- مواثيق صادرة عن الأمم المتحدة تتضمن بنوداً تتعارض مع الشريعة الإسلامية الخاصة بالمرأة والطفل
- الاتفاقيات التي يتم التوقيع عليها تحت شعار الحفاظ على المرأة والطفل ما هي إلا فخاخ تنصب لنا
- قوامة الرجل حق للمرأة لابد أن تتمسك به ولا تفرط فيه أو تتنازل عنه تحت أي مسميات
- الحرية التي تنادي بها الجمعيات النسائية وأنصار حقوق المرأة دفعت المرأة إلى أن تكون عنيفة مع زوجها
حوار : ليلى الشافعي
هي رئيسة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والذي يرأسه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وهي منظمة حاصلة على العضوية الاستشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة انها م.كاميليا حلمي رائدة من رائدات العمل النسائي الإسلامي والحقوقي للمرأة التقت «الأنباء» بها خلال مشاركتها في الورشة الثانية التي نظمتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والتي شاركت فيها أكثر من 50 امرأة من قيادات العمل الخيري من جميع دول العالم وأجرى ورش العمل معهن رئيس مجلس ادارة المنتدى الإنساني العالمي د.هاني البنا، تطرقنا معها الى مواضيع عدة تهم المرأة والطفل والأسرة المسلمة، حيث حذرت خلالها مما يقوم به الغرب لتدمير الأسرة العربية والمسلمة للهيمنة على العالم العربي والإسلامي وتطرقت الى المواثيق الصادرة عن الأمم المتحدة التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية خاصة ما يخص المرأة والطفل وغيرها من المواضيع والى نص الحوار:
كيف يتعامل الاسلام مع عمل المرأة الحقوقي؟
٭ الاسلام يتعامل مع المرأة وفقا لعدد من المبادئ التشريعية الخالدة أولها ان العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تحكمها العدالة ولا تحكمها المساواة المطلقة، لأن المساواة في غير مكانها «ظلم يرفع وليس مرية تطلب، ومبدأ العدالة يعني المساواة فيما تجب فيه المساواة والتفريق فيما يجب فيه التفريق مراعاة للفوارق الفطرية بين الرجل والمرأة والتي لا يمكن التنكر لأثرها على اختصاص كل منهما بأدوار معينة دون الآخر مع تشاركهما في أدوار أخرى».
الكرامة الإنسانية
وما وجه الشبه ووجه الاختلاف بين الرجل والمرأة؟
٭ هما متساويان تماما في الكرامة الانسانية كما قال تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) وهما سواء في الدين والتشريع لقوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقوله جل وعلا: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
وهما يختلفان في الأدوار التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالتركيب الجسدي والنفسي لكل منهما، فالرجل مثلا ليس مهيأ جسديا لمهمة الحمل والولادة والرضاعة وكفاءته وقدراته على رعاية الأطفال أقل بكثير من كفاءة المرأة وقدرتها على أداء هذه المهمة، كما ان المرأة غير مطالبة بالشقاء من اجل الانفاق على الزوج والأولاد أو القتال في الحرب لقوله تعالى (وليس الذكر كالأنثى)، وقوله تعالى (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) وهنا لفتة لطيفة وهي ان الله سبحانه لم يقل فتشقيا، وهو اشارة الى ان الشقاء في طلب الرزق واصلاح المعاش هو من حيث الأصل من نصيب الرجل دون المرأة وهو ما يعني ان العلاقة بين وظيفة كل منهما هي التكامل لا التنافس وهذا ما أثبته علميا د.الكسس كاريل في كتابه «الإنسان ذلك المجهول» حيث بين ان من ظلم المرأة محاولة التغرير بها للمطالبة بحقوق ليست لها وتكليفها بواجبات ليست عليها.
