- مخاطبة مديري المناطق الصحية والمستشفيات لاتباع جميع الإجراءات الوقائية للتعامل مع «كورونا».. خاصة التعامل مع أي حالة اشتباه
عبدالكريم العبدالله
في الوقت الذي اعلنت في وزارة الصحة عن اصابتين مؤكدتين بفيروس «كورونا» في مستشفى العدان لمريضين الاول في اواخر العقد الرابع، والثاني في العقد الخامس من عمره، زادت وتيرة «المخاوف» بظهور حالات اخرى من الفيروس، خاصة في ظل تواتر أنباء بخصوص اصابة طبيبين تعاملا مع الحالتين السابقتين، وتم إجراء الفحوصات المخبرية لهما، واخذ مسحة لمعرفة ما اذا كانا مصابين بالفيروس من عدمه، مما ينذر بدق «اجراس الخطر».
مصادر صحية رفيعة المستوى، أكدت في تصريح خاص لـ«الأنباء» عن نقل الحالة الثانية التي تم اكتشافها والاعلان عنها بالامس الى مستشفى الأمراض السارية لتلقي العلاج، بعد أن تم نقل الحالة الاولى هناك، علما أن كليهما كانا في مستشفى العدان.
وذكرت المصادر أن المريض الثاني قد ادخل المستشفى في 11 نوفمبر الجاري، وتم نقله الى العناية المركزة بعد أن تدهورت حالته الصحية، مشيرة في الوقت ذاته الى أن نتيجة التحليل قد ظهرت في اليوم الثالث، والتي تبين اصابته بالفيروس ما أدى الى نقله لمستشفى الأمراض السارية لتلقي العلاج.
المصادر ذاتها أبلغت «الأنباء» عن الاشتباه بإصابة طبيبين تعاملا مع الحالات السابقة، وتم إجراء لهما الفحوصات اللازمة واخذ مسحة منهما لمعرفة ما اذا كانا مصابين بالفيروس من عدمه.
الإجراءات
وزارة الصحة اكدت في الوقت ذاته بأنها مستعدة لمواجهة فيروس «كورونا» حتى بعد ظهور الحالات من خلال عدة اجراءات قامت باتخاذها، والتي كان من ضمنها تشكيل لجنة فنية لمواجهة الفيروس منبثق منها عدة لجان، هذا بالإضافة إلى إصدار تعميم فني حول كيفية التعامل مع حالات مرض كورونا في بداية شهر مايو 2013، وتم تحديثه في شهر يوليو، كما تم وضع الإجراءات للتعامل مع مرض الإنفلونزا على موقع الوزارة والذي اشتمل على كيفية التعريف الفني للمرض أو الحالة المصابة وسياسة التبليغ عن الحالات المشتبهة، والآلية المطلوب اتباعها في عزل وتحويل الحالات وكيفية التعامل السريري والعلاج للحالات، علاوة على كيفية جمع العينات وإرسالها وإجراءات الفحص المخبري، وإجراءات منع العدوى للعاملين والمراجعين عند التعامل مع حالات مشتبهة أو مؤكدة للمرض لمنع انتقال العدوى للآخرين، هذا بالاضافة الى الإجراءات الوقائية المتخذة حيال المخالطين لحالات مرض كورونا من أفراد المنزل أو العاملين بالمجال الطبي المتعاملين مع الحالات المصابة، والإرشادات والإجراءات الخاصة في التعامل مع المسافرين أو الاحتياطات المطلوبة للحجاج، علاوة على أن من ضمن الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن وضع سياسة وآلية دخول الحالات إلى المستشفيات، بالإضافة إلى وضع سياسة تعامل القطاع الطبي الأهلي مع الحالات المشتبهة أو المؤكدة، وسياسة العلاج بالمنزل للحالات التي لا تستدعي الدخول، فضلا عن عقد لقاءات مع مسؤولي الصحة العامة بالمناطق الصحية لتحديد