- العلي: كيف يطيب لنا عيش في هذه الدار وقد هتكت الأستار واستهزئ بالمصطفى المختار؟!
- السلطان: سبب من أسلموا ليس المظاهرات وحرق الأعلام بل بعد أن عرفوا صفاته صلى الله عليه وسلم وأخلاقه
- المطيري: نطالب بقانون دولي يحمي الرسل والديانات السماوية من عبث العابثين وأقاويل السفهاء والمبطلين
- المعيوف: الرد مشروع ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نبين أخلاق نبينا الكريم وشمائله ومناقبه
- العاقول: القدوة أيسر وأقصر السبل لتعليم أطفالنا محبة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية الدفاع عنه
بعد نشر الفيلم المسيء لوحظ ان هناك تصاعدا مضطردا في حملات التشويه للاسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم خاصة بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العالم الاسلامي اعتراضا على هذا الفيلم، خاصة ان وسائل الاعلام في الغرب واميركا كرست مجهوداتها لتشويه الاسلام ونبيه ورسخت في اذهان ملايين القراء والمتابعين بأن المسلمين لا يحترمون حرية التعبير ويميلون الى الفوضى، ونحن كمسلمين نعلم ان نبينا صلى الله عليه وسلم محفوظ بحفظ الله وان الواجب علينا ان نقوم بتعريف غير المسلمين بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وسبب توقيرنا العظيم لشخصه في مشارق الارض ومغاربها، ونبين كمال خلقه ورحمته مع الاعداء، ورحمته بأهل بيته وللعالمين فكيف نرد على هذه الاساءة بالطرق الايجابية وكيف نغرس في نفوس ابنائنا حب رسول الله؟ هذا ما يجيب عنه الدعاة.
إمام وخطيب المسجد الكبير الاستاذ بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.وليد العلي اكد ان ما وقع من انتهاك الاقلام الفاجرة لحرمة خاتم النبيين، واستهزاء الاقزام الكافرة بإمام المرسلين لامر مشين، وقال: لقد جاءوا ورب الكعبة شيئا تكاد السماوات تنفطر منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا، فكيف يطيب لنا عيش في هذه الدار وقد هتكت الاستار واستهزئ بالمصطفى المختار؟!
واكد ان من انتهك حرمة رسول الله فقد باء بغضب من المولى وله عذاب أليم في الاولى والاخرة (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم).
الصبر
ولفت الى ان الصبر على اذى الكافرين والمشركين من صفات اولي العزم من المرسلين كما قال رب العالمين (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور)، وقد دأب اهل الزيغ والعناد على سعيهم بالارض بالبغي والفساد وعلى ايذاء رسل الله تعالى وهم صفوة العباد، فهذا كليم رب العالمين يؤذى من اليهود (واذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين).
قدره عظيم
واكد د.العلي ان قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى عظيم وجاهه عند ربه تبارك وتعالى كريم كما جاء في محكم الذكر الحكيم الامر ببره وتقديره والوصية بتعزيزه وتوقيره وكل من اذى خاتم النبيين فهو لعين ومطرود من رحمة رب العالمين ومتوعد بالعذاب المهين (ان الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا).
وزاد، ولكن عزاءكم يا معشر المسلمين ان الله تعالى يغار على حرمة سيد المرسلين وسينتقم له بعزته وقوته وهو القوي المتين كما سلاه بذلك في كتابه المبين (قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين) – الانعام – 33 – 34، فثقوا بالله فإن النصرة والعزة بيده وقد امر الله نبيه ان اذوى ان يتوكل عليه (يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) – الاحزاب: 45 – 48.
وقد سأل الخليفة هارون الرشيد الامام مالك بن انس رحمهما الله تعالى في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له ان فقهاء العراق افتوه بجلده فغضب الامام مالك وقال يا أمير المؤمنين ما بقاء الامة بعد شتم نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل ومن شتم اصحاب النبي جلد وامر ولي الامر بقتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاجماع الذي لا خلاف فيه بين الامة ولا نزاع.