«سيداود»
ألا ترى أن اتفاقية «سيداو» تتعارض في مضمونها مع الشريعة؟
٭ هذه الاتفاقية والتي انضمت مصر لها منذ ثلاثين عاما والتي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة تحت عنوان «اتفاقية القضاء على كل أشكال التميز ضد المرأة» (سيداو) وهي اتفاقية تلغي قوامة الرجل في الأسرة بكل ما يتبعها من تشريعات كما تلغي شرط الولاية في الزواج بدعوى المساواة بين الذكر والأنثى كما تلزم الاتفاقية سن قانون يلزم المرأة بالاتفاق على أسرتها مناصفة مع الرجل، كما يتم من خلالها التساوي في الميراث وفي الزواج والطلاق وكل أحكام الأسرة وتشريعاتها ومن ثم ينطلق مركب الأسرة في خضم بحر الحياة بلا ربان فيكون مصيره الغرق، والهدف من هذه الاتفاقيات الدولية ان تحل محل الشريعة الاسلامية كمرجعية تشريعية.
عدة قوانين
وما أهم القوانين الفاسدة التي تم تمريرها عبر 30 عاما من اتفاقية سيداو؟
٭ قانون الخلع، قانون اسقاط حق الأب في الحضانة حتى يبلغ الأبناء سن 15 سنة، قانون الرؤية، رفع سن الطفولة حتى 18 سنة، تطبيقا لاتفاقية حقوق الطفل الدولية والذي سيتتبعه رفع سن المسؤولية الجنائية، رفع سن زواج الإناث وتوحيدها مع الذكور لتكون 18 عاما، اثبات المولود خارج نطاق الزوجية
العلاج
وما العلاج المطلوب؟ وكيف يتم؟
٭ من خلال برامج ارشاد اسري لحل المشاكل الاسرية القائمة بالفعل والتي يؤدي اهمالها الى ارتفاع نسب الطلاق، وبرامج لتأهيل الشباب المقبل على الزواج ليعي كل من الزوجين دوره نحو الآخر ونحو الاسرة، وتفعيل القوانين والتشريعات التي تضمن حفظ الحقوق وحماية المجتمع مثل: الزام الزوج بالانفاق على اسرته والزام الاب المطلق بالانفاق على ابنائه، وتيسير الاجراءات اللازمة للطلاق وفق احكام الشريعة الاسلامية، ومراجعة قوانين الاحوال الشخصية وتنقيتها من القوانين الهادمة للاسرة والعمل على تيسير سبل الزواج للشباب حفاظا على صحة المجتمع ونقائه.
الإعلام
ما وسائل اختراق مؤسسة الاسرة؟
٭ تأتي الاسرة ودورها التربوي على قائمة المستهدفين من تلك الهجمة الغربية لما تمثله مؤسسة الاسرة من قوة ومنعة وفاعلية في تحصين الاطفال من الذوبان والحفاظ على الهوية، ووسائل تلك الهجمة هي الاعلام ومناهج التعليم ووسائط الثقافة المتنوعة، كما ان لها وكلاءها المحليين من مؤسسات المجتمع المدني، ووسائل الاعلام والاجهزة التشريعية في البلدان المستهدفة والتي تعمل جاهدة لاختراق مؤسسة الاسرة عن طريق تصدير تلك المفاهيم والمصطلحات الفاسدة.
اتفاقية وقحة
ما أهم واخطر معالم تلك المواثيق والمعاهدات التي يتم من خلالها عمل التحول التدريجي في الثقافة المجتمعية لشعوب العالم؟
٭ الغاء قوامة الرجل في الاسرة، ودفع المرأة دفعا للعمل خارج البيت بحجة تحقيق الذات وتأمين المستقبل وتنمية المجتمع، ومن اخطارها احتقار دور الامومة والتقليل من شأنه والتمرد على كل القيم حين نصت هذه الاتفاقيات على حرية التحكم في الجسد واباحة العلاقات غير المشروعة وان كانت في سن الطفولة بل وصلت تلك الاتفاقيات الى حد من الوقاحة ان فرضت على الحكومات ان تحدد كل منها عمرا ادنى تمارس فيه الفتاة العلاقة الجنسية دون ان يكون عليها اي مؤاخذة، وقد تزامن هذا مع ما تشهده الامة الاسلامية من الوهن الثقافي والحضاري ما اغرى الثقافات الغالبة اليوم بممارسة فعل الاستقواء والاستعلاء ومن ثم الاملاء بحيث تكون مقدرات وثروات الامة تحت السيطرة والهيمنة، وبخاصة فيما يتعلق بتربية الابناء وتنشئتهم على القيم والسلوكيات الوافدة والمختلفة إلى حد كبير عما ألفناه وعرفناه في ثقافتنا الاسلامية.
