هاجم النائب مسلم البراك رئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية حمد الفلاح، معتبرا انه حول المؤسسة الى ملكية خاصة في ظل ابتعاد مجلس ادارة المؤسسة عن محاسبته والوقوف ضد تصرفاته.
وحمل البراك، في تصريح للصحافيين امس، وزير المواصلات مسؤولية عدم اتخاذ قرار بابعاد الفلاح عن المؤسسة حفاظا على سلامة ركاب المؤسسة، مشيرا الى ان الكويت كادت تودع العام 2008 بكارثة سقوط الطائرة في مطار القاهرة لولا لطف الله وتصرف الكابتن بقدرات فنية وشخصية.
واعتبر البراك ان المسؤولين في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية اصبحوا لا يكترثون بما يحصل في المؤسسة الا بعد ان تقع كارثة كبرى، مشيرا الى ما تعرضت اليه طائرة الايرباص 300 القادمة من الكويت الى القاهرة.
واشار الى ان رئيس المؤسسة حمد الفلاح كعادته مارس سياسة تبسيط الامور حيال هذا الحادث حتى يبعد عن نفسه المسؤولية بعد ان صور الحادث انه يدخل في اطار الحالات البسيطة والطارئة لأن الكرسي بالنسبة له اصبح مسألة حياة من دون وضع اعتبار لحياة المئات من الركاب.
ورأى البراك ان هبوط الطائرة في مطار القاهرة بسلام جاء بفضل من الله سبحانه وحنكة وقدرة كابتن الطائرة الذي استطاع ان يتعامل مع الموقف بقدرات شخصية تسجل له شخصيا، وهذا للاسف الشديد الذي حاولت المؤسسة التركيز عليه من دون وضع اعتبار لخلل الصيانة.
واكد ان الاسباب التي تدفع الفلاح للدفاع عن ادارة الصيانة باتت معروفة، مشيرا الى ان هذه الادارة وان كانت تتمتع بوجود القدرات والطاقات الآن فإن ذلك يقابله الكثير من الاهمال المتراكم منذ ان كان الفلاح مسؤولا عنها قبل ان يصبح رئيسا للمؤسسة.
واشار الى ان المؤسسة حاولت ازاء هذا الحادث ان تستخدم بعض عبارات التمويه لابعاد المسؤولية وقالوا: ان الفريق المرسل من قبل الكويت قام فور وصوله بفحص منظاري للمحرك، حيث اظهر الفحص سلامة اجزائه من الداخل اضافة الى استبدال الجهاز المنظم لتدفق الوقود وعمل الصيانة اللازمة وتجهيز المحرك واعادة الطائرة الى الكويت.
وعلق البراك على ذلك قائلا: نحن نعلم ان ما حصل في السابق للطائرات الكويتية وآخرها في كولومبو والآن في القاهرة سببه الاهمال وعدم الاكتراث، لكن المؤسسة وعلى رأسها الفلاح تحاول ان تهمش الامور وتسطحها، فقد حصل وبعد اقلاع الطائرة صوت انفجار مخيف اوجد الرعب والخوف في نفوس الركاب، غير ان قائد الطائرة استطاع بقدراته ان يتحكم بها ويطفئ المحرك قبل الهبوط في مطار القاهرة.
واضاف: لكن حمد الفلاح وغيره من المسؤولين في المؤسسة خصوصا في ادارة الصيانة يعرفون تماما ان الطائرة نفسها وقبل 5 ايام بالضبط كانت متوجهة الى بنغلاديش، وعندما قطع الكابتن ثلاثة ارباع المدرج شعر ان هناك خللا ما في الطائرة، ومع خطورة التوقف في هذه اللحظة آثر الاقلاع.
وتابع البراك قائلا: وقبل ان تغادر الطائرة نفسها الى القاهرة في 30 ديسمبر الماضي، اجري فحص شامل لها وتم التوقيع على سلامة الطائرة بما يتعلق باجراءات الصيانة.
واكد ان الحقيقة التي لا يريد الفلاح قولها والاعتراف بها وهي ان الخلل معروف وخطير، وهو متعلق بالجهاز المنظم لتدفق الوقود في المحرك الذي لم يوضع بشكل سليم قبل اقلاع الطائرة، لافتا الى ان المؤسسة حاولت في ردها الباهت ان تدخل هذا السبب ضمن سياق الجمل حتى تبعد عن نفسها المسؤولية.
وقال في هذا السياق: نحن نعلم ان بداية المشكلة تمثلت بتحويل المؤسسة الى شركة تمهيدا لتخصيصها، مع ان الكل يعلم ان هناك شركات عملاقة متميزة تدار في القطاع العام، لكن للاسف فلأن اختيار القيادات العليا في المؤسسة يتم بنفس اسلوب تشكيل الحكومات وفقا للترضية والمحاصصة والعلاقات الشخصية، فنحن نتوقع الاسوأ بوجود الفلاح لأن اختياره تم ضمن هذه المعايير.
واكد البراك مجددا ان حرص الفلاح على التمسك بكرسيه اهم بكثير لديه من حدوث كارثة يذهب ضحيتها مئات من الركاب وتسيء لسمعة الكويت في مجال الطيران، ورأى ان هناك الكثير من الشباب الكويتي القادر على العمل والعطاء والتميز وتحمل المسؤولية التي اصبحت مفقودة في ظل وجود الاخ الفلاح.
وطالب البراك مجلس ادارة المؤسسة وفقا لصلاحياته بتحمل مسؤولياته والا يترك رئيس المؤسسة يمارس هذا العبث، متداركا: قسما بالله ان ذنب كل من يتعرض للخوف والهلع مثلما حصل في الحوادث السابقة وآخرها في مطار القاهرة وكذلك ارواح الركاب فيما لو وقعت الكارثة لا قدر الله سيكون في البداية في ذمة اعضاء مجلس الادارة لسبب وحيد هو انهم اشعروا الفلاح انه لا رقابة عليه.
واسف البراك في ان يظل وزير المواصلات صامتا ازاء هذه الحوادث، وهو الذي يملك ان يطور المؤسسة من خلال اختيار عضو منتدب ورئيس لمجلس الادارة من الكفاءات المتميزة القادرة على العطاء ومتابعة اوضاع الطائرات من الالف الى الياء خوفا على سلامة الركاب والتي اصبحت ليس لها اولوية في اذهان البعض.
واكد ان رئيس المؤسسة لا يملك ان يفعل الالتزام الوظيفي بتقديم استقالته انطلاقا من حبه وتمسكه بمنصبه، مشيرا الى ان هناك مسؤوليتين قائمتين، الاولى يتحملها مجلس الادارة في محاسبة العضو المنتدب الذي اصبح آخر من يعلم كما يحاول ان يصور في الحوادث التي تتعرض لها الطائرات الكويتية.
واضاف ان المسؤولية الثانية يتحملها وزير المواصلات والذي يجب ان يسارع الى اقالة حمد الفلاح الذي دخل في مرحلة الاضرار بالمؤسسة وطائراتها، كما ان هناك مسؤولية تقع على الطيران المدني وعلى رأسها الاخ فواز الفرح لوضع حد وفقا لمسؤوليات الطيران المدني عن الاجواء ضمن حدود الكويت.
وختم قائلا: الله سبحانه هو الحافظ، لكن حتما سنشعر بالالم والمرارة والحسرة عندما ننام ونصبح على سماع خبر كارثي لا قدر الله بسقوط احدى الطائرات في اجواء الكويت او خارجها.