- الشعب الكويتي لم يقع بالفخ ولكن أقول لمن نادى بمقاطعة منتجاتنا ودعا لرحيل السفيرة: لو صدرت الرسومات عن الحكومة الفرنسية لحزمت حقائبي ورحلت
- نشكر الكويت على اقتراحها بزيادة الحماية على السفارة ولكننا لا نشعر بأننا قمنا بأي شيء
بيان عاكوم
دافعت السفيرة الفرنسية لدى البلاد ندى يافي عن موقف بلادها بقوة تجاه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي نشرت في إحدى الصحف الفرنسية منذ أيام، مشيرة الى ان القيادات الفرنسية «نأت بنفسها عن تلك الرسومات لا بل أدانتها بالرغم من وجود قوانين تتيح حرية التعبير»، مؤكده انها «لا تمثل بأي شكل من الأشكال الحكومة ولا حتى الرأي العام الفرنسي».
واعتبرت يافي في تصريح للصحافيين على هامش مشاركتها الاحتفال باليوم الوطني السعودي ان هذه الرسوم لا تمثل الا من نشرها وان بلادها تعتز الإسلام وتعتبر الحضارة الإسلامية أقدم وأكثر عراقة وحيوية وتسامحا، مبينة ان هذا الأمر تجسد في خطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قلب متحف اللوفر اكبر متحف في العالم لدى افتتاحه الجناح الإسلامي.
وعن تقييد حرية المسلمين في فرنسا، قالت «لا يوجد تقييد للمسلمين حيث هناك أكثر من 5 ملايين مسلم يعيشون في فرنسا ويقدمون صورة مشرقة عن الإسلام بفكرهم وحضارتهم وتعقلهم»، لافتة الى ان الحكومة الفرنسية منعت التظاهر لمعلومات لديها ان هناك من سيندس بينهم للتخريب وإثارة العنف، متسائلة: من المستفيد من العنف والفوضى؟ مجيبة: «المستفيد هم من يريدون جر المسلمين الى فورة عاطفية».
وشكرت يافي الشعب الكويتي لأنه «لم يقع في الفخ» كما حصل في بعض الدول الأخرى، لكنها ذكرت في الوقت نفسه وجود بعض الأصوات التي نادت في الكويت الى مقاطعة المنتجات الفرنسية، ودعت الى رحيل السفيرة، وقالت: «أنا أقول لو ان هذه الرسوم صدرت عن الحكومة الفرنسية لحزمت حقائبي ورحلت ولكنها صدرت من فرد لا يمثل إلا نفسه».
وردا على سؤال عن إصدار قانون يمنع الإساءة للدين الإسلامي قالت: «لا يمكن كلما خرج شخص لديه مشروع سخيف ان نصدر قانونا، فالطريقة المثلى للرد عليه هي بعدم المبالاة»، مشيرة الى ان القانون الذي صدر في فرنسا بخصوص الهولوكوست ويمنع التخفيف من أهمية هذه المجزرة لسبب أنها مسألة تاريخية ذهب ضحيتها أكثر من 6 ملايين شخص وحتى لا تتكرر في التاريخ لأن أوروبا دفعت ثمنها.
وهذه تفاصيل ما دار بين السفيرة الفرنسية ندى يافي والصحافيين:
ماذا تقولين عن الرسوم التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في ظل ردات فعل إسلامية حول الفيلم المسيء أيضا؟
٭ الدولة الفرنسية نأت بنفسها عن هذه الرسوم الكاريكاتورية فور صدورها ورئيس الوزراء أدان بنفسه كل أنواع التطرف ومنها هذه الرسوم، كما ان وزير الخارجية خلال زيارته الى مصر أعلن ابتعادنا عن اي علاقة بمثل هذه الأمور لا بل إدانتنا لها ورغم ان القوانين الفرنسية تتيح حرية التعبير إلا اننا أعلنا ان هذه الرسومات لا تمثل إلا الأفراد الذين أصدروها ولا تمثل بأي شكل من الأشكال الحكومة ولا حتى الرأي العام الفرنسي، حيث هناك العديد من الشخصيات السياسية والفكرية والشخصيات الاعلامية التي نددت بها.
