ان الصراع بين الحق والباطل مستمر منذ أن أهبط آدم عليه السلام الى الارض، وسيستمر الى ما شاء الله عز وجل، فالحق يحمله الرسل واتباعهم من العلماء والمصلحين، يوضحونه للناس، ويبصرونهم به ويكشفون عنه الشبه، ويجاهدون في سبيله، والباطل يحمله الشيطان وجنوده من شياطين الجن والإنس، مستخدمين لترويجه كل وسائل الدعاية والمغريات تارة، وتارة يلبسون باطلهم ثيابا اسلامية، ليغروا به السذج والبسطاء، وينشروا باطلهم باسم الاسلام، والاسلام منهم براء، وهم يحاربون الاسلام والمسلمين باسم الاسلام، فهم من الذين زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا.
ان في هذه الدنيا مصائب ورزايا ومحنا وبلايا وآلاما تضيق بها النفوس ومزعجات تورث الخوف والجزع، فكم ترى من شاك وكم تسمع من لوام، في ابتلاءات هذه الايام بقرت بطون، واندلقت احشاء، وابيدت اسر وهام رجال مؤمنون ونساء مؤمنات في الطرقات يصحبهم صبيان ورضع، جثث المتقطعين منهم لاتزال متناثرة في الشوارع والطرقات والسكك، ما ارخص دماء المسلمين! وما اشد ما نزل بهم من اهوال! وما أعظم ما حل بهم من هوان!
ولك الله يا شعب سورية، كم تكالبت عليك الخطوب وكم كنت هدفا للتخطيط الماكر، والكيد الظاهر والخفي، على ان حرب اليوم ليست ضد شعب سورية وحدهم، بل هي حرب على الاسلام أنّى كان، وعلى المسلمين اينما وجدوا، انها حرب العقائد بكل ما تحمله الكلمة من معان ومضامين، لقد اجتمعت في حرب سورية كل قوى الشر التي تكن الحقد والحسد للمسلمين، فلقد اتفق على قتال المسلمين، الصليبيون واليهود والملحدون والفرق الباطنية من العلويين وغيرهم وما مشاركة حزب الشيطان الا دليل قاطع على هذه المؤامرة الخسيسة لإبادة شعب مسلم، خاصة ان عداوة هذه الفرق الباطنية لاهل السنة شديدة وتلك العداوة والبغض متأصلة في نفوسهم ولا عجب ومن يستقرئ التاريخ فإنه يجد المآسي والمجازر التي أقامها هؤلاء ضد أهل السنة وتحالفهم مع اعداء الاسلام من اي ملة ودين ولهذه الفرق مواقف خيانة غادرة بأهل السنة فتجدهم يوالون الكفار والمشركين ويساعدونهم ويقدمون لهم كل عون للوصول الى القضاء على الاسلام والمسلمين وما يحدث الآن في سورية شاهد على ذلك، فهاهم يقفون صفا واحدا مع اليهود والنصارى ضد الاسلام والمسلمين.
ايها المسلمون انتبهوا لما يحاك لكم فإن ما يحدث في سورية هو بداية ما سيحدث لكم فإن لم تأخذوا حذركم وتقفوا صفا واحدا مع اخوانكم ضد هؤلاء الفسقة فإن ما يحدث لهم ليس بعيدا عنكم، وجيرانكم يمدون يد العون لاعدائكم للقضاء على اخوانكم في سورية.
ان الحرب في سورية حرب عقائدية بين المسلمين واعدائهم من اليهود والنصارى ومن والاهم ايران وحزب الله، فكل هؤلاء هدفهم القضاء على الاسلام خاصة والعرب عامة، فانتبهوا ايها المسلمون ولا تكونوا في غفلة وانتبهوا لما يدبر لكم حتى لا ترددوا المقولة المشهورة «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
ان اي عاقل يدرك ان وراء هذا السيل الجارف من البشر خططا ارهابية واهدافا عدوانية ضد المسلمين ومقدساتهم، وهناك سؤال مرير وعسير اجابته تلخص لك فحوى ما في نفوس هذه الفرق الضالة، السؤال: أيمكن لمن يقفون هذه المواقف ان يكونوا مسلمين؟!
إن الجواب رهيب.