- ماتيو برامبيلا: أصدرنا حوالي 1000 ترخيص للغوص في الكويت ..والبحر الأحمر أفضل منطقة لممارسة هذه الرياضة
- يمكن البدء في ممارسة رياضة الغوص منذ 8 سنوات ومتوسط السن على مستوى العالم هو 25
أجرى الحوار: محمد الحسيني
الغوص في الخليج العربي وفي الكويت بصفة خاصة، تراث وتقليد وكان بشكل رئيس مصدرا للرزق بالنسبة لعدد كبير من السكان.
ولكنه أصبح اليوم مدفوعا بمزيج من الحنين وهواية الرياضة. ومع التزايد المطرد في عدد الشبان الذين يمارسون هذه الهواية كان من الطبيعي للأعمال والتكنولوجيا ان تدخل هذه الميدان التنافسي.
ماتيو برامبيلا انتقل بسهولة من كونه غواصا هاويا الى غواص محترف ومن ثم الى أن يصبح المدير الاقليمي لرابطة مدربي الغوص المحترفين (بادي).
وخلال زيارة قام بها لـ «الأنباء» تحدث السيد برامبيلا عن عمله في الماضي والحاضر والمستقبل.
أولا، نود أن نتعرف أكثر على زيارتك للكويت، وجدول أعمال هذه الزيارة، وهل هي زيارتك الأولى؟ وما المراكز التي قمت بزيارتها؟
٭ هذه الزيارة ليست الأولي لي للكويت. فقد زرت الكويت العام الماضي. والتحقت بالعمل لدى مركز «بادي» في عام 2012 وأصبحت المدير الإقليمي للشرق الاوسط العام الماضي. وتلك زيارتي الثانية لمركز الغوص.
ولزيارتي ثلاثة أهداف. الأول هو زيارة مراكز الغوص وعرض مساعدة ودعم من «بادي» في شكل استشارات وتطوير لمشروعات الغوص الكويتية.
أما الهدف الثاني فهو إقامة منتدى للاعضاء. وذلك في يوم الأربعاء 22 يناير.
وفي هذا المنتدى سنقوم باغتنام الفرصة لتقديم المستجدات في مجال المعايير والبرامج والمنتجات التي سنقدمها عام 2014 لمدربي الغواصين ومدربي المدربين في المنطقة، وكذلك سنقوم بمشاركة بعض النصائح الإدارية بخصوص ربحية مشروعات الغوص.
فصحيح اننا نمارس رياضة الغوص من منطلق حبنا لها، لكنها أيضا مشروعات أعمال تتوخى الربحية، ولهذا فمن المفيد أن نقدم بعض النصائح الادارية بخصوص تطبيق استراتيجيات التسويق المناسبة.
الهدف الثالث هو استعراض ما نطلق عليه «ادارة المخاطر». والغرض من ادارة المخاطر هو مساعدة مدربي الغواصين ومدربي المدربين ان يتفهموا طرق الاستعداد لإنجاز وظائفهم باعتبارهم مدربين للغوص بحيث يتمكنون من منع وقوع الحوادث وكيفية التعامل مع المشكلات المحتملة.
الغوص رياضة آمنة للغاية، لكن اذا تمت بطريقة سليمة. ويطيب لي مقارنة رياضة الغوص بقيادة السيارة. لان قيادة السيارة تتطلب ادارة مهام متعددة في ذات الوقت.
فإذا طرحنا السؤال: هل قيادة السيارة عملية خطيرة؟ فالإجابة هي: لا، ليست خطيرة، اذا ما تم الالتزام بقواعد القيادة.
نفس الكلام ينطبق على رياضة الغوص. وخلال زيارتي الحالية، سأقوم بإقامة ورشة عمل بسيطة حيث ستتم مناقشة حوادث الغوص.
خلال هذه الورشة سأحاول تطوير رؤية المشاركين بخصوص طريقتهم في منع وقوع هذه المشكلات.
والهدف هو مساعدة مدربي الغوص على تطوير استعداداتهم للتعامل مع المواقف الصعبة والمشكلات.
كيف تقيم مستوى الغواصين الكويتيين؟ وما انطباعك عنهم؟
٭ في الحقيقة، وجدت مستوى الغواصين الكويتيين ممتازا، بالرغم من ان وقت الزيارة ليس الوقت الأمثل، لأن الوقت الأفضل لممارسة رياضة الغوص عادة ما يكون في فصل الصيف.
