- مواطنات لجأن لهذه الآفة بسبب الطلاق والفراغ والصحبة المدخنة والمشاكل الأسرية وتقليد القدوة
- ج.ج: سأتزوج قريباً ولا أعرف كيف سيتعامل زوجي مع هذا الموضوع
- د.ب: تخصيص المقاهي والمطاعم أماكن معزولة لتقديم الشيشة للفتيات دعوة غير مباشرة للتدخين
دانيا شومان ـ أميرة عزام
لماذا تلجأ الفتيات إلى التدخين؟! خاصة ونحن هذه الأيام نعيش في ظل موجة من الوعي لمخاطر التدخين وتقلص الدعايات الخاصة به سواء في التلفزيون أو السينما أو جميع وسائل الإعلام، ولكن ورغم هذا نجد ان منظر الفتيات اللاتي يدخن الشيشة أو «يشيشون» كما يقال في العامية، وهو منظر اصبح يشكل ظاهرة، خاصة ان كثيرا من المقاهي الجديددة أصبحت تخصص مكانا مخصصا للفتيات للتدخين، وهو ما يعني ان تلك المقاهي أصبحت تعامل الفتيات اللاتي يدخن الشيشة كزبائن دائمين، استطلعنا آراء مجموعة من المدخنات لمعرفة السبب الحقيقي الذي جعلهن يسرن في هذا المسار الشائك والذي اصبح العالم كله يبتعد عنه، فجاءت التفاصيل كما في السطور التالية:
كان الحديث في البداية مع مدخنات الشيشة، حيث تحدثت أولا (م.م ـ تبلغ من العمر 22 عاما) عن تجربتها مع التدخين قائلة: «باختصار المقهى هو المكان الوحيد الذي ألتقي بصديقاتي فيه وهو المكان الذي نجتمع فيه ويعتبر ديوانية لنا نجتمع نحن فيه مجموعة من الصديقات بعيدا عن أجواء الكلية أو أجواء المنزل، لذا هو المكان الأكثر راحة بالنسبة لنا سواء من الجو أو المكان أو حتى الخصوصية، لذا نجتمع منذ عام انا وصديقاتي بشكل شبه أسبوعي في المقهى، ومنذ ذلك الحين أحببت ان أجرب الشيشة خاصة ان المقهى الذي نجتمع فيه مشهور بتقديم أنواع فاخرة من الشيشة، وبدأت بتجربتها ولم انقطع عنها منذ ذلك الحين، والحقيقة ان الجو والمكان وجمعة الصديقات كل هذه الأشياء هي التي جعلتني ادخن الشيشة، وفي البداية كان الأمر تجربة تحول إلى عادة ثم إلى إدمان».
وتضيف:«لست انا وحدي بل كل صديقاتي ومنذ ان بدأنا نجتمع في المقهى لم تكن أي منا تدخن، ولكن الآن كلنا ندخن الشيشة، وأصبحنا نجتمع لندخنها، بعد ان كنا نجتمع فقط ونجرب».
(ح.ج) والبالغة من العمر 21 عاما بدورها تروي حكاية مختلفة وتقول :«انا منذ ان دخلت الكلية حيث ادرس التقيت بزميلة أصبحت صديقة لي لاحقا وكانت تدخن منذ ان كان عمرها 16 عاما، وكانت تعرض علي، وفي الحقيقة ونظرا لمساحة الحرية التي كنت امتلكها بخروجي من رقابة أهلي ، قررت ان أجرب، وكنت ادخن معها بالسيارة عندما نخرج للتنزه على شارع الخليج خاصة في الوقت الفاصل بين المحاضرات، وبعدها أصبحت ادخن بشكل متقطع، ولكن الآن انا اذهب معها ومع مجموعة من الصديقات لتدخين الشيشة في المقاهي الخاصة التي تقدم الشيشة، وهكذا أصبحت مدمنة على التدخين».
وتروي (ح.ج) جانبا يؤرقها ـ على حد وصفها ـ في مشكلة ادمانها للتدخين وتقول: «غدا سأتزوج ولا اعرف كيف سأدخن، أو بالأصح كيف سآخذ راحتي في التدخين وهل سيتقبلني زوجي كمدخنة أم لا، أعني انا إلى الآن لا احد يعلم من عائلتي انني ادخن، أي انني أدخن بالسر، ولا اعرف كيف سأدخن بعد زواجي، خاصة وانني لن أتمكن من الخروج مع صديقاتي بعد الزواج كما افعل الآن كطالبة».
