- القطاع الخاص علمني قيمة العمل والإنجاز ومبدأ تكافؤ الفرص
- خبرتي في الموارد البشرية بـ «الخاص» وبيئة العمل في «الحكومي» كانت سبب اختيار بلير لي في مشروع رؤية الكويت 2035
- الإنسان هو الاستثمار الحقيقي ولا تنمية من دون بنائه وتطويره
- التجربة البرلمانية في الكويت لم تنضج تماماً والرجل والمرأة إلى الآن لم يرتقيا لطموحاتنا في إحداث التغيير والإصلاح
حاورتها: دانيا شومان
نساء الكويت دائما ما ينطبق عليهن القول انهن شقائق الرجال، فقد كن دوما مع إخوانهن الرجال يدا بيد وجهدا بجهد من أجل النهوض بهذا الوطن، وكم من امرأة تعبت واجتهدت وتميزت حتى صارت كأنها وزير بلا حقيبة! رغبة في إلقاء الضوء على مثل هذه التجارب الناجحة والبناءة، ومن أجل وضع نموذج يحتذى امام فتيات كويت اليوم حتى يقتدين بهن في حياتهن فيما يتعلق بالتعليم والعمل وسائر دروب النجاح، كانت هذه الصفحة «وزيرات بلا حقيبة» صفحة متخصصة نتعرف من خلالها على رائدات ومختلفات ومميزات، كل في مجالها، قامت كل واحدة منهن مقام وزير دون ان تحمل حقيبة، وساهمت بعملها، بعلمها، بتميزها، أو بنشاطها في خدمة بلدها الكويت، بل ساهمت في تغيير المجتمع إلى الافضل.
نستعرض خلال هذه الصفحة أحاديث سيدات مميزات يروين تجاربهن الخاصة، على شكل تاريخ مختصر لقصة تميز بطلتها امرأة مميزة جدا.
ريادة منى العبدالرزاق مختلفة تماما عن بقية الريادات التي دائما ما نستعرضها، فضيفتنا اليوم كانت من الكويتيات اللاتي خضن عالم التكنولوجيا من باب برمجة الحاسب الآلي، اللاتي عملن مبرمجات محترفات في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.
تجربتها فريدة من نوعها لأنها انتقلت من مجال نجحت فيه إلى مجال آخر أشمل نجحت فيه كذلك بل برعت فيه إلى درجة أنه تم اختيارها من قبل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لتكون ضمن فريق العمل المشارك ضمن «رؤية الكويت 2035»، كما تم اختيارها أيضا ضمن البرنامج الدولي للقادة من بين 20 شخصية من مختلف دول العالم.
تخصصت العبدالرزاق في مجال التنمية البشرية واستطاعت أن تحقق أسسا حقيقية وعملية على كافة المستويات، وهي ترى أن احترافها كمبرمجة كمبيوتر مكنها من اقتحام ذلك المجال بكل سهولة قائلة: «انه يسهل على مبرمج كمبيوتر ان ينتقل للعمل في مجالات عديدة أخرى أما العكس فصعب جدا فلا يمكن لأي شخص من مجال آخر ان يعمل كمبرمج كمبيوتر».
خلال تجربتها العملية أيضا مارست العمل الصحافي ودخلت صحيفة القبس كمتدربة ومن ثم كصحافية وتمكنت من أن تنجح في المجال حتى أنها تحولت لاحقا إلى مستشارة إعلامية متخصصة.
منى العبدالرزاق حالة كويتية خاصة وهذا نص اللقاء معها:
كنت من أوائل الكويتيات اللاتي اقتحمن مجال برمجة الكمبيوتر في الثمانينيات وهو تخصص لم يكن يعرفه أحد.. كيف اخترت هذا التخصص النادر يومها؟
٭ في الثمانينيات كان علم الحاسب الآلي والإحصاء، كما كان يسمى في ذلك الوقت، هو المجال المتاح لدراسة برمجة الكمبيوتر واخترت هذا المجال لأنه علم حديث ودفعني الفضول والرغبة في معرفة معنى البرمجة، وكيف يمكن لجهاز وبرنامج ان يحدثا فرقا في حياتنا العملية.
وللأمانة عالم التكنولوجيا يستهويني لأنها نافذتنا لنتعرف على ما هو ابعد من حدود معرفتنا.