لماذا أسلموا؟
وحول انتشار عدد المهتدين كلما اضيق على الدين الاسلامي يزيد وينتشر الاسلام قال د.خالد السلطان: من المهم جدا ان نتساءل لماذا اسلم هؤلاء كلما حدثت جريمة اعتداء واساءة على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم هل لانهم رأوا الغضب المفرط من ابناء الامة المحمدية تجاه المسيئين لهم كالرسام الدنماركي او منتج الفيلم الاميركي، ام اسلموا لانهم رأوا خروج الناس بالتظاهرات والاعتصامات في الساحات وامام السفارات مع استخدام بعض وسائل التعبير ومن اهمها السب والشتم واللعن والتجريح؟ ام اسلموا لانهم رأوا الغاضبين يحرقون اعلام الدول الغربية وعلى رأسها اميركا كما في مصر؟ أم اسلموا لانهم رأوا ان غضب المسلمين اوصلهم لقتل سفير اميركي في عقر سفارته، ام اسلموا لانهم رأوا المسلمين يلقون قنابل الملوتوف على السفارة الاميركية من باب التعبير عن الاحتجاج والنصرة للنبي صلى الله عليه وسلم كما في اندونيسيا؟!
الوسطية
وأوضح د.السلطان ان سبب اسلامهم هو التعرف عن قرب على رسول الله من خلال الكتب والكتيبات والاستماع لمحاضرات وندوات فعرفوا دينه واخلاقه وصفاته فكان التأثر الايجابي به صلى الله عليه وسلم فلذلك اسلموا.
واكد ان التظاهرات واخواتها وما حدث فيها هي اسباب تنفير لا اسباب تبشير، بل هي ليست من الشرع وكفانا قول الباري جل جلاله يوم قال لرسوله الكريم (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقال (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) فهذه أوامر الله لرسوله.
وأكد ان كل الذين أسلموا بعد إساءتهم للنبي صلى الله عليه وسلم في زمنه كان سببه ما رأوه من حلم وصبر وخلق حسن منه صلى الله عليه وسلم تجاه تلك الإساءة مع علم المسيء أنه قد استغضب النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الأجلاء ومع ذلك رأوا تلك الردود الايجابية مع الإساءة.
وقال د.السلطان: من أراد النصرة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم عليه أولا الاتباع الصحيح له في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة فإنها نصرة لا مثيل لها علما بأن أعداء الدين يتلذذون بردود الأفعال السلبية ليجعلوها حجة علينا وسببا في تشويه جمال إسلامنا.
أعلى الله ذكره
ويقول الداعية سعود المطيري: لقد فضّل الله نبيه الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فقال محكم التنزيل (وإنك لعلى خلق عظيم) ويكفي نبينا صلى الله عليه وسلم شهادة ربه جل وعلا له، فقد كان خلقه القرآن كما وصفته بذلك أمنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها.
وأضاف المطيري: «وان ما تعرض له نبينا صلى الله عليه وسلم من انتقاص له ولعرضه الشريف في أحداث الفيلم الأخيرة والرسوم المسيئة فإنها لا تزيدنا إلا حبا لنبينا الكريم، ولا ينقص ذلك ولا يقلل من قدره شيئا، فقد رفع الله قدره وأعلى ذكره، فإن ما تعرض له صلى الله عليه وسلم بعد وفاته قد تعرض له في حياته على أيدي السفهاء والمنافقين والكفار والمشركين، وقد أيده الله عز وجل بنصره وأظهره عليهم، ونريد ان نبين أن هذه المحنة التي تعرضنا لها بسب نبينا والنيل منه، قد انقلبت الى منحة بفضل الله جل وعلا، فقد شاهدنا الاحصائيات التي تبين كثرة من قاموا باعتناق الإسلام بعد ظهور هذا الفيلم وهذه الرسومات المسيئة، حيث قام العديد بالبحث عن سيرة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وعن هذا الدين العظيم، فكان ذلك سببا في اعتناقهم لهذا الدين، والفضل لله رب العالمين».
