- تقديم مقترحات حول القضايا الموجودة والملموسة التي تواجه الأمم المتحدة في الوقت الراهن
حظي الشيخ د.محمد الصباح بمقعد في لجنة استشارية جديدة يتمثل الهدف من وراء انشائها اعطاء الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتا مسموعا بشكل اكبر وصلة أوثق بالتغيرات الحاصلة ومعالجة المشكلات الملموسة في العالم اليوم.
وللشيخ د.محمد الصباح الذي تولى لفترة طويلة منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية حياة مهنية دولية طويلة لذا تمت دعوته للمشاركة في هذه اللجنة التي يترأسها فوك جيرميك بالإضافة الى شخصيات مرموقة من بينها رؤساء دول سابقون ورؤساء وزراء ووزراء وكبار المسؤولين من دول مختلفة من العالم.
وكانت اللجنة قد عقدت اول اجتماع لها في العاصمة الفرنسية باريس يومي 21 و22 فبراير الجاري ومن المقرر ان تجتمع في الكويت خلال الأشهر الثلاثة القادمة لاستكمال عملها على ان تعقد بعد ذلك ثالث اجتماع لها في مدينة نيويورك الأميركية.
وحول هذا الخصوص قال الشيخ د.محمد الصباح في مقابلة خاصة لـ «كونا» ان الجمعية العامة للأمم المتحدة أعطت الهيئة الاستشارية ولاية لعام واحد وذلك لفحص وتقديم مقترحات حول القضايا الموجودة والملموسة التي تواجه الأمم المتحدة في الوقت الراهن.
وذكر ان اللجنة الحكيمة التي تتألف من سبعة رجال وامرأة واحدة ستعمل على التصدي للتحديات التي تواجه الجمعية العامة للأمم المتحدة في ضوء النظام العالمي الجديد والتحولات العالمية التي حدثت خلال سبعة عقود من عمر منظمة الأمم المتحدة بالإضافة الى الدور الذي تؤديه الجمعية العامة لمواجهة القضايا الإقليمية في وقتنا الحالي. وأوضح الشيخ د.محمد الصباح ان الهيئة الاستشارية ستعمل على تغطية جميع الأسئلة المطروحة امام الجمعية العامة وان هذه بالفعل اول مجموعة من القضايا.
أما المجموعة الثانية من القضايا فستكون في كيفية جعل المنظمات الدولية اكثر كفاءة وفعالية، في حين ان النوع الثالث من القضايا يتمحور حول كيفية جعل هذه المنظمات اكثر اهمية. ولفت الشيخ د.محمد الصباح الى ان «منظمة الامم المتحدة تأسست بعد الحرب العالمية الثانية الا انه جرت منذ ذلك الوقت تغيرات كبيرة في ديناميات القوى كما حدثت طفرة في التكنولوجيا وفي مجالات اخرى».
وأضاف «ان جميع التغيرات التي طرأت على المجتمعات وسرعة التواصل والاتصالات والعولمة والتقدم التكنولوجي والسرعة جعلت من العالم قرية صغيرة»، مبينا «ان هذه الظاهرة ساهمت في تطور المنظمات غير الحكومية التي أصبحت تمثل جهات فاعلة هامة على الساحة الدولية وانه نتيجة لتنامي قوة هذه المنظمات وزيادة عددها طرأ تغير على عملية صنع القرار».
وفي السياق ذاته، اكد الشيخ د.محمد الصباح «ان المنظمات غير الحكومية كان لها تأثير هائل على العملية السياسية وكيفية عمل المؤسسات حيث لم تعد للحكومات سيطرة كاملة على السياسة او عملية صنع القرار، في حين أصبح للمنظمات غير الحكومية تأثير كبير على الرأي العام وفي شكل الاعلام تجاه الأحداث ووجهات النظر في عالمنا».
وقال الشيخ د.محمد الصباح «ان مناقشة مثل هذه القضايا تعطي لمنظمة الأمم المتحدة اهمية كبرى كما تجعلها اكثر انسجاما مع القرن الـ 21». وكشف عن ان اللجنة الاستشارية تعالج ثلاثة عناوين منفصلة في مهمة واحدة، الأول يجري معالجته من قبل اللجنة ويتعلق بقضايا «دنيوية جدا» مثل اصلاح الأمم المتحدة والاصلاحات في الجمعية العامة بينما يتضمن الثاني مسائل معينة ينبغي معالجتها كالبيئة والتنمية وانتشار التكنولوجيا مثل الانترنت وإساءة استخدامها او اساءة استعمال الفضاء الإلكتروني والتهديدات للاستقرار من الاستخدام الاجرامي او الحرب الالكترونية في هذا المجال»، لافتا الى وجود اسئلة موضوعية اخرى قيد المناقشة تتعلق بالتحديات الاقليمية.
وفي مسائل أخرى، ذكر الشيخ د.محمد الصباح انه تم خلال اليومين الماضيين مناقشة وبحث عملية السلام في الشرق الأوسط والدور الذي يمكن ان تقوم به الجمعية العامة لدفعها الى الامام، كما تم بحث الوضع السوري كما جرى التطرق الى الشأن الافريقي والوضع في مالي والقرن الافريقي بالإضافة الى قضايا جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية.ولفت الى ان هذا الأمر يبين اهمية التنوع في المستشارين الذين يأتون بالإضافة الى الكويت من روسيا وتشيلي واسبانيا والمغرب وسويسرا والولايات المتحدة والسنغال.
وبيّن ان العنوان الثالث الذي هو قيد المناقشة له نفس القدر من الأهمية في اطار مساعي تعزيز دور الجمعية العامة للأمم المتحدة على الساحة العالمية ما يمثل مصالح 200 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ويوليها اهمية كبرى.
وأشار الشيخ د.محمد الصباح الى «ان 20 دولة (جي 20) فقط من اجمالي 194 دولة تجتمع بشكل دوري كما تأخذ قرارات تؤثر علينا جميعا» موضحا انه تم خلال اجتماع باريس مناقشة وبحث كيفية دمج «جي 194» في مداولات «جي 20» ودمقرطة هذه العملية. وأضاف ان القلق الذي كان يساور أعضاء اللجنة الاستشارية كان يكمن في كيفية ادارة القضايا الاقتصادية العالمية منذ الأزمة المالية عام 2008 خاصة ان الأعباء زادت في جميع انحاء العالم. ولفت الشيخ د.محمد الصباح الى ان «دول «جي 8» التي تعد اقوى الدول ودول «جي 20» التي تعد اكبر قوى اقتصادية تحتكر كيفية حل الأزمات الاقتصادية والمالية الا ان ذلك لا يلائم دائما اشد البلدان فقرا».
وبيّن «ان العالم الآن يعاني بالإضافة الى الأزمة المالية من ازمة غذاء مع زيادة كبيرة في اسعار المواد الغذائية وان انتاج الغذاء بات يتراجع نتيجة لتغير المناخ»، مضيفا ان هذه المسائل التي ينبغي ان تعنى بها دول «جي 20». وذكر في النهاية ان هذه القضايا «لا تتعلق فقط بالمصارف والمؤسسات المالية وكيفية تجنب حرب العملات بل تتعلق بالإنتاج الغذائي ومحاربة الفقر لايجاد نموذج للتنمية المستدامة».