- قامة كويتية شامخة وعريقة ومثال يحتذى في دماثة الخلق والتفاني والإخلاص والانتماء للوطن
- استطاع تحقيق المعادلة الصعبة من خلال تطبيق القانون على الجميع بشكل حاسم والاحتفاظ بعلاقات مميزة أساسها الود والاحترام المتبادل مع المؤسسات الصحافية
- أكد في أكثر من موضع أن الصحافة الكويتية برهنت على انضباطية ذاتية مسؤولة وأن شعور الصحافي بالمسؤولية هو الحرية الصحافية بعينها
- ساهم في إعادة بناء وزارة الإعلام وفي خلال الأشهر الـ 5 الأولى من التحرير عاد العمل في الوزارة بـ 75% من طاقتها السابقة
- أسس المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة أثناء الغزو العراقي الغاشم ليكون صوت الكويت وحلقة من حلقات تواصلها مع العالمين العربي والغربي
كتب: أسامة دياب
لقد كان للمغفور له بإذن الله حمد يوسف الرومي مسيرة عطرة ورحلة عطاء حافلة بالإنجازات بدأها في وزارة الإعلام بعد تخرجه مباشرة في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1962، ليتدرج في وظائف مختلفة ويتقلد عددا من المناصب القيادية كان اخرها وكيل وزارة الإعلام إلى أن وافته المنية.
المرحوم حمد يوسف الرومي الإنسان، كان قامة كويتية شامخة وعريقة ومثالا يحتذى في التفاني والإخلاص والانتماء للوطن، يعرف كل من تعامل معه مدى سمو أخلاقه وكريم خصاله، ولقد كان يوسف الرومي القيادي عنوانا للالتزام، ومثالا وقدوة في البذل والعطاء، مهموما بصغار الموظفين، يشملهم برعايته ويتعامل مع الجميع بمسطرة واحدة دون محاباة أو مجاملة.
لم يكن المغفور له بإذن الله حمد يوسف الرومي صاحب مرور عابر على دنياه ولكنه كان ممن تركوا بصمة وعلامة على جبين أوطانهم بمساهمة فاعلة وإنجازات مهنية كثيرة أضافت للحياة الإعلامية والثقافية والفنية، أما حمد الرومي الإنسان، فكان رجلا رقيق القلب دمث الخلق، أحب الناس فأحبوه وحفروا له في القلوب مكانا، فرحل وإلى الآن يذكرون مآثره وخصاله.
علاقته بالصحافة والمعادلة الصعبة
ارتبط المغفور له بإذن الله حمد يوسف الرومي بعلاقات مميزة مع المؤسسات الصحافية في الكويت، وعلى الرغم من تطبيقه الحاسم للقانون في مختلف المواقع القيادية التي تولاها، إلا أنه كان محل احترام وتقدير الجميع لأنه وقف على مسافة واحدة منهم، ولم يحاب أو يجامل صحيفة على حساب أخرى، كما ارتبط بويوسف بعلاقات مميزة برؤساء التحرير الذين عاصروه مكنته من الاستماع إليهم والمبادرة لحل الكثير من مشاكلهم.
وكان لترؤسه قسم الرقابة بوزارة الإعلام عام 1965 ثم مديرا لها عام 1970 أثر بالغ في تغيير مفهوم الرقابة والرقيب لدى المؤسسات الإعلامية، حيث أوضح بشفافية أن الرقابة على المطبوعات التي تدخل البلاد هدفها المحافظة على قيم ديننا الحنيف وتفادي السلبيات الاجتماعية الناجمة عن الثقافات الغريبة والبعيدة عن عادات وتقاليد المجتمع الكويتي المعاصر.
آمن إيمانا شديدا بالرقابة الذاتية والنابعة من قلب المؤسسة الصحافية، وكان من أكبر المتحمسين والمروجين لفكرتها لكونها الأجدر على ضبط إيقاع العمل داخلها بغض النظر عن عمل الرقابة، لذلك أكد في أكثر من موضع على أن الصحافة الكويتية برهنت عن انضباطية ذاتية مسؤولة، مشددا على أن شعور الصحافيين بالمسؤولية هو الحرية الصحافية بعينها، لقد استطاع المغفور له تحقيق المعادلة الصعبة على صعيد علاقته بالصحافة، حيث طبق القانون على الجميع بشكل حاسم واحتفظ بعلاقات مميزة أساسها الود والاحترام المتبادل مع المؤسسات الصحافية.
