- التزامنا مع شركائنا في الخليج قوي جداً ولن يتغير
- سنقدم 5 ملايين باوند مساعدات للشعب السوري في مؤتمر «المانحين 2»
- سنستمر في محاولة تحسين العلاقات مع إيران بشكل تدريجي وحذر
بيان عاكوم
أكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان «الحل السلمي في سورية يتطلب مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة»، مشيرا الى «انه من المستحيل تخيل بقاء الأسد في المشهد السياسي السوري في المستقبل بعد فقد الكثير من الأرواح والدمار والقمع الممارس ضد الشعب».
وخلال مؤتمر صحافي اقامه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ظهر امس في مقر الوزارة مع نظيره البريطاني الذي يزور البلاد ضمن جولة له في المنطقة قال هيغ «لطالما كنا واضحين بهذا الشأن بخصوص حل الأزمة السورية وعدم امكانية تضمن ذلك بقاء الأسد في السلطة»، مشددا على ان «بقاء الأسد رئيسا لسورية يشكل عائقا امام السلام»، لافتا الى انه على «جميع الأطراف ان يتفقوا على شكل الهيئة الانتقالية التي دعا اليها جنيف 1».
وبينما بيّن هيغ ان «التزامنا مع شركائنا في الخليج قوي جدا ولن يتغير اي شيء في هذا الالتزام بل اننا نعمل على توثيق التعاون» عبر عن رغبتهم «بقوة في حصول تغيير في سياسة ايران الخارجية»، لافتا الى انهم سيستمرون في «محاولة تحسين العلاقات معها بشكل تدريجي وبشكل حذر».
وهذه تفاصيل ما دار خلال المؤتمر الصحافي بين الشيخ صباح الخالد والوزير هيغ:
ما الذي تم التطرق اليه خلال زيارتكم الى البلاد؟
٭ لقد استمتعت كثيرا بإتاحة فرصة الاستفادة من الضيافة ودفء العلاقات بين البلدين، إذ احتفل بهذه العلاقة في 2012 مع زيارة صاحب السمو الأمير الى بريطانيا، وهذه العلاقة قائمة على الثقة والاحترام والتاريخ المشترك وهي علاقة أيضا موسعة ومعمقة اليوم من خلال العلاقات الوثيقة التي نبنيها في مختلف المجالات الحياتية وفي مختلف المستويات السياسية سواء تعلق الأمر بالكويتيين الذين يدرسون في بريطانيا او رجال الأعمال الذين يتنقلون بين بلدينا ويحققون نجاحا كبيرا في التجارة وهذا ما وجدناه في الأعوام الماضية وكذلك من خلال زيارة الكويتيين لبريطانيا.
نحن بلدان نعرف بعضنا بعضا بشكل وثيق وتربطنا علاقة صداقة قديمة ومصممون على ابقاء الوضع كذلك، وكان من دواعي سروري ان اشهد اعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الكويت ستكون جزءا من خطة التأشيرات الجديدة التي ستسمح للكويتيين التقدم بطلبات الحصول على التأشيرة الالكترونية قبل 48 ساعة من دخول البلد وسيكون ذلك بشكل مجاني وسنقوم بإطلاق هذا المشروع في بلدان اخرى حيث الزوار أدنى عددا من الكويتيين وسنطبق هذا النظام مع الكويت في وقت لاحق من العام 2014 عندما نتأكد من عمل هذا النظام بشكل جيد.
لقد عقدنا مناقشات مع الحكومة الكويتية على مدى الأشهر الماضية وركزنا فيها على بعض المسائل الأساسية التي تواجهها المنطقة وأثني على تفاني وكرم الكويت في قيادة العالم بتأمين الدعم اللازم من اجل التعاطي مع الكارثة الانسانية المتفاقمة في سورية، والكويت ستحتضن مؤتمر المانحين الثاني في يناير ونأمل ان يحقق هذا المؤتمر نجاحا اكبر من المؤتمر الأول، وبريطانيا ملتزمة بهذا المجهود وتعهدنا بتقديم خمسة ملايين باوند كمساعدات إنسانية للشعب السوري داخل سورية وفي الدول المجاورة وناقشنا الدعم المشترك لمؤتمر جنيف 2 والتقدم السياسي في سورية، بالرغم من التحديات فإن من شأن ذلك ان يعبد الطريق أمام حل سياسي يوقف سفك الدماء، وتحدثنا كذلك عن الاتفاق الأخير في الملف الإيراني النووي وهذه خطوة إيجابية شاركت فيها المملكة المتحدة وكذلك العلاقات بين ايران والغرب وجيرانها وهذا يحول دون انتشار الأسلحة النووية في العالم نأمل ان نتمكن من المتابعة في هذا الطريق وضمان التوصل الى ترتيب وحل نهائي في هذا الملف.