الإجراءات الوقائية للمخالطين الواجب اتباعها حيال مخالطي حالات مرض الإنفلونزا أو مرض كورونا الجديد من المراكز الوقائية العاملة، حيث تم توضيح الدور والإجراءات الواجب اتباعها، كما قامت إدارة منع العدوى بإصدار سياسات منع العدوى للأمراض التنفسية كمرض الانفلونزا ومرض كورونا الجديد، وقامت ايضا بعمل دورات تدريبية خاصة بالأطباء والفنيين بالقطاعين العام والخاص على سياسات منع العدوى المتبعة مع الحالات المرضية وإجراءات التطهير والعزل، حيث تم توزيع إرشادات منع العدوى بهذا الخصوص، وتشكيل فريق فني للاستجابة السريعة للاستشارة الطبية للتشخيص والعلاج وفق الطلب من الجهات العلاجية العاملة في القطاع الحكومي أو الخاص للمعاينة وللمساعدة في علاج الحالات المشتبهة من عدة تخصصات هامة للتعامل مع المرض، علما أن الفريق الفني يغطي أربعة تخصصات هامة لعلاج الحالات تشمل تخصص «طب الطوارئ، طب الفيروسات، التشخيص المخبري، طب الامراض الصدرية وطب أمراض الكلى»، وتوفير الكواشف المخبرية لكل من مرض الإنفلونزا ومرض كورونا الجديد، كما تم تحديد مختبرين للفحص المخبري، هما مختبر الصحة العامة ومختبر كلية الطب، باعتبارهما مختبرين مرجعيين للفحص، وتم أيضا تعميم إجراءات كيفية جمع وإرسال العينات لهما، هذا بالإضافة إلى وجود فرق من المختصين من مختبر الجامعة قاموا بتدريب العديد من العاملين بمستشفيات القطاعين الخاص والحكومي على الآلية الصحيحة في كيفية أخذ وجمع العينات المخبرية، فضلا عن قيام مستشفى الأمراض السارية بتجهيز وتوفير جناح بسعة 20 سريرا لاستقبال حالات لمرض الإنفلونزا أو كورونا الجديد في حال حدوثه لا قدر الله، كما تم تجهيز وحدة العناية المركزة بالمستشفى من خمس أسرة للتعامل مع الحالات الحرجة، وتم تدريب وتوجيه العاملين في كيفية التعامل مع تلك الحالات.
الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية بدورها، مازالت تدعو جميع مقدمي الرعاية الصحية الى الاستمرار في اليقظة وترصد حالات الالتهاب التنفسي، وبصفة خاصة بين القادمين من دول الشرق الاوسط التي سجلت بها الحالات منذ سبتمبر الماضي، والتي يؤكد تقرير المنظمة انها وصلت الى 153 حالة حتى 11من نوفمبر من العام الحالي، مؤكدة التشخيص من الناحية المخبرية، والتي كان من ضمنها 64 حالة وفاة.
مصادر طبية اخرى، طلبت في تصريح لـ«الأنباء» التعامل بشفافية مع وسائل الاعلام، والابلاغ عن حالات الاصابات بفيروس «كورونا» لتفادي الاشاعات، خاصة مع ما يحدث حاليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» والـ«واتساب» من نشر لها ما ادى الى اثارة الرعب بين المواطنين والمقيمين والتي من بينها «الدعوة لعدم دخول مستشفى العدان، وذلك لانتشار كورونا فيه»، حيث وصفت الرسالة المنتشرة بوجود 55 حالة، ودعت الى عدم الذهاب الى هناك»، مشيرة في الوقت ذاته الى ان هذه الرسائل تثير الرعب بين المواطنين والمقيمين، وعلى وزارة الصحة مواجهتها من خلال الاعلان عن الحالات بكل شفافية في وقتها، وعدم التأخير في الاعلان عنها.