محنة الغزو وإعادة البناء
لم يكن المغفور له حمد يوسف الرومي أحد المساهمين في النهضة الإعلامية والفكرية والثقافية في الكويت فقط ولكنه كان شخصية وطنية عشقت الكويت وتفاعلت مع مواقفها وبذلت وأعطت في أحلك لحظاتها وأشدها خطورة، ولعل موقفه الرائع ابان الغزو العراقي الغاشم على الكويت من أبرز المحطات في تاريخه، فلقد كانت هذه المحنة صفعة على جبين الأمة العربية مزقت أواصر العروبة والأخوة والتاريخ المشترك.
وفي شهادته أمام لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، والتي تشكلت عام 1995 والتي تضمن تقريرها سردا تفصيليا لظروف وملابسات الغزو العراقي الغاشم والمؤامرة التي جرى التخطيط لها بإحكام خبيث في حين كانت الكويت أسيرة تطمينات الأشقاء بإمكانية حل الأزمة ضمن الأسرة العربية وتحت مظلتها، أفاد المرحوم بإذن الله بأن الغزو العراقي الغاشم على الكويت كان آخر ما يتوقعه الكويتيون بسبب مجموعة من المعطيات أهمها أواصر العروبة والأخوة والتاريخ المشترك واعتقاد المسؤولين أن العراق لن ينسى مواقف الكويت معه طيلة الحرب العراقية ـ الإيرانية، والتطمينات العربية بأن العراق لن يقوم بأي عمل عسكري ضد الكويت وموافقة العراق على حضور مؤتمر جدة بمبادرة من المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
كان الغزو العراقي الغاشم على الكويت بمنزلة صدمة للمرحوم حمود يوسف الرومي مثلما صدم الجميع وشعر بالاسى كما اعتصر قلوب الجميع، إلا أنه سرعان ما تغلب على أحزانه ليعاود العمل مبادرا إلى تأسيس المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة ليكون صوت الكويت الناطق بالحقيقة وحلقة من حلقات تواصلها مع العالم الغربي. ولقد كان للمركز الإعلامي في القاهرة دور كبير في عرض القضية الكويتية العادلة من خلال تحرك إعلامي واسع بأنشطة مختلفة منها المؤتمرات الصحافية وتوزيع المطبوعات وإصدار الكتب التي تشرح المعاناة التي يعيشها الشعب الكويتي.
تجاوزت خسائر وزارة الإعلام من جراء الغزو العراقي الغاشم 285 مليون دينار، إلا أن الراحل حمد يوسف الرومي وبدعم من وزير الإعلام آنذاك د.بدر اليعقوب وبمعاونة العاملين المخلصين في وزارة الإعلام استطاع خلال الأشهر الخمسة الأولى من التحرير أن يعيد العمل في الوزارة بـ 75% من طاقتها السابقة وكانوا يعملون لساعات طويلة تتجاوز الـ 12 ساعة في اليوم الواحد وتواصل هذا العمل الدؤوب حتى عودة البث الإذاعي والتلفزيوني الكويتي إلى سابق قوته وانتشاره على الخريطة الجغرافية كما كان الحال عليه قبل الغزو العراقي الغاشم.
المكاتب الإعلامية الخارجية
بعد تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم، أدركت وزارة الإعلام أهمية المكاتب الإعلامية الخارجية، ولذلك عمل المرحوم حمد يوسف الرومي ـ كوكيل للوزارة آنذاك ـ على تقييم شامل للمكاتب الإعلامية التي أنشئت أثناء فترة الغزو ليخرج ببعض القناعات التي تناسب مرحلة ما بعد التحرير، وعمل جاهدا على توحيد الجهود مع وزارة الخارجية لإيمانه بأن الديبلوماسية والإعلام وجهان لعملة واحدة هي صورة الكويت ومكانتها الدولية. وأكد الفقيد في أكثر من موضع أن محنة الغزو علمتنا أنه مهما كان الحق واضحا فلابد له من أناس ودعاة يوصلونه للناس ويدحضون افتراء وادعاء الباطل، ولقد فتحت الكويت العديد من مكاتبها الإعلامية في الخارج والتي كان لها بالغ الأثر في إبراز وجه الكويت الحضاري ودحض أي افتراء.
الإستراتيجية الإعلامية الخليجية الموحدة
ساهم المغفور له بإذن الله حمد يوسف الرومي في إعداد وتحديد ملامح الاستراتيجية الإعلامية الخليجية الموحدة من خلال مشاركاته في الاجتماع الدوري العادي لوكلاء وزارات الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي، لما للاستراتيجية الإعلامية الخليجية الموحدة من أهمية بالغة في توحيد السياسات الإعلامية والتنسيق على مستوى التحرك الإعلامي الخارجي.