ان التزامنا مع شركائنا في الخليج قوي جدا ولن يتغير اي شيء في هذا الالتزام بل اننا نعمل على توثيق التعاون في مجال الأمن والعلاقات الخارجية والسياسة الخارجية مع شركائنا في الخليج وقد ناقشنا الكثير من المواضيع وسنتابع مناقشة مواضيع اخرى اذا ما جمعنا كل هذه العناصر والتعاون على نطاق واسع بين حكومتنا والعلاقات الواسعة التي تربط شعبينا فهذا يدفعنا للنظر بتفاؤل الى علاقة الصداقة القوية بين المملكة المتحدة والكويت وآمل ان تمكننا المناقشات من التقدم في هذا المجال اكثر.
على الرغم من انكم تدعون دائما الرئيس بشار الأسد الى التنحي الا ان هناك من يرى ان الغرب يفضل بقاء الأسد في السلطة لأنه لا يوجد بديل وحتى لا تحكم الجماعات المتطرفة، فما رأيكم؟
٭ لطالما كنا واضحين بشأن الحل السلمي في سورية الذي يجب ان يتطلب مغادرة الأسد، حيث ان من المستحيل ان نتخيل بعد الكثير من الأرواح التي فقدناها والكثير من الدمار والقمع الممارس من قبل النظام ضد الشعب بقاء الرئيس الأسد في المشهد السياسي في سورية في المستقبل، لذلك لطالما كنا واضحين بشأن هذا الموضوع بخصوص حل المسألة السورية وعدم امكانية تضمن ذلك بقاء الأسد وأن بيان جنيف1 يدعو الى حكومة انتقالية يتم التوصل اليها من خلال الاتفاق المتبادل، هذا يعني ان على جميع الأطراف ان يتفقوا على شكل هذه الهيئة وتركيبتها ومن الصعب ان نتخيل بعد كل هذه الأحداث ان عناصر المعارضة سيوافقون على مشاركة الأسد في هذه المرحلة الانتقالية، اذن بقاء الأسد في السلطة او بقاؤه رئيسا لسورية يشكل عائقا امام السلام وان بريطانيا والبلدان الغربية التي اعرف موقفها لا أظن انها تدعم بقاء الأسد في موقعه، فالمملكة المتحدة تدعم وتقر بأن الائتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري ونتعاطى مع هذه الهيئة ونحن ندعو المجموعات الأخرى في سورية الى دعم الائتلاف الوطني ونحن لا ندعم مجموعات اخرى وبالطبع نحن لا ندعم المجموعات المتطرفة في سورية، فأي دعم مقدم لسورية يمر من خلال الائتلاف الوطني ومن خلال المجلس العسكري الأعلى ونحن نشجع المجموعات الأخرى على العمل مع هذه الجهات.
هل شملت المفاوضات بينكم وبين إيران بخصوص النووي باقي ملفات المنطقة؟
٭ هذه المفاوضات لم تغط سوى الملف النووي وتطرقت حصرا الى الملف النووي وقد توصلنا الى اتفاق بهذا الخصوص، وبالطبع نحن نأمل جميعا ان تحصل تغييرات اخرى في سياسة ايران الخارجية ولكن هذا لم يكن مشمولا بمحادثات جنيف التي ركزت في شأن حصري على الموضوع النووي ونحن سنحاول ان نحسن علاقتنا مع ايران فإن المبعوث السياسي قام بالزيارة منذ يومين ونرغب بقوة ان تحصل تغييرات اخرى في سياسة ايران الخارجية ولكن لم نناقش هذه التغييرات في جنيف.
هل تمت بلورة منظومة أمنية مشتركة؟
٭ لا يوجد اعلان جديد، وقد قدمت ملاحظتي فيما يتعلق بتعزيز التعاون الأمني على مختلف المستويات، ونحن ملتزمون بالقيام بذلك مع دول الخليج والكويت ولكن الأمر يتطلب المزيد من النقاشات بين الحكومتين غير ان الأمن الوطني لكل البلدين هو في مصلحة البلد الأخرى وسنتابع المناقشات.
