- للأسف استخدمت بعض الوسائل الإعلامية الإثارة الرخيصة لزيادة حدة الاحتقان في المرحلة السابقة
- بعض ضيوف «نقطة نظام» سيشكلون صدمة إيجابية على الساحة الإعلامية فور ظهورهم على الشاشة
- لا أؤمن بالخطوط الحمراء والموضوعية أساس نجاح أي إعلامي
- «نقطة نظام» سيستضيف شخصيات لم يسبق لها الظهور الإعلامي وهي من كبار الشخصيات التي ستشكل مفاجأة
- يجب وقف الهدر المالي الذي يستنزف ميزانية الدول العربية في الإعلام الحكومي
دارين العليلا يعترف بالخطوط الحمراء في الاعلام، ولا يرى ان الحيادية مجدية في انجاح العمل الاعلامي، يعتقد فقط بالموضوعية التي يجب ان يتحلى بها أي مقدم برامج سياسية خصوصا حتى يؤثر بشخصيته في نجاح البرنامج من عدمه.
الاعلامي الزميل عمار تقي المنتقل حديثا الى قناة «المجلس» الجديدة بعد ان سطع نجمه في برنامج «المنصة» على قناة «الكوت» سيقدم «نقطة نظام»، وهو برنامج سياسي اسبوعي جريء من المقرر أن تبث أولى حلقاته مساء السبت على قناة المجلس وسيشكل بضيوفه وفق توقعات تقي صدمة ايجابية على الساحة الاعلامية المحلية.
تقي الذي تمنى ان تطلق رصاصة الرحمة على الاعلام الحكومي في دول العالم العربي جميعا لما تشكله من هدر مالي على ميزانياتها، قال ان تجربة قناة «المجلس» غير المسبوقة عربيا ربما تشكل بديلا ناجحا للاعلام الحكومي كونها ترتدي العباءة الرسمية ولكنها تخرج أساسا من رحم الشعب.
ويؤمن تقي بأن وسائل الاعلام تمتلك قدرة خطيرة على التحكم في زمام الامور منتقدا الاثارة الرخيصة التي اتبعتها بعض البرامج السياسية التي ساهمت في تأجيج الازمة التي مرت بها الكويت أخيرا، وأرسلت رسائل سلبية حول الاعلام الحر الى الدول المجاورة جعلتها تنكر الحاجة له.
عمار تقي حل ضيفا على «الأنباء» قبيل عرض أولى حلقات برنامجه وكان معه حوار مطول.
فإلى التفاصيل:
اولا، لنتحدث عن انتقالك من قناة «الكوت» بعد ان قضيت فيها 3 سنوات وحققت فيها نجاحا ملحوظا في برنامج «المنصة».
٭ بداية الانتقال جاء بناء على العرض الذي قدم لنا من قناة «المجلس» ولم اسع شخصيا للانتقال بل على العكس كنت قد رفضت عددا من العروض للانتقال الى قنوات محلية لعدم توافر عناصر الاتفاق، والقيمون على قناة «المجلس» كانوا يبحثون عن مقدم بمواصفات معينة، وقد وقع اختيارهم علي وأنا اشكر ثقتهم هذه، وتم الاتفاق بعد شهر من المفاوضات، ولم تكن هذه المفاوضات سهلة بل وضعت شروطا معينة، فمن المؤكد انه ليس من السهل علي ترك قناة «الكوت» وهي التي فتحت لي باب الوصول الى الجمهور، والاتفاق تم على اساس الانتقال لسنة كاملة سيتم بعدها تقييم التجربة بين اطراف المفاوضات الثلاثة وعلى أساسها استمر في قناة «المجلس» أو أعود الى قواعدي في قناة «الكوت».