الاقتداء به
وأشار المطيري الى ان افعالنا لابد ألا تكون مؤقتة حيال هذا الموضوع، بل ينبغي علينا ان ندافع عنه صلى الله عليه وسلم حتى النهاية، ويكون ذلك بنشر سنته والاقتداء به صلى الله عليه وسلم، فبذلك تكون نصرته، وليس بالغضب والقتل، وان كان الغضب مطلوبا حيث انتهك عرض نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن المطلوب ان ننشر سيرته ودعوته، فهو القائل: «بلغوا عني ولو آية»، حيث كان صلى الله عليه وسلم يدعو الى نشر الدعوة والإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان لا يغضب لنفسه، وإنما يغضب إذا انتهكت محارم الله جل وعلا، وان النبي الكريم مبلغ عن ربه، والطعن فيه طعن في رسالته السماوية، وفي هذا الدين الذي هو خاتم الأديان، لذا فإننا نطالب بإصدار قانون دولي أممي يحمي الرسل والديانات السماوية من عبث العابثين وأقاويل السفهاء والمبطلين، كما نطالب الشعوب الإسلامية بألا يكون غضبها مؤقتا، ثم ترجع الى نسيان هدي نبينا وسيرته صلى الله عليه وسلم، بل ندعو الى الالتزام بالحكمة والموعظة الحسنة، حيث ان اسلامنا الحنيف قد أصل مبدأ (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فينبغي علينا ألا نأخذ الناس بجريرة غيرهم، ولكننا نبين بأن المسؤول الأول والرئيسي عن كل ردود الأفعال التي حصلت بسبب نشر هذا الفيلم هو من قام بتصويره ونشره بين الناس، مما يؤكد على ضرورة سن قانون دولي يحمي الديانات السماوية والأنبياء عليهم السلام من كيد الكائدين المجرمين.
وقال: اننا لا نسمح لمن ينادي بأبواق الحرية دون ضوابط، وليعلم هؤلاء السفهاء أن حريتهم لا تكون بانتهاك حرية الآخرين، فلابد من الأخذ على يد السفيه قبل ان يقع الفأس بالرأس، ولكي تصان هذه الشرائع ويحفظ لهؤلاء الرسل مكانتهم التي أنزلهم الله إياها واجتباهم لها.
الرد المشروع
من جانبه، قال الداعية حسين المعيوف: لقد تكفل الله عز وجل بنصر أوليائه من المؤمنين في الأرض ولو بعد حين حيث يقول ربنا تبارك وتعالى: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، فالله عز وجل ناصر نبيه ومظهر لدينه بعز عزيز او بذل ذليل، ولعل هذه فرصة قد ساقها لنا معشر المسلمين، كي نبين للعالم أجمع من هو نبينا الكريم الذي أثنى عليه ربه بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم)، فنصره صلى الله عليه وسلم ببيان سيرته للناس ونشر أخلاقه وشمائله وسنته بينهم.
وتطرق الى الفيلم المسيء قائلا: «ان الإساءة التي أثارها هذا الفيلم المسيء، قد أثارت فتنة عظيمة في نفوس المسلمين، حتى ود البعض ان يوغل في الرد عليهم الى حد القتل، بل قد وقع ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الصارم المسلول»: «ولا ريب ان من أظهر سب الرسول من أهل الذمة وشتمه فإنه يغيظ المؤمنين ويؤلمهم أكثر مما لو سفك دماء بعضهم وأخذ أموالهم فإن هذا يثير الغضب لله والحمية لله ولرسوله وهذا القدر لا يهيج في قلب المؤمن غيظا أعظم منه بل المؤمن المسدد لا يغضب هذا الغضب إلا لله...».
فلاشك بأن ذلك قد أغاظ قلوب المؤمنين، وجعل الدماء تغلي في عروقهم، ولكن نريد أن نقف وقفة تأمل قد تجعل من هذه الأمة انفراجة طال انتظارها، وبركة ينشرها الله تبارك وتعالى بين الناس.
بالحكمة والموعظة
وأوضح المعيوف أنه من الواجب علينا ألا تعمي الإساءة أعيننا عن اغتنام الفرصة، دون ان ننتقص من حق الرد على هذه الإساءة، مثلما حدث حين هجا بعض الكفار رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال له حسان بن ثابت «أتأذن لي يا رسول الله أن أهجوهم» فأذن له، فإن الرد مشروع، ولكن نرد بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبين أخلاق نبينا الكريم وشمائله ومناقبه، حتى يكون ذلك سببا في نشر هذا الدين، ونكون بذلك قد نصرنا نبينا بالذب عنه وعن عرضه الشريف، وبنشر سنته ودعوته بين الناس ممتثلين قوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».