متى سيتم تطبيق النظام الالكتروني للتأشيرات؟
٭ سنحاول تطبيقه خلال عام 2014 ونأمل ان يكون النظام الجديد فعالا ويعمل بشكل جيد وهو جديد بالنسبة لبريطانيا ونتأكد من انه يعمل كما يلزم من دون اي مشاكل ونحن ملتزمون بهذا النظام الجديد وعلى ثقة بانه سيساعد عشرات آلاف الزوار الكويتيين.
اتخذتم الخطوة الأولى بإعادة علاقاتكم الديبلوماسية مع ايران، فماذا تقول عن اعادة العلاقات؟
٭ لقد بدأنا بإعادة العلاقات الديبلوماسية مع ايران بمستوى متدن حاليا فمنذ سنتين تعرضت سفارتنا في طهران لاعتداء ولم تكن بعدها الظروف ملائمة لافتتاح سفارتها مجددا، ولذلك تم إقفال السفارتين في كلا البلدين منذ ذلك الحين وحاليا اتفقنا على وجود مسؤول عن الشؤون السياسية ولكنه غير مقيم في ايران وسنستمر في محاولة تحسين العلاقات وذلك بشكل تدريجي وخطوة تلو الأخرى وبشكل حذر بحيث نتمكن من مناقشة كل الأمور الأخرى التي نحتاج لمناقشتها مع ايران، وهذا يشمل الكثير من المسائل المرتبطة بالعلاقات الخارجية والتي نختلف في الكثير منها ومن المهم جدا ان نناقشها وفيما يتعلق بخطط العمل المشتركة بين الدول الستة مع ايران فهي عبارة عن اتفاق لمدة ستة اشهر، وهذه الفترة لم تبدأ بعد وستبدأ حين تصبح جميع الترتيبات جاهزة وهذه الفترة قابلة للتجديد بعد انتهاء الستة اشهر ولكن خلال تلك الفترة وعلى مدى العام المقبل سنحاول ان نتفاوض على اتفاق نهائي شامل، ومما لا شك فيه ان هذا الأمر سيكون صعبا ونحن كمجموعة الستة سنحاول تطبيق المبادئ المعتمدة واختبار مدى جهوزية ايران للوفاء بالتزامها في هذا الاتفاق والدخول باتفاقيات أخرى وإعطاء ضمانات للعالم بشأن برنامجها النووي وبث الثقة بأنها لن تتابع برنامجا لامتلاك أسلحة نووية في المستقبل.
الخالد: لم يشارك أي مسؤول كويتي في اجتماع مع رئيس إسرائيل وموقفنا واضح
وصف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد زيارة رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا الى الكويت اليوم «بالمهمة جدا كونها تأتي قبل انعقاد جنيف2 ومؤتمر المانحين2 للنازحين السوريين».
وردا على سؤال عن ايران، ذكر الشيخ صباح الخالد ان «دول الخليج جارة لإيران ونحن نولي اهمية كبيرة لهذا الموضوع»، مشيرا الى ان «الدول الخليجية رحبت بالاتفاق المبدئي الذي تم بين ايران والدول الكبرى»، متأملا ان «يكون هناك اتفاق شامل ونهائي يتم التوصل اليه».
أما والحديث عن مشاركة الكويت في مؤتمر جمع وزراء عربا مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز فرد الخالد بالقول «عقد الاجتماع تزامنا مع عقد القمة العربية ـ الأفريقية وبالتالي لم يكن حاضرا وزير الخارجية ولا وكيل الوزارة ولا حتى اي مسؤول كويتي»، مشيرا الى ان «موقف الكويت واضح ولا يحتاج الى توضيح»، واستدرك بالقول «وأعتقد اني اؤكد المؤكد».
وكان الشيخ صباح الخالد في بداية المؤتمر الصحافي رحب بالوزير البريطاني، مشيرا الى ان زيارة هيغ «تأتي استكمالا للقاءات والمشاورات المستمرة بين القيادتين والمسؤولين على جميع المستويات في كلا البلدين وبحث آخر التطورات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتنسيق المواقف تجاه القضايا الدولية».
وأضاف الخالد: «لعل الزيارة التي قام بها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى المملكة المتحدة في شهر نوفمبر من العام المنصرم 2012 تجسد ذلك التواصل على أعلى المستويات لتعزيز العلاقات التاريخية والمتميزة بين الكويت والمملكة منذ منتصف القرن الثامن عشر».
