محمد راتب
في أجواء مبهرة عكست ألق التجربة وتجذرها، ووسط حضور رسمي وشعبي حاشد، احتفلت جمعية الشامية والشويخ التعاونية بذكرى يوبيلها الذهبي الذي آذن بمرور 50 عاما على التأسيس، وفتح بوابة العمل التعاوني على مصراعيها لتغدو عصب الحياة اليومي وشريانها النابض.
لم يكن الحفل اعتياديا، فإلى جانب الفقرات الغنائية التراثية التي أعادت الحضور إلى الزمن الماضي، ورحلة الآباء والأجداد والتضحيات التي بذلوها لنماء البلاد وازدهارها، فاجأ الفيلم الوثائقي الضخم الذي تم عرضه جميع الحضور، حيث احتوى على مراحل تاريخية نادرة، ومحطات اشتاقت العيون إلى رؤيتها ما شد انتباه الحضور الذين تابعوه لحظة بلحظة.
وقد تميز الحفل الذي تمت إقامته على مسرح الشامية الذي اكتظ بالحضور بدقة التنظيم والترتيب والتنسيق والتقديم الراقي والرائع، فكل شيء كان في أكمل حال وأحسن منظر، فالشامية والشويخ كانت ولاتزال تفاجئ الجميع بما تقدم، فإنجازاتها مشهودة والأعوام الخمسون زادتها تطورا وألقا وتقدما، وأضفت عليها رونقا خاصا ينعكس إنجازات على أرض الواقع.
وقد كان في مقدمة الحضور الوكيل المساعد في وزارة الشؤون حمد المعضادي ورئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عبدالعزيز السمحان ونائبه راشد مساعد بورسلي وعدد كبير من مؤسسي شركة الشويخ التعاونية قبل تحولها إلى جمعية إضافة إلى مؤسسي جمعية الشامية والشويخ التعاونية وجمع من المساهمين.
وخلال الحفل ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية الشامية والشويخ التعاونية عبدالله الأنبعي كلمة رحب فيها بالحضور، مؤكدا أن لقاء اليوم هو حدث لن يتكرر، معربا عن فخره واعتزازه بالوقوف على منصة التاريخ، منصة الآباء والأجداد، منصة الإنجاز، منصة التطوير والتفوق، فنحن هناك لنتشارك الماضي الذي سطره الأولون بجهودهم، وسقوه بعرقهم، فرعته الأجيال المتعاقبة فأثمر حصادا يانعا، ومستقبلا مضيئا. وتابع: إنني أزهو اليوم وأنا أعلن مرور 50 عاما على انبلاج ثورة التعاون، التي كانت جمعية الشامية من الجمعيات السباقة إليها، فهي وإن كان الزمن أراد لها أن تكون الثانية، فالتاريخ لا يرضى إلا أن تكون الأولى، وان تتربع على عرش الجمعيات كلها فتتصدر القمة، وتكون في الصدارة بلا منازع.
وأكد الأنبعي في كلمته أنه بمرور اليوبيل الذهبي لجمعية الشامية والشويخ التعاونية، نستذكر أول حجر وضع، وأول بناء رفع، وأول دينار دفع، وأول سلعة دخلت، وأول مشروع أنشئ، نستذكر أول لجنة أسست، ومجلس إدارة انتخب، نستذكر عرق الآباء والأجداد، وسهر الليالي الطوال لينهض المولود الجديد ويسير على قدميه. وبين أن الجمعية انطلقت بجهود ثلة طيبة، حملوا أعباء قيامها على أعناقهم، ودفعوا الأموال من جيوبهم، لينعم المساهمون خلال 50 عاما بفضل الله تعالى وهؤلاء الذين عملوا من أجل الآخرين، وهاهي أسماؤهم يسطرها التاريخ، فهي محفوظة في قلوبنا جميعا، وفي سجلات جمعيتنا التي تذكرهم بالخير والعرفان. وأشار إلى أن جمعية الشامية والشويخ التعاونية كانت مع الجمعيات الأولى أسرة واحدة، أعلنت ميلاد الحركة التعاونية في الكويت، التي أصبحت اليوم عنوانا من عناوين نهضتها، فمن يزر الكويت لابد من أن يزور جمعياتها لينظر إلى هذا المارد الاقتصادي والاجتماعي الذي يقف كالطود الشامخ في وجه الرياح والعواصف فيبعدها عن وجهه، ويسير إلى هدفه.
واختتم الأنبعي كلمته بالثناء على الجهود التي قامت بها كوكبة من الجنود المجهولين الذين نكن لهم كل المحبة والتقدير وهم محل احترامنا وثنائنا، كما لا ننسى الإدارة التنفيذية وما تقدمه من أعمال حافظت على المستوى الراقي في جمعية الشامية التعاونية، وكذلك جميع الموظفين القدماء الذين عملوا بخفاء ليبقى الصرح شامخا. وفي تصريح له على هامش الحفل، أعلن الانبعي ان جمعية الشامية والشويخ التعاونية أطلقت بالتزامن مع احتفالها باليوبيل الذهبي أضخم مهرجان تسويقي في تاريخها يشتمل على 120 سلعة بالتعاون مع كبرى الشركات الموردة للجمعية بتخفيضات تصل إلى 50% على أجود السلع الاستهلاكية الأكثر مبيعا في الجمعية.
وكشف ان الجمعية بصدد تنفيذ العديد من المشاريع المستقبلية، ومنها العمل على إصدار تراخيص لتنفيذ مشروع هدم وإعادة بناء وتطوير عدد من الفروع التابعة للجمعية، فضلا عن تطوير مواقف السيارات الخاصة بالسوق المركزي الرئيسي، معربا عن أمله في ان تنتهي وزارة الاشغال العامة من انجاز مركز ضاحية غرناطة لتلبية احتياجات سكان المنطقة.
ومن جانبه قدم رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عبدالعزيز السمحان في تصريح على هامش الاحتفال التهنئة لرئيس وأعضاء مجلس ادارة جمعية الشامية والشويخ، ولأهالي المنطقة بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء الجمعية.
وفي نهاية الحفل قام رئيس مجلس إدارة جمعية الشامية والشويخ التعاونية عبدالله الأنبعي بتكريم مؤسسي جمعية الشامية والشويخ التعاونية والمديرين السابقين وموظفي الهيئة الإدارية ومختاري الشامية والشويخ وغرناطة.