حنان عبدالمعبود
دعت رئيسة الفريق التطوعي للتوعية بمرض السيلياك الباحثة سعاد الفريح الى تصحيح الاجراءات التي تفرض على المرضى من اجل صرف المواد الغذائية لهم، وشددت على اهمية وجود مركز متخصص، او عيادة متعددة الاختصاصات للتعامل مع المرضى.
وقالت الفريح في تصريح خاص لـ «الأنباء»: ان (السيلياك) هو مرض مناعي ذاتي يصنف كنوع من انواع الحساسية الخطيرة، والذي ينتج لدى من يصاب به عند تناول دقيق القمح ومنتجاته بكافة انواعها بسبب حساسية الجسم الدائمة لمادة الجلوتين، وهو البروتين الموجود في بعض الحبوب كالقمح والشعير والجاودر.
وهذه المادة تسبب اضطرابا في عملية امتصاص الامعاء للغذاء، فينتج عنه الحساسية التي يسببها الجليادين، والذي يعمل كمولد مضاد تنتج عنه مناعة معقدة في الغشاء المخاطي المبطن للامعاء، مؤديا الى تكدس الخلايا اللمفاوية الميتة وهذا بدوره يسبب تلفا لاهداب الخملات وتكاثر خلايا خفية، وبالتالي لا يحدث الامتصاص للغذاء عند مرضى السيلياك.
وأكدت ان التشخيص الدقيق للمرض لابد أن يترتب عليه في حالة التأكد ضرورة منع كل الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير، وذلك مدى الحياة حتى وان اختفت الاعراض الظاهرة، لافته ان الاعراض غير الظاهرة المتمثلة في حدوث ضمور في الغشاء المخاطي المبطن للامعاء والذي يترتب على حدوثه ضعف في امتصاص المواد الغذائية المهضومة، مما يؤدي الى تأخر نمو مزمن.
وأشارت الى ان هذه الاعراض غير الظاهرة تستمر مدى الحياة مادام المريض يتناول هذه الحبوب في طعامه، مما يتطلب حمية دائمة عن المواد المحتوية على الجلوتين مدى الحياة والاعتماد على الحمية الخالية من الجلوتين.
وقالت الفريح «ان الدواء الوحيد للمريض هو الابتعاد تماما عن كل الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير وهو الامر المكلف لميزانية المرضى، ويتسبب في ارهاق المريض عند تكفله بشراء هذه المواد من الاسواق المحلية، مستدركة ان ادارة التغذية بوزارة الصحة تقوم بصرف نسبة من المواد الغذائية للمرضى عبر المستشفيات، مبينة ان تكلفة المواد المصروفة للمرضى تقدر بعشرة آلاف دينار للشخص الواحد سنويا بتكلفة اجمالية تقارب المليون دينار، كما افاد بعض المسؤولين في ادارة شؤون الأدوية والتجهيزات الطبية».
وأعربت الفريح عن استيائها بسبب التغير الأخير في الاجراءات المتبعة في صرف المواد الغذائية، مبينة ان المرضى لاحظوا التغيير الذي تسبب لهم في انزعاج شديد وخلل في انتظام اتباع الحمية الخاصة بهم، وعليه قاموا بابلاغ الفريق التطوعي للتوعية عن السيلياك بمركز العمل التطوعي عن هذه الاجراءات التي تتطلب من المريض تجديد ملفه لدى إدارة التغذية كل 3 شهور وتعبئة نموذج معد للصرف، يرفق بتقرير من الطبيب المعالج وصورة من آخر تقرير طبي للمريض الامر الذي يعتبر هدرا لوقت كل من المريض والطبيب، وموظفي إدارات التغذية في المستشفيات، بالإضافة الى كمية الأوراق المهدرة في هذا الشأن، فالمطلوب إجراءات تتبع كل ثلاثة اشهر لكل المرضى المصابين بمرض مزمن سيعانون منه مدى الحياة.