ولكن هذه الرسوم أعيد نشرها مرة أخرى، ألا يعتبر تحديا للمسلمين؟
٭ هذه صحيفة أسبوعية ذكرت انها ستعيد نشر الرسوم وهي لا تمثل إلا نفسها انها مجرد مجلة متخصصة في السخرية وتسخر من كل شيء وبالرغم من ان هذه فترة حساسة إلا انها أرادت ركب موجة الفيلم الذي صدر وأرادت ان تحظى بشيء من الشعبية ولكن أريد ان أركز على أمر مهم جدا، حيث انه في اليوم نفسه كان رئيس الجمهورية الفرنسي فرنسوا هولاند يفتتح القسم الخاص بالحضارة الإسلامية في متحف اللوفر الذي يستقبل كل سنة 9 ملايين شخص من الأوروبيين والفرنسيين وهذه أجمل رسالة للمسلمين، وفي كلامه أمام الضيوف ومنهم سمو رئيس الوزراء الكويتي، قال ليس هنالك أجمل من هذه الرسالة للوجه المشرق للإسلام وللحضارة الإسلامية التي هي أقدم وأكثر عراقة وحيوية وتسامحا من كل من يدعي اليوم تمثيلها وحده بخطاب متطرف او تشويه ويسعى الى التعتيم والكراهية فإن أفضل أسلحة لمحاربة التعصب موجودة في الإسلام نفسه هذا ما قاله رئيس الجمهورية فالإسلام أغنى بكثير مما يدعي البعض.
بتكرار الرسوم الكاريكاتورية ألا تلاحظون ان هناك هجمة شرسة على الإسلام تزامنت مع الفيلم المسيء؟
٭ أترك مسؤولية الهجمة لبعض الأناس الذين لديهم أغراض في نفس يعقوب فأنا لم أطلع عليها ولا أريد ان أراها ولا أشرفها باهتمامي وأنأى بنفسي كما نأت الحكومة الفرنسية عن هذه الرسومات.
على أرض الواقع الحكومة الفرنسية تقيد المسلمين؟
٭ ليس هناك اي تقييد للمسلمين هناك 5 ملايين مسلم في فرنسا هادئين جدا يعطون صورة مشرقة عن الإسلام بهدوئهم وفكرهم وتعقلهم، ستسألونني لماذا منع التظاهر حول الفيلم سأقول لكم منعت لأننا علمنا ان بعض المغرضين يريدون ان يندسوا بين المتظاهرين ليخربوا المظاهرة وإذا ما حصل قتل وتدمير من سيستفيد؟ من سيستفيد من ردود الفعل المتهورة على الرسوم او الفيلم؟ ومن المستفيد من القتل والتدمير هل هذه صورة الإسلام؟ على العكس الذين يستفيدون من تشويه صورة الإسلام هم الذين يريدون ان يجروا المسلمين الى الفورة العاطفية التي يمكن ان أتفهمها ويمكن ان أتفهم مشاعر المسلمين الذين يشعرون بجرح في كراماتهم ولكن يجب ان يعتبروا ان هذه خطوط بسيطة لا تمثل الرسول باي شكل من الاشكال هذه تمثل من يرسمها فقط.
في ظل هذه الأجواء هل تم طلب من الحكومة الكويتية إجراءات أمنية لحماية السفارة؟
٭ بتبرع من الحكومة الكويتية اقترحت زيادة الحماية أمام السفارة ولكن نحن لا نشعر بأننا ارتكبنا اي شيء، ولكن نشكر الحكومة على هذه الالتفاتة الكريمة، كما أشكر الشعب الكويتي لأنه لم يقع في الفخ، بالطبع سمعنا بعض الأصوات الجانبية التي دعت الى مقاطعة المنتجات الفرنسية وطرد السفيرة وأنا أقول اذا الرسوم صدرت عن الحكومة الفرنسية لحزمت حقائبي من اليوم ورحلت ولكن هذا لم يصدر من الحكومة التي نأت بنفسها عن هذه الاعمال لا بل كرمت الإسلام بافتتاح أكبر جناح للتحف الإسلامية في أكبر متحف في العالم بأسره وأكدت على الوجه المشرق للإسلام.
