بقلم: عادل عبدالله القناعي
عذرا مسلمي غزة على عروبتنا التي ماتت ودفنت فوق التراب، «خجلا» مما يفعله أبطال المقاومة الفلسطينية «حماس» من الدفاع ورفع راية الإسلام في وجه العدو الصهيوني الغاشم، عذرا مسلمي غزة على أحاسيسنا ومشاعرنا التي انعدمت وتشوهت في ظل صمت البعض عن الكلام، متناسين ما يمر به شعبكم من إبادة جماعية من قبل العدو الإسرائيلي، عذرا مسلمي غزة على تخاذلنا إزاء نصرة قضيتكم الأولى، والتي أصبحت مسؤولية كل مسلم على وجه الأرض. عذرا وعذرا، فعالمنا العربي والإسلامي بات منهكا فمن لكم غير الله ناصركم، ويثبت أقدامكم في ظل الانتهاكات الوحشية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي من قصف وقتل وحرق وارتكاب المجازر الدموية في حق شعبكم المرابط.
فقد أصبح الخوف والصمت العربي للأسف «عادة» لا يستغني عنها العرب والمسلمون في ظل الانتهاكات الإسرائيلية ضد شعب فلسطين، في حين آخر نرى الاحتفالات والتهاني تعم العالم بفوز ألمانيا بكأس العالم، وبالمقابل نرى مونديال القصف والقتل والحرق يجتاح شعب غزة بكل الطرق الوحشية المنافية لقوانين حقوق الإنسان، فعذرا غزة، فالضمير العربي انتقل إلى رحمة الله تعالى، وسيوارى جثمانه كل معاني الذل والعار والهزيمة.
فإلى متى يعيش الشعب الفلسطيني «مقيدا» من قبل القوة الغاشمة الإسرائيلية، و«محاصرا»؟ أما آن للواقع أن يتغير، وأن يعيش الشعب الفلسطيني كباقي شعوب العالم؟!
وهذا ما أكده نائب رئيس المكتب السياسي في خطابة الأخير، بأن الرسائل الموجهة إلى إسرائيل ما هي إلا مطالب شعبية فلسطينية لرفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات، وأن قوى المقاومة ليست قوة لفصيل أو حركة، ولكنها لحماية الشعب الفلسطيني بأكمله، فهي سند للشعب، ورفعة للأمة التي انشغلت في همومها الخاصة.
وللأسف لا أحد يتعظ أو يأخذ العبر مما يحصل في قطاع غزة، فالعدو الأشرس والخطير على أمتنا العربية والإسلامية هو إسرائيل وأمريكا، فهما تحاولان بشتى الطرق الخبيثة زرع المخطط الصهيوأميركي بدول العالم العربي والإسلامي، وذلك بنشر الفتن الخبيثة بوجهيها السياسي والمذهبي، ونشر التفاهات الإعلامية الهابطة، التي ملئت بها شاشاتنا العربية والإسلامية، فكل هذا يحدث ويجري في ظل الغيبوبة العربية الصامتة، أما آن لكم يا عرب أن تفيقوا من سباتكم العميق لتروا واقعكم المزري الذي تعيشون فيه؟!
[email protected]