كشف رئيس فريق المحميات في مركز العمل التطوعي والباحث البيئي خالد صالح النصر الله انه تم رصد أكثر من خمسة آلاف طائر زقزاق السرطان (الحنكور) في جزيرة بوبيان، مبينا ان هذا الرقم يعد من أعلى الأرقام التي رصدت في العالم.
وقال النصرالله اـ (كونا) ان طائر الحنكور الذي يعد من أندر أنواع الطيور في العالم يبني أكثر من 2000 عش في أربعة أماكن من جزيرة بوبيان، مبينا ان هذا الطائر لا يشاهد إلا في أماكن قليلة في العالم منها منطقة الخليج العربي وأماكن قليلة في الهند وفي البحر الأحمر.
وأشار الى ان أعداد هذا النوع من الطيور تقدر بخمسين ألف طائر فقط «وحتى يومنا هذا لا يعرف عن الطائر إلا القليل ومما زاد في أهميته أنه يعتبر من الطيور المفرخة في جزيرة بوبيان وبأعداد كبيرة جدا».
وأوضح ان لطائر الحنكور طريقة عجيبة في بناء الأعشاش، حيث يحفر حفرة في الأرض عمقها يتراوح بين متر إلى متر ونصف بفضل منقاره الكبير والعريض ويضع فيها بيضة واحدة فقط، مشيرا الى انه يعيش في محمية مبارك الكبير الطبيعية التي تقع في الجزء الشمالي لجزيرة بوبيان التي تقدر مساحتها بـ 680 كيلومترا مربعا وتعد المحمية ذات قيمة بيئية كبيرة حاضنة للكائنات البحرية من أسماك وروبيان وطيور.
وأضاف أن أنواع الطيور داخل المحمية تزيد على 60 نوعا منها طيور مهاجرة وأخرى مقيمة ومنها عشرة أنواع تعيش وتفرخ فيها.
ولفت الى ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تفضل بتسمية النصف الشمالي من جزيرة بوبيان بمحمية مبارك الكبير بتاريخ السادس من يونيو 2009 مشيرا الى ان هذه المحمية تعد مكسبا بيئيا مهما للكويت.
وذكر النصر الله انه «منذ عدة سنوات بدأ اهتمامي الشخصي بهذا الجزء من الجزيرة وقمت بعدة جولات لرصد وتوثيق الحياة الفطرية في محمية مبارك الكبير وخصوصا الطيور المائية، حيث تشتهر هذه المنطقة بكثرة الأخوار والممرات المائية والمسطحات الطينية، خاصة على الشواطئ والسواحل الضحلة وتنمو العديد من النباتات الملحية مثل الست والهرم والسويدا وهي تعتبر من أفضل الأماكن للطيور المائية، حيث تكثر مشاهدتها في الجزيرة».
ولفت الى رصد عشرة أنواع من الطيور المائية تعشش وتفرخ في الجزيرة التي تعد مكانا آمنا بعد أن تم إغلاق المنطقة وعدم السماح لأحد بالاقتراب منها، وكان ذلك من أهم العوامل الذي ساعد في تكاثرها فضلا عن وفرة الغذاء من أسماك صغيرة وقشريات، مبينا ان الشواطئ والسواحل تعتبر الأماكن المفضلة لدى هذه الطيور لبناء أعشاشها.
وقال «ومع الأيام ازداد اهتمامي بالجزيرة وبدأت أكثف من جولاتي ورحلاتي إلى هناك بعد أن استعنت بابن عمي ناصر النصرالله وهو من الأشخاص الذين يعرفون المنطقة بشكل جيد وذلك لمساعدتي في المشروع».
وأوضح ان المشروع «يشمل عمل كتاب مصور خاص عن الطيور في جزيرة بوبيان وأيضا إعداد فيلم تسجيلي حول نفس الموضوع إضافة الى عمل خريطة مفصلة عن مواقع الطيور وأعشاشها وسأنتهي منه في منتصف العام القادم حيث أنجزت نحو 70% من المشروع وأصبحت لدي قاعدة من المعلومات والصور الفوتوغرافية والافلام الوثائقية المسجلة».
وذكر أن من ابرز الطيور المعششة في المحمية البلشون الرمادي (زرقي) وهو من الطيور الكبيرة الحجم وهو شائع في الجزيرة ولونه رمادي ويعشش ويفرخ على ضفاف الممرات المائية وطائر البلشون الصخر (أبو الخصيف) وهو يشبه البلشون الرمادي ولكنه أصغر حجما منه وله لونان رمادي وابيض ويعشش ويفرخ ايضا على ضفاف الممرات المائية وطائر أبو ملعقة (أبو قفشة) وهو من الطيور الكبيرة الحجم لونه أبيض ويعشش على شكل مستعمرة من الأعشاش المتلاصقة على ضفاف الممرات المائية.
وأضاف «ومن تلك الطيور أيضا طائر الخرشنة نورسية المنقار (خطاف) من الطيور المعششة في الجزيرة ويشاهد على شكل أعشاش منفردة على الأماكن الرملية القريبة من السواحل وطائر الخرشنة القزوينية من أكبر الخرشنات الموجودة في الجزيرة يعشش في الجزر الرملية على شكل مستعمرات صغيرة وطائر الخرشنة السريعة يعشش بكثرة في الجزر الرملية على شكل مستعمرات كبيرة وفي هذه السنة تم رصد أكثر من 1000 عش في مستعمرة واحدة وهي عادة ما تختلط مع الخرشنة الصغيرة في المستعمرة الواحدة بما يصعب معه تمييز الأفراخ وهي صغيرة».
وقال ان هناك أيضا «طائر الزقزاق الاسكندراني (عريس) حيث تم رصد أعداد قليلة من اعشاش هذا الطائر في الجزيرة ولكنه شائع وقد تكاثر في الكويت بشكل كبير».
وأشار النصر الله الى ان «الجزيرة تضم إضافة الى تلك الطيور النورس دقيق المنقار (جنه) وهو النوع الوحيد من أنواع النوارس المعششة في الجزيرة ولكنه يعشش بأعداد كبيرة، وفي هذه السنة تم رصد أكثر من ثلاثة آلاف طائر في مستعمرة واحدة».