وقال المعيوف «وإن من الواجب على المسلمين ان يدركوا أن هذه المحنة قد يكون فيها خير كثير فإن ربنا تبارك وتعالى يقول (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)، فلقد قرأنا وسمعنا عن الكثير ممن دخل في الإسلام بسبب هذه الأحداث الأخيرة، حيث دفعهم الفضول الى استطلاع حقيقة هذا النبي الكريم، ولماذا ضج المسلمون كل هذه الضجة، فكان ذلك سببا في نشر هذا الدين واعتناقه من قبل الكثير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «لأن يهدي الله بك أحد خيرا لك من حمر النعم»، والله عز وجل يقول (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، فإننا نكره هذه الإساءة وننبذها ونردها على هؤلاء المسيئين، ولكننا نقول لنتأمل في هذه المحنة التي قد ابتلينا بها، ولنسع في جعلها منحة، بنشر هذا الدين والذب عن حياض النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أطفالنا وحب النبي صلى الله عليه وسلم
اما عن كيفية زرع محبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس ابنائنا والمجتمع، فيجيب عنها الاستشاري الاسري والتربوي د.مصبح العاقول فيقول: اولا، كيف نقدم النبي صلى الله عليه وسلم لابنائنا ونعرفهم به؟ فينبغي على الوالدين تقديم النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته الى الابناء مراعين الحرص على بيان شخصية النبي صلى الله عليه وسلم كما بينها القرآن الكريم في قوله تعالى (انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا)، فهو المبشر وهو المنذر وهو السراج المنير والمصباح الوضاء الذي به هدى الله العالمين وأخرجهم من الظلمات الى النور، والحرص على بيان جوانب القدوة من شخصيته صلى الله عليه وسلم وشخصيته كلها قدوة، والتأكيد على انه هو النموذج المرتجى والمثال المأمول لكل من أراد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وايضا لابد من ان نجيب لابنائنا عن سؤال: لماذا يجب علينا ان نحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونصل الى عقولهم باقناعهم بأن كل عاقل حكيم صالح مؤمن ذكي يجب ان يحب النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه الذات البشرية التي تسببت في هداية العالمين الى الهدى والحق والنور والايمان بفضل الله الحميد المجيد، مع التأكيد على فضائله صلى الله عليه وسلم ومكانته عند ربه ـ سبحانه ـ ومكانته بين الانبياء وفضله يوم القيامة ومكانة شفاعته ومقامه في الجنة صلى الله عليه وسلم والتأكيد على بيان معنى قوله في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال: فُضلت على الانبياء بست: اعطيت جوامع الكلم (فهو البليغ الفصيح)، ونُصرت بالرعب، واحلت لي الغنائم، وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا، وارسلت الى الخلق كافة، وختم بي النبيون، وتبيين بشارة الانبياء السابقين به صلى الله عليه وسلم وحبهم له واستقبالهم اياه في الاسراء والمعراج، وانه هو النبي الخاتم لهم، وان شريعته هي الناسخة لشريعتهم والجامعة لفضائلها والشاملة لكل خير وهدى جاء في رسالتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وكذلك التأكيد على بيان معنى الاتباع ومعنى الابتداع بأسلوب مبسط وتكرار ذلك المعنى.
رسائل مهمة
واضاف العاقول: اما بعض الوسائل التي يمكن اتخاذها لترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس ابنائنا، فيكون عن طريق حكاية معجزاته صلى الله عليه وسلم، وحكاية اخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ووصيته باليتيم، وحكاية اخبار رقته صلى الله عليه وسلم ورحمته وبكائه وانه هو النبي الوحيد الذي ادخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته.
مشيرا الى انه يجب بيان كيف كان يحبه اصحابه رضوان الله عليهم ويضحون في سبيله وحكاية القصص في ذلك.
وايضا تحفيظ الاولاد احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمهم سنته وبيان كيف انها تحفظ الانسان من شياطين الانس والجن، وان يكون فعل الوالدين العملي وطريقتها التطبيقية في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والحرص على سنته هي مؤثر من اكبر مؤثرات تربية الابناء على ذلك، يقول صاحب كتاب «التربية الاسلامية»: ان من السهل تأليف كتاب في التربية، ومن السهل ايضا تخيل منهج معين، لكن هذا الكتاب وذلك المنهج يظل ما بهما حبرا على ورق، ما لم يتحول الى حقيقة واقعة تتحرك، وما لم يتحول الى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وافكاره، مبادئ ذلك المنهج ومعانيه، وعندئذ فقط يتحول الى حقيقة.