أما أم احمد وهي غير مدخنة ولكنها تمتلك نظرية خاصة في سبب توجه الفتيات للتدخين فتقول :«انا احمل مسؤولية توجه الفتيات للتدخين لكثرة مقاهي الشيشة التي انتشرت في البلاد منذ سنوات وأصبحت تخصص أماكن لتدخين الفتيات، وانا لا أتكلم عن المقاهي التي تقدم الشيشة فقط، بل المطاعم التي تقدم الشيشة وتخصص أماكن معزولة للفتيات بداخلها، وهذه لوحدها تشجيع غير مباشر للفتيات لتدخين الشيشة».
وتشاركها (د.ب) البالغة من العمر 23 عاما الرأي ذاته قائلة :«نعم في الحقيقة ان تخصيص المقاهي والمطاعم التي تقدم الشيشة أماكن مخصصة معزولة للفتيات تعتبر دعوة غير مباشرة للفتيات لتشجيعهن على التدخين، وانا اعتقد ان هذا السبب الرئيسي لكثير من الفتيات للتوجه للتدخين رغم أنهن لم يكن من المدخنات من قبل، ولكن مثل هذه الأماكن تشجعهن على التدخين، خاصة الفتيات الصغيرات المراهقات».
أم علي من جانبها تمتلك رأيا آخر ايضا ومهم ولم ينتبه له احد من قبل على حد قولها حول هذه الظاهرة وتقول: «انتم تشاهدون إعلانا تحذيريا في البقالات والجمعيات تحذر من بيع السجائر لمن هم دون سن الثامنة عشرة إلا ان المقاهي التي تقدم الشيشة لا يوجد لديها مثل هذا التحذير سواء للفتيات أو للفتيان وتقدم الشيشة لجميع الأعمار دون اعتبار للقانون، ولكن المهم ان حتى تلك المطاعم أو المقاهي التي تقدم الشيشة لا تحمل ذلك التحذير على أبوابها أو على مداخلها، والأهم أنها تخصص أماكن وكبائن مخصصة لتدخين الفتيات، وهذه الكبائن سبب لتوجه كثير من الفتيات للتدخين واعتقد ان هذا أمر يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار من جميع الجهات المسؤولة، فالفتيات يجدن في تلك الكبائن مكانا معزولا للتدخين بعيدا عن أعين المتطفلين والأهم بعيدا عن أعين اسرهن.
كما استطلعت «الأنباء» آراء مجموعة من مدخنات السجائر واللاتي جاءت آراؤهن كما يلي: في البداية تقول سميرة (54 عاما) انها تعمل من الصباح حتى المساء، وتكدّ من اجل نفسها وأولادها، ولكنها بعد طلاقها لم تجد صديقة سوى السيجارة التي تفرغ فيها همومها نهاية اليوم، خاصة أنها قد تطلقت في سن متأخرة، وهي بذات الوقت لا تحب ان تخلط أوراق عملها بصداقاتها.
وعلى الجانب الآخر، تعترف دلال (31 عاما) بأنها لجأت للتدخين بعد إنجابها لولد واحد وطلاقها بعد عام واحد من الزواج، فصدمتها فيمن ارتبطت به وإحساسها بالمسؤولية الكبيرة والملقاة على عاتقها من قبل الأسرة إذ أنها أكبر أخواتها، وولدها اذ أنها المسؤولة الوحيدة عنه بعد زواج طليقها وانشغاله بأسرة أخرى، كما أنها لا تجاهر بالتدخين، وإنما حين تختلي بنفسها فقط.
وعلى العكس تماما، تقول ام آية انها كانت تدخن مع زوجها قبل طلاقها منه، كنوع من المرح والإحساس بالمشاركة، ولكنها الآن تتمنى الإقلاع عنه خشية ان تقلدها ابنتها، ولكنها أدمنت هذه العادة السيئة والتي تربطها بالتخفيف عن همومها، والشعور بالقوة في التعامل بالتجارة في سوق يخضع لأغلبية رجولية. وغالبا ما يقال، وبحق، إن السيجارة أولها دلع وآخرها ولع.
أما دانة (29 عاما) فهي لم يسبق لها الزواج، الا ان الصراع بين والديها، وعدم احتواء الأم لها جعلها تنجرف وترتبط مع صديقتها المدخنة والأكبر منها سنا والتي قلدتها في كل شيء، لأنها لم تجد غيرها في احتوائها.
وتقول ام شعيب (44 عاما) انها قد ورثت هذه العادة من جدتها غير الكويتية والتي ربتها عندها منذ صغرها، وأنها قد بدأت التدخين في الـ 16 من عمرها، كما أنها تدخن امام الجميع لأنها تشعر بأن التدخين حق لها كما هو حق لآخرين بغض النظر عن مضاره الصحية.
بدورها تعتقد صبيحة (24 عاما) أن ارتباطها بوالدها وتعلقها الشديد به، ثم فقدانه بالوفاة، جعلها تقلده في كل ما كان يفعله، وصورته في ذهنها لم تخل من السيجارة التي نقلتها بدورها الى صورتها هي الأخرى.
