- الشطي: ضرب الزوجة يكون بالسواك على سبيل التخويف أما الضرب المبرح فهو شذوذ نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
- المطيري: الإسلام كرم المرأة ومن حقها أن تشكو حالها إلى أوليائها أو للحاكم.. والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء
- النجدي: يجوز للرجل ضرب زوجته ضرباً خفيفاً إذا عصته وصارت ناشزاً والأفضل ترك الضرب
- العاقول: ضرب الزوجة راجع للدعوات التحررية في العنف ضد المرأة أم إلى الممارسات الشاذة لبعض أبناء الإسلام؟
- السويلم: «استوصوا بالنساء خيراً» وصية النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والتعامل مع المرأة له آداب
ليلى الشافعي
رسم الاسلام صورة سامية للعلاقة بين الزوجين وكرم المرأة ومن صور تكريم الاسلام للمرأة ان نهى الزوج عن ضرب زوجته ضربا مبرحا وهو تكليف واجب للزوج وليس اختياريا وهذا ما أكده الدعاة ذاكرين الحالات التي تستوجب ضرب الزوجة، مشددين على الالتزام بشروط الاسلام في عقاب الزوج لزوجته حيث يفضلون ترك الضرب، حيث يؤكد العديد من الدعاة ان هناك فرقا بين الضرب على سبيل التخويف والضرب باستعمال العنف من قبل الزوج والذي يعد شذوذا نهى عنه الاسلام الذي اجاز ضرب الزوجة في حالة عصيان زوجها فقط حتى تكتمل المودة والرحمة بين الزوجين.
وعبر عنها القران الكريم بقول الحق سبحانه: (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، والآيات والاحاديث التي تدعو الى الرفق وحسن معاملة الزوجات كثيرة، والآية الوحيدة التي ذكرت الضرب هي آية النشوز، وقد أساء الرجل فهمها -إلا من رحمه الله وعصمه- فخسر محبة زوجته وسطر في صحيفة اعماله ظلما لزوجته، فلماذا تصل الخلافات الزوجية الى حد الضرب وما حكم الشرع في ضرب الزوجات؟
هذا ما نتعرف عليه من اجابات الدعاة:
حسن العشرة
في البداية يوضح الداعية سعود المطيري ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن معاشرة زوجاته قائلا: من صور تكريم الاسلام للمرأة ان نهى الزوج ان يضرب زوجته ضربا مبرحا، وجعل لها الحق الكامل في ان تشكو حالها الى اوليائها، أو ترفع للحاكم امرها، لانها انسان مكرم داخل في قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) - الاسراء: 70.
وليس حسن المعاشرة امرا اختياريا متروكا للزوج ان شاء فعله وان شاء تركه، بل هو تكليف واجب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يجلد احدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها» رواه البخاري ومسلم. فهذا الحديث من ابلغ ما يمكن ان يقال في تشنيع ضرب النساء، اذ كيف يليق بالانسان ان يجعل امرأته - وهي كنفسه - مهينة كمهانة عبده بحيث يضربها بسوطه، مع انه يعلم انه لابد له من الاجتماع والاتصال الخاص بها؟!
شروط الضرب
لقد اذن الاسلام في ضرب الزوجة، كما في قوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) - النساء: 34.
ولكن الإسلام حين اذن بضرب الزوجة لم يأذن بالضرب المبرح الذي يقصد به التشفي، والانتقام، والتعذيب، واهانة المرأة وإرغامها على معيشة لا ترضى بها.
وحدد المطيري شروط الضرب بقوله: وانما هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب، فليس للزوج ان يضرب زوجته بهواه، وليس له ان ضربها ان يقسو عليها، فالإسلام اذن بالضرب بشروط منها
ان تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها، وان يتناسب العقاب مع نوع التقصير، فلا يبادر الى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق الا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر الى الضرب وهو لم يجرب الهجر، ذلك ان العقاب باكثر من حجم الذنب ظلم.
وان يستحضر ان المقصود من الضرب العلاج والتأديب والزجر لا غير، فيراعي التخفيف فيه على احسن الوجوه، فالضرب يتحقق باللكزة، او بالمسواك ونحوه، وان يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه، ولا يكسر عظما، ولا يشين عضوا، والا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد، والا يتمادى في العقوبة قولا او فعلا اذا هي ارتدعت وتركت النشوز.
الضرب دواء
واكد ان الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل.
ثم ان التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو اخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة، فاذا وجدت امرأة ناشز اساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ ولا هجران-فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟
ان الضرب بالمسواك، وما اشبهه اقل ضررا على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوزها، فاذا طلقت تصدع بنيان الاسرة، وتفرق شملها، وتناثرت اجزاؤها.
واذا قيس الضرر الاخف بالضرر الأعظم كان ارتكاب الاخف حسنا جميلا، كما قيل: وعند ذكر العمى يستحسن العوز.
استوصوا بالنساء
يذكر د.محمد النجدي نقاطا موجزة حول حكم ضرب الرجل للمرأة شرعا وما يدخل في سوء العشرة بين الزوجين، قائلا: لا يستعمل الضرب الا بعد عدم استجابتها للوعظ والهجر في الفراش، فلا يجوز له الضرب قبل ذلك، قال تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) ثم قال سبحانه (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا.. النساء 34).
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال في حجة الوداع: «الا واستوصوا بالنساء خيرا، فانما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، الا ان يأتين بفاحشة مبينة، فان فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، الا ان لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا.. الحديث» اخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وهو كما قال وخرج الامام ابوداود في سننه، من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «ان تطعمها اذا طعمت، وتكسوها اذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت» وغير ذلك من الاحاديث الصحيحة.
