أسامة دياب
أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أن التطورات التكنولوجية الحديثة وما صاحبها من تطور في عالم الاتصالات منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي أحدثت نقلة نوعية وثورة حقيقية في وسائل الإعلام الاجتماعي طالت آثارها كل أفراد المجتمع، كبارا وصغارا، الأمر الذي جعلهم يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع افتراضي سيطر على أغلب اهتماماتهم، مما كان له الأثر الكبير على الهوية الوطنية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات.
جاء ذلك خلال افتتاح القمة الكويتية الثانية لوسائل الإعلام الاجتماعية والتي تنظمها شركة روافد للإعلام بالتعاون مع ستريم لاين لتغطية الفعاليات مساء أمس الأول بقاعة الثريا للمناسبات بفندق جي دبليو ماريوت بحضور لفيف من خبراء وسائل التواصل الاجتماعي والمختصين والمهتمين بالمجال الإعلامي.
وأوضح الحمود أن انعقاد القمة الكويتية الثانية لوسائل الإعلام الاجتماعية تأتي انطلاقا من أهمية التوظيف الأمثل والمسؤول لتلك الوسائل الإلكترونية الحديثة في التواصل مع الجمهور بما يعود بالنفع على الخدمات الإعلامية والإعلانية على حد سواء، فضلا عن دعم المهارات التنموية لدى مستخدمي تلك الوسائل في الكويت، خاصة أن الكويت تأتي في مقدمة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث استخدام هذه الوسائل.
وأشار الحمود إلى أن الإعلام الالكتروني أضحى إحدى أدوات صناعة الإعلام التي يعول عليها في إيصال الرسالة الإعلامية من منطلق القوة التي باتت تمتلكها وسائل التواصل الاجتماعي وسرعتها في الوصول لمستخدميها والتأثير في آرائهم وتكوين رؤاهم الشخصية، موضحا أن الشبكات الاجتماعية أحدثت تغييرا كبيرا في كيفية الاتصال والمشاركة بين الأشخاص والمجتمعات وسرعة تبادل المعلومات حول العالم.
ولفت الحمود إلى أن مجلس الوزراء اعتمد مشروع البيئة الإعلامية في الكويت ليكون بمثابة منظومة متكاملة لربط الإعلام الحكومي بالإعلام الخاص ومن أجل تطوير مفهوم الإعلام في الكويت بشكل عام وتحويله من إعلام وزارة إلى إعلام دولة، وتعزيز مفهوم الشفافية والتواصل مع المواطنين بما يواكب التطور الحاصل في وسائل الإعلام والاتصال، مشيرا إلى أن المشروع يهدف أيضا إلى دعم الإعلام الخاص كشريك أساسي للإعلام الحكومي مع إعطائه مساحة أكبر في الاطلاع على المشاريع والمبادرات الحكومية والمشروعات التنموية في إطار التوجه الحكومي لتنمية ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وذلك من خلال إنشاء قطاع التنمية في مجلس الوزراء وتعيين ناطق رسمي باسم المجلس، للربط مع المكاتب الإعلامية المتخصصة بكل وزارة ومؤسسة حكومية، فيما يقتصر دور وزارة الإعلام كمستشار فني لمشروع البيئة الإعلامية والذي سيوفر مئات الفرص الوظيفية للشباب في مجال الإعلام.
وبين الحمود أن وزارة الإعلام واكبت تطور صناعة الإعلام بكل مفرداتها وبلغت مرحلة مشجعة من النجاح في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للوصول بالمنتج الإعلامي الرسمي إلى مستخدمي هذه الوسائل من المواطنين والمقيمين، لافتا إلى أن الوزارة استحدثت قطاع الإعلام الجديد إيمانا منها بأهمية وسائل الإعلام الاجتماعية، مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب، لتلحق بركب هذا التوسع السريع في استخدامها بين الشباب الذين يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي.
وكشف عن آخر احصائية لعدد مواقع الانترنت على مستوى العالم والتي قدرت بأكثر من 255 موقعا منها حوالي 152 موقعا لشبكات التواصل الاجتماعي وهو الأمر الذي يضع مسؤولي الإعلام والمؤسسات العاملة والمستخدمة لهذه الوسائل الحديثة أمام مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية في تعزيز مفهوم الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام الاجتماعي بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
من جهتها، أكدت نائب المدير العام للمشروعات الوطنية بالجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات ماجدة النقيب أن القمة وما تتضمنه من محاور تأتي بطرح جديد يغطي مساحة كبيرة من الموضوعات التي تعكس اهتمام الدولة باستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة ودورها في بناء مجتمع المعلومات بالكويت، موضحة أن رعاية ومشاركة الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات تأتي في نطاق دوره ومسؤولياته في مجال تكنولوجيا المعلومات والتوعية العامة بها وباستخداماتها لدى جميع فئات المجتمع.
وشددت النقيب على أن وسائل الإعلام الاجتماعية فرضت نفسها وأصبحت واقعا ملموسا وكنتيجة للتطورات والمستجدات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات استطاعت أن تجمع بين النص المكتوب والمقطع المرئي وحولت مستخدمها من مجرد متلق للمعلومات إلى منتج لها ومشارك فيها، لافتة إلى أنه علينا مواكبة هذه النقلة النوعية وتطويعها للاستفادة منها في كل المجالات التعليمية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية لخدمة المجتمع بمختلف فئاته، موضحة أن وسائل الإعلام الاجتماعية قوة كامنة تحرك الشباب لتحقيق أهداف إيجابية إذا ما وضعت في إطارها الصحيح ولنتجنب التأثيرات السلبية لسوء استخدامها.
وبينت النقيب أن وسائل الإعلام الاجتماعية ليست مجرد واجهة لإبراز جهة أو تسويق منتج أو حتى وسيلة للتواصل بين الجمهور من خلال قراءة نسب التفاعل فحسب ولكنها أصبحت أداة لرفع كفاءة وقدرات المؤسسات العامة والخاصة، حيث توفر موردا لا ينضب من الآراء والأفكار الفورية والمباشرة التي تعود بالنفع عليها، لافتة إلى أن التحديات الكبيرة والعظيمة تجعلنا أكثر اصرارا على التمسك بمنهجية التطوير والتحديث والعمل على ايجاد الحلول العملية للمشكلات التي تحول دون تنظيم وسائل الإعلام الاجتماعية ووضع أسس وقواعد حرفية ومهنية وتشريعية لها.
ولفتت إلى أن أولويات المرحلة القادمة تتضمن عددا من المبادرات والمشروعات في مجال تكنولوجيا المعلومات تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الالكترونية وجودتها وتسهيل الاستفادة منها لفئات المجتمع وقطاعات الدولة.
بدورها أكدت مديرة العلاقات العامة والعلامة التجارية بالشركة الوطنية للاتصالات خلود الفيلي أن شبكات التواصل الاجتماعي نجحت في تقريب المسافة بين الشركات والعملاء مما يسهل للشركات خدمة عملائها وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل، لافتة إلى أن مشاركة الوطنية للاتصالات في القمة هذا العام تعد استكمالا لمبادرتها في العام الماضي وانطلاقا من إيمانها بدور مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد الظاهرة الإعلامية الأبرز في عالمنا اليوم، كونها تستقطب شريحة كبيرة من فئات المجتمع الكويتي وتجعلنا نرتقي بمستوى الخدمة المقدمة لعملائنا.
من جهته أكد مدير عام الإدارة المصرفية للأفراد بالوكالة في بنك الكويت الدولي ماطر الشمري أن بنك الكويت الدولي، كبنك إسلامي رائد، كان أول من آمن بأهمية وفاعلية قنوات التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها كلغة تخاطب وحوار متحضر بين الأجيال الصاعدة وشكلت جسرا لانتقال الحضارات وتبادل الخبرات بين الشعوب والأمم ونافذة واسعة يطل منها كل منا على العالم الآخر الذي يجهله بمجرد ضغط زر في زمن هيمنت عليه ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي باتت دول العالم تعتمدها كعنوان لثقافة العصر.
أما مدير عام ميكروسوفت الكويت شارل نحاس، فأكد أن القمة الكويتية الثانية لوسائل الإعلام الاجتماعية هي قمة محورية وهامة لميكروسوفت التي شاركت في فعاليات القمة الأولى وذلك نظرا للأهمية القصوى التي تتحلى بها وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير في بيئة الأعمال والاقتصاد بصفة عامة، لافتا إلى أن الأجيال الصاعدة شبت على هذه الأدوات وأصبحت جزءا من حياتها، موضحا أن على الشركات ان تغير من أساليب تواصلها مع موظفيها، فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر سرعة وأكثر فاعلية وتلقائية من التواصل عبر البريد الالكتروني.