كما ان حب التعلم جزء من شخصيتي وسبب رئيسي دفعني الى خوض تجارب متنوعة ساعدتني في اكتساب مهارات في عدة مجالات.
أيضا وكنوع من الريادة لك كنت أول كويتية تعمل بوظيفة مبرمجة كمبيوتر في الخطوط الجوية الكويتية... حدثينا عن هذه التجربة؟
٭ التحقت بالخطوط الجوية الكويتية كمبرمجة كمبيوتر عام 1986 وكان هناك بعض الموظفين الكويتيين في هذا المجال ولكن الفرق انه تم تعييني في قسم الميزانية التابع للدائرة المالية بدلا من دائرة الحاسب الآلي لوجود احتياج لمبرمج كمبيوتر يمكن ان يسهم في مكننة العمل اليدوي أي إنجاز بعض المهام آليا بعمل برامج باستخدام الحاسب الشخصي وهنا كان التحدي لأن دراستي للبرمجة لم تكن على الحاسب الشخصي حيث كانت دراستي على لغة البرمجة الخاصة بـ main frame.
وبدأت اعتمد على نفسي لتعلم لغات جديدة للبرمجة الـ dbase والـ lotus وc+ لتصميم برامج ونجحت في تصميم بعض البرامج التي يمكن استخدامها لمن يعملون في مجال الشؤون المالية.
خلال عملك كمبرمجة محترفة هل تتذكرين برنامجا معينا قمت بكتابته أو تطويره.. وهل مازلت تمارسين البرمجة؟
٭ عالم البرمجة ابتعدت عنه منذ عام 2001، لأنني يومها فضلت الابتعاد من أجل الانتقال الى دائرة التدريب والتطوير ومن بعدها الموارد البشرية وهنا بدأت تجربة جديدة ومعرفة جديدة، وهناك مقولة متعارف عليها في أوساط العمل وهي أنه «يسهل على مبرمج كمبيوتر ان ينتقل للعمل في مجالات عديدة أخرى أما العكس فصعب جدا فلا يمكن لأي شخص من مجال آخر ان يعمل كمبرمج كمبيوتر، كما أن دراسة البرمجة أيضا تمنحنا شيئا مهما جدا يطلق عليه الـ rational thinking أي التفكير العقلاني والمنطقي لأن أي برنامج لا بد ان يبنى على أسس منطقية تتناسب مع الهدف الذي صمم من أجله.
مع دخول عالم التطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية هل فكرت باقتحام عالم التطبيقات كونك تتمتعين بخبرة واسعة في هذا المجال؟
٭ عالم التطبيقات يتطلب خبرة ليس فقط في مجال البرمجة بل أيضا في التصميم الإبداعي وهناك جوانب فنية عديدة لم أتعلمها ولكن أعوض ذلك بأن احرص على متابعة المستجدات في عالم التطبيقات واستخدامها في تطوير أسلوب أدائي للعمل لأنه مهم جدا بالنسبة لي ان استخدم التكنولوجيا بفعالية بمعنى إنجاز عدة مهام وبأقل وقت ممكن خاصة ان طبيعة عملي واهتماماتي تتطلب مني القيام بعدة مهام في آن واحد.
كنت من بين النخبة الذين تم اختيارهم للعمل مع مشروع توني بلير أو ما عرف باسم مشروع رؤية الكويت 2035.. حدثينا عن اختيارك وتجربتك في هذا المشروع الوطني؟
٭ دائما أتوقف عند هذا السؤال لصعوبة إيجاز تجربتي في هذا المشروع بأسطر محدودة ولكن اعتبرها تجربة مختلفة عن كل التجارب الأخرى لها تحدياتها الخاصة ودروس مستفادة علمتني الكثير على المستوى الشخصي.
خبرتي في مجال الموارد البشرية والتي اكتسبتها خلال عملي في القطاع الخاص ومعرفتي بطبيعة بيئة العمل في القطاع الحكومي كانت السبب الرئيسي وراء اختياري للعمل في هذا المشروع كمستشار للموارد البشرية لدعم المستشارين العاملين ضمن فريق العمل من خلال تأسيس قسم مختص بإدارة المهام اليومية المتعلقة بالموارد البشرية مثل: اجراءات التوظيف والمقابلات الشخصية للتعيينات الجديدة، متابعة تقييم الموظفين، الشؤون الادارية وشؤون الموظفين.. الخ.
