- زويل: بدء موسم الروبيان سبتمبر المقبل سيخفض الأسعار والارتفاع الحالي شمل الزبيدي الكويتي والبالول والشيم والسبيطي
لم يكن حال العشر الأواخر من رمضان في سوق السمك أفضل من الأيام الأولى منه، فعلى الرغم من ارتفاع أسعاره الجنوني إلا ان الإقبال عليه لا يزال على أشده في الوقت الذي تنتاب فيه جميع رواد السوق باستثناء الشركات والمطاعم نوبات من التعجب والكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التي ادت إلى وصول سعر الزبيدي إلى 12 دينارا للجامبو.
«الأنباء» جالت في سوق السمك ورصدت الحضور الكبير من عشاق السمك للحصول عليه وتزيين الموائد به وخصوصا خلال ايام عيد الفطر السعيد، إضافة إلى الرغبة الكبيرة من قبل الجميع في ان تقوم الدولة بالتدخل لصالح المستهلك وتسهم بشكل فعال في خفيض الاسعار المرتفعة والتي تحرق أموال المستهلكين ومدخراتهم.
بداية، قال البائع محمود زويل إن الوضع جيد جدا في سوق السمك وسيكون افضل خلال الأيام المقبلة وخصوصا مع بدء موسم صيد الروبيان سبتمبر المقبل، مبينا أن الصيد على مرحلتين صباحا ومساء سيعمل على خفض الأسعار وزيادة الإنتاج الذي كان في ادنى مستوياته خلال شهر رمضان المبارك بسبب الصيد لفترة واحدة التزاما بطبيعة شهر الصيام والسحور والإفطار.
وردا على سؤال حول التذمر الحاصل من قبل الكثيرين ممن التقتهم «الأنباء» بسبب ارتفاع الأسعار ذكر ان ارتفاع الأسعار لم يشمل إلا 4 أصناف هي الزبيدي الكويتي والبالول والشيم والسبيطي، أما فيما يتعلق بباقي انواع السمك فأسعارها معقولة للغاية ولم تشهد ارتفاعا يذكر على الإطلاق.
وأنحى باللائمة في رفع اسعار أنواع معينة من السمك على الشركات والمطاعم التي تحضر يوميا لشراء كودات كبيرة وكثيرة من السوق وتنافس الجميع بقوة وتشتري الأفضل بأعلى الاسعار ما يدفع إلى رفع سعر الأسماك ذات الصنف المشترك وذلك بسبب قلة المعروض وسحب النوعية المميزة من السوق لصالح الشركات والمطاعم.
واستعرض زويل اسعار بعض أنواع السمك فبين أنه يتم بيع البلطي المصري بـ 1.250 دينار، والسردين بنصف دينار، والروبيان بـ 2.5 دينار و2 دينار للسعودي والإيراني، وأما الميد فوصل إلى 1.750 دينار، والبوري بـ 2 دينار، والدنيس بـ 2.5 دينار، والكابوريا بـ 2.5 دينار، و1.5 دينار للكويتي ثم السعودي.
وأعاد السبب في انخفاض سعر الروبيان عن الفترات السابقة إلى اكتساح المستورد من إيران والسعودية للاسواق والمنافسة بقوة، مبديا استياءه الشديد من ضعف الرقابة على الأسماك المستوردة ووصولها إلى الكويت غير طازجة، إضافة إلى عدم القدرة على توفير الكثير من النوعيات المرغوبة كالماكرونة.
وفي إطار متصل كشف عن ان الباعة المتجولين كانوا يشكلون أرقا كبيرا لدى جميع الباعة في السوق، وقد انحسرت هذه الظاهرة بشكل جزئي بسبب الجهود المشكورة التي تقوم به الثروة السمكية وتحركات رجال الشرطة والتخوف من محاضر الإبعاد، داعيا إلى المزيد من الرقابة والتشديد فالظاهرة تشكل عبئا وثقلا كبيرا على جميع الباعة ورواد السوق.
وحيا القائمين على أمور السوق وتنظيفه وإخراجه بأبهى حلة لاعتباره محط اهتمام وزيارة المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الطيبة، موضحا ان ما يقومون به من جهود مشكورة يجب علينا ان نشكرهم عليها لأنهم يسهمون في إعطاء المستهلكين المزيد من الثقة بالسوق ومتابعة زيارته والحصول على السمك الطازج منه.
وبدوره، أعرب محمد الحاتم عن استيائه الشديد من ارتفاع الأسعار الفاحش، معتبرا أن الارقام مرتفعة جدا وخيالية، وقد توقعنا أن ينخفض الإقبال على السمك في شهر رمضان المبارك إلا أن الواقع كان مغايرا لهذا فالأسعار تواصل صعودها، متسائلا هل يعقل ان نشتري كود الزبيدي 11 كيلو بـ 80 دينارا، مع العلم أنه أكثر الاسماك تواجدا في السوق والمزادات منتشرة في كل مكان عليه.
وقال إن العائلة الكبيرة تلجأ لشراء الكود من السمك لتلبية احتياجاتها خلال المناسبات إضافة إلى الحصول على السمك طازجا من البحر مباشرة، وعدم الحاجة إلى التخوف من مدى كونه طازجا في البسطات التي قد تعرض السمك للبيع بعد مرور يوم أو يومين على صيده.
وأكد أن السمك المفضل لدى عموم الشعب الكويتي هو الزبيدي الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار يليه الشعم الذي وصل إلى 3 دنانير وربع الدينار ثم النويبي، موضحا أنه يتم اللجوء حاليا إلى السبيطي والنقرور بسبب كونهما اقل سعرا من الأنواع السابقة.