محور استجواب
وافادت المصادر بأنه على وزارة الصحة تدارك أي اخطاء تحدث بخصوص التعامل مع حالات كورونا لتفادي جعل هذا الامر محور استجواب آخر يعرض الوزير للمساءلة النيابية مرة اخرى من قبل بعض نواب مجلس الامة.
مصادر في وزارة الصحة، أكدت لـ«الأنباء» على أنه تمت مخاطبة مدراء المناطق الصحية والمستشفيات لاتباع كل الاجراءات الوقائية للتعامل مع كورونا، خاصة في التعامل مع اي حالة اشتباه بفيروس «كورونا» الجديد، وذلك وفقا للمستجدات العالمية والاقليمية ووفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، والهيئات الطبية والدولية للسيطرة ومنع انتشار الامراض التنفسية الحادة، حيث طلبت من اطباء الصحة الوقائية بالمستشفيات والمراكز الوقائية بالقطاعين الحكومي والخاص اتباع هذه الاجراءات، والتي من ضمنها التبليغ الفوري عن الحالات المشتبه بها والمؤكدة، والترصد الوبائي النشط، وتعبئة الاستمارة اليومية للتقصي النشط لحالات فيروس كورونا الجديد بالمستشفيات، علاوة على التنسيق المستمر مع مختبرات المستشفيات والصحة العامة لمتابعة الحالات الجديدة او النتائج للحالات السابقة، وارسال فاكس او رسالة نصية sms يومية بالاستمارة اليومية للتقصي النشط.
واشارت المصادر الى تشكيل لجنة وطنية لمواجهة «كورونا» بالتعاون مع الجهات المعنية اسوة باللجان السابقة التي تم تشكيلها للتعامل مع «سارس ـ انفلونزا الطيور ـ الخنازير» في حال استدعى الحال ذلك من خلال زيادة عدد الحالات، مطمئنة في نفس الوقت بأن الوضع لا يحتاج الى هذه الأمور في الوقت الحالي، قائله: ان ظهور حالتين لا يستدعي إعلان حالة الطوارئ.
«الصحة»: حالتان فقط مصابتان بالمرض
أكدت وزارة الصحة امس عدم تسجيلها أي حالات جديدة مؤكدة مصابة بفيروس «كورونا» سوى الحالتين اللتين سبق الإعلان عنهما امس ولا تزالان تحت الرعاية الطبية دون ان يكون لاحداهما ارتباط بالاخرى او علاقة مرضية.
وقالت الوزارة في بيان خصت به «كونا» انها تراقب جميع المخالطين للحالتين يوميا ولم يتم تسجيل أي ظهور لأعراض المرض بين المخالطين في المستشفى أو مقر السكن ولم ترد أي نتائج مخبرية إيجابية بين المخالطين وفقا للبروتوكول الفني الصادر عنها بهذا الخصوص.
وشددت على ضرورة عدم الانسياق وراء ما يتردد من معلومات غير صحيحة أو شائعات من مصادر غير رسمية، ناصحة جميع الأفراد باتخاذ طرق الوقاية من المرض ومن أهمها المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو بالمواد المطهرة المعتادة خصوصا بعد السعال أو العطس واستخدام دورات المياه وقبل وبعد التعامل مع الأطعمة وإعدادها.
ودعت الى استخدام المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به والتخلص منه في سلة النفايات، مبينة انه إذا لم يتوافر المنديل فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين.
وقالت انه يجب قدر المستطاع تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد بعد ملامستها للأسطح الملوثة بالفيروس والحفاظ على العادات الصحية اليومية كالتوازن الغذائي والنشاط البدني وأخذ قسط كاف من النوم وأخذ الأدوية بانتظام للأمراض المزمنة.
ودعت الى المحافظة على نظافة البدن والارضيات والحمامات بالأماكن السكنية أو العمل وتجنب الأشخاص المصابين بأمراض تنفسية حادة وضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور اعراض مشتبهة للمرض وهي الحمى والسعال وضيق النفس أو صعوبته.
وطمأنت الوزارة المواطنين والمقيمين بأن مستشفى الأمراض السارية والمستشفيات الاخرى مجهزة للتعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة ولا يستدعي الأمر أي إجراءات لتقليل أو الحد من العمل أو مراجعة تلك المستشفيات.
اجتماع طارئ بإدارة «مبارك الكبير»
حنان عبدالمعبود
وفي إطار الإجراءات الاحترازية بالمستشفيات عقدت إدارة مستشفى مبارك الكبير صباح أمس اجتماعات مطولة لرصد مدى جاهزة المستشفى حال استقبال حالات يشتبه في إصابتها بفيروس كورونا.
من جانبه، أكد مدير المستشفى د.حسن الدوسري أنه دعا الجميع لاجتماع طارئ ضم رؤساء الأقسام الاكلينيكية والفنية والطبيبة لمنع العدوى بالمستشفى، حيث تم التأكد من جاهزية المستشفى لاستقبال أي حالات مستقبلا. وأفاد بأن هذه الإجراءات بكل الأقسام لمتابعة أي اشتباه في أي حالة، وبالتالي تطبيق الإجراءات الاحترازية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار واحتواء المرض حال حدوث اشتباه أو وجود حالة بالمستشفى.
كما أكد الدوسري أن المستشفى معد لمواجهة أي طوارئ من هذا النوع، مبينا وجود عدد كبير من غرف العزل والتي يتراوح عددها بين 28 و30 غرفة عزل بالأجنحة. وأضاف: حتى هذه اللحظة لا توجد أي حالات بمستشفى مبارك الكبير ولا حتى حالات اشتباه.
إغلاق الجناح الرابع وعزل العناية المركزة بـ«السارية»
حنان عبدالمعبود
قام وكيل وزارة الصحة د.خالد السهلاوي بزيارة مفاجئة لمستشفى العدان ومستشفى الأمراض السارية، مبينة انه لم يكن سعيدا خلال هذه الزيارة، كما أبدى بعض الملاحظات، وفي مستشفى الأمراض السارية اصطحب مدير المستشفى د.جمال الدعيج واعضاء الفريق الخاص بمتابعة فيروس كورونا حيث تفقد الإجراءات العلاجية التي تقدم للمريض الكويتي صاحب الحالة الأولى للاصابة بالفيروس وذلك بالعناية المركزة.
وبينت مصادر مطلعة أن الوكيل شدد خلال الزيارة على اتباع البروتوكول الذي يأتي في إطار توصيات منظمة الصحة العالمية، كما دعا الى ضرورة أخذ جميع جوانب الحيطة والحذر من عدم انتقال العدوى الى العاملين. وكشفت مصادر ان إدارة المستشفى قامت بإغلاق الجناح الرابع وإخلائه من المرضى وأغلقت كافة المنافذ المؤدية الى العناية المركزة والتي باتت معزولة تماما.
اشتباه في إصابة رئيس فريق التدخل السريع
حنان عبدالمعبود
كشفت مصادر صحية أن هناك اشتباها في إصابة رئيس فريق التدخل السريع الخاص بالتعامل مع حالات وإصابات فيروس كورونا رئيس القسم استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية بمستشفى الأمراض السارية د.غانم الحجيلان بالمرض.
وأوضحت المصادر أن الحجيلان يعاني من أعراض الصداع بعد اختلاطه بالمصاب الثاني بفيروس كورونا والمحتجز حاليا بمستشفى العدان. وبينت المصادر أن د.الحجيلان قد أجرى بالفعل فحوصات مخبرية اليوم في مختبر كلية الطب، وعليه قام بعزل نفسه بعيدا عن أفراد أسرته إلى حين ظهور نتيجة الفحوصات.