وكيف تتوقع ان تكون التجربة الجديدة في برنامج سياسي في قناة شبه رسمية؟
٭ يجب ان نقر أولا بان البرامج السياسية متشابهة في الشكل والمضمون وما يحدد نجاح أي برنامج هو شخصية المقدم وطريقة طرح الاسئلة ومضمونها، و«نقطة نظام» برنامج استوحينا اسمه من عبارة دائمة الاستخدام في جلسات المجلس وهي تدل على اعتراض أو عدم رضا، وبالتالي سيتم فتح المجال للضيف للتعبير عن القضية المطروحة، وأنا سأكون أكثر مرونة من برنامج المنصة حيث كانت فكرته تقوم على استجواب الضيف وتعمد ايقاعه في الاخطاء للخروج بتصريحات وعناوين عريضة، أما في البرنامج الجديد فسيتم استجواب الضيوف من نواب ووزراء وشخصيات سياسية سواء كانت فردية أو ثنائية، ولكن ليس بهدف ايقاعها في تناقضات وانما لاستعراض القضايا من وجهة نظر الضيف.
ولكن من المعروف عن عمار تقي شخصيته المستفزة والدائمة المقاطعة للضيوف، فهل سيتوقف ذلك في «نقطة نظام»؟
٭ نعم كنت انتقد كثيرا من قبل الجمهور على أدائي في برنامج «المنصة» بأنني كثير المقاطعة وهو ما كان يزعج مجموعة من المتابعين ممن يرون أنني لا افتح المجال أمام الضيوف للتعبير عما يجول في خاطرهم، الا أن طبيعة البرنامج كانت تتطلب ذلك، ويختلف عن برنامج «نقطة نظام» الذي سيتيح فرصة اكبر للضيف في تناول القضايا على الرغم من اننا سنسعى الى إظهار التناقضات بأسلوب مرن.
وكيف تنظر الى موقع الاعلام السياسي والبرامج السياسية وهل لها دور في الحياة السياسية المحلية وفي تحريك الرأي العام؟
٭ نعم طبعا، وللأسف خلال الفترة السابقة كان لبعض البرامج السياسية الحوارية دور سلبي جدا ساهم في زيادة حدة الاحتقان والتوتر السياسي في البلاد، والبعض كان يستغل تقديمه لهذه البرامج من أجل تسوية حسابات أو أن يكون أداة معينة لإيصال رسائل باتجاه معين، فكان لهذه البرامج تأثير سلبي اذ كانت تقوم بتأجيج الشارع بأسلوب غير مهني وغير موضوعي، ومع اننا وعلى اثر احدى حلقات المنصة قدم 5 نواب استقالاتهم الا اننا لم نكن نتعمد التأجيج وكنا نتناول القضايا السياسية من واقعها مبتعدين عن القضايا الطائفية او العنصرية، في حين ان بعض البرامج وللأسف كانت تؤجج الطائفية، وكان بالفعل لها جمهورها لأن الجمهور في النهاية يبحث عن الاثارة، وهذه الاثارة الرخيصة ساهمت في تمزيق المجتمع وزيادة حدة الاحتقان.
ولكن كل البرامج السياسية تسعى الى الاثارة لكي تكسب جمهورا؟
٭ بالفعل، فالهاجس لأي مقدم برنامج ان يكسب جمهورا ومتابعين ولكن للأسف ما ساد في الفترة السابقة ان تقوم هذه البرامج على الاثارة الرخيصة والبعض نجح في ذلك، ولكن الأمر كان كفقاعة صابون ما ان هدأ الوضع حتى بدأ الجمهور يفرق بين السيء والحسن، فمن يستمر هو من يستطيع ان يقدم برنامجا سياسيا ساخنا ولافتا للنظر ومثيرا للجدل وأن يقترب من المناطق الحمراء دون اتباع هذه الاثارة الرخيصة، وطوال مدة تقديمي لـ «المنصة» لم يسجل علي ذلك، اذ لم اتناول ما يساهم في زيادة حدة الاحتقان بل قمنا بما هو مباح من تسليط الضوء على القضايا الخلافية في المجتمع وابراز السلبيات ومحاولة ايجاد الحلول لها سواء في أداء المجلس او الحكومة او المعارضة ولم يكن هدفنا تلميع الضيوف بل ابراز الواقع دون إثارة أو «رتوش».
وكيف تنظر الى الاعلام الكويتي مقارنة مع دول الخليج وخاصة من ناحية التعاطي مع القضايا السياسية؟
٭ الاعلام الكويتي على مستوى الخليج منافس بشكل رئيسي حتى يكاد يكون الوحيد على الساحة الخليجية في ظل هامش الحرية الاعلامية التي نتمتع بها في الكويت وهي غائبة عن أكثر دول الخليج، لكن للأسف لم تستفد القنوات الخاصة المحلية بشكل سليم من هامش الحرية هذا، وأوصلت رسائل سلبية الى دول الخليج في طريقة طرح المشاكل المحلية والحراك السياسي في البلاد ما خلق ردات فعل لديهم ادت الى انكار الحاجة الى الحرية، وطبعا هنا نتحدث عن الاعلام الخاص لأن الاعلام الحكومي ليس له اي تأثير يذكر.
ولكن الاعلام الكويتي ليس بالقوة نفسها عربيا، فما تفسيرك لهذا؟
٭ نعم على الصعيد العربي نلاحظ جليا ان القنوات المحلية لا تعير اهتماما للتحولات الجذرية التي تطال العالم العربي، كأننا نعيش في جزيرة منفصلة عن الاقليم العربي، اذ فضلنا الانغماس بالشأن المحلي كليا سواء بالموضوعات السياسية او الاجتماعية أو الاقتصادية، وهو أمر غير سليم إعلاميا، اذ يجعلنا بعيدين عن المنافسة عربيا.
وكيف ستكون طبيعة القناة الجديدة التي انتقلت اليها وهل ستتماشى مع هذه القنوات؟
٭ قناة «المجلس» هي قناة محلية محضة ولن تتطرق الى قضايا اقليمية وتناقشها لأنها تابعة مباشرة لمجلس الامة وان كانت ستلقي الضوء على هذه القضايا ضمن الاطار الكويتي او ما له علاقة بالكويت.
برأيك ما الذي ينقص الاعلام المحلي حتى يرقى الى منافسة القنوات العربية الاخرى؟
٭ يجب ان نخرج أولا من القوقعة التي وضعنا أنفسنا فيها باعتبارنا اننا لا علاقة لنا بما يجري حولنا على الرغم من أن كل القضايا في الكويت لها امتداداتها الى الخارج او بالعكس، وهنا الاعلام كرر الخطأ الذي وقعنا فيه عقب التحرير بتطليقنا للقضايا العربية بعد عودتنا للداخل وهذا كان مبررا طبعا، لكن هذا الخطأ غير مبرر اليوم وخصوصا بعد أحداث الربيع العربي، وأعتقد انه على المدى المنظور لن يتغير ذلك بالرغم من بعض المحاولات التي قمنا بها في برنامج «المنصة» بتسليط الضوء على القضايا العربية واستضافة شخصيات معنية فيها مثل العراق ولبنان وسورية وغيرها.