أما عن كيفية زرع محبة النبي صلى الله عليه وسلم على مستوى المجتمع فقال العاقول: تربية الابناء على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، تربية الابناء على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في جميع احواله، اقتناء الكتب عن سيرته صلى الله عليه وسلم، اقتناء الاشرطة عن سيرته صلى الله عليه وسلم، انتقاء الافلام الكارتونية ذات المنهج الواضح في التربية، تخصيص درس او اكثر في الاسبوع عن السيرة تجتمع عليه الاسرة، والتشديد على اقتداء الزوج في معاملة اهل بيته بالرسول صلى الله عليه وسلم، وتشجيع الابناء على حفظ الاذكار النبوية وتطبيق ذلك، وايضا تشجيع الابناء على اقتطاع جزء من مصروفهم اليومي من اجل التطبيق العملي لبعض الاحاديث، مثل: كفالة اليتيم، اطعام الطعام ومساعدة المحتاج، مع تعويد الابناء على استخدام الامثال النبوية في الحديث مثل «المؤمن كيس فطن» و«لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» و«يسروا ولا تعسروا»، ووضع مسابقات اسرية عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعريف الاسرة المسلمة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال تطبيق مشروع «يوم في بيت الرسول».
صور من عاقبة المستهزئين
رجل لفظته الأرض: روى أنسرضي الله عنه قال: «كان رجل نصراني فاسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه، فاصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا فاصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فالقوه فحفروا له واعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فاصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا انه ليس من الناس فألقوه» رواه البخاري.
كسرى وقيصر: كتب اليهما النبي صلى الله عليه وسلم فامتنع كلاهما عن الاسلام ولكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم واكرم رسوله، فثبّت الله ملكه أما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزأ به فقتله الله بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق ولم يبق للأكاسرة ملك.
أبولهب: كان من أشد الناس تكذيبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك امرأته كانت تضع الشوك في طريقه والقذر على بابه، فنزل فيها قول الله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) وقد اخذ الله أبا لهب بمكة اذ اصابه بمرض خبيث، وكان ذلك يوم هزيمة المشركين ببدر، فجمع الله عليه البلاء والعذاب النفسي والبدني فمات شر ميتة.
أبوجهل: كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وهلك ببدر، قتله ابنا عفراء شابان صغيران واحتز رأسه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه احد المستضعفين من المسلمين زيادة في اذلاله لخبثه وسوء اعماله، اذ كان كلما لاقى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذيه ويستهزئ به.
عقبة بن أبي معيط: من أشد الناس اذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يضع سلا الجزور وجلد بعير مذبوح بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عند الكعبة، ويضحك كفار قريش على ذلك حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها فابعدته عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: «اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش» ثم سمّى: «اللهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد، قال ابن مسعود: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا الى القليب (البئر) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم «واتبع اصحاب القليب لعنة»، وقد هلك هذا الخبيث عقبة بن أبي معيط ببدر حيث اسر بها وقتل.
الأسود بن عبد يغوث: من المستهزئين بالرسول صلى الله عليه وسلم، كان اذا رأى فقراء المسلمين قال لاصحابه مستهزئا: هولاء ملوك الأرض الذين يرثون ملك كسرى، وكان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أما كلمت اليوم من السماء يا محمد؟ وقد اصاب الله هذا الخبيث بقروح في رأسه فمات منها شر ميتة.
الحارث بن قيس السهمي: ظل يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته وكان لشدة كفره يقول: غر محمد أصحابه ووعدهم ان يحيوا بعد الموت، وهلك بعد ان اكل حوتا مملوحا فلم يزل يشرب حتى مات وقد امتلأ رأسه قيحا فكانت ميتته شر ميتة.
الأسود بن المطلب: كان يقول لاصحابه مستهزئا بالنبي صلى الله عليه وسلم: «قد جاءكم ملوك الأرض ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر، ويصفرون ويصفقون ضحكا وسخرية، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يعمى ويثكل ولده فمات اعمى اثكل.
العاص بن وائل السهمي: والد عمرو بن العاص رضي الله عنه كان من المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل لما مات القاسم بن النبي صلى الله عليه وسلم «ان محمدا أبتر لا يعيش له ولد» فانزل الله تعالى فيه (إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر) هلك العاصي اسم ومسمي بمكة بسبب شوكة في رجله فانتفخت بسببها حتى صارت كعنق البعير فمات بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة.