- رواد سوق السمك والباعة أكدوا لـ «الأنباء» أن قرار السماح بصيده قبل موعده كان غير صائب على الإطلاق
- وصول سعر السلة خلال الفترة السابقة إلى 107 دنانير أمر غير مسبوق
- خواجة: نطالب بمنع «الليخ» من التواجد والسماح لغزل الميد فقط بالصيد
محمد راتب
ودّع الروبيان المحلي أمس عشاقه بعد أن بدأ فعليا سريان قرار منع صيده في المياه الإقليمية، وقد شهدت اسعار الروبيان هذا الموسم ارتفاعات لم تشهدها الكويت في تاريخها، وذلك بسبب قرار السماح بصيده قبل شهر من موعده المقرر في سبتمبر من كل عام.
«الأنباء» قامت بجولة في سوق السمك بشرق خلال يوم الوداع الأخير للروبيان المحلي، وكان لافتا للأنظار ضعف إقبال المستهلكين وخلو السوق من السلال التي قام المستهلكون بشرائها منذ الساعات الأولى تمهيدا لتخزينها، وخصوصا بعد صدور قرار الهيئة العامة للزراعة باعتبار أمس آخر أيام صيد الروبيان المحلي.
ولم تكن أسعار الروبيان في يومه الأخير أحسن حالا من الأيام السابقة فقد وصل سعر السلة الجامبو إلى 85 دينارا، وقد بلغت مستوى قياسيا خلال الموسم كله وصل في بعض الأيام إلى 107 دنانير للسلة.
وفيما يلي التفاصيل:
بداية قال البائع أحمد خواجة لقد حدث ما كنا حذرنا منه سابقا، حيث شاهدنا خلال الأيام التي تلت قرار السماح بصيد الروبيان قبل شهر من الموعد المقرر سنويا في سبتمبر ارتفاعا مستمرا في الأسعار وصلت إلى رقم غير مسبوق وهو 107 دنانير للسلة الواحدة، وهذا ما دفع الكثيرين إلى العزوف عن شرائه واللجوء إلى اسماك أخرى أقل سعرا.
وبيّن أن هذا القرار أثبت أنه غير صائب وأنه في غير محله، وقد أضر بشكل واضح بالمخزون الإستراتيجي من الروبيان، الذي يعد من أهم الوجبات التي تحرص الأسرة الكويتية على تناولها، داعيا إلى ضرورة العودة إلى القرار السابق وهو السماح ببدء الصيد في أول سبتمبر.
وذكر أن السبب الرئيسي في ارتفاع اسعار الروبيان أنه تم اصطياده قبل وصوله إلى مرحلة النضج والحجم الطبيعي، ما أضر بالمخزون السمكي، إضافة على تأخير فترة السماح إلى شهر فبراير، وبالتالي، فإن فترة المنع كانت بشكل طبيعي قصيرة ولا تسمح بتكاثر الأسماك بالشكل المطلوب، ويجعل ذلك من فترة المنع غير ذات جدوى.
وأشار خواجة إلى أن بعض الشركات والفنادق قامت بشراء كميات كبيرة من الروبيان في الفترة الأولى من بدء صيده، وخزنتها وجمدتها وعملت على بيعها بأسعار مرتفعة وكان المواطن والمقيم المتضرر الأول والأخير من قرار الهيئة العامة للزراعة.
وفيما يتعلق بأسعار السمك خلال اليومين الماضيين قال: لقد وصل سعر السلة في اليوم الأخير من أيام السماح بصيد الروبيان إلى ما بين 80 و85 دينارا، في حين كانت أكثر ارتفاعا أول من أمس حيث وصلت إلى 95 دينارا وكان اليوم الذي قبله أكثر ارتفاعا إذ وصل سعر الجامبو إلى 105 دنانير.
وكشف عن أن الخطأ الذي وقعت فيه الهيئة تسبب في خسارة الدولة لملايين الدنانير، إذ تم اصطياد الروبيان وهو لم ينضج في مرحلة النمو، وكان حجمه صغيرا جدا، مبينا أن الحجم الصغير ليس مرغوبا كثيرا لدى الكويتيين وهو يرغبون في الجامبو بشكل أكبر.
وبسؤاله عن خلو السوق اليوم من سمك الروبيان وانعكاس ذلك على نفسية الكويتيين، قال خواجة لقد أمضيت سنوات طويلة في هذا المجال واعلم أن القرار يكفي للجم الرغبة في الشراء، فالناس اعتادت على فراغ السوق من بعض الأصناف خلال فترات معينة وفي الوقت نفسه وطنت نفسها لشراء نوعيات أخرى.
وقال ان هناك بديلا عن الروبيان الكويتي وهو المستورد، فالسعر اقل، ولكننا في هذا الصدد نطالب المسؤولين في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بمنع مراكب الليخ من الصيد في البحر بعد قرار وقف الصيد، وعدم السماح لها بصيد أنواع أخرى وذلك بهدف منح البحر وقتا للراحة، مشيرا إلى ان شباك الغزل ستغزو البحر وستعمل على إرهاقه وعدم السماح للأسماك بوضع بيضها بشكل جيد.
ودعا إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمنع الصيد الجائر في جون الكويت وأي شبك بطول 2 أو 3 كلم، وأن يتم السماح لغزل الميد بالعمل لأن هذا الغزل لا يصطاد إلا نوعية محددة من السمك فقط، ولا يصطاد الأنواع الأخرى.
وبدوره قال بائع البسطة محمد ممدوح خليل إن أسعار سمك الروبيان اليوم (أمس) أقل من أسعارها خلال اليومين السابقين، وهناك وفرة كبيرة منه في السوق وإقبال جيد على الشراء على الرغم من أسعاره المرتفعة، مبينا أن الناس اعتادوا على كون الروبيان مرتفع السعر خلال هذا العام.
وأشار إلى أن كيلو الجامبو وصل إلى 4 دنانير في حين بيع أول من أمس بـ 4.5 دنانير، مرجعا أسباب الارتفاع إلى عدم توافر الجامبو بشكل كبير وقيام الشركات باحتكار السلال منذ الفترة الاولى للصيد، وقيام دول الجوار بصيد الربيان الصغير أو الفرخ قبل نضوجه ووصوله إلى الجامبو.
ومن جهته، قال البائع محمد السيد إن قرار الثروة السمكية الخاص بإيقاف صيد الربيان دفع عشاق هذا النوع إلى الحصول عليه بكميات كبيرة في اليوم الأخير من أيام صيده، وقد شهد السوق منذ الصباح بيع الكثير من السلال، وخلو السوق قبل نهاية اليوم منه بشكل نهائي.
وذكر أن الأسعار كانت 40 دينارا لسلة الشحامي أما الجامبو فتراوحت بين 80 و85 دينارا، وهذا السعر منطقي إذا ما قارناه بالأسعار السابقة التي جعلت من الربيان حديث الشارع الكويتي بسبب ارتفاع سعره غير المنطقي أو المبرر، مطالبا الثروة السمكية بمراعاة الظروف الحالية والعودة إلى الفترة السابقة بخصوص فتح باب السماح بالصيد في شهر سبتمبر.
وأكد أن اسعار السمك في مجملها مرتفعة، فالزبيدي ما بين 70 و80 دينارا وقد وصل سعر السلة إلى 120 دينارا وهذا يرجع إلى حجمها فهي تحتوي 12 أو11 كلغ، أما الشعوم فتراوح ما بين 28 و30 دينارا، والنويبي ما بين 24 و30 دينارا بحسب حجم الكود.
وأرجع السيد الإقبال المنخفض على سوق السمك في ساعات ما بعد الظهيرة إلى توجه الجماهير نحو متابعة المباراة المقامة بين فريقي الكويت والبحرين، إضافة إلى ارتفاع أسعار السمك الذي يشهده السوق لأول مرة في تاريخه فلم نعهد أسعارا مرتفعة لهذا الحد في السابق.
وبين أن من اسباب ارتفاع اسعار السمك أيضا رفع رسوم الإيجارات للبسطات الذي يتم كل 5 سنوات فهذا الأمر أثر بشكل مباشر في الأسعار ودفع البائع لرفع السعر لتغطية الإيجار وعدم تحمل تكاليف إضافية.
وخلال الجولة التقت «الأنباء» المواطن د.حسن الزيد فأكد أن سعر الروبيان هو أرخص من سعره في اليوم الماضي، وقد حصل على سلة منه بـ 82 دينارا تزن 22 كلغ، مبديا أسفه لوصول الأسعار إلى هذه الدرجة، إضافة إلى ارتفاع أسعار جميع أنواع السمك الأخرى.
وقال إن مما فاجأنا وصول سعر كيلو الزبيدي الكويتي إلى 12 دينارا ما يعني أن سعر كيلوين منه يعادل سعر ذبيحة، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع مصطنع وليس له أي مبرر، إلا سوء التنظيم وعدم القدرة على وضع استراتيجية واضحة المعالم وتؤتي ثمارا طيبة للناتج المحلي.
وتساءل أين رقابة التجارة والبلدية على أصحاب البسطات الذين يبيعون على هواهم وليس هناك سعر موحد بينهم، ما يجعل السوق في تخبط كبير وعدم تنظيم دفع بعض مستأجري البسطات من الكويتيين بتأجيرها في الباطن بأسعار كبيرة دفعت المستأجر إلى رفع سعر السمك لسداد الإيجار.
وأعرب المواطن أحمد الحاي عن دهشته لما رآه من ارتفاع كبير في أسعار الأسماك بشكل عام، مبينا أنها خارجة عن المألوف، داعيا الحكومة إلى التدخل ووضع حد لما اعتبره تلاعبا بالثروة السمكية وإضرارا بها من كل الجهات.
وقال متى كنا نشتري كيلو الربيان بـ 7 دنانير والصغير منه بدينارين ونصف الدينار، ومتى كنا ندفع دينارين ونصف الدينار مقابل كيلو من القبقب الذي كنا نحضره بدينار وربع أو ونصف الدينار، مرجعا ذلك إلى تخبط السياسات التنموية وعدم قدرة المسؤولين على ضبط العملية بشكل صحيح.
وبدورها ذكرت أم أحمد انها تقوم بزيارة السوق بشكل دوري لشراء السمك في السابق ولكنها أحجمت عن هذا الامر بسبب ارتفاع أسعار السمك بشكل عام، وعدم قدرة أصحاب الدخل المحدود على دفع مبالغ كبيرة لشراء هذه السلعة المحببة إلى قلوبنا.
وبينت أن السبب وراء ذلك يرجع إلى ضعف السياسات المتبعة، واتخاذ قرارات غير سديدة في هذا المجال، فالربيان اليوم (أمس) ودع المائدة الكويتية التي حرمت منه بشكل واضح خلال هذا الموسم، فالجامبو كان سعره خياليا وغير مقبول قياسا بالسنوات السابقة.