منذ فترة وانت تعملين في مجال الاستشارة الإعلامية.. هل يمكن ان تتحدثي عن توجهك للإعلام.. والأهم لِم لم تمارسي الكتابة الصحافية بشكل مستمر؟
٭ خلال دراستي الجامعية عملت في الصحافة وتدربت في صحيفة القبس عندما أسس محمد الصقر رئيس التحرير آنذاك مــركزا للتدريب في صحيفة القبـس بهدف استقطاب وتأهيل شباب كويتـيين للانــخراط في العـمل الصـــحافي وتعتبر مبادرة ممــتازة لأنها جمعت بين محاضرات وتدريب عملي في أقسام الجريدة ومن هنا بدأ الاهتمام لدي بمجال الصحافة إلا أن دراستي وعملي في مجال تخصصي أي الكـمبيوتر باعد بيني وبين الصحافة ولكني حافظـت على العلاقات والتواصل مع الصـحافيين.
وهنا أود ان أوضح ان مسيرتي العملية تتضمن محطات قد تبدو ليست مترابطة ولكن فعليا هي متكاملة لأنها كانت بمنزلة المدرسة التي صقلت شخصيتي ومنحتني مهارات في عدة مجالات وأهمها كيفية بناء شبكة العلاقات العامة بمهنية وحرفية وأهمية العمل الصحافي في تقصي الحقائق وإبرازها بحيادية واكتساب ثقة واحترام الآخرين.
وعندما عملت كمستشارة إعلامية مع الوزير انس الصالح عندما تولى حقيبة وزارة التجارة برزت قيمة خبرتي وعلاقتي مع الصحافة والقنوات التلفزيونية في وضع خطة عمل للتواصل بشكل دائم ومستمر مع الإعلام لمتابعة كل المستجدات سواء كانت قرارات أو أحداثا أو أخبارا تتعلق بوزارة التجارة أو البيانات التي تصدر عن وزير التجارة وأيضا متابعة ورصد كل ما ينشر من خلال أدوات التواصل الاجتماعي.
وهذه التجربة سمحت لي بمعرفة أهمية خبرة المستشار الإعلامي ودوره في دعم ومساندة عمل أي قيادي.
ماذا لو تم تخييرك لتولي حقيبة وزارية.. فأي وزارة ستختارين؟
٭ أنا أدين الى القطاع الخاص بانه علمني قيمة العمل والإنجاز ومبدأ تكافؤ الفرص لذلك لا أرى انني قادرة على ان أتعامل مع قطاع يخلو من مقومات العمل المؤسسي الذي يسمح بالإنجاز ويفتقر الى ثقافة احترام قيمة العمل والانضباط.
ولكن هناك وزارتين اعتقد انه يمكن ان يكون لهما إسهام كبير في معالجة الخلل الذي نعيشه.
أولا: أنا أؤمن بان التنمية تبدأ بالإصلاح لأنه لا يمكن البناء على أسس ضعيفة.. لذا فان وزارة التنمية تحتاج الى إعادة صياغة لدورها ومهامها وصلاحياتها أيضا.
ثانيا: الانسان هو الاستثمار الحقيقي ولا يوجد تنمية بلا تنمية الإنسان لذلك فان وزارة التربية تحتاج الى تغيير شامل في خطتها ولا بد من الاستعانة بخبرات المتخصصين والمؤهلين لوضع استراتيجية وخطة عمل قابلة للتنفيذ تهدف الى خلق بيئة تعليمية متكاملة تسمح بتنشئة أجيال قادرة على تحمل المسؤولية والابتعاد عن الاتكالية، تؤمن وتحترم حقوق الإنسان وأيضا تأهيل وتطوير المدرسين ليتعاملوا مع مشاكل هذا العصر بلغة عصرية وقدرة على تنشئة تلك الأجيال.
لِم لم تفكري بخوض الانتخابات البرلمانية خاصة انك تمتلكين كافة المؤهلات لذلك: المهنية والدراسية والعملية والحضور أيضا؟
٭ لا افهــم لعبــــة السياسة ولا تستهويني لغة الاستعراض، إذن لا تتوافر لدي مؤهلات دخول البرلمان.