نلاحظ ان الساحة الاعلامية الكويتية فيها من الشباب ما يعد بالكثير، فما رأيك؟
٭ لدينا طاقات شبابية كويتية اعلامية جبارة استطاعت ان تحقق انجازات على صعيد الاعلام في وقت قصير لم يستطع خلاله كبار المخضرمين في الحقل الاعلامي ممن تتلمذنا على ايديهم تحقيقها، اذ استغرقوا وقتا طويلا لذلك، وربما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بتقصير المسافة على الاعلاميين الشباب، الا انه على الرغم من ذلك لدينا مشكلتان رئيسيتان في الاعلام المحلي وهما اولا ان طبيعة العمل في القنوات المحلية الخاصة قائمة على المحسوبية ما أثر بشكل سلبي على الشباب، حيث تحرم الطاقات المدفونة التي لو اتيحت لها الفرص فإنها ستتمكن من ايجاد اعلام كويتي خاص يضاهي القنوات العربية الموجودة حاليا، أما المشكلة الأخرى فهي حالة الكسل التي تعتري الشباب المتوهم بأن الامور ستأتي اليه على سجادة حمراء، دون أن يدرك أن طريق العمل الاعلامي لم ولن يكون مفروشا بالورد بل يحتاج الى تعب وجهد وتطوير دائم للذات وليس الخروج بشكل هواة على الشاشة ومن ثم إلقاء اللوم على الآخرين، وفي ظل هذا الكسل وقلة الفرص سنبقى ندور في الحلقة المفرغة حتى يبرز اعلامي مهم بين الفترة والاخرى، أما عن نفسي فلدي دائما هاجس التطوير الذاتي وقد اتخذت الكثير من الخطوات العملية في هذا الشأن والتحقت بدورات مكثفة في قناة الجزيرة لأخرج بما يليق بلقب اعلامي وأحاول أن أصقل موهبتي بشكل مهني، وهناك العديد من الدورات التي سألتحق بها قريبا في «الجزيرة» والـ «بي.بي.سي».
ذكرت سابقا ان الاعلام الحكومي دون تأثير يذكر لماذا برأيك؟
٭ اثبتت تجربة الاعلام الحكومي في أي دولة أنها فاشلة بامتياز مع مرتبة الشرف لوجود قيود وضوابط تحد من أي تعاط موضوعي مع أي قضية في ظل المجاملات التي تفرض نفسها فيه وغياب ذلك في القنوات الخاصة وان كان بشكل جزئي، ففي أوروبا وأميركا مثلا تخلصوا منذ زمن بعيد من الاعلام الحكومي وباتت رسائل الحكومة تمرر عبر الاعلام الخاص وهي ظاهرة صحية جدا، لكننا للأسف لم نصل الى هذه المرحلة على الرغم من ان المشاهد بات في مرحلة من الوعي التي بات يرفض معها سياسة «كله تمام يا فندم» المطبقة من قبل الاعلام الحكومي في ظل قائمة طويلة جدا من الخطوط الحمراء، وهذا لم يعد يجدي نفعا مع المشاهدين اليوم، ففي لبنان ومصر مثلا يتم تجاهل الاعلام الحكومي وتم التحرر منه وباتت القنوات الخاصة تتحرك بشكل أفضل، لذلك يجب وقف الهدر المالي الذي يستنزف ميزانية الدول العربية في هذه الجانب ويجب ان نطلق رصاصة الرحمة على الاعلام الحكومي وان يتم التركيز على القنوات الخاصة القريبة من المشاهد.
لكنك تتحدث عن الاعلام الرسمي على الرغم من انتقالك الى قناة شبه رسمية كونها تابعة لمجلس الأمة؟
٭ قناة «المجلس» ستكون خليطا من نوعي الاعلام الخاص والرسمي فهي تلبس عباءة الاعلام الرسمي ولكنها خرجت أساسا من رحم الشعب، لذلك ستقدم تجربة فريدة وغير مسبوقة على الصعيد العربي بالمزج بين الاعلام الرسمي والخاص وربما مع الوقت تكون بديلا ناجحا للاعلام الحكومي.
وانت كشخص لا تؤمن بالخطوط الحمراء كيف ستوازن بين ذلك ووجودك في محطة شبه رسمية؟
٭ هذا السؤال يطرح علي بشكل دائم ومن الامور التي طرحت خلال المفاوضات، اذ انني تساءلت هل المطلوب مني في القناة ان اقدم برنامجا تلميعيا للمجلس والحكومة، وهل يحق لي التدخل في المواضيع والضيوف، وهل سنجد في البرنامج شخصيات معارضة تطرح أفكارها وتحمل وجهات نظر مغايرة، وبكل أمانة أتتني الاجابة ايجابية جدا، اذ ان هناك هامشا كبيرا من المرونة وان التوجه السياسي المعين للقناة لن يضع علي قيودا في تناول المواضيع بشكل موضوعي، لأن نجاح اي تجربة تتطلب ان يكون هامش التعاطي والمرونة فيه كبير جدا وما لمسته خلال المفاوضات انه لن يكون هدفنا تلميع مجلس الامة بقدر إبراز ما يقوم به وإلقاء الضوء على القضايا المهمة ولكن ليس بشكل استفزازي بل موضوعي، وسنتطرق الى بعض القضايا التي لم يتم تسليط الضوء عليها او تم تجاهلها بشكل موجه، سنقدم بضاعة جديدة وموضوعية، ونتمنى من المشاهد اعطاءنا الفرصة، فالحكم علينا يجب الا يكون مبكرا جدا في ظل الجهود الجبارة التي تبذل للقناة، فنحن نطلب مهلة ثلاثة أشهر ومن ثم فليبدأ المشاهد بالتقييم.
أنت تعد بالكثير، فهل لنا أن نعرف قليلا عما ستقدمه في البرنامج؟
٭ في برنامجي سنجد الكثير من الشخصيات التي لم يسبق لها الظهور الاعلامي وهي من كبار الشخصيات التي ستشكل مفاجأة على الصعيد الاعلامي وستكون من مختلف ألوان الطيف السياسي وسيتم طرح القضايا معها بكل شفافية وموضوعية، نقوم بالتواصل مع عدد من الشخصيات العامة السياسية سواء في المواقع الرسمية أو خارجها وستكون لدينا مفاجآت، خصوصا أن الحلقة الأولى ستخرج الى الجمهور يوم السبت المقبل تزامنا مع ذكرى الدستور ونحن نعمل بشكل جدي وغير مسبوق مع ضيوف ما ان تظهر أسماؤهم على الشاشة ستحدث صدمة إيجابية كبيرة جدا على الساحة الاعلامية.
يقال ان الاعلام غير الموجه غير موجود وهذا ينطبق على الاعلام المحلي، فما قولك؟
٭ نحن لسنا في المدينة الفاضلة لذلك يجب ان نكون واقعيين، وعلى المستوى الشخصي لا أؤمن بأن هناك اعلاما حرا على مستوى العالم أجمع، وكل قناة أسست لأهداف بغض النظر ان كانت هذه الاهداف نبيلة أو خبيثة، الا انه ليس هناك اي وسيلة اعلامية ليست لها رسائل تريد ايصالها لأي كان، ولهذا أقول لا يوجد اعلام حر، واعتقد فقط بالاعلام الموضوعي الذي ينقل الواقع كما هو دون تمييز او تدليس، وكلنا ندرك ان الوسائل الاعلامية خطيرة جدا ولها دور كبير في تأجيج الأزمات أو اطفائها، هذا في حال ابتعادها عن الموضوعية، وهنا لا أقصد الحيادية، فأنا لا أؤمن بالحيادية في العمل الاعلامي وإنما الموضوعية في الطرح.
لكنك كمقدم برامج، هل تتعارض مع سياسة القناة أحيانا او تطرح بعض آرائك وأفكارك في برامجك؟
٭ كإعلامي لي آرائي الخاصة لكن ليس مطلوبا مني كمقدم برامج أن أظهر وأتحدث عن آرائي الخاصة لأنني لست محللا سياسيا او ضيفا في برنامج، فعندما أكون أنا المحاور ليس المطلوب مني أن أعرض رأيي الخاص ولكن أن أعرض ما يدور في ذهن المشاهد، فمثلا في برنامج المنصة استضفت الكثير من الضيوف وتقمصت شخصيات ودافعت عن توجهاتها مع انها لا تمثلني من قريب أو بعيد، وذلك لخلق عنصر التوازن بين الضيف والطرف الآخر الذي هو غائب أصلا فكنت أنا أمثله وبالتالي أخرج من شخصي كعمار تقي الانسان ذي الآراء السياسية والاجتماعية وألبس الشخصية الاعلامية التي تؤمن بالموضوعية وليس بالحيادية لأكون في الجهة المعاكسة للضيف الموجود معي.
وكعمار تقي الانسان، كيف تقيم الوضع السياسي في البلاد اليوم؟
٭ هو أفضل بعد ان خفت حدة الاحتقان الشعبي، وفي الاطار العام هناك حالة من الاستقرار، ولكنني لست راضيا عن الاداء الحكومي او أداء مجلس الامة وحتى المعارضة، فهناك قصور لدى الجميع في التعامل مع القضايا، ولكنني في الوقت نفسه متفائل في المرحلة المقبلة بأنها ستكون أفضل بوجود عامل الاستقرار الذي يمكن ان يشكل فرصة للجميع لإعادة ترتيب أوراقهم للمرحلة القادمة التي اتمنى ان تكون اكثر ايجابية يتم خلالها تفادي الكثير من السلبيات.
اقليميا، كيف ترى الأداء الحكومي الأمني تجاه ما يحدث على الساحة الاقليمية؟
٭ الوضع الامني مخيف إقليميا وعربيا ومحليا خصوصا بعدما خرج كلام مفاده ان الكويت ستكون جزءا من دولة انشئت على اساس الارهاب والتكفير، وهو أمر مقلق جدا، ولم نلمس من قبل الحكومة خطوات كبيرة أو جدية بإرسال رسائل تطمئن الناس بأن الامور تحت السيطرة والمراقبة والمتابعة بغض النظر عن بعض الممارسات التي قامت بها والتي تقصد من خلالها طمأنة الشارع، الا ان حجم المخاطر يتطلب خطوات اسرع وأوسع في التعامل جديا مع التحدي الارهابي الخطير، فالامر لا يتعلق فقط بسورية أو العراق او لبنان وانما وصلت الامور الى حدود الكويت، لذلك يجب ان نكون واعين بشكل كامل.
اذن، هناك وضع امني خطير في المنطقة لا يستطيع أحد تجاهله في حين ان وسائل الاعلام المحلية تفعل ذلك؟
٭ الاعلام المحلي مقصر جدا في هذا الجانب وخصوصا فيما يتعلق بالتوعية واطلاع الناس على ما يحصل حولنا، نحن بحاجة حاليا الى رفع الحس الوطني والاستقرار الامني ووسائل الاعلام لديها القدرة على تحقيق ذلك، ونحن ندرك ان ما كان يميز الكويت وما زال هو النسيج الوطني المترابط، وهناك اليوم محاولات خارجية لزعزعة هذا الترابط، وتقع مسؤولية منع ذلك على الحكومة ومجلس الامة ووسائل الاعلام التي لا أبالغ ان قلت إن لديها القدرة الكبيرة وفي اي وقت على تأجيج حالة الاحتقان وإطفائها في اي وقت أرادت.
عمار تقي في سطور
٭ مواليد 22 اغسطس 1976.
٭ حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية ـ أميركا.
٭ كاتب صحافي في جريدة «الراي» 2002 ـ 2008.
٭ مقدم برامج حوارية في قناة «المجلس».
٭ حاصل على دورات تدريبية في مجال التقديم التلفزيوني من قناة «الجزيرة».
٭ عضو جمعية الصحافيين.
٭ عضو مؤسس في جمعية الاخاء الوطني.
٭ حائز على جائزة الابداع الاعلامي من الملتقى الاعلامي العربي 2013.
٭ حائز على جائزة افضل مذيع سياسي في مهرجان «المميزون» 2013.
٭ تم اختياره ضمن شخصيات العام 2013 في استفتاء جريدة «النهار» الكويتية.
٭ الموقع الشخصي على تويتر: ammartaqi@
٭ الموقع الشخصي على الانستغرام:
ammar_taqi