ولكن جدول أعمالي لا يسمح لي بزيارة مركز الغوص الا في الوقت الحالي من العام.
ومما أراه وأسمعه عن مستوى المدربين والغواصين، فإن المستوى جيد جدا بالفعل. وأنا سعيد للغاية بما رأيته هنا.
على المستوى الشخصي، ما عدد السنوات والمراحل التي مررت بها حتى تصل إلى منصب المدير الإقليمي لمركز «بادي»؟
٭ إنها قصة طويلة، ولكني سأحاول أن أختصرها. لقد بدأت ممارسة رياضة الغوص منذ حوالي 20 عاما.
وقتها كانت رياضة الغوص هي مجرد هواية محببة لي. وكنت أمارسها أثناء دراستي الجامعية، والتي حصلت منها على درجة الماجستير في الاقتصاد.
وكنت أمارس رياضة الغوص لأهرب من روتين الحياة، حيث كنت أدرس الاقتصاد وأعمل في وظيفة محاسب. لذا، فبالنسبة لي، كانت رياضة الغوص بمنزلة المتنفس الذي أحصل عليه في إجازتي الأسبوعية.
وذلك في بلدتي التابعة لميلان المعروفة بمضمارها العالمي الذي تقام عليه مسابقة فورميولا ون للسيارات.
ووقتها وبعد أن حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد، قررت أن أخذ استراحة لمدة عام، قبل أن أبدأ مساري الوظيفي بصفتي محاسبا.
وكانت لدي بالفعل وظيفة في مجال الغوص، وهي وظيفة مدرب غوص في شرم الشيخ بمصر.
وكانت الفكرة بالنسبة لي هي أن أختبر إن كان بمقدوري إدارة مشروع أعمال في المجال الذي أحبه، وإن كان بمقدوري تحقيق النجاح فيه، أو إن كنت سأضطر إلى العودة إلى إيطاليا للعمل في مجال المحاسبة مرة أخرى في حال فشلت في هذا الاختبار.
ويسرني أن أقول إنني منذ اتخذت هذا القرار لم أعد للعمل في مجال المحاسبة بإيطاليا مرة أخرى. وبهذه الطريقة بدأت العمل في مجال الغوص.
فقد كان لدي مشروعي الخاص في مجال الغوص لمدة 11 عاما في مصر.
ولكن في عام 2008، شعرت فجأة وبصراحة بالضجر من الطريقة التي تسير بها الأمور في مجال الغوص خلال هذه المرحلة.
وعندها قررت اغلاق مركز الغوص الخاص بي. واتجهت الى التركيز بشكل اكبر على مجال تدريب مدربي الغوص. وحينها عملت بشكل مستقل في مجال ادارة تدريب المدربين.
وبنهاية عام 2011 اتصلت بي مؤسسة بادي، لأنهم كانوا يعرفون تاريخي وتاريخ مركز الغوص الخاص بي.
ولذا عندما احتاجوا الى مدير إقليمي، وجدوا اني مرشح جيد، نظرا لمعرفتي الجيدة بالثقافة العربية وباللغة العربية.
كم عدد التراخيص التي تصدرونها سنويا؟ وهل أعدادها في تزايد؟
٭ نعم. اعداد التراخيص في تزايد. لكن بالنسبة لتحديد الرقم هنالك بعض المعلومات التي لا استطيع مشاركتها.. لكن يمكن أن أفصح عن رقم التراخيص التي صدرت في الكويت والتي وصلت الى حوالي ألف ترخيص.. أو أقل من الألف ترخيص قليلا، كي نكون محددين
وفي عام 2011، كم عدد التراخيص التي صدرت؟
٭ حوالي 600. لكن رجاء ملاحظة ان هذه الارقام تشمل كل الذين تم ترخيصهم بعد تدريبهم على الغوص، دون تحديد ودون تصنيف هذا الرقم بين مدربي الغوص والغواصين العاديين - وهذا بكل صراحة
هل فعلا رياضة الغوص تصلح لكل الأعمار؟
٭ نعم. لكن بالطبع، فإن متوسط السن لممارسي هذه الرياضة على مستوي العالم هو 25 سنة. لكن عندنا يمكن البدء في ممارسة رياضة الغوص من سن 8 سنوات ويمكن للغواص ان يحصل على ترخيص حتى وهو في سن 10 سنوات.