كيف تقيمين التجربة البرلمانية للمرأة الكويتية؟
٭ بشكل عام التجربة البرلمانية في الكويت لم تنضج تماما، الرجل والمرأة الى الآن لم يرتقيا للطموحات التي نأمل بها لإحداث التغيير والإصلاح.
وكيف تقيمين تجربة أداء المرأة الكويتية كوزيرة؟
٭ الأجواء السياسية وأسلوب المحاصصة دائما تفرض تحديات كبيرة أمام أي قيادي لديه الرغبة الجادة في الإصلاح كما ان العمر الوزاري لأي وزير في الكويت قصير جدا لا يسمح بتقييم عادل لنتائج الأعمال.
الوزير سواء كان امرأة أو رجلا غير قادر على تجاوز هاجس الاستجواب الذي عزز ثقافة التردد والخوف من المواجهة أو المساءلة.
قلت في لقاء سابق انك تفكرين في كتابة مذكراتك.. هل يمكن ان تحدثينا عن أبرز ما ستطرحينه من أبواب في تلك المذكرات؟
٭ الدروس المستفادة من التجارب الشخصية هي ما يستحق مشاركته مع الآخرين لأنه يحفزهم ويشجعهم على مواجهة التحديات وعدم الاستسلام.
الأمر الذي يعنيني بالدرجة الأولى هو ان اسهم في ان يصنع الآخرون قصص نجاحهم وان ينظروا الى التحديات على انها فرص للتعلم والتغيير بشكل إيجابي وتسخير قوتنا الشخصية لتحقيق الأفضل.
لذلك قمت بتأسيس مؤسسة تحمل عنوان inspiring minds تتمحور حول الهام الآخرين من خلال تبادل الخبرات والتجارب الواقعية مع أشخاص يمكن اعتبارهم رموزا ناجحين في مسارهم العملي والمهني استطاعوا مواجهة وتحويل تحديات حياتهم الى فرص للانطلاق نحو تحقيق النجاح.
اعتقد من خلال هذه التجربة استطيع ان اطلق جزءا من الدروس المستفادة وابرز التحديات التي واجهتها في حياتي.
«الخارجية الأميركية» اختارت العبدالرزاق للمشاركة في البرنامج الدولي للقادة الزوار
تحدثت العبدالرزاق خلال اللقاء عن اختيارها ضمن 23 شخصية على مستوى العالم من جانب وزارة الخارجية الأميركية للمشاركة في البرنامج الدولي للقادة الزوار حيث قالت: قبل فترة شاركت ضمن البرنامج الدولي للقادة الزوار ivlp والذي يرعاه وينظمه مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية.
البرنامج يحمل عنوان تعزيز المجتمع المدني من خلال وسائل الإعلام الجديدة.
رشحت له ضمن 23 مشتركا جاءوا من مختلف أنحاء العالم ولمدة 20 يوما قضيناها في زيارة عدة ولايات أميركية منها واشنطن، دالاس، سان فرانسيسكو، نيويورك، ساكرامينتو
ويهدف لدراسة مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام الجديدة اثر أدوات التواصل الاجتماعي، وأيضا التعرف على حقوق المواطنين ومسؤولياتهم في المجتمع المدني في الولايات المتحدة، وكيفية استخدام وسائل الإعلام الجديدة لتعزيز الشفافية والمساءلة في القطاعين العام والخاص.
هذا البرنامج يأتي ضمن عدة برامج تنفذها وزارة الخارجية لتمنح فرصة التقاء المشاركين بممثلين من عدة منظمات ومؤسسات مدنية كما يشمل عدة زيارات وأنشطة اجتماعية وثقافية تسمح بتبادل الآراء وإتاحة الفرصة لفهم النواحي الثقافية والسياسية والاجتماعية في المجتمع الأميركي.
للتواصل مع الصفحة
«وزيرات بلا حقيبة» صفحة أسبوعية تستضيف فيها إحدى السيدات اللائي يعتبرن نجوما فوق العادة، ممن لهن بصمات واضحة في خدمة مجتمعهن.
للتواصل:
[email protected]