انطلقت في البحرين أمس فعاليات مؤتمر أمني ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة لمناقشة أبرز مهددات الأمن الوطني والإقليمي لدول الخليج، وذلك بحضور ورعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني.
ويعقد المؤتمر على مدار يومين، تحت عنوان الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج: رؤية من الداخل.
وتحدث في المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والشيخ د. محمد الصباح وزير الخارجية السابق، وعدد من الشخصيات الخليجية. وخلال كلمته الافتتاحية، قال د.محمد عبدالغفار مستشار العاهل البحريني للشؤون الديبلوماسية ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، انه في زمن تغير التحالفات كنتيجة للمستجدات والأحداث الإقليمية والدولية فإن دول مجلس التعاون بحاجة الى صياغة استراتيجية مفهوم استراتيجي شامل على غرار ما يفعله حلف الناتو كل عشر سنوات.
بدوره، أكد الشيخ د.محمد الصباح انه آن الأوان لانتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الى تحالف كونفيدرالي، وهو امر يستوجب الانتقال من مرحلة الديبلوماسية الى أشكال من السياسة الحقيقية التي تضع في الاعتبار المخاطر والمهددات الوجودية لكيان دول المنطقة وأمنها الداخلي.
وبين ان اي خلافات خليجية حالية في ظل وجود ملفات خطرة مثل الخلل الكبير بالتركيبة السكانية يمثل تهديدا وجوديا لدول مجلس التعاون، مؤكدا أن دول التعاون ليس لديها مجال لترف الخلافات في ظل وجود هذه المهددات.
وقال الشيخ محمد الصباح إن دول المنطقة تواجه رغبات قوى إقليمية في أن تكون راعية وحامية لعقيدة معينة وتعتبر كل أبناء الطائفة هم رعايا بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية، قائلا إن هذه القوى تدفعها رغبات السيطرة، مشيرا إلى إيران التي تنظر لأبناء الطائفة الشيعية في المنطقة على أنهم تابعون لها رغم التصاق أبناء الطائفة بأوطانهم وأراضيهم، مؤكدا ان ذلك يشكل تحديا وخطرا قائما امام مخططي وصانعي السياسات في دول المنطقة.
وقال الشيخ محمد الصباح إن ثمة درسا مهما جدا نستخلصه من الحرب العالمية الأولى المدمرة وهي أن الاحتماء بالخارج والاستقواء بالأجنبي والبحث عن قوى خارجية لدعم موقف محلي أمر في غاية الخطورة ونتائجه كارثية، ويشكل هذا الأمر ايضا تحديا لدول مجلس التعاون.
وأوضح ان ايران تنظر بهذا المفهوم، فأينما حل المنتمون للمذهب الشيعي فهي راعية وحامية لهم بغض النظر عن درجة ايمان المواطنين والتصاقهم بأرضهم وانظمتهم الوطنية والسياسية.
من جانبه، قال الامير تركي الفيصل ان المؤتمر يأتي في ظل ما تشهده منطقتنا من انكشاف استراتيجي في أعلي مراحله على المستويين الوطني والاقليمي في الوقت الذي كان يجدر بنا بعد أكثر من 30 عاما من تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن نكون قد وصلنا الى أعلى درجات التنسيق والتعاون والوصول الى مرحلة الاتحاد لضمان أمننا واستقرارنا ورفاهية شعوبنا في هذه المرحلة الصعبة.
وأضاف ان اهم ما كشفته مجريات الامور في المنطقة أن الامن الوطني ليس عسكريا فحسب لدرء المخاطر الخارجية بل هو أمن سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي واعلامي. وقال الامير تركي الفيصل اننا في هذا الجانب من الخليج نكن كل احترام ومحبة لإخوة لنا يقطنون الجانب الاخر من الخليج، معربا عن اسفه أن تكون سياسات ايران منغصا للأمن الإقليمي نظرا للسياسات الايرانية المعادية في منطقة الخليج وفى العالم العربي سواء أكانت هذه السياسات هدفها فرض الهيمنة السياسية ام التدخل في الشؤون الداخلية لبلداننا عبر تأجيج الفتن الطائفية ومحاولة تصديرها الينا ام من خلال غموض نواياها بشأن خططها للمعرفة النووية وبالتالي امتلاك السلاح النووي ام من خلال احتلال الجزر الاماراتية ام بدعمها للحكم الطائفي في العراق أو تدخلها العسكري لدعم النظام السوري الاجرامي او التدخل لتفتيت اليمن مذهبيا.
واكد أن الضرورة للحفاظ على امننا تدفعنا الى العمل على ايجاد توازن معها بما في ذلك المعرفة النووية والاستعداد لاي احتمالات في الملف النووي الايراني.