وذكر ان زيارة هيغ تأتي في الوقت المناسب «حيث إننا للتو أنهينا الاجتماع الثالث لمجموعة التوجيه المشترك والتي عقدت في العاصمة البريطانية لندن وتم خلالها مناقشة مختلف مجالات التعاون لاسيما في مجال الاستثمار والتجارة والتعليم والدفاع والهجرة والتأشيرات وتأتي هذه اللجنة التي تعقد اجتماعاتها بصفة دورية كل 6 اشهر كأحد اهم ثمار زيارة صاحب السمو الأمير الى المملكة المتحدة»، مشيرا الى ان «هذا التعاون يعكس مدى عمق العلاقات الثنائية ومتانتها وفي هذا المجال»، مستذكرا بكل التقدير والاعتزاز مواقف الحكومة البريطانية المشرفة من قضايا الكويت وأمنها واستقرارها وخصوصا الموقف التاريخي البارز أثناء الغزو العراقي وما تلا تلك الفترة من التزام بريطاني بدعم قضايا الكويت في مجلس الأمن.
وأضاف الخالد «نتطلع اليوم لمزيد من التعاون وتعزيز العلاقات بيننا في مجال الاستثمارات والتي يعود تاريخها الى عدة عقود حيث إننا احتفلنا في شهر يونيو الماضي بمرور 60 عاما على إنشاء مكتب الاستثمار الكويتي في بريطانيا والذي يدير اهم استثمارات الكويت في الخارج والذي يجد بيئة استثمارية مناسبة من الحكومة البريطانية ساهمت في نجاحاته»، كما لفت الى انهم يتطلعون ايضا «في الوقت نفسه الى تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية ورفع مستوى التبادل التجاري ليبلغ 4 مليارات وهو الهدف الذي تم تحديده أثناء زيارة صاحب السمو الأمير الى المملكة المتحدة العام الماضي».
وأعرب الخالد عن شكره للحكومة البريطانية على تعاونها معنا في مجال تسهيل حصول المواطنين الكويتيين على تأشيرة الدخول الى المملكة المتحدة خاصا بالذكر تعاون وزارة الخارجية البريطانية وعلى رأسها الوزير وليام هيغ على جهودهم من اجل السعي لضم الكويت الى قائمة الدول التي يحق لمواطنيها الدخول لبريطانيا بالتأشيرة الإلكترونية والتي اعلن عنها مؤخرا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لافتا الى انها الخطوة التي ستمهد بإعفاء المواطنين الكويتيين من التأشيرة مستقبلا.
وفاة مانديلا خسارة كبرى
بدأ هيغ كلامه بالحديث عن وفاة نيلسون مانديلا، حيث ذكر ان مانديلا كان «من الشخصيات التاريخية الكبرى في عصرنا وفي كل أنحاء العالم وإرثه وإلهامة كانا مؤثرين في عالم حقوق الانسان والعدالة واعلم اننا جميعا متأثرون ومتعاطفون مع أسرته الصغرى والكبرى لاسيما مع هذه الخسارة الكبرى».
خلال حوار مفتوح مع الشباب نظمته مجموعة «صوت الكويت»
وزير خارجية بريطانيا: الاتفاقية مع إيران تتعلق بالنشاط النووي فقط ولا تعني تغيراً جذرياً تجاه دول المنطقة
محمد هلال الخالدي
وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ العلاقات بين الكويت وبريطانيا بأنها «الأفضل في العالم»، وأكد خلال لقاء مفتوح مع الشباب نظمته مجموعة «صوت الكويت» مساء أمس بحضور السفير البريطاني في الكويت فرانك بيكر وعدد من المواطنين المهتمين بقضايا حقوق الإنسان والشأن العام، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرا إلى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات التي تؤكد أن مناقشة قضايا السياسة الخارجية ليست حكرا على الحكومات وإنما لا بد من المشاركة الشعبية أيضا.
وبدأ هيغ حديثه مع الحضور بالإشادة بتجربة الكويت الديموقراطية قائلا انها تجربة فريدة وقديمة، وان هناك العديد من المؤسسات المدنية والصحافة الحرة والمجالس المتميزة مثل هذا المجلس الذي تناقش فيها القضايا المهمة.