هل هذا يعني ان أولاند سيغير القوانين الذي فرضها ساركوزي؟
٭ القوانين يغيرها البرلمان وهذا التغيير يأتي اثر نقاشات طويلة ونحن لسنا بصدد بحثها الآن لأن هذه القوانين تتيح للجميع حرية التعبير وأريد ان أذكر بأن هناك قضية مرفوعة على هذه المجلة من بعض الرابطات، وأشير الى ان عميد مسجد باريس وكذلك المسؤول عن المجلس الإسلامي الفرنسي دعوا الى الامتناع عن التظاهر بسبب ما يخطط لتشويه هذا التظاهر.
هل الحكومة الفرنسية ستتخذ إجراءات ضد ما ينشر ويسيء لعلاقة فرنسا مع الدول الإسلامية؟
٭ لا يمكن كلما خرج فرد لديه مشروع سخيف للإثارة ان نصنع قانونا ونتخذ إجراءات، فالطريقة المثلى معاملته بلا مبالاة.
هل تقبل المجلة ان تقوم الدول العربية برسومات مسيئة لسيدنا المسيح عليه السلام كما أساءت هي للرسول صلى الله عليه وسلم؟
٭ الطائفتان المسيحية واليهودية في فرنسا ساندتا المسلمين واستنكرتا بأشد العبارات هذه الرسوم، أما بالنسبة للهولوكوست فهي مسألة تاريخية وهي مجزرة حصلت وذهب ضحيتها 6 ملايين شخص، وحتى لا يتكرر هذا في التاريخ خصوصا ان أوروبا دفعت ثمن المجزرة، حصل قانون لمنع التخفيف من أهمية هذه المجزرة.
بحديثك عن دعم فرنسا للدول الإسلامية، أين وصل دعمكم لسورية؟
٭ انطلاقا من هذا السؤال، هل يمكن ان ننسى تفاني فرنسا في الدفاع عن القضية السورية والشعب وحقوق الإنسان في سورية؟ أرى ان مثل هذه القضايا التي تثار هدفها التمويه عن الأمور الحقيقية المهمة التي هي في صلب سياسات الدول، في ختام خطاب الرئيس الفرنسي في متحف اللوفر قال ان هذا الافتتاح فعل ثقافة وثقة وسماحة وتسامح وفعل سياسة أيضا، الافتتاح نعتبره فعل سياسة لأن سياسة فرنسا هي التسامح وخدمة حقوق الإنسان هذا ما نراه في فرنسا ولن نسمح لبعض الغوغائيين الجهلة بأن يشوهوا علاقتنا بالإسلام والدول المسلمة والدول العربية فالرئيس شيراك كان وراء فكرة المتحف المخصص للحضارة الإسلامية في قلب متحف اللوفر وبعده ساركوزي وضع حجر الأساس وبعده أولاند ليفتتح المتحف ولابد ان أذكر ان الرئيس شيراك كان يردد دائما لا أؤمن بتصادم الحضارات هناك تصادم جهلة فالجهلة الذين يثيرون العواطف يتصادمون مع جهلة آخرين يثيرون ردود الفعل ويودون التحطيم والتكسير وإثارة العنف، هؤلاء متحالفون موضوعيا فنحن ننأى بأنفسنا عنهم أيا كانت مذاهبهم، ونحن مع عامة الناس مع الأغلبية الساحقة التي ألاحظها في الكويت وفي فرنسا التي تعبر عن إيمانها وعن رؤيتها لهذا الدين بأنه دين تسامح ودين سلام ودين عقل، دعونا نأخذ بالعقل.
خلال محادثات سمو رئيس الوزراء في باريس، هل تم التطرق الى موضوعات محددة في العلاقات وخصوصا ما قيل عن صفقة الرافال؟
٭ لم يتم التطرق الى أمور بعينها نحن اكتفينا بالتطرق الى ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى المستوى الممتاز للعلاقات السياسية، هذا بشكل عام ما دار بين رئيس الوزارء ونظيره الفرنسي وكذلك بين رئيس الجمهورية وسمو رئيس الوزراء.
هل هناك جلسة محادثات رسمية مقبلة بين البلدين؟
٭ سمو الرئيس وجه دعوة الى رئيس الوزراء الفرنسي لزيارة الكويت نرجو ان تتم الزيارة في المستقبل وسنعمل في هذا الإطار.