أسامة أبوالسعود
أكد وكيل الامام السيستاني في الكويت وأمين عام الهيئة العالمية للفقه الاسلامي السيد ابوالقاسم الديباجي ان الهيئة ستمضي قدما في مشوارها الذي بدأته العام الماضي في تنقية الاسلام من المفاهيم الغريبة التي لحقت به في الفترات الاخيرة وابراز التعاليم الصحيحة للدين الاسلامي وشريعته السمحاء.
واضاف السيد الديباجي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء اول من امس في ديوانه بالسالمية بحضور كل من مساعد الامين العام لمركز الامام الخوئي في لندن ومسؤول الهيئة العالمية للفقه الاسلامي في العراق السيد جواد الخوئي وامين عام علماء المسلمين في لندن وعضو الهيئة العالمية للفقه الاسلامي الداعية هيثم الهمداني ومساعد الامين العام للهيئة العالمية للفقه الاسلامي مفتي صيدا الداعية محمد عسيران ـ ان «الهيئة استطاعت خلال عامها الاول انجاز العديد من المهام التي تهم جميع فئات المسلمين»، مشيرا الى ان «الهيئة تستعد حاليا للاعلان عن موعد انعقاد المؤتمر الثاني للهيئة المتوقع ان يحمل عنوان (الاسلام وتحديات العصر) ويشارك فيه اكثر من 60 شخصية اسلامية بارزة».
وبدوره اشار مساعد الامين العام للهيئة العالمية للفقه الاسلامي مفتي صيدا الداعية محمد عسيران الى الاهداف التي انشئت الهيئة العالمية من اجلها، وقال ان اهم الاهداف التي دعتنا الى انشاء الهيئة العالمية للفقه الاسلامي هو التصحيح لتلك المفاهيم الغريبة والخاطئة التي تفشت في ديننا الاسلامي وابراز تعاليمه القيمة الحقة، مؤكدا ان «دعوة السيد الديباجي لبعض علماء المسلمين كانت بمنزلة نقطة انطلاق تأسيس الهيئة العالمية المباركة للتفكير في كيفية الخروج من ازمة المفاهيم الخاطئة وتهم الارهاب التي حاول اعداء الدين الاسلامي إلصاقها به».
من جهته اشاد مساعد الأمين العام لمركز الامام الخوئي في لندن ومسؤول الهيئة العالمية للفقه الاسلامي في العراق السيد جواد الخوئي بقوة ومتانة العلاقة التي تربط الكويت والعراق على المستويين الحكومي والشعبي.
وشكر الخوئي الحكومة على دعوتها له للمشاركة في الذكرى السنوية لهدم قبة الامامين العسكريين عليهما السلام والتأبين السنوي لسلطان الفقهاء الفقيد آية الله السيد ابوالقاسم الخوئي.
واشار الخوئي الى اهم المحاور التي تم التطرق اليها خلال لقائه مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد واشادة سموه بأهداف الهيئة العالمية للفقه الاسلامي والانجازات التي استطاعت تحقيقها خلال عامها الاول وما يمكن ان تلعبه من دور حيوي في التقريب بين المذاهب الاسلامية من جهة وبقية الديانات السماوية الاخرى.
الوضع في العراق
واضاف الخوئي خلال لقائي مع سمو الشيخ ناصر المحمد تم التطرق الى مناقشة الوضع العراقي الحالي وما يمكن ان تقدمه الكويت من مساعدات لاستقرار وأمن العراق.
وأشار الخوئي الى تفاؤل الحكومة والشعب العراقي بالإدارة الأميركية الجديدة كغيرها من الدول العربية المتفائلة بإدارة الرئيس أوباما، وما يمكن ان تقدمه هذه الادارة من مساعدات لعملية استقرار دول الشرق الأوسط كافة.
ضغوط
وأوضح ان العراق شهد في الفترة الأخيرة ضغوطا على جهات معينة ومصادرة لآراء الآخرين وقد فشلت الحكومة الحالية في التصدي لها فوجد أبناء الشعب العراقي في الأحزاب والتيارات الأخرى بديلا لتلك التيارات التي حاولت السيطرة على مجريات الأمور.
وأضاف: لا يخفى على أحد ان التجربة العراقية تنتقل حاليا من أفضل الى افضل، مؤكدا ان المواطن العراقي يهمه في المقام الأول ارساء أسس العدالة الاجتماعية.
وبدوره أكد أمين عام علماء المسلمين في لندن وعضو الهيئة العالمية للفقه الاسلامي الداعية هيثم السهلاني أهمية المؤتمر الثاني للهيئة العالمية للفقه الإسلامي الذي سيعقد قريبا، مشيرا الى ان المؤتمر الثاني سيتناول جوانب ومواضيع مهمة وسيرسل خطابا إعلاميا موحدا الى المعنيين من المسلمين وغير المسلمين في المنطقة العربية وغيرها من مناطق العالم مفاده أن الفقه الإسلامي قادر على مواكبة التطور والمسائل الحديثة التي تهم الناس.
الإفتاء
وأضاف ان المؤتمر سيتعرض ويبحث في مسألة من له الحق في الافتاء؟ لافتا الى ان هناك ضوابط بخصوص عملية الافتاء، أهمها ان يكون الشخص صاحب الفتوى قادرا على استنباطها من مصادرها الصحيحة كتاب الله وسنة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
وبدوره بين الداعية ابراهيم النصيراوي اثر الفقه الاسلامي وتأثيره في حياة الفرد والمجتمع، موضحا ان الفقه الاسلامي يتناول في الأساس الحياة العلمية والعملية وشؤون الحياة التي تخص الانسان المسلم، مؤكدا قدرة هذا العلم (الفقه) على مواكبة الانسان وحضارته بكل ابعادها وما تحتاج اليه مهما توسع الانسان في هذا الجانب.
وتابع: ان الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بالتفقه في الدين، موضحا ان التفقه ليس مقصودا به معرفة الدين فقط وانما استعمال كلمة التفقه بمعنى الدخول في عمق المعرفة، مشيرا الى ان حياة العلماء العلمية كانت عبارة عن تسابق في مجال البحث العلمي وتسليط الضوء على الافكار العلمية ونقدها لأنه لا يوجد عندنا نص مقدس غير القرآن والحديث الذي صدر عن المعصومين وما عداهما قابل للنقاش والبحث.
وفي ختام المؤتمر شكر الحضور سماحة السيد أبو القاسم الديباجي على استضافته لعقد هذا المؤتمر والمشاركة في الذكرى السنوية لهدم قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام وتأبين فقيد سلطان الفقهاء السيد أبو القاسم الخوئي.