ورغم اعتراض الأخ الأكبر والأم على تدخينها إلا أنها تجاهر به وتتحمل ما يؤذيها من الكلمات بهذا الخصوص ـ على حد قولها.
وبالاتجاه الآخر، فإن سناء (36 عاما)، تؤكد إيمانها بمضار التدخين والذي لجأت إليه بسبب الشعور بالفراغ وخيبة الأمل بعد ولادة ابنة معاقة، والارتباط برفيقات جميعهن مدخنات، مما يشجعها على الاستمرار بها مهما عاتبت نفسها او حاولت الامتناع.
أما منى فتقول «وصلت لسن متأخرة دون زواج، وقد تزوج جميع إخوتي وتوفي والداي، وأجلس في البيت وحدي، لا أخرج الا لعملي في الصباح ولاجتماع الأهل في نهاية الأسبوع، فأشعر بأنني بحاجة لنسيان ألم الوحدة، فأفرغ ذلك بالتدخين دون شعور أحد من المحيطين بذلك».
أكد أن من حلول المشكلة التوعية الإعلامية ونبذ العنف الأسري والإهمال والتخاصم والضياع واللجوء إلى الخبراء
د.الشطي: الطفولة المعنفة والقدوة السيئة والضغوط النفسية والحياتية أهم أسباب لجوء المرأة للتدخين
أميرة عزام
أكد الاستشاري النفسي والأسري بمركز الاستشارات السلوكية والعائلية د.منصور الشطي ان الأسباب النفسية للجوء المرأة للتدخين متعددة وأهمها الطفولة المعنفة أي الفتاة المتعرضة لعنف في صغرها أكثر لجوءا للتدخين عن غيرها، بالإضافة الى وجود قدوة كالأم او الأب يقوم بالتدخين أمام الأبناء خاصة عند تعلق البنت بالأب في فترة من العمر، وأيضا التوتر العصبي خاصة في المجتمع العربي وهو عند المرأة أكثر من الرجل.
ويضيف: ان الضغوط النفسية والحياتية في الوقت الذي تشعر فيه المرأة بمسؤولية كبيرة على عاتقها يؤدي بها أحيانا للتدخين، في وقت ساد فيه الاعتقاد الخاطئ ان السيجارة تعطي الهدوء او الاسترخاء او التركيز وهو مجرد ربط الاعتقاد بها.
وأوضح الشطي ان بعض الفتيات تدخن بحجة فقدان الوزن او الشهية في حين ان التدخين يضر بالصحة ويهلكها أكثر من الوزن، فعلاج الوزن بالرياضة والحمية وليس بالتدخين.
ويرجع أكثر الأسباب لارتباط المرأة بالتدخين بالوحدة بعد الطلاق لشعورها بالظلم فتفرغ طاقتها ومخزونها فيه.
بالإضافة لإثبات الذات فهي تريد ان تتحدى المجتمع وتتمركز على قوانينه بالسماح للرجل ورفضه للمرأة.
كما ان الإنسان المرفه لا توجد لديه مشاكل، فيشعر ان بإمكانه ان يفعل ما يشاء.
ويؤكد انه حينما تجتمع البنت مع صحبة مدخنة فإنها تقوم بمسايرتهم ولو على حساب صحتها، كما ان أوقات الفراغ من اقوى الأسباب التي تدفع بصاحبها لهذه العادة المدمرة.
ومن النوادر، اعتقاد نوع من النساء بأن الإمساك بالسيجارة هو نوع من الإغراء للرجل كشيء غريب ويلفت الانتباه.
ويوضح الشطي الحلول التي تساعد النساء او الرجال في عدم اللجوء للسيجارة بأنها تكمن في التركيز على المشاكل النفسية لانها غالبا ما تدفع الإنسان للتدخين خاصة بتعبير كل شخص عن رأيه ومشاعره، وضرورة إلقاء المحاضرات التوعوية للطلبة من الابتدائية وتسليط الضوء الإعلامي لتوقيف وتقليل التدخين ونبذ العنف الأسري والإهمال والتخاصم والضياع.
كما يلفت الشطي النظر الى ضرورة اللجوء لشخص حكيم كاستشاري او صديق او اب او قريب للتفريغ والفضفضة بدلا من الذهاب للمقاهي وهو من تعزيز إرادة الإنسان، وضرورة اتخاذ قرار بمقاطعة المدخنين واماكنهم لان الصحة الزم على الإنسان من مجاملاته.
كما يمكن استخدام العلك او الفواكه بدلا من اللجوء للتدخين، مع التذكير دائما بأنها نوع من الانتحار البطيء وتسبب العديد من الأمراض كالسرطان المتزايد بين الشباب.
كما ان القرآن والعسل والإبر الصينية والاستشارات النفسية من اهم علاجات التدخين.