قطع المساعدات
ما الاجراءات التي تقوم بها لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة لاجبار الوفود الرسمية على الموافقة على البنود التي تتعارض مع الشريعة الاسلامية؟
٭ اللجنة تلجأ لعدد من الوسائل، منها، التلويح بسلاح المساعدات الاقتصادية وهذا السلاح فعال مع الدول الفقيرة واستخدام المصطلحات بشكل ملتو بإعطاء معنى معين للمصطلح باللغة الانجليزية ومعنى مخالف له باللغة العربية وقد وقعت الوفود العربية الرسمية في الفخ، فقد اعطى بعضهم موافقته على المعنى العربي لمصطلح «الجندر» في حين ان المصطلح بالانجليزية له معنى مختلف تماما، وهذا المصطلح «الجندر» يمثل حجر الزاوية في كل المواثيق وفي اغلب البنود ويعني بالانجليزية «النوع الاجتماعي» أي: الرجل والمرأة والمثليين، اما في الترجمة العربية للكلمة فمعناها الرجل والمرأة فقط كما انهم طرحوا المصطلح امام الوفود العربية وغيرها فإن معناه المساواة بين الرجل والمرأة واخفوا المعنى الحقيقي له، خطورة هذا المصطلح انه يفتح الباب واسعا للشذوذ بل السماح بالزواج بين المثليين في اطار ما تسميه هذه الوثائق بالاسرة غير النمطية المكونة من رجل ورجل وامرأة وامرأة.
شعارات صادمة
ما اهداف اعضاء لجنة مركز المرأة؟ وكيف تمكنوا من فرضها على المواثيق الصادرة عن الامم المتحدة؟
٭ عدد كبير من اعضاء تلك اللجنة من اصحاب التوجه الانثوي، وصاحبات هذا التوجه يرفعن شعار لا للحياة الزوجية ولا للامومة ولا للرجل نفسه ويروجن مقولة ان الزواج سجن والامومة عبودية للمرأة وأحد العوائق لتوليها المناصب القيادية ويروجن للعلاقات الجنسية الشاذة.
وهل ما يطبق في بلادنا هو تمكين للمرأة ام استقواء؟
٭ الاجابة تستدعي دراسة تطبيقات هذا المصطلح في بلادنا والذي يصب بشكل مباشر في تمكين المرأة بالكامل من جسدها وجميع قرارات حياتها دون اي تدخل من اي شخص كان فمنظومة القوانين يتم تغييرها على مستوى العالم الاسلامي، وهناك دولة اعطت المرأة حق السفر مثلا.
أما مشاركة المرأة في العمل الخيري فهي كانت متمكنة من المشاركة حيث كان لديها وقت لهذا العمل والسبب ان الأدوار كانت واضحة ومحددة داخل الأسرة، فالرجل هو المكلف بالعمل والإنفاق والمرأة لديها مهام داخل الأسرة ومن ثم كان لديها وقت للمشاركة في العمل أما بعد ان تغيرت الأوضاع في معظم الأسر وتراجع دور الرجل لتحل محله المرأة في العمل والإنفاق أو على الأقل تشاركه فقد أدى ذلك الى عدم توافر الوقت للمرأة لذا يجب تفعيل ودعم كل فرد بدوره داخل الأسرة يعيد للمرأة قدرتها على المشاركة في العمل الخيري.
منهج رباني
ما الملامح الإيمانية التي تساعدنا على مكافحة التحديات الخارجية؟
٭ إن لدينا منهجا ربانيا فريدا لم يدع شاردة ولا واردة في حياة الإنسان والكون والحياة ذاتها إلا وضحها وأبان حقائقها وآليات الوصول اليها (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه)، ومن حسنات التحديات الخارجية ان نفيق من غفلتنا ونتلمس طوق النجاة في ديننا (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا)، ومما لا شك فيه ان الجو الإيماني يساعد المسلم على استثمار الفرص في الارتقاء بالنفس في آفاق الروحانيات وسماء الطاعات والبعد عما يريد أعداء الإسلام جذبه إليه.
انهيار للمجتمع
ما عواقب التوقيع على تلك الاتفاقيات الدولية؟
٭ يجب أن تعي أمتنا ان تلك الاتفاقيات التي يتم التوقيع عليها تحت شعار الحفاظ على حقوق الفئات الضعيفة والمهمشة كالمرأة والطفل ما هي إلا فخاخ تنصب لنا، ما ان يتم التوقيع عليها حتى نجد الحكومات نفسها ملزمة بتعديل القوانين الوطنية لتتماشى وتتوافق مع الاتفاقيات الدولية فتلغى القوامة بنص القانون وتلغى ولاية الأب عن ابنته في الزواج، وتجبر المرأة على الإنفاق على الأسرة، ويجرم زواج الفتاة تحت سنة الثامنة عشرة، بينما الطريق ممهد ومفتوح أمام العلاقات غير الشرعية قبل وبعد الثامنة عشر، ونتاج هذه العلاقات لم يعد مشكلة تعاني منها الفتاة بل له عدة حلول، إما بالإجهاض وإما تعديل قوانين المواليد بحيث يتم الاعتراف بتلك الثمرة ونسبها للأب والأم مع تجاهل قاعدة (ابن الزنا ماؤه هدر)، او الإيداع في دور رعاية اللقطاء، وفي النهاية انهيار كامل وفناء للمجتمعات.
رؤية غربية
ما الفرق بين الرؤية الإسلامية والغربية حول حقوق المرأة والعلاقة بين الرجل والمرأة؟
٭ نظرة الإسلام للعلاقة بين الرجل والمرأة تختلف جذريا مع الرؤية الغربية، فالنظرة الغربية ترى تلك العلاقة تصارعية في حين انها في الإسلام علاقة تكاملية، والإسلام يعتبر الرجال والنساء متساوين في التكاليف الشرعية والكرامة الإنسانية والثواب والعقاب، مع مراعاة اختلاف الأدوار لاختلاف الخصائص الفسيولوجية والسيكولوجية والبيولوجية لكنهم غير متطابقين والرؤية الغربية والمواثيق الدولية التي تعكس في الغالب وجهة نظر الغرب تربط ربطا مغلوطا بين تعاليم الدين الإسلامي وما تعانيه بعض النساء من ظلم وهدر لحقوقهن، لذلك نطالب هيئة الأمم المتحدة باحترام التعددية الدينية والثقافية لشعوب العالم إن أرادت لجهودها المبذولة النجاح، وكذلك دعم حق تلك الشعوب في التمسك بثقافاتها وقيمها والتوقف عن محاولات فرض الأجندة والرؤية الغربية على دول العالم.
الهيمنة
لماذا تركز لجنة المرأة اهتماماتها على المرأة والطفل على وجه الخصوص؟
٭ الهدف هو تدمير الأسرة العربية والمسلمة، لأن من يخططون للهيمنة على العالمين العربي والإسلامي ونهب ثرواته، تلك الهيمنة التي بدأت باحتلال فلسطين ثم العراق وأفغانستان والبقية تأتي، يعلمون ان الأسرة هي خط الدفاع الأخير أمام مخططاتهم فهي التي تربي الأبناء على القيم وعلى حب الوطن والاستشهاد في سبيل الله وهم يريدون جيلا منهزما منسلخا عن عقيدته وهويته وينتمي ثقافيا الى منظومتهم وهويتهم ويرحب بهم إذا جاءوا لاحتلال وطنه بدلا من ان يضحي بنفسه لمقاومة هذا الاحتلال.
