- استشفيت آراء معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والهيئة العامة للبيئة وإدارة الأرصاد الجوية وجامعة الكويت حول القضية
- هذا المشروع ستكون له آثار إيجابية إذ إنه سيقوم بعملية إزاحة كاملة ليومنا الذي يبدأ الآن بعد شروق الشمس بـ 3 ساعات ليقربه من أوقات اليوم الأكثر اعتدالاً في حرارتها صيفاً ويبتعد به عن ساعات ذروة الحر مما يترك آثاره الإيجابية على مختلف الأصعدة
أعد النائب كامل العوضي دراسة موسعة حول التوقيت الصيفي وفوائده، حيث قام بعرضها في أكثر من موقع وآخرها السينمار الذي عرضه في جامعة الكويت.
وجاء في دراسة العوضي ما يلي:
مقدمة
التوقيت الصيفي: هو تقديم الوقت ساعتين يوميا خلال فترة الصيف اعتبارا من شهر ابريل حتى آخر يوم في شهر سبتمبر من كل عام.
تعتبر المبادرة التي أطلقتها وتلمست فيها آراء المختصين في موضوع تقديم الوقت في الكويت ساعتين خلال فترة الصيف من شهر ابريل حتى نهاية شهر سبتمبر من كل عام، تعتبر مشروعا وطنيا ذا أبعاد تتعلق بصحة الإنسان وحياته الدينية والاجتماعية وتنسجم مع فطرة الله التي فطره عليها، فالله عز وجل يقول في محكم تنزيله: (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)، ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «بورك لأمتي في بكورها»، وفي رواية أخرى: «اللهم بارك لأمتي في بكورها»، مما يعني ان الإنسان خلق لينام ليلا وينشط ويعمل صباحا، وأي ابتعاد عن هذا الأمر هو ابتعاد عن فطرة الله عز وجل.
ولقد قمت خلال ما يزيد على 8 أشهر بزيارات متكررة للجهات المعنية بالموضوع مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والهيئة العامة للبيئة، وإدارة الأرصاد الجوية، وجامعة الكويت.
كما اجتمعت بعدد من الممثلين عن الوزارات مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة النفط، ووزارة العدل والأوقاف الإسلامية، ووزارة الصحة، ووزارة الأشغال العامة ووزارة الكهرباء والماء، ووزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور.
كما التقيت مع عدد من ممثلين عن وكالات السيارات لمعرفة تأثير تطبيق التوقيت الصيفي على العمر الافتراضي للسيارات، ومقدار استهلاك الوقود في حال تطبيق المشروع. وأكدوا على انه سيكون له دور في إطارة العمر الافتراضي للسيارات عموما، سواء ماكينة السيارة او الإطارات، كما انه سيؤدي الى توفير قدر كبير من الوقود، سنتحدث عنه لاحقا بالتفصيل، وذلك لأن السيارات ستعمل في فترة أقل حرارة وتبتعد عن العمل وقت الذروة.
كما التقيت بعدد من أصحاب شركات التكييف، وعلى غرار سابقيهم من وكالات السيارات أشادوا جميعهم بفكرة التوقيت الصيفي، وأكدوا انه سيعمل على حماية أجهزة التكييف من التلف السريع وإطالة أعمارها الافتراضية.
ولقد لفت نظري خلال الشهور الماضية التي قضيتها في البحث والدراسة مع ذوي الاختصاص، التجاوب الكبير الذي أبداه جميع من التقيت بهم من المختصين وإشادتهم بالمشروع والتأكيد على فوائده في مختلف نواحي الحياة اجتماعيا ودينيا وصحيا ونفسيا واقتصاديا وأسريا وخلافه. وكذلك يدفع المشروع الى زيادة إنتاج الفرد في عمله خلال فترة التوقيت الصيفي، مما يسهم في تعزيز سرعة إنجاز المعاملات بالوزارات والهيئات الحكومية.
ومن خلال ما سبق فإنني أؤكد ـ بكل ثقة ـ على ان هذا المشروع ستكون له آثار إيجابية، إذ انه سيقوم بعملية إزاحة كاملة ليومنا الذي يبدأ الآن بعد شروق الشمس بـ 3 ساعات، ليقربه من أوقات اليوم الأكثر اعتدالا في حرارتها صيفا، وهي الساعات الأولى، ويبتعد به عن ساعات ذروة الحر مما يترك آثاره الإيجابية على مختلف الأصعدة التي سنستعرضها جميعا بالتفصيل كما يلي:
أولا: أثر تطبيق التوقيت الصيفي المقترح على الحركة المرورية.
٭ سيتيح تنفيذ التوقيت الصيفي إمكانية جدولة ذهاب موظفي القطاع العام والخاص ورجال الشرطة والعاملين في قطاع النفط وكذلك العمال الإنشائيون وعمال النظافة والطلبة بشكل متدرج الى وجهاتهم على مراحل في أوقات أكثر برودة واعتدالا في الطقس الصيفي، مما يؤثر إيجابا في حركة المرور بحيث تصبح أكثر انسيابية، وسيتم تجنب التكدس المروري والاختناقات المرورية الناتجة عن خروج جميع الأفراد من الموظفين والعاملين والطلاب في وقت واحد صباحا أو بعد انتهاء الدوام، وبالتالي يحد من مشكلة الاختناقات المرورية التي تنشأ بسبب خروج الجميع وعودتهم في وقت واحد.
٭ خروج السيارات بشكل متدرج وفي وقت أقل حرارة صباحا وعودتها ايضا بشكل متدرج قبل ذروة الحر سيخفف من حالات احتراق وعطب السيارات في الطرق العامة، والذي يزيد من حالة التكدس التي تعاني منها الطرق، ومن المعروف ان عمل السيارات في وقت ذروة الحر يعد سببا رئيسيا في أعطالها.
٭ أكد مدير إدارة مرور محافظة مبارك الكبير العميد توحيد الكندري ان تقديم موعد الدوام الرسمي للوزارات والمؤسسات الحكومية ساعتين في فصل الصيف سيساهم بشكل إيجابي في حل مشكلة الازدحام المروري في الصباح وقت خروج الجميع ووقت الذروة حين العودة، حيث يمكن توزيع المرور بشكل متسلسل يقلل من الازدحام.
ثانيا: أثر تطبيق التوقيت الصيفي المقترح من الناحية الدينية
عندما سألنا وزارة الاوقاف عن الآثار الدينية للمشروع قالت انه سيساهم في تحقيق التقسيم الامثل للوقت بما يتوافق مع العبادات والواجبات الدينية حيث يتمكن الإنسان من خلال هذا المشروع من اداء جميع صلواته في المساجد ومن دون اية معاناة بسبب الطقس الصيفي.
واستندت الوزارة الى قول الله تعالى في القرآن الكريم (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا) وحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم «بورك لامتي في بكورها» وفي رواية اخرى «اللهم بارك لامتي في بكورها»، الامر الذي يحفزنا للقيام بتطبيق التوقيت الصيفي بحيث يجعلنا نستغل فترة البكور كما اوصانا بها ديننا الحنيف، وبما ان الله امرنا بذلك فمعناه انها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وبالتالي اي امر يخالف ذلك فهو يخالف فطرة الانسان ويكون له دائما اثر سلبي على حياته، فمن ادرى بصالح الخلق من الله (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، ونحن خلق الله عز وