملية جراحية في عينيه عام 2006، وجاء فيها «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد، هذا وإني لأرجوا من كل أخ له مظلمة عندي أن يغفرها لي، وأوصي الإخوة حملة الدعوة السلفية الصبر والتآخي والإخلاص، والله الموفق، واستغفره وأتوب إليه، عبدالله السبت 3 ذي الحجة 1426 هجرية».
عبدالكريم الصومالي: اهتديت إلى الإسلام الصافي والسلفية على يدي الشيخ بعد أن كنت صوفياً نقشبندياً
«الأنباء» كانت لها جولة خاصة في المكتبة العلمية أو الجامعة المصغرة كما يسميها البعض التي أسسها وأوقفها لله الشيخ عبدالله السبت، لنطلع على مرافقها من فصول دراسية وغرف معيشية للمغتربين، ونلتقي طلاب العلم من أطراف العالم الدارسين فيها والمستفيدين من كتبها ومخطوطاتها:
ففي البداية أوضح عبدالكريم حاج يوسف الصومالي، الذي يقيم بشكل شبه دائم في بريطانيا منذ 15 سنة، بعد أن كان صحافيا سابقا في الصومال، أنه كان صوفيا يعتنق الطريقة النقشبندية مع الجالية الصومالية التي تقطن شرق العاصمة البريطانية لندن، في مسجد التقوى، وذلك نتيجة جهلهم بالدين الإسلامي، مشيرا إلى أنهم استمعوا إلى دعوة الشيخ عبدالله السبت إلى السلفية عبر الكاسيت والإنترنت والالتقاء المباشر معه، فوجدوها دعوة إسلامية صافية، ووسطية معتدلة، قائمة على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، خاصة ونحن في الصومال نعاني من التطرف والمتطرفين.
وأضاف أن الشيخ بتواضعه وحرصه على نشر الإسلام الصحيح كان سببا في هدايتنا إلى السلفية، فلما سمعوا عن مكتبته في الشارقة وعن الدورات التي يقيمها رحلوا إليها، ففي الرحلة الأولى كانوا 3 ومكثوا نحو شهرين، وحاليا هذه هي الرحلة الثانية والتي جاء فيها منفردا، حيث أخذوا دروسا في العقيدة، ومنهج السلف الصالح، وفقه السنة، واللغة والحديث، مبينا أنهم بعد عودتهم من الرحلة الأولى بدأوا تدريس كتب العقيدة والتوحيد في مسجدهم في بريطانيا مسجد التقوى.
وأوضح عبدالكريم أثر الدراسة في مكتبة الشيخ قائلا «قبل زيارتي الأولى لم أكن أستطيع تركيب جملة عربية ولو واحدة، لكن بعد عودتي تمكنت من إلقاء خطبة الجمعة كاملة باللغة العربية بحمد الله، كما كان موضوع خطبة عيد الأضحى عن التوحيد» وأما عبدالواسع بن عبدالحفيظ من جمهوية طاجي كستان فأوضح أن هذه الزيارة للاستفادة من مكتبة الشيخ عبدالله السبت هي الأولى له، بعد أن درس في مصر مدة 6 سنوات في مركز الفجر بعض العلوم الشرعية واللغة وحفظ القرآن الكريم كاملا، مبينا أنه وبعد أدائه للعمرة طلب من عمه أن يواصل دراسته الشرعية فدله على مكتبة الشيخ في الشارقة فقدم عليها أيام مرض الشيخ.
وأشار عبدالواسع إلى أنه سمع بالشيخ عن طريق عمه منذ سنتين تقريبا، وعن طريق دروسه بالهاتف والإنترنت وأشرطة الكاسيت، موضحا أنه استفاد كثيرا من دروس المكتبة والتقائه بالشيخ وتلامذته علوم القرآن والتفسير، إضافة إلى العقيدة والفقه.
معاوية: سيرة والدي من موقع «ويكيبيديا» تحتاج إلى تصحيح وإضافة
أوضح معاوية بن عبدالله السبت أن هناك عددا من الدعاة وطلبة العلم في الكويت يعكفون على جمع ما تناثر من سيرة الشيخ عبدالله السبت رحمه الله، وتوثيق رحلاته العلمية ولقاءاته مع العلماء والدعاة حول العالم، كما شكر موقع «ويكبيديا» ومن ساهم بنشر سيرة والده، منوها على وجود بعض الأخطاء التي وردت فيها، وفيما يلي نص سيرة الشيخ عبدالله السبت كما جاءت في الموقع، وما بين القوسين تصحيح ابنه معاوية: هو الشيخ أبومعاوية عبدالله بن خلف السبت، كويتي الجنسية، ولد في الكويت (في شرق) سنة 1946م (بل ولد عام 1948م)، يرجع نسبه إلى قبيلة الحوسني من النصوريين من بني خالد (ليس من الحوسنيين بل هؤلاء أخواله، فأم الشيخ مريم علي شهاب الحوسني، وجدنا محمد السبت يرجع إلى بني خالد من تميم) من عينات عرب فارس (سكنوا عينات في فترة متأخرة من عشرينيات القرن الماضي تقريبا، فهم ليسوا من أوائل من سكنها، وقد كانوا يشتغلون بالبحر والتجارة، كما حكموا تلك المنطقة أيضا)، كانت بداية تدينه مع جماعة التبليغ عام 1966م في منطقة الفيحاء بمسجد الإمام أحمد بن حنبل (بل في منطقة الأحمدي بمسجد عمر بن الخطاب)، ثم تركهم وبدأ دعوته إلى السلفية في آخر عام 1968م في الكويت بنفس المسجد (بل في مسجد العبدالجليل ثم مسجد الإمام أحمد بن حنبل في منقطة الفيحاء وأيضا مسجد القملاس بمنطقة القادسية)، له بفضل الله من الأبناء سبعة.
نشره للمنهج السلفي
للشيخ جهود كبيرة في نشر دعوة التوحيد والمنهج السلفي في كثير من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، استفاد من الشيخ محمد الأشقر ولازمه مدة طويلة، كان للشيخ عبدالله الأثر الكبير في نشر الدعوة السلفية في الكويت، ومنها المساهمة بتأسيس جمعية إحياء التراث الإسلامي سنة 1982م، وإنشاء الدار السلفية لطباعة ونشر وتوزيع الكتب النافعة، وفي سنة 1996م (بل في سنة 1986) انتقل إلى إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أنشأ دار الفتح فيها قبل ذلك سنة 1986م والتي تعنى بطباعة الكتب السلفية والأدبية النافعة، وكذلك مكتبة علمية خاصة يدعو ويدرس فيها طلبة العلم الوافدن إليه من الخارج مختلف فنون الشريعة كالتوحيد والفقه والعربية وغيرها، ودعوة الشيخ هي الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وقد تأثر بالأئمة الثلاثة: الألباني، ابن باز، ابن عثيمين رحمهم الله، من صفاته: يتميز الشيخ بسعة الصدر، ودقة الألفاظ، وسهولة العبارة، وحدة الذكاء، وكان بارا بوالدته رحمها الله.