المغفور له بإذن الله حمد يوسف الرومي كان نموذجا للإعلامي الصادق والمخلص، المقاتل الشرس دفاعا عن المبادئ والقيم، الإنسان المتحضر الذي يجعل العمل مع جهة رسمية ـ شرفا ما بعده شرف ـ كان منحازا للوطن مغلبا مصلحة الكويت وأهلها على كل غاية وأهدافها على كل هدف.
رحم الله حمد يوسف الرومي، رجل من رجالات الكويت حاضر بأفعاله وانجازاته ومآثره رغم الغياب، رحم الله حمد يوسف الرومي الإنسان والإعلامي والقيادي، رحم الله حمد يوسف الرومي نبراس تتعلم منه الأجيال القادمة.رمز من رموز الإعلام الكويتي، وأحد أبرز صناع تاريخه، قيادي رائد ارتبط اسمه بالنهضة الإعلامية والثقافية في الكويت في عصرها الذهبي بإنجازات كبيرة أسهمت في تطوير الأداء الإعلامي والثقافي والمسرحي وخلقت مناخا صحيا للإبداع. قامة كويتية شامخة وعريقة ومثال يحتذى في دماثة الخلق والتفاني والإخلاص والانتماء للوطن، يعرف كل من تعامل معه سمو أخلاقه وكريم خصاله.
إنه المغفور له بإذن الله تعالى وكيل وزارة الإعلام الأسبق حمد يوسف الرومي. لم يكن المغفور له حمد يوسف الرومي أحد المساهمين في النهضة الإعلامية والفكرية والثقافية في الكويت فقط ولكنه كان شخصية وطنية عشقت الكويت وتفاعلت مع مواقفها وبذلت وأعطت في أحلك لحظاتها وأشدها خطورة، ولعل موقفه الرائع ابان الغزو العراقي الغاشم على الكويت من أبرز المحطات في تاريخه، حيث بادر إلى تأسيس المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة ليكون صوت الكويت الناطق بالحقيقة وحلقة من حلقات تواصلها مع العالمين العربي والغربي. وبعد تحرير الكويت، وعلى الرغم من حجم الدمار والخسائر التي لحقت بأجهزة وزارة الإعلام ومعداتها، فإنه شرع فورا في البناء بالتعاون مع المخلصين من أبناء الكويت. حمد يوسف الرومي في الذكرى الـ 20 لوفاته .. مسيرة عطاء ووفاء وتاريخ حافل بالإنجازات، نسلط عليها الضوء من خلال السطور التالية:
من مواليد عام 1937.
كانت بدايته الإعلامية منذ عام 1962 حيث تخرج في جامعة القاهرة ـ كلية دار العلوم ليلتحق مباشرة على صعيد العمل الرسمي بوزارة الإعلام وتقلد فيها مناصب قيادية عديدة أهمها:
ـ ترأس قسم الرقابة عام 1965 ثم عمل مديرا لها عام 1970.
ـ مشرفا عاما على إصدارات سلسلة «من المسرح العالمي» والتي أصدرتها وزارة الإعلام أوائل ستينيات القرن الماضي.
ـ رئيس تحرير مجلة عالم الفكر (1973 ـ 1992) ورئيس مجلس إدارتها حتى وفاته.
ـ نائبا لرئيس اللجنة العليا للمسرح منذ عام 1980 وحتى وفاته.
ـ ترأس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان المسرحي لدول مجلس التعاون الخليجي (1983 ـ 1993).
ـ رئيس تحرير مجلة الكويت (1980 ـ 1993) التي تصدرها وزارة الإعلام شهريا.
ـ ترأس لجنة الرقابة على النصوص المسرحية من عام 1989 وحتى 1993.
ـ المسؤول المباشر عن إصدار سلاسل التراث العربي ومنها «تاج العروس».
ـ في 21 يوليو 1990 صدر مرسوم أميري بتعيينه وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الثقافة والصحافة.
ـ وكيلا لوزارة الإعلام وحتى وافته المنية في 24 يونيو عام 1993.
ـ مثل الكويت ووزارة الإعلام في المهام الرسمية والمؤتمرات والندوات داخل الكويت وخارجها.
ـ توفي يوم الخميس الموافق 24 يونيو 1993.