وكذلك يمكن لكبار السن ممارسة الغوص حتى لو كان عمرهم 65 عاما.
فعلى المستوى الشخصي، قمت بتدريب أشخاص في سن 70 سنة، ورأيت بعيني كيف انهم كانوا يشعرون بالراحة أثناء الغوص.
هل هناك أي متطلبات جسمانية لممارسة رياضة الغوص؟
٭ بالطبع هناك متطلبات جسمانية محددة. لكن رياضة الغوص لا تتطلب من الشخص ان يكون رياضيا محترفا.
لكن يتوجب ان يتمتع الشخص باستيفاء عدة معايير طبية، وفي بعض الأحيان يجب ان نحصل على شهادات طبية من أطباء معتمدين بخصوص حالة الاشخاص.
لكن بشكل عام، رياضة الغوص متاحة لكل الاشخاص العاديين دون أي متطلبات استثنائية.
ماذا عن احدث الابتكارات التكنولوجية في مجال رياضة الغوص؟
٭ لا تتوقف الابتكارات التكنولوجية في مجال الغوص. لكن اتجاه الابتكار يتركز في مسارين محددين هما مسار وزن معدات الغوص، بحيث يتم تخفيف أوزان المعدات، بل وحتى تركيبها على جنب الغواص بدلا من ظهره.
وبهذا الشكل أصبحت رياضة غوص الكهوف تحت الماء أسهل مما كانت عليه.
كذلك هناك ابتكار في مجال أجهزة استنشاق الهواء، وهي أجهزة خاصة بإعادة تدوير دورة الهواء التي يستهلكها الغواص، بحيث يمكن تطوير هذه الدورة بما يقلص الهدر فيها، وبالتالي بما يمكن الغواص من البقاء تحت الماء لفترة أطول باستخدام أجهزة اخف ثقلا من السابقة.
هذا يتعلق بالابتكار في مجال المعدات. لكن هناك أيضا ابتكار في مجال التدريب. وهذا هو المجال الذي تتخصص فيه بادي.
فعلي سبيل المثال، نحن نقدم للمتدربين ما نطلق عليه التدريب الالكتروني، حيث نتيح للمتدربين تحميل مواد عبر الانترنت مثل مقاطع الفيديو والكتب الالكترونية التي تساعدهم على تطوير معرفتهم برياضة الغوص سواء على أجهزة الحواسب أو أجهزة التابلت المحمولة.
من واقع خبرتك، ما أفضل المناطق التي تصلح للغوص في العالم؟
٭ تتركز خبرتي في البحر الأحمر تحديدا. ولذا فأنا اعتبره المنطقة الافضل للغوص. وهذا طبيعي لأنني أغوص هناك منذ فترة طويلة جدا.
لكن هنالك في مجال الغوص ما يمكن ان نسميه «عامل الحظ» حيث يمكن لشخص ما ان يذهب للغوص ذات مرة في مكان ما، لكن يتصادف ان تكون الطبيعة قاسية في هذا الوقت بما يمنعه من الاستمتاع بالغوص.
وعندها قد يشعر هذا الشخص بان هذا المكان غير ملائم للغوص. لكن هذا غير صحيح. لأن ما يجب فعله هو ان يعاود الشخص الغوص في أوقات مختلفة بحيث يتمكن من استبعاد عامل الحظ تماما.
وعندها فقط يمكنه ان يعرف حقيقة تجربة الغوص في هذا المكان. وهكذا اعرف تجربة الغوص في البحر الأحمر.
لكن ماذا عن الأخبار الأخيرة حول أسماك القرش في البحر الأحمر؟
٭ أرى دوما انه يتوجب علينا ان نتصرف باعتبارنا مجرد ضيوف في بيئة ما تحت سطح الماء. فقط إذا ما التزمنا بالتصرف كضيوف محترمين، فلن يصيبنا أي ضرر في عالم البحار.
فخبرتي في مجال الغوص تمتد لعشرين عاما وصادفت فيها مختلف أنواع سمك القرش دون أن أواجه أي مشكلة.
ودوما أضرب مثلا لتصوير هذه المسألة: تخيل انك دلفت إلى شارع ما، ووجدت أمامك كلبا متوحشا، فكيف تتصرف؟ بالطبع عليك ان تتحلى بالهدوء وأن تتصرف دون فزع.