بشرى شعبان ـ دارين العلي
أعلن نائب المدير العام للثروة السمكية في هيئة الزراعة د.حيدر مراد انطلاقا من دور الهيئة في التنمية المستدامة لمصايد الأسماك والمحافظة على الثروة السمكية أصدرت الهيئة قرار رقم 520 لسنة 2009 بشأن حظر صيد أسماك الزبيدي في المياه الاقليمية الكويتية اعتبارا من 1/6 وحتى 15/7/2009، وذلك في إطار توصيات اللجنة التنسيقية بالهيئة والتي شارك فيها كل من الاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك وشركات الأسماك الوطنية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت والمؤسسات والجهات الحكومية المعنية بالثروة السمكية ويأتي هذا القرار في إطار الإدارة المستدامة لتنمية الموارد السمكية التي تتبعها الهيئة لحماية مخزون الأسماك الاقتصادية من حيث إعطاء مهلة كافية لأسماك الزبيدي في التكاثر والتنمية، ونظرا لما تتمتع به أسماك الزبيدي مقارنة بالأنواع السمكية المحلية الأخرى المصادة من المياه الإقليمية الكويتية بقيمتها الاقتصادية العالية، حيث تعتبر هذه النوعية من الاسماك احد المحاصيل السمكية المهمة المنزلة بالأسواق السمكية نظرا للأهمية التسويقية لها والإقبال المتزايد من جانب المواطنين الكويتيين والخليجيين بصفة عامة وغيرهم من السكان في الكويت.
وأشار د.مراد في تصريح لـ «الأنباء» الى ان البيانات الإحصائية السمكية السنوية أظهرت أن مخزون أسماك الزبيدي خلال السنوات الـ 10 الماضية قد أخذ في الانحدار بصورة خطيرة تدل على ان مخزون هذه النوعية من الأسماك الاقتصادية المهمة في مصايد المياه الاقليمية الكويتية قد تعرض للاستغلال المفرط نتيجة الصيد الجائر وزيادة الجهد المبذول وأسباب اخرى مختلفة ومن ثم فقد تطلب الأمر اتخاذ اجراءات وتدابير سريعة لمواجهة هذا التدهور السريع الذي تعرض له مخزون أسماك الزبيدي لإعادة تأهيل وتنمية مصايد أسماك الزبيدي التي تأثرت بشدة خلال السنوات الماضية، ولذلك فقد طبقت الهيئة حظر الصيد الموسمي اعتبارا من 1997.
واستعرض د.مراد الجهود والخطوات العلمية التي بذلت في دراسة وتقييم مصايد اسماك الزبيدي في ظل التطورات غير الايجابية على مخزون اسماك الزبيدي على المستوى الوطني والاقليمي فأشار الى ان الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على المستوى المحلي قامت بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتنفيذ وإجراء المشروع بتمويل مالي مشترك بين الجهات الـ 3 لتقييم اوضاع مصايد اسماك الزبيدي التي تعرضت للاستنزاف بصورة ملحوظة خلال السنوات الـ 10 الماضية من خلال مشروع وطني «تقييم مخزون سمكة الزبيدي في منطقة شمال الخليج العربي» والذي كان يهدف الى تحقيق الأهداف التالية:
1 ـ دراسة وتحديد المؤشرات البيولوجية الأساسية اللازمة لإدارة المخزون المشترك لسمك الزبيدي في المياه الإقليمية لكل من الكويت وإيران.
2 ـ تحديد المكونات الزمانية والمكانية للتوافر النوعي لهذه السمكة وكذلك أنماط الهجرة.
3 ـ تقييم ووصف تأثير نشاطات الصيد في المنطقة على هذا المخزون.
4 ـ إصدار التوصيات والسياسات الإدارية العلمية لحماية استدامة هذا المخزون على المدى الطويل.
5 ـ إصدار التوصيات بشأن تطوير نظام جمع المعلومات والبيانات عن الصيد والجهد المبذول لهذا المخزون في كلتا الدولتين.
تنسيق إقليمي
اما على المستوى الاقليمي فهناك جهود أخرى مبذولة لمعالجة المشكلات المتصلة بمخازين السمكية ومصايد الأسماك المشتركة مع الدول المجاورة، خاصة جمهورية ايران للتوصل الى حلول مناسبة لحماية مخزون أسماك الزبيدي في اطار مشروع علمي مشترك لدراسة المؤشرات البيولوجية الأساسية لإدارة مخزون أسماك الزبيدي في المصايد المشتركة لكل من الكويت وجمهورية ايران بهدف تطبيق سياسة سمكية مشتركة للتنمية المستدامة على المدى الطويل وتفعيلا لهذه الجهود قام معهد الكويت للأبحاث العلمية منذ عام 2002 بدعم من الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبالتعاون مع مركز الدراسات البحرية في خوزستان بجمهورية ايران الاسلامية بدراسة مخزون الزبيدي بكل من المياه الكويتية والمياه الايرانية، حيث أشارت نتائج الدراسة الى معرفة الكثير عن طبيعة حياة أسماك الزبيدي ومناطق انتشاره وظروف تكاثره ومعدلات نموه مما كان لها عظيم الأثر في تبادل التعاون والتنسيق بين دول المنطقة لحماية مخزون أسماك الزبيدي على أسس علمية وإدارة رشيدة، وجار حاليا التنسيق مع لجنة مصايد الأسماك التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية بعقد اجتماع تنسيقي بين كل من جمهورية ايران الاسلامية والجمهورية العراقية بشأن إدارة مصايد الأسماك في المنطقة الشمالية من الخليج العربي. وشدد د.مراد على ضرورة الالتزام بفتحات الشباك القانونية 140ملم المستخدمة في صيد الزبيدي والتي وردت بالقرار رقم 23/92 في شأن تحديد فتحات شباك صيد الأسماك والربيان، محذرا من ان مخالفي هذا القرار أو غيره من القرارات الأخرى الخاصة بحماية الثروة السمكية، خاصة في عدم استجابة بعض صيادي الأسماك بالقرارات الخاصة بعدم الصيد في منطقة جون الكويت ومنطقة الثلاثة أميال من السواحل وحول الجزر سيعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية وفقا لمواد المرسوم الأميري 46 لسنة 1980 في شأن حماية الثروة السمكية.
فترة التكاثر
وتعتبر فترة الحظر هي فترة التكاثر للزبيدي لحماية الأمهات البياضة منه، بسبب انخفاض كميات المصيد مما ينبئ بانخفاض كميات هذه الأسماك في الخليج وتشير الدراسات التي تجريها دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في معهد الأبحاث الى انخفاض كميات المصيد من سمك الزبيدي على المستوى العالمي، حيث تبلغ سنويا 130 ألف طن، تصطاد الصين منها نحو 62 ألف طن والهند 38 ألف طن ويتوزع الباقي على دول العالم التي ينتشر فيها سمك الزبيدي حيث يوجد النوع من الأسماك في الخليج العربي وصولا الى اليابان مرورا بمناطق شبه القارة الهندية وسواحل جنوب شرق آسيا وجزر الفلبين وبحار الصين وكوريا علما ان سمكة الزبيدي لا توجد الا في شرق الخليج أي في الكويت وإيران والعراق.
انخفاض تدريجي
وترى الأبحاث ان كميات مصيد الزبيدي في العالم في تدهور مستمر بسبب الصيد الجائر، ففي الكويت بلغ أعلى كميات المصيد نحو 1160 طنا عام 1995 ثم بدأ بالانخفاض تدريجيا خلال النصف الثاني من التسعينيات حيث وصلت الى كميات متدنية لا تزيد على 130 طنا في عام 2003 أي بنسبة 57% في السوق المحلي، مما أدى الى ارتفاع تدريجي في أسعار
الزبيدي، حيث كان متوسط سعر الكيلو 2.800 دينار عام 1999 ثم أصبح عام 2000 نحو 4.600 دنانير ليصل حاليا لأكثر من 7 دنانير.
وتوضح الدراسات ان النقص في كميات صيد وارتفاع الأسعار وزيادة الطلب ورغبة المستهلك ادت الى زيادة نسبة المستورد في السوق من 50% عام 1999 الى 80% عام 2003 و94% عام 2004.
وتعلل الأبحاث انخفاض كميات الصيد بزيادة عملية الصيد وردم الأقوار وتقلص كمية المياه الحلوة التي تصب في البحر وكذلك يسبب نفوق نسبة عالية من البيض قبل حصول عملية التلقيح في المياه فضلا عن الافتراس وارتفاع درجات الحرارة في جون الكويت الى اكثر من 36 درجة مئوية ولكل هذه الأسباب تأتي التوصيات سنويا لمنع صيد الزبيدي في أوقات محددة تتكاثر فيها هذه السمكة في فصل الصيف بهدف حماية البيض والأمهات البياضة لاستخدام بيضها في عمليات استزراع الزبيدي التي نجح معهد الأبحاث في تفقيسها وتربية صغارها داخل الأحواض في المختبر، حيث بدأ المعهد بهذا التوجه كمرحلة اولى في عام 1998 بهدف وضع حلول عملية لمشكلة تناقص الزبيدي.
فترة الحظر الأنسب للتكاثر
ـ ذروة تكاثر الأسماك بشكل عام في مياه الكويت شهري مارس وأبريل مع بدء ارتفاع درجات الحرارة ولكن بعض الأسماك تختلف فترات تكاثرها كالزبيدي الذي ينتظر الأشهر الأكثر حرارة، حيث يبدأ بالتكاثر في مايو حتى اكتوبر ويعتبر شهرا يونيو ويوليو اكثر الأشهر التي تشهد تكاثرا لهذه السمكة.
ـ يبلغ عمر أسماك الزبيدي 7 سنوات وتختار أوقات تكاثرها في الأيام الاولى ومنتصف الشهر العربي عندما يكون القمر هلالا أو بدرا خلال عمليات المد والجزر الشديدة عند الفجر أو بعد الغروب.
ـ تقترب الأسماك من الساحل لتضع بيضها بين الساعة الـ 3 والـ 7 مساء.
ـ تكثر أسماك الزبيدي قرب شط العرب وخور عبدالله ومشروع بوبيان وحول فيلكا وجون الكويت حتى شاطئ سلوى وهي جميعا أماكن صيد.
ـ لا توجد أي أدلة على حاجة الزبيدي للمياه العذبة حيث تم اصطياده في حالة وضع بيض وسمكات ناضجة في مناطق عالية الملوحة في جون الكويت.