وأما السيد سكوت فقد بيّن لـ «الأنباء» أن وضع السوق كان خلال الأيام السابقة أفضل من الأيام الحالية وذلك بسبب التزام الجميع بصلاة القيام والتحضير لأدائها في المساجد، موضحا ان العشر الأواخر من رمضان تعتبر فرصة للجميع للتقرب إلى الله والاستزادة من الطاعات.
وأكد أن الأسعار مرتفعة جدا، فالروبيان الإيراني وصل إلى 3.5 دنانير، والسعودي 3 دنانير، والبلطي 1.250 دينار، والزبيدي 10 دنانير والإيراني 7 دنانير وذلك في ظل قلة المعروض وعدم توافر كميات كبيرة من الأسماك خلال الأيام الحالية، موضحا أن الجميع ينتظر بفارغ الصبر مقدم شهر سبتمبر لبدء موسم الروبيان وصيده.
واضاف أن البلطي والبوري يعدان من أكثر أنواع السمك طلبا من قبل رواد السوق وذلك بسبب كونهما يصلان إلى الكويت طازجين عن طريق الطائرة، موضحا أن السوق يعمل اليوم من خلال السمك المستورد من مصر والسعودية، وهذا ما يدفع إلى خفض سعر السمك المحلي وعدم السماح له بالتحليق عاليا وحرمان الكثيرين منه.
وقال رئيس جمعية القرين التعاونية السابق راشد الحضيري إن الاستغلال المتعمد من قبل التجارة بات امرا لا يحتمل، فهو يتسبب في منع المواطن والمقيم من الحصول على ما يريد بسعر معقول ومنطقي، وهذا ما يجب على وزارة التجارة العمل على تحقيقه بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية.
وذكر أن استغلال حلول شهر رمضان المبارك ليس أمرا مبررا، ما يجعل من العمل المباشر على خفض الاسعار أمرا أكثر وجوبا في ظل ما يحمله الشهر الفضيل من معاني الإيثار والكرم والمحبة والتضحية والشعور بالآخرين وتلمس احتياجاتهم ومعاناتهم.
ورأى أن ارتفاع أسعار السمك أمر بالغ الخطورة، وهناك تقصير واضح من الجهات المعنية في ضبط عملية الاستيراد والحصول على كميات وافرة من السمك لضمان عدم تفرد اي نوع بالسوق والتحكم في السعر، داعيا إلى المزيد من الشعور بالمسؤولية وعدم ترك المستهلك يعاني من جشع التاجر وإهمال الجهات المعنية.
وخلال الجولة التقينا علي بو طالب الذي صب جام غضبه على ما اسماه اجتياح المطاعم للسوق وعدم السماح لرواده بالحصول على ما يريدون بالأسعار المناسبة والمعقولة، مبينا أن كل ما وقعت عليه عيناه يشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار فالنويبي يباع بـ 4 دنانير والزبيدي العود بـ 12 دينارا، والروبيان بـ 4 دنانير.
ودعا الجهات المعنية إلى إيجاد حلول عملية لهذا الارتفاع الفاحش في الاسعار وذلك من خلال رفع نسبة الاستيراد من السعودية وإيران والدول الأخرى لضمان عدم رفع الأسعار وخفض الأصناف المشابهة والمنافسة، فالمطاعم تلتهم كل الأسماك الطازجة بأسعار مرتفعة وتترك المستهلك أمام قدره والسعر المرتفع.
وبدورها قالت أم نواف لقد فوجئت بأسعار خيالية للغاية، على الرغم من وجود وفرة في الأسماك ولكننا لم نجد سعرا مناسبا للشراء، موضحة أن الأمر بحاجة إلى قرار حكيم في زيادة الاستيراد من الخارج ودعم المنتج المحلي واتخاذ قرارات حكيمة لضمان جودة المنتج والحصول على كميات وافرة من السمك.
وأشارت إلى أنها فوجئت بأسعار الزبيدي الذي يكتسح بقوة أسواق الكويت ولكن أسعاره تكوي جيوبنا جميعا ونجد انفسنا مضطرين لشرائه باعتباره جزءا من تاريخنا والجميع يحب أن يأكل الزبيدي لطعمه الرائع ومنظره المميز.
حمادة لـ «الأنباء»: تواجدنا في سوق السمك لضبط الأمن والتعامل مع الباعة المتجولين المخالفين
محمد راتب
تزامنت جولة «الأنباء» في سوق السمك مع جولة تفتيشية يقوم بها مدير أمن العاصمة اللواء طارق علي حمادة الذي أكد في تصريح خاص أن الرقابة على الأسواق والتواجد في مواقع بيع المواطنين والمقيمين أمر في غاية الأهمية، وذلك بهدف ضبط جميع العمليات وتقديم المخالفين إلى العدالة ومتابعة الحالة الأمنية بكل تفاصيلها.
وردا على سؤال حول الإجراءات التي تمت للقضاء على ظاهرة الباعة الجوالين الذين كانوا يتسببون في الأرق لجميع العاملين في السوق، قال حمادة إننا نقوم بالتنسيق مع البلدية في هذا الشأن، حيث يتم إحالة جميع المتورطين في هذا العمل إلى الجهات الخاصة ومصادرة مبيعاتهم مع توفير نسخة من ضبط البلدية تمهيدا لتقديمها لكفيله في حال وصول الأمر إلى الإبعاد.