كما استمع هيغ إلى أسئلة الحضور وأجاب عنها جميعها حيث بدأت بسؤال حول التطورات السياسية الأخيرة في الشرق الأوسط وقلق شعوب دول الخليج من التقارب الأميركي والبريطاني مع إيران وتبعات ذلك على دول المنطقة، مضيفا أنه سيقدم في البحرين تصريحا كاملا حول هذا الموضوع مساء هذا اليوم (أمس)، وأوضح أن ما حدث هو مجرد اتفاق سياسي حول نشاط إيران النووي فقط وليس حول قضايا أخرى، لافتا الى أن الخيارات في هذا الملف ليست كثيرة وان الحوار ضروري لحل المشكلات، وأكد بوضوح أن هذا الاتفاق لا يعني تغييرا في سياسة بريطانيا ومواقفها تجاه حلفائها في المنطقة، وهو لا يمثل تغيرا جذريا كما يشاع في سياسة بريطانيا أبدا، ونحن نهتم بأمن الشعوب جميعها بما فيها الشعب الإيراني ولذلك نعتقد أن الاتفاقية مهمة في هذا الاتجاه.
وأضاف هيغ أن الاتفاقية ليست نهاية المطاف فهناك جهود أخرى كبيرة يجب أن تبذل من أجل تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها الجميع، فلا بد من مواصلة الضغط على إيران وأعتقد أن المخاوف من هذه الاتفاقية ومن فتح باب الحوار مع الإيرانيين غير مبررة، فأنتم في الكويت لديكم سفارة لإيران ولديكم سفير في طهران، وهناك زيارات متبادلة بينكم وبين الإيرانيين على مستوى كبير ونتوقع الا تقلقوا من الحوار أبدا، لافتا الى أن الاتفاق محدد بفترة زمنية وهي عام كامل وهناك قضايا أخرى كبرى تحتاج إلى مواصلة الجهود والعمل المشترك لانجازها بنجاح، وأهمها الوضع في سورية وأمن الخليج.
وحول الإجراءات الجديدة التي تم الإعلان عنها فيما يتعلق بدخول الكويتيين إلى بريطانيا، قال هيغ اننا حاليا بصدد الإعداد لنظام جديد كليا يتيح للمواطنين الكويتيين تعبئة طلب فيزا عبر موقع في الانترنت قبل السفر بـ 48 ساعة ومن دون رسوم، مبينا أن هذا الإجراء يتعلق بفيزا الزيارة التي تقل مدتها عن 6 أشهر فقط وليس بالنسبة للدراسة أو العمل، وأكد أن العمل جار في هذا البرنامج الجديد ومتوقع بدء تطبيقه مع مطلع العام الجديد 2014، مشددا على أن الكويتيين مرحب بهم في بريطانيا وهم يعلمون أن بريطانيا تمثل وجهة أولى للسفر وهناك كويتيون لديهم منازل في بريطانيا وهذا يؤكد عمق العلاقات التاريخية في شتى المجالات. وفي رده على سؤال حول جهود بريطانيا في دعم الديموقراطية والحريات، أوضح هيغ أن الكويت تنعم بنظام ديموقراطي متميز وحريات كبيرة وهذا واضح للجميع منذ فترة طويلة.
وأوضح هيغ في رده على سؤال حول أسباب توقف الاهتمام الغربي بقضايا حقوق الإنسان والانتهاكات الكبيرة التي تجري في عدة بلدان في المنطقة بقوله ان بريطانيا لم تعد «الإمبراطورية العظمى»، ونحن لا نستطيع أن نقول للآخرين ماذا عليهم أن يفعلوا، نحن نشجع على احترام حقوق الإنسان وننتقد الانتهاكات أينما وجدت ونتعاون مع الجميع لوقف الانتهاكات، ولدينا تقارير تصدر سنويا توثق قضايا حقوق الإنسان في كل مكان بموضوعية بما فيها منطقة الشرق الأوسط.
وأكد هيغ أن بريطانيا تحترم إرادة الشعوب وحقها في تحديد ما يناسبها من دساتير ومؤسسات وقوانين، وأن النموذج البريطاني ليس بالضرورة يصلح للجميع وأنه يؤمن بأن لكل دولة خصوصية، نحن نشجع وندعم كل الجهود التي تعزز الحريات وتحفظ الحقوق، وننتقد الانتهاكات وندعو دائما إلى أهمية الاستماع للشعوب.
من أجواء اللقاء
٭ تساءل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن مجموعة «صوت الكويت» ودورها، واستمع لشرح مختصر حول نشاط المجموعة في الدفاع عن الحريات الدستورية وحقوق الإنسان.
٭ استقبلت مجموعة صوت الكويت أسئلة الجمهور لوزير الخارجية البريطاني عبر حسابها في تويتر، وعلق هيغ على ذلك بأنه من الوسائل الجديدة القوية والمهمة.
٭ حرص هيغ على المشاركة في لوحة المشاركات المعلقة في مقر صوت الكويت، وتمنى للمجموعة الاستمرار في نشاطهم لدعم الحريات.