الإسلام والغرب
ما الفرق بين النظرة الإسلامية والغربية حول العلاقة بين الرجل والمرأة وحقوق المرأة؟
٭ النظرة الغربية تختلف عن النظرة الإسلامية، حيث يرى الغرب ان العلاقة تصارعية في حين انها في الإسلام علاقة تكاملية، والإسلام يعتبر الرجل والمرأة متساويين في التكاليف الشرعية والكرامة الإنسانية والثواب والعقاب مع مراعاة اختلاف الأدوار لاختلاف الخصائص الفسيولوجية والسيكولوجية والبيولوجية لكنهما غير متطابقين، كما ان الرؤية الغربية تربط ربطا مغلوطا بين تعاليم الدين الإسلامي وبين ما تعانيه بعض النساء من ظلم وهدر حقوقهن، لذلك نحن نطالب هيئة الأمم المتحدة باحترام التعددية الدينية والثقافية لشعوب العالم إن أرادت لجهودها المبذولة النجاح وكذلك دعم حق تلك الشعوب في التمسك بثقافاتها وقيمها والتوقف عن محاولات فرض الأجندة والرؤية الغربية على دول العالم.
عنف الزوجات
ظاهرة عنف الزوجات ضد الأزواج ما أسبابها في رأيك؟
٭ تعتمد بعض الزوجات أسلوبا يتماشى ومفهوم المساواة والحرية التي تنادي بها الجمعيات النسائية وأنصار حقوق المرأة، وهذا الأسلوب يرتكز على قاعدة (إن تكن.. أكن.. وإلا..) فلا أحد أحسن من أحد ولا أحد أفضل من أحد، فهي ترفع صوتها أمام زوجها إن رفع صوته وتتبادل معه الكلمات وأحيانا اللكمات ولسان حالها يقول «واحدة بواحدة والبادي أظلم، إن تحترمني أحترمك وإن ترفع علي إحدى عينيك ارفع عليك كلتيهما، وإن ترفع علي يدك ولو مازحا فإن عنوان الشرطة لدي وستكون نهايتك في الشارع وسأمنعك بقوة القانون حتى من التواجد حول البيت»، وهي حينذاك تمارس العنف النفسي والشعوري معه ليصل ذروته فتتمنع وتحرمه من ممارسة حقه الشرعي كزوج إذا زل معها أو أخطأ بحقها أو رفض تلبية طلباتها، بل وقد تشترط عليه ان يلبي طلباتها حتى تسمح له بممارسة حقه الشرعي، ويصل الأمر في بعض الأحيان الى ان ترفع ضده قضية اعتداء جنسي لدى الشرطة إن مارس زوجها حقه بغير إرادة أو رغبة منها، أليس هذا عنفا وضربا أشد وأعتى من ضرب السهام والسيوف؟!
وثيقة هامة
تعد وثيقة «عالم جدير بالأطفال» وثيقة سياسات وآليات، فما إيجابياتها في تطبيق وتفعيل اتفاقية حقوق الطفل؟
٭ من أهم إيجابياتها التأكيد على القضاء على الفقر واعمال حقوق الأطفال والقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال، وتوفير الرعاية الصحية لهم واتاحة التعليم لكل طفل تعليم ابتدائي مجاني والزامي، وحماية الطفل من الأذى والاستغلال وجميع أشكال الإرهاب، والاستماع الى الأطفال وكفالة مشاركتهم واحترام حقهم في التعبير عن أنفسهم، وحماية الأرض من أجل الأطفال وتقليل آثار الكوارث الطبيعية والتدهور البيئي، وأيضا توفير سبل الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية والقضاء على التمييز على أساس العرق وبين أطفال الريف والحضر والأغنياء والفقراء والأصحاء وأصحاب العاهات.
إشكاليات
وهل واجهت هذه الاتفاقيات أي صعوبات؟
٭ دققت هذه الاتفاقيات والمواثيق في الكثير من الاشكاليات وشابتها بعض السلبيات الخطيرة منها ما يخص التناقض على مستوى نصوص الاتفاقية نفسها، ومنها ما هو خاص بالمصطلحات الواردة بها ومدلولات تلك المصطلحات، ومنها ما يتعلق بتعميم الأولويات بالنسبة للأطفال في منطقة معينة من العالم على سائر المناطق، واهمال الخصوصيات الفكرية والثقافية والدينية للشعوب.
وما التحفظات على اتفاقية حقوق الطفل؟
٭ هناك تحفظات من بعض الدول على اتفاقية حقوق الطفل ومنها الكويت حيث أعلنت ان كل البنود التي تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية
الرعاية والحماية
ما الجهود الدولية من أجل حماية الطفل والدفاع عن حقوقه؟
٭ جاءت هذه المحاولات متمثلة في مجموعة من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالطفل صاغتها منظمة الأمم المتحدة منها على سبيل المثال اتفاقية حقوق الطفل عام 1989 ويليها إعلان حقوق الطفل عام 1990 وأيضا وثيقة عالم جديد بالأطفال 2002، وقد حاولت هذه الاتفاقيات وضع أسس قانونية دولية لحماية الطفل واحترام كرامة جميع الأطفال وتقديم أقصى قدر لهم من العناية والرعاية والحماية، كما حاولت حصر مشكلات جميع الأطفال ثم وضع ضوابط قانونية وآليات تنفيذية وإجراءات وتدابير حاسمة للقضاء على هذه المشكلات.
حقوق الطفل
وما الاجراءات والتدابير التي قدمت؟
٭ اتفاقية حقوق الطفل crc، وأهم إيجابيتها حماية الطفل من جميع أشكال التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي، ومن إيجابيتها أيضا احترام مسؤوليات حقوق وواجبات الوالدين أو المسؤولين عنه قانونا، وتوجيه الارشاد للطفل عند ممارسة حقوقه، وحق الطفل الاصيل في الحياة والبقاء والنمو والهوية والجنسية واسمه وصلاته العائلية وحماية الطفل من كل أشكال العنف أو الضرر أو الاساءة البدنية والعقلية والإهمال، وأيضا الرعاية الصحية بخفض عدد وفيات الرضع ومن دون الخامسة ومكافحة الامراض وسوء التغذية، وحق الطفل في التعليم ووقايته من الاستخدام غير المشروع للمواد المخدرة أو المؤثرة على العقل، وحمايته من كل أشكال الاستغلال الجنسي والدعارة وغير ذلك من الممارسات غير المشروعة.
ميثاق الطفل
ماذا أعددتم للطفل؟
٭ تلبية لمتطلبات القضايا المتعلقة بالعالم الإسلامي أعدت اللجنة الفنية الاستشارية للطفولة العربية «ميثاق الطفل في الإسلام» والذي يعد أول ميثاق إسلامي لحقوق الطفل وواجبات المجتمع مع محافظته في الوقت نفسه على موازاة الاتفاقيات الدولية من حيث المضامين والترتيب تيسيرا لمقارنة المنظور الإسلامي للطفل بما عداه من منظورات، وقد شارك في إعداده نخبة من علماء الشريعة والقانون والتربية والاجتماع وتوجت جهودهم بموافقة الأزهر الشريف عليه، وقد روعي في صياغة هذا المنظور الإسلامي الاعتماد على المرجعية الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية مع اتخاذ الكتابات التراثية والمعاصرة إضاءات لإبراز المبادئ المكونة لمواد الميثاق.
العمل الخيري
كيف تقيمون العمل الخيري الإسلامي؟
٭ هو من أهم ثمار الإيمان، وهو يضمن للمسلم ما يوثق به عرى النجاح في الدنيا والآخرة، وهو نشاط إنساني يصدر عن إيمان الفرد بانتمائه لأسرة صغيرة لها متطلباتها الانسانية التي تفرضها آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فهو ترجمة لمشاعر الانسان المؤمن وإحساسه بمسؤوليته تجاه غيره من المحتاجين.
وقد أكد القرآن الكريم أهمية العمل الخيري في قوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما)، لذا نحن بحاجة ماسة الى تحديث العمل الخيري وتيسير أساليبه وإدخال مفهوم العمل الخيري في مناهج التعليم بالمراحل الدراسية.