فيجوز للرجل ضرب المرأة اذا عصته وصارت ناشزا وان كان الافضل له ترك الضرب، وينبغي على الرجل مراعاة اختلاف الاعراف واحوال النساء في ذلك.
الضرب الخفيف
وقال يشترط في الضرب ان يكون خفيفا غير مبرح وضابطه الا يكسر عظما، ولا يجرح لحما، ولا يؤثر في الجلد، وان يكون في غير الاماكن الحساسة من البدن كالوجه والرأس ونحوها الحكمة التي من اجلها ابيح استعمال الضرب: هي تأيب المرأة وزجرها عن النشوز والعصيان واصلاحها، وليس لاجل الانتقام او التشفي او التسلط، فنيغبي على الرجل مراعاة القصد، والاثر المرتب على ذلك.
اذا صلح حال المرأة او استجابت له حرم عليه ضربها لان السبب المبيح للضرب زال وتجب طاعة المرأة لزوجها مطلقا ولو كان فاسقا ولا تسقط طاعته لمعصيته الا اذا امرها بمعصية فلا تطيعه والزوج الذي يضرب امرأته في غير نشوزها او يضربها ضربا مبرحا ظالم وآثم ومرتكب لمحرم ويحق للمرأة ان تحكم اهلها، او ان ترفع امره للحاكم ليعززه، ان يرفق بينهما للضرر.
اذا كان الزوج لا يصلي او لا يصوم في رمضان او فاسقا يشرب الخمر او يدمن المخدرات او معروفا بالمجون والانحراف الخلقي ابيح للمرأة طلب الفسخ او الخلع من القاضي، ولا يجوز لها الاستمرار معه وهو على هذه الحال حتى يتوب لله تعالى.
في حال نشوز الرجل عن المرأة او ظلمه او فسقه او سوء خلقه او وجود المشاكل المستمرة بينهما، نظرت المرأة واستخارت واستشارات اهل الفضل والحكمة من اهلها وغيرهم، ما الاصلاح لها هل الاستمرار او الانفصال ووازنت بين المصالح والمفاسد، وحال اولادها ووضعها الاجتماعي والنفسي لابد من العلم بأن الشريعة الإسلامية الغراء جاءت بحفظ حقوق الزوجين، واحترام كل منهما للآخر، ووضعت العصمة والقرار في يد الرجل، لأنه أعقل وأقوى، وأكثر أهلية من المرأة، وبعد النظر في عواقب الأمور غالبا، ولو ترك القرار النهائي بيد المرأة، لهدمت الكثير من البيوت لأتفه الأسباب.
ولابد من الإشارة إلى أنه ينبغي لكل من الزوجين مراعاة جانب الرأفة والرحمة مع الآخر، وأن يتجنبنا الخلاف ما استطاعا إلى ذلك سبيلا.
وأيضا فإنه مما يعين على دوام العشرة الزوجية: التغاضي عن بعض الأخطاء التي لا يخلو منها البشر، والتي لا تخل بأمور الشرع، فالكمال البشري عزيز، وحبذا لو أن كلا الزوجين تدارسا طرفا من الهدي النبوي في العشرة الزوجية كما في كتاب «زاد المعاد» للإمام ابن القيم رحمه الله، وباب حق الزوج على المرأة، وباب الوصية بالنساء، من كتاب رياض الصالحين. جعلنا الله جميعا من عباده الصالحين، وأصلح أحوالنا أجمعين.
العنف الأسري
يوضح د.مصبح العاقول أن ظاهرة ضرب الزوجات هي أبرز مظاهر العنف الأسري، ولها أسباب وتداعيات أوضحها في عدة أسباب منها ما يتعلق بالزوج كالاعتقادات الخاطئة لدى الزوج والتي تجعله يؤمن بمشروعية الضرب استنادا لقول الله تعالى: (... واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) (النساء: 34). إن هذه الآية التي يتخذها البعض حجة تبرر ضربهم لزوجاتهم، وينسون مرحلتي العظة والهجر، آية مشروطة بالضرب غير المبرح، وقد «فسر المفسرون الضرب غير المبرح بأنه ضرب غير شديد ولا شاق، ولا يكون الضرب كذلك إلا إذا كان خفيفا وبآلة خفيفة، كالسواك ونحوه».
أما إذا كان الضرب ضربا مؤذيا فإن هذا الأمر «مرفوض وغير مقبول شرعا، بل هو من التجاوزات التي يعزر عليها الشارع، ويكون للمرأة بسببها طلب التفريق من الزوج قضاء، وإذا ثبت ذلك في المحاكم أرغم القاضي الزوج المسرف على طلاق زوجته، وان لم يطلقها طلقها القاضي، وفرق بينه وبينها بحكمه».
٭ التربية الخاطئة التي يتلقاها الزوج من بيئته ومجتمعه وأسرته والتي تصور له فعل الضرب وكأنه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة. وقد يكون الزوج قد تربى في أسرة يضرب فيها الأب زوجته وأولاده، مما يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنية الابن منذ الطفولة، ويجعله أكثر عرضة لممارسة هذا العنف في المستقبل.
تصورات خاطئة
ومن التصورات الذهنية الخاطئة العائدة إلى سوء التربية ذلك الاعتقاد بأن في ضرب الزوجة اصلاحا لها، أو أن ضرب الزوجة يرتبط بإثبات الرجولة وفرض الهيبة، وان استخدام الضرب سيجعل المرأة أكثر طاعة للزوج وتنفيذا لأوامره.
٭ تفريغ الانفعالات التي يشعر بها الزوج في حياته اليومية مثل الغضب والضغط الذي يلاقيه في المجتمع وخاصة من رؤساء العمل، والغيرة التي هي انفعال مركب من حب التملك والعشور بالغضب، وتعاني كثير من النساء مما يعرف بغيرة الزوج العمياء التي يراها هو دليل محبة بينما هي تراها دليلا على الشك وعدم الثقة.
٭ المشاكل والهموم التي تحيط بالزوج، ومن هذه المشاكل الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تفقد الزوج عقله وتخرجه عن طوعه، ومنها ايضا المشاكل الاقتصادية من بطالة وفقر وديون وما إلى ذلك من أمور تزيد من الضغوطات النفسية على الزوج وتزيد من شعور بالعجز والضعف. والمثل يقول: «إذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من الشباك». ومنها أخيرا المشاكل الاجتماعية والانحرافات الاخلاقية التي تؤجج الخلافات الزوجية وتؤدي الى لجوء الزوج الى العنف كوسيلة من وسائل اثبات الذات وتحقيق الرضا.
٭ التأثر بما تعرضه وسائل الإعلام من مشاهد تشجع على العنف، ومن ذلك مشاهدة الأفلام الاباحية التي تدفع الزوج إلى تطبيق ما رأى على زوجته، أو مشاهدة أفلام العنف والقتل والخطف والاغتصاب، بل حتى مشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي تتعرض لقضايا العنف، وأخيرا لا ننسى دور الفتاوى التي تظهر عبر بعض الفضائيات والتي يمكن أن يتخذها البعض حجة في استباحة ممارسة العنف على زوجاتهم.
قضية ضرب الزوجات
أما عن الأسباب التي تتعلق بالزوجة فقال: ينظر كثير من الناس إلى قضية ضرب الزوجات الذي أباحه الشرع الإسلامي، بالشروط التي وردت سابقا، على أنه دليل واضح على ظلم الإسلام للمرأة وتفضيل الرجل عليها، مركزين بذلك على حقوق المرأة ومتناسين واجباتها التي لجهل المرأة بها دور كبير في تضاعف احتمال تعرضها للعنف، إضافة إلى ذلك تساهم بعض الاعتقادات الخاطئة والتصرفات السيئة التي تؤمن بها الزوجة او تقوم بها إلى تعرضها للضرب من قبل الزوج، ومن هذه الاعتقادات والتصرفات نذكر ما يلي:
الجهل بالأحكام الشرعية التي لا تقتصر في الإسلام على مقتضيات العبادات من صوم وصلاة وزكاة، بل تشمل ايضا المعرفة بحقوق الزوج والتي من بينها: الطاعة، وحفظ المال والعرض والأولاد، والاعتراف بالفضل، وتلبية حاجات الزوج الجنسية ما لم يوجد مانع شرعي مثل الحيض والإحرام والصوم او أي مانع آخر مثل المرض او التعب والارهاق وما إلى ذلك من ظروف نفسية صعبة تستوجب من الزوج التلطف في طلب حاجته، ومراعات مقدمات الجماع التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام».
و من الأمور التي ينبغي على المرأة مراعاتها في الشرع حتى تجنب نفسها العنف الواقع عليها، حسن اختيار الزوج والذي اثبتت الدارسات أنه يؤدي إلى التوافق الوجداني والجنسي بين الزوجين، كما يؤدي إلى حصول الثقة والاحترام المتبادلين بين الزوجين، الأمر الذي يؤدي بالزوجة إلى عدم استفزاز زوجها بالشكل الذي يؤدي به إلى ممارسة العنف ضدها.
استهانة الزوجة بزوجها
وأكد العاقول ان استهانة الزوجة بزوجها والتقليل من شأنه ومجادلته وتحقير أفكاره وانتقاد تصرفاته، خاصة امام الناس، مما يثير سخرية الحاضرين من جهة ويؤدي إلى إحساس الزوج بالدونية من جهة أخرى، ويدفعه إلى الانتقام من زوجته بشكل عنيف في محاولة منه لرد الإذلال واسترداد الكرامة المهانة.
واشار الى المعتقدات الشاذة للزوجة التي تعتقد أنها بمعاندتها لزوجها تثبت ذاتيتها واستقلاليتها، وذلك تطبيقا للنظريات التحررية التي ينادي بها فريق من الناس خاصة النساء.
هذا النوع من المعتقدات والأفكار قد يثير حفيظة الزوج ضد زوجته في محاولة منه للرد على مزاعمها بشكل عملي. مثال على ذلك: المبالغة في تطبيق فكرة تحرير المرأة التي زرعت في عقول بعض النساء فتأثرن بها وحاولن تطبيقها داخل أسرهن، فأصبحن بذلك أكثر عرضة لمواقف عنف من قبل أزواج لا يؤمنون بهذه النظريات.
ومهما كانت الأسباب التي تؤدي إلى ضرب الزوج لزوجته، فإن من المفيد التذكير بأن اي سبب من هذه الأسباب لا يمكن أن يبيح للزوج الحق في ضرب زوجته، فأساس العلاقة الزوجية مبني على السكينة والمودة وليس على العنف والتجريح، فإذا فقدت هذه المودة فقد البيت أساسه وبنيانه، واصبح آيلا للسقوط.
حلول مقترحة
وأوضح ان الحل في تعرض الزوجة للعنف من قبل زوجها يستوجب منها الوقوف وقفة مع النفس من أجل حسم خياراتها. فإذا رغبت بإنقاذ زواجها فذلك يستوجب منها الجلوس مع زوجها جلسة مصارحة، والعمل معه لإنجاح زواجهما وهذا يكون بتوافر العوامل التالية:
ان تتوافر لدى الزوج رغبة شديدة في التوقف عن ممارسة العنف، وأن يقتنع بأن العنف أصبح مصدر ضرر له ولعائلته.
وشدد على ضرورة أن يتوافر لدى الزوجة الرغبة والأمل في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلتها. ذلك أن استسلامها للعنف فترة طويلة من الزمن يجعلها تستسلم لقدرها وتيأس من وجود طريق يمكن أن يعينها للخلاص مما هي فيه.
ومن وسائل العلاج المفيدة في مثل هذه الحالة اسلوب الإيحاء الذاتي. وهو يقوم على تغيير طريقة التفكير واستبدال العبارات السلبية بأخرى ايجابية، فيستبدل الزوج فكرة «يجب أن تسمع الزوجة كلامي»، بفكرة «سيزول تأثير عنفي مع زوجتي سريعا بينما الكراهية الناتجة عنه بيننا ستدوم طويلا». وكذلك تستبدل الزوجة فكرة «إن قاومته فسيضربني بشدة «بعبارة «إن واجهته مرة لن يكررها ثانية».
والحل الثاني يستوجب من المرأة خيارا شجاعا وجريئا بطلب الطلاق وإنقاذ نفسها وانقاذ عائلتها. فصمتها الذي تعتبره خدمة لأبنائها وحفاظا على أسرتها قد ينقلب عليها وعلى صحة أطفالها النفسية والعقلية.
ودعا الى التذكير بأن قضية ضرب الزوجة التي تأخذ كثيرا من الأخذ والرد في هذه الأيام تقع بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول هو الدعوات التحررية التي بالغت في توسيع مفهوم العنف ضد المرأة بشكل لا ينسجم مع مفهوم الإسلام للعلاقات الزوجية، والأمر الثاني هو الممارسات الشاذة لبعض أبناء الإسلام الذين اساءوا فهم وتطبيق بعض النصوص الدينية، فأخذوا من النصوص ما يتناسب مع أهواءهم وأهملوا تلك التي لا ترضي طموحاتهم، وبذلك تناسى هؤلاء قوله تعالى (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) واكتفوا بقول الله عز وجل (اضربوهن) والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى ضمن سلسلة من الإصلاحات تبدأ بالوعظ والإرشاد وتنتهي بآخر دواء وهو الكي.
الضرب غير المبرح
ويبين د.بسام الشطي ان ضرب الزوجة في حالة النشوز هو نوع من التخويف للتقويم، وهو ضرب بالسواك على سبيل المداعبة لأن الزوجة سكن ومودة ورحمة، والضرب المبرح للزوجة شذوذ وخروج عن الشرع، وهناك زوجات لا يستقمن الا بالضرب لاعتقادهن انها رجولة، وهي حالات نادرة، والشاذ لا يقاس عليه في الأحكام ولا يعمل به.
التوجيه
وبخصوص ما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن توجيه الأطفال او الزوجات فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقصد الضرب غير المبرح والذي لا يضرب فيه وجه ولا بطن ولا يكسر فيه سن او ذراع او قدم ولا يهان المضروب أمام أعين الناظرين بما يضيع هيبته ويذهب كرامته، بل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد توجيه اللوك بسلوك فعلا لا يترتب عليه ايذاء او اهانة ويدلل على ذلك ما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بأن يضرب الزوج زوجته عند تأديبها بسواك، والسواك لا يمثل أداة للإيلام بقدر ما يمثل رمزا وتعبيرا عن الغضب الواقع على الزوج او والد الطفل او معلمه، ومن قال غير ذلك فهو جاهل يجهل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفعله الوارد عنه بالطرق الصحيحة والسليمة، فكيف يظن الجاهل الذي يظن ان ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته أو أمره بضرب الطفل اذا قصر في أداء الصلاة في العاشرة من عمره بالضرب الجارح المهين الذي يحطم العظام او يدمي اللحم ويغير لون الجلد.
القصد التعنيف فقط
ولفت د.الشطي الى ان الله تعالى قد نهى عن الضرب المبرح وأمر بأن يكون الضرب غير مبرح، اي غير جارح او مؤثر تأثيرا واضحا، وقد أجمع أهل العلم على ان الضرب في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والآيات القرآنية هو الضرب غير المؤذي وغير المهين، وانما يقصد به تعنيف المخطئ حتى يتذكر دائما العقاب كلما همّ بمثل هذا الخطأ مرة أخرى.
التعامل مع المرأة
والسؤال الذي يطرح نفسه ما آداب الإسلام في التعامل مع المرأة؟ يجيب الداعية يوسف السويلم قائلا: الإسلام يؤكد في كثير من آيات القرآن الكريم لا فرق بين المرأة والرجل انما التفريق هو توزيع أدوار لا يعني خصوصية لأحد على الآخر ولا تميز لجنس على جنس قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أثنى بعضكم من بعض) والله تعالى حينما يذكر مناقب الصالحين من عباده يساوي بين الرجال والنساء فيقول تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات القانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ـ الأحزاب: 35)، فأي تفريق هذا؟ والإسلام أكد في هذه الآيات انه لا تفريق مطلقا بين الذكر والأنثى وان النساء شقائق الرجال، صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اذ يقول «استوصوا بالنساء خيرا»، والإسلام وضع آدابا للتعامل بأن المرأة جزء من الإنسان نفسه، فالمرأة في الإسلام لها شأن عظيم فهي التي تقوم بإعداد النشء الأول، كما أنها هي الزوجة التي تساعد وتساند زوجها في جميع أمور حياته وهي بنت الرجل في الأساس الذي ان أحسن رعايتها فله الجنة، ويؤكد الحديث الصحيح من أحسن الناس بحسن صحابتي فقال صلى الله عليه وسلم أمك ثلاثا، كما جعل الإسلام المكوث مع الأم والمداومة على طاعتها يعادل الجهاد في سبيل الله، يؤكد ذلك ما روي عن معاوية السلمي قال: جئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله خرجت أريد الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، فقال صلى الله عليه وسلم: «ويحك يا معاوية ألك والدة؟»، قلت: نعم، قال: «ارجع فبرها».
السماوي: طرق التأديب للزوجة الناشز ثلاث: الوعظ ثم الهجر في المضجع ثم الضرب غير المبرح.. والترفع عن الضرب أفضل وأكمل لبقاء المودة
بيّن الشيخ عبدالرحمن السماوي ان الأصل في الحياة الزوجية هو المودة والألفة والتراحم والتخلق بالأخلاق الحسنة والمعاشرة بالمعروف، كما قال سبحانه وتعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ـ الروم: 21).
وكما قال جل ثناؤه وتعالت كلمته (وعاشروهن بالمعروف).
وقال: وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية اي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة ويضاحك نساءه ويكون في مهنة أهله وحاجتهم.
وديننا قد أمرنا وحثنا ووصانا بالنساء خيرا، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا) رواه البخار ومسلم.
وقال النووي ـ رحمه الله ـ: «فيه الحث على الرفق بالنساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب وانه لا مطمع في استقامتهن وانه ان صار من المرأة شيء نكرهه فعلينا ان نتذكر الشيء الايجابي منها لا ننسى فضلها».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر» رواه مسلم.
كان هديه صلى الله عليه وسلم أكمل هدي، فلم يضرب في حياته كلها صلى الله عليه وسلم خادما، ولا امرأة من نسائه رضي الله عنهن.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل» رواه مسلم.
يحرم على الزوج ضرب زوجته ظلما بلا سبب ولو كان الضرب يسيرا فالظلم ظلمات يوم القيامة ونهى الإسلام عن الضرب.
عن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم» رواه البخاري.
طرق التأديب وعن طرق تأديب الزوجة حصرها الشيخ السماوي في ثلاثة: الوعظ، الهجر في المضاجع والضرب غير المبرح. وقال: وهذا الترتيب واجب عند جمهور الفقهاء، فلا ينتقل الى الهجر الا اذا لم يجد الوعظ، هذا لقوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن).
ويجب ان يكون الضرب غير مبرح وغير مدم وان يتوقى فيه الوجه والأماكن المخوفة، لأن المقصود منه التأديب لا الاتلاف، وليعلم الزوج ـ وغيره ـ ان من ضرب غيره سوطا بغير حق فإنه متوعد عليه بالعقوبة يوم القيامة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة، والضرب له سلبيات كثيرة خاصة إذا كان الزوج ظالما ويقع الزوج في محاذير وأمور منها مخالفة الأمر في المعاشرة بالمعروف، التسبب في سوء تربية الأولاد، حيث وقع الضرب على أمهم بمسمع منهم، وحيث رأوا آثار الضرب على وجهها وجسمها، فأي تربية يمكن ان يربيها هذا الأب لأولاده؟ وكيف سيتعلم هؤلاء احترام والدهم وتقديره ومحبته؟ الوقوع في اثم الظلم وقد نهي عنه.
وأخيرا: ان الترفع عن الضرب أفضل وأكمل ابقاء للمودة حتى مع وجود الداعي له لحال النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ما ضرب خادما ولا امرأة.
شكل من أشكال الإهانة يلجأ إليه الأزواج في المجتمعات العربية
اجتماعيون ونفسيون لـ «الأنباء»: ضرب الزوج لزوجته «سلوك عنيف» يقلل من مكانتها الأسرية والاجتماعية
- الطاهر: سلوك مكروه ومهين لكرامة الزوجة وعليها عدم الخضوع
- الكندري: 40 ألف حالة عنف للأزواج تجاه زوجاتهم
- البارون: بعض الأزواج يهينون زوجاتهم لأسباب مختلفة وعلى الزوجة ألا تسكت
آلاء خليفة
|
د. نعيمة الطاهر . |
|
د. خضر البارون . |
|
د. يعقوب الكندري . |
أكثر ما يؤذي المرأة ويمتهن من كرامتها ان يعتدي زوجها عليها سواء كان اعتداء بدنيا او لفظيا او جسديا، وفي الآونة الاخيرة كثرت حالات اعتداء الزوج على زوجته، وتضطر الزوجة للسكوت وعدم التحدث في الامر وتخفيه عن اهلها واولادها حفاظا منها على استمرار حياتها الزوجية، الا ان لعلماء الاجتماع والنفس رأيا اخر، حيث رفض اساتذة علم الاجتماع والنفس اعتداء الزوج على زوجته بالسب او الضرب او اي شكل من اشكال الاهانة والامتهان من كرامتها وحقوقها، لاسيما ان القيام بذلك الامر امام الابناء يخلق في نفوسهم حالة من الخوف والقلق وله تأثيرات سلبية عليهم.
بداية، أكد استاذ علم الاجتماع ورئيس مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري أن السجلات والقضايا المرفوعة في المحاكم وفي مخافر الشرطة لا تعكس بأي حال من الأحوال حجم الارتفاع في معدلات العنف الأسري على الرغم من ازدياد هذه الحالات المسجلة، لافتا الى ان إحصائيات وزارة الداخلية تشير إلى تزايد حالات العنف المسجلة داخل المخافر فيما يتعلق باستخدام العنف داخل نطاق الأسرة، فتشير المصادر إلى أنه في الكويت سجلت 46 ألف حالة، أربعون ألفا منها جاءت ممزوجة باستخدام العنف، وبالتحديد عنف الزوج، وحسب دراسة منظمة العفو الدولية التي ناقشت قضايا العنف في بعض المجتمعات أشارت إلى أنه في العام 2000 بلغت قضايا العنف الأسري 52 قضية والإضرار الأسري 54 قضية بمجموع 106 قضايا، أما أحكام الحفظ للعام المذكور فقد بلغت 439 قضية منها 256 قضية عنف أسري و183 قضية إضرار أسري.
وفي العام 2001 بلغ إجمالي الأحكام القضائية 58 منها 44 حكم عنف أسري و14 حكم إضرار أسري، أما القضايا المحفوظة في العام المذكور فقد بلغت 388، منها 182 قضية عنف أسري و206 قضايا إضرار أسري».
واستطرد الكندري قائلا: لعل الحالات الخاصة بأسباب الطلاق تعكس أيضا مؤشرا على ازدياد مثل هذه الحالات كونها سببا في حالات الطلاق ولعل ذلك كله لا يعكس الواقع الفعلي لحالات العنف الأسري، حيث ان الأرقام من الممكن أن تكون مضاعفة بدرجات كبيرة في واقع الحال مقارنة بما هو مسجل لدى الأجهزة الرسمية.
وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى طبيعة المجتمع المحلي والذي لا يزال يعتبر مجتمعا محافظا يمنع انكشاف مشكلاته الأسرية وتداولها في الخارج وأخذ نطاقها الرسمي. هذا بالإضافة إلى أن الوضع الخاص بالشؤون القانونية والنظرة الثقافية للمؤسسات الحكومية التي تتعلق بهذه الشؤون لا تعتبر مناسبة وملائمة لطبيعة الأسرة المحلية.
اعتداءات مختلفة
من جهته، قال استاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.خضر البارون: بعض الازواج يلجأون الى امتهان كرامة زوجاتهم لاسباب مختلفة فيلجأ الزوج الى الكلمات المهينة التحقيرية او الاعتداء عليها جسديا والزوج الذي لا يحب زوجته لا يتردد في الاعتداء عليها واهانتها امام ابنائها والتقليل من شأنها والتقليل من مكانتها الاجتماعية.
الاحترام المتبادل
وقال البارون: احث جميع السيدات اللواتي يتعرضن للضرب من قبل ازواجهن على الا يسكتن على حقهن ولا تعطي الزوجة زوجها الفرصة لاهانتها سواء بالسب او الضرب ولكن دون ان ترد الاهانة باهانة مثلها كأن تسبه مثلا او تقلل من شأن أهله، موضحا ان على الزوجة ان ترفض ان يعتدي عليها زوجها لاسيما امام ابنائها وان يتعهد هذا الزوج بعدم تكرار فعلته مرة اخرى والا فعلى الزوجة ان تلجأ الى اهلها في المرة القادمة حفاظا على كرامتها وانسانيتها، خاصة انه لا يوجد مبرر منطقي يسمح للزوج بان يعتدي على زوجته بالضرب مهما كانت الاسباب، فان استحالت العيشة بينهم، فالله عز وجل أحلّ الطلاق والانفصال.
سلوك عنيف
من ناحيتها، ذكرت الاستاذ المساعد في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.نعيمة الطاهر ان ضرب الزوج لزوجته يصنف من العنف الاسري، وهو سلوك مكروه داخل الاسرة لما للزوجة من مكانة مميزة وخاصة، موضحة ان علم النفس يرفض هذا الاعتداء، ولفتت الطاهر الى ان الزوجة بعض الاحيان تخضع لهذا العنف لاعتبارات عدة منها الخوف على تشتت الاولاد او ليس لديها معيل آخر تذهب اليه، ولكن يجب الا تخضع الزوجة لاعتداءات الزوج لانه سيتمادي اكثر مما يؤثر على نفسيتها وشعورها بالنقص وعدم الثقة بنفسها وانها تعاقب لانها تخطئ ويجب ان تعاقب لهذا الخطأ.
من جانب اخر، شددت الطاهر على ان اعتداء الزوج على زوجته امام الابناء يؤثر على نفسيتهم حيث يشعرون بالخوف من الاب وعدم الامان والتخوف من العقاب، ويظهر ذلك في بعض الاحيان في التبول اللاارادي والكوابيس اثناء الليل وفي بعض الاحيان يكون السلوك مغايرا حيث يكون سلوكهم عنيفا مع الآخرين سواء بالكلام او بالفعل.
أزواج لـ « الأنباء »: ضرب الزوجات «جروح نفسية لا تزول» والحوار الزوجي أفضل
ندى ابو نصر
من المشاكل الاسرية التي تواجهها مجتمعاتنا هي العنف الاسري وضرب الازواج لزوجاتهم وهذه الظاهرة بدأت تظهر على السطح وتكثر للاسف بدل من ان تقل على الرغم من التطور الذي نواكبه، وربما السبب وعي المرأة ونضجها ورفضها للقهر والظلم والاستبداد من قبل الرجل، ومع تسلط الرجل ولكي يبرهن لنفسه ولزوجته انه سيد البيت، وان الزوجة ليست سوى تابع له عليها أن تطيع اوامره، على الرغم من ان الكثير من الرجال في مجتمعاتنا يبدون منفتحين ومتفهمين لحقوق المرأة، وهناك من الرجال من يرفضون ضرب واهانة المرأة معتبرينه نوعا من النقص في شخصية الرجل او ربما هو نوع من العجز عن مواصلة الحوار وتبادل الآراء، وهذا بدوره يعد احد اسباب تعنيف الرجل للمرأة، وهناك اسباب اخري ذكرها بعض الرجال وهي الغيرة الزوجية وهي من أكثر الخلافات التي تصل بالرجل الي حد ضرب زوجته، ونوع آخر من الرجال يرفض ضرب المرأة رفضا قاطعا لانها شريكته في الحياة ونصفه الآخر.
ويقول عبدالله الدوسري انه من الاسباب التي تدفع الرجل الى الاساءه لزوجته او ضربها هو الاحساس بالدونية فقد يشعر الزوج انه اقل من زوجته في الذكاء او الامكانيات المادية او المكانة الاجتماعية ويدفعه الاحساس بالنقص الى محاولات عدل الميزان فلا يجد امامه سوى القوة الجسدية.
تقليد
ويضيف ان هناك سببا اخر لهذا العنف يتمثل في القدوه فربما نشأ هذا الزوج في اسرة شاهد فيها والده يمارس نفس هذا السلوك العنيف مع والدته وعلى الرغم من رفضه لسلوك والده في الصغر ولكن في اغلب الاحيان يقتدي بسلوكه ويقلده عندما يكبر.
من جهته، يقول ابو محمد انه ليس صحيحا ان الرجل في مجتمعاتنا العربية يعتبر ضرب الزوجه نوعا من الرجولة، لا بل انه انتقاص اجباري من رجولته وهو لا يفعل ذلك وينتقص بعضا من رجولته طوعا بل مكرها وهو عادة ناتج عن تعطل لغة الحوار وركوب المرأة رأسها وغالبا لا يكون امام الرجل سوى الضرب حين تغلق امامه جميع الابواب وبالاخص عندما تصرخ وتشتم وتسود وجه زوجها واذا ازداد الامر سوءا بينهما يفضل الطلاق وانا لست مع ضرب المرأة ولا الطلاق ولكن في حالات محددة يمكن اللجوء اليهما شرعا.
عدم الخضوع
وأكد ابو مشاري انه كما للزوج حقوق فللزوجه ايضا حقوق وانا برأيي ان المرأة لها حقوق اكثر لانها هي الحنان والحب وهي المدرسة ومربية الاجيال ويجب ان تكافأ على ذلك بشكل كامل وبكل لطف.
ويقول: على المرأة التي يقوم زوجها بضربها الا تخنع له وتسكت فالضرب ليس حلا والحوار الزوجي هو اساس العلاقة الزوجية الناجحة ويجب عليها في حال قام بضربها ان تقاطعه في البيت ولا تذهب الى بيت اهلها وتقوم بشؤون البيت على احسن ما ينبغي وتستمر على ذلك ولكن لا تكلمه نهائيا ولا حتى عن طريق الاولاد حتى يشعر بخطئه ومهما عمل كي يصالحها تستمر في هذا العقاب حتى يقسم لها بأنه لن يقوم بفعله ثانية، وبعد ان ترضى عنه تهدده بانه اذا فكر ان يعمل هذا العمل مرة اخرى فستخبر من لا يخاف ولا يرحم وهم اهلها الافاضل بعمله الاسود والافضل الانفصال لان ضربه يؤثر كثيرا على نفسية الزوجة وعلى الاولاد ايضا وليس الضرب والعنف هو العنف الجسدي فقط ففي كثير من الاحيان يكون العنف النفسي واسلوب كلام الزوج وطريقة معاملته لزوجته اكثر تعنــيفا من الضرب وله اثار اقوى واعمق من الضرب لأن الاثار الجسدية تزول مع الوقت لكن الجروح النفسية لا تزول ومن الصعب ترميمها.
زوجات لـ «الأنباء »: «عصبية الرجل».. بداية للعنف بضربات مؤلمة
لميس بلال - دانيا شومان
|
الزوج العصبي . |
تتهاون العديد من الفتيات في حقها تجاه عنف وغضب الرجل خاصة مع بداية الارتباط وفترة الخطوبة التي تعتبر من أجمل الفترات في حياة الرجل والمرأة وتعد عصبية الرجل وغضبه مؤشرا خطيرا للعنف الموجود في شخصيته ودليل على اتباعه أسلوبا أشد عنفا بعد الزواج، وهذا ما أكدته بعض النساء تجاه عنف الزوج واساءته لزوجته مما يجعل الكثير من الفتيات تضطر الى فسخ خطبتها وعدم إتمام زواجها والبعض يسمح للرجل بضربها قبل الزواج وبعده وبعدها تلجأ للأهل لرد الزوج عن سلوكياته ولكن بلا فائدة.
انتقدت «وفاء عبدالعزيز» عصبية الرجل وتطرقه للضرب معتبرة إياها مجرد سمة من سمات العنف في شخصية الرجل والتي لا بد من ملاحظتها في فترة الخطوبة، وهذه الأمور التي جعلت الكثيرات يفسخون خطبتهن بسبب انفعال او شدة ذراع الفتاة في لحظة عصبية غير مقصودة.
وتقول هناك من المقربات لي من تلاحظ تلك المؤشرات وتتجاهلها حبا منها بالارتباط وبعد الزواج تتعرض للضرب، لكنها تلتزم الصمت وهذه غلطة اخرى ترتكبها في حق نفسها خصوصا انها تقنعه بسكوتها بالرضا على عنفه وان الضرب هو وسيلة الحوار مع الزوجة وطريقة لطاعتها له، من المؤسف ان المرأة التي تعطي عذرا لزوجها حين يقوم بضربها هي من تصعد الأمور للأسوأ والوصول لطريق مسدود عند ابتلاعها الإساءة واعطائها أعذارا لعنف زوجها.
وتضيف وفاء «انا لا اقبل بمثل هذه التصرفات ولو حدث هذا التصرف فسأكون صريحة معه منذ البداية لأننا ناضجين ولا بد من النقاش المثمر».
رومانسية الخطوبة
ريم مصطفى والتي اكتشفت ان رومانسية الخطوبة كان مسلسل أفاقت منه بعد اول يوم زواج ليتحول الممثل العاطفي لآخر يتقن الأدوار كلها الا العاطفي، أكدت انها عندما لاحظت ان لزوجها ميولا للضرب أوضحت له ان هذا التصرف غير مقبول ومع التهديد إذا حدث وتكرر الأمر مرة ثانية فانها ستصعد الأمور إلى مرحلة التهديد، فإذا كان يخشى من الفضيحة أهدده بها، وإذا كان يخشى أهله أقلقه بهم، وإذا كان يخشى أهلي لمكانتهم الاجتماعية مثلا اخبرهم عنه، ولكن مع هذا وذاك اذا لم ينفع شيء معه انفذ ما هددت به او ألجأ لأهلي ليكونوا رادعا لتصرفاته معي. والحمد لله فقد تغير بعد ان شعر بأنني لن اسمح لهذه السلوكيات ان تدخل بين جدران منزلنا.
الضرب أمام الأبناء
هبة هيثم قالت «لدي بعض الصديقات والقريبات ممن يضربن من أزواجهن وهن باقيات على الزواج بعضهن لجأ للطلاق والأخريات يخضعن للسكوت حتى مع الضرب والإهانة، والمضحك ان صديقة تعتبر ان ضرب زوجها لها مرتبط بحبه لها وهذا بالتأكيد حصيلة افكار أمها التي كانت تضرب من قبلها وتجمل فكرة الضرب أمام أبنائها، وصديقة أخرى تتطوع بتلقي الضرب عن أطفالها خوفا عليهم من بطش الأب الظالم بالاضافة لخوفها من طلب الطلاق الذي يعرضها لانتقادات أهلها والخوف من مصيرها المجهول بحرمانها من اطفالها ولعدم وجود سند مالي لها وهذا كله يجعلها تتحمل الإهانة مفضلة الظلم المعروف على اي قرار تتخذه يعتبر مجهول النتيجة.
وتضيف هبة «ما يحزنني تلك الصديقة التي تصبر على الضربات المؤلمة من زوجها فقط لأنها تحبه وسبب تحملها هو انه لربما يصلح حاله وتصرفاته مع مرور الوقت مع العلم ان الكثيرات يبدأن بالشكوى بعد مرور سنوات عدة لشعورهن باليأس من الصبر والمحاولة بتغيير واصلاح الزوج، ومن تحزنني تلك التي تلقي اللوم على نفسها بأنها هي سبب مد يده عليها لأنها هي التي بدأت باستفزازه وهي من عملت على شحنه ودفعته إلى ضربها.
وتنفي أم أحمد 34 سنة محاولتها ممارسة اي رياضة عنيفة من اجل ان تدافع عن نفسها ضد اي حالة عنف اسري يمكن ان تتعرض لها وتحديدا العنف الذي تتعرض له من زوجها، قائلة: «لا يمكن أبدا ان اقدم على خطوة كهذه» معتبرة رد العنف بالعنف عملا منافيا تماما لرقة ونعومة المرأة التي خلقت عليها حيث لا يمكن وجود امرأة حقيقية او أنثى حقيقية يمكن ان تقدم على هذا الأمر لأن مجرد التفكير في هذا الأمر فيه جرح للأنوثة».
أسلحة فتاكة
وأيدتها في الرأي ام حمد ٢٣ عاما متزوجة قائلة: «لا يمكن ان افكر بهذا الأمر أبدا، ولا يمكن ان افكر ان أدافع عن نفسي تجاه اي عنف قد يصدر من زوجي تجاهي بهذه الطريقة»، فللمرأة أسلحة اكثر فتكا من هذا وقالت مازحة: «الدموع هي السلاح الأقوى الذي يمكن ان تستخدمه المرأة في اي حالة عنف قد تواجهها»، وفي الحقيقة قوة المرأة تكمن في ضعفها، وهذه فلسفة تعرفها المرأة جيدا وتستخدمها دائما.
من جهتها قالت سناء احمد 20 عاما وهي طالبة جامعية:«لا اعتقد انه من واجب المرأة ان تتدرب على الكاراتيه او الجودو لتدافع عن نفسها فإذا كان زوجها سيئا يمكنها ببساطة ان تتركه وتغادر المنزل، وانا لست متزوجة ولكنني اذا تزوجت وتعرضت لموقف كهذا فسأتركه نهائيا».
في حين قالت ام خالد 39 عاما وهي ربة منزل ومتزوجة منذ 19 عاما: «كل رجل يختلف عن الآخر ولكن برأيي ان المرأة يجب ان تدافع عن نفسها سواء تعرف الكاراتيه او الجودو او غيرها في حال تعرضها للعنف على يد زوجها او شقيقها، فهي بالنهاية إنسان ويجب ألا تترك أحدا يتحكم فيها وان ترد على الصفعة بصفعة»، وتشرح:«لا لا اعتقد ان رد المرأة عن العنف الموجه لها بعنف مضاد سيجرح انوثتها بل اذا صفعها زوجها عليها ان تصفعه لأنه ليس من حقه ولا من حق اي شخص آخر ان يمد يده عليها ويجب ان تتصرف وفق هذا المبدأ، وهذا مبدأ إنساني قائم، لتدافع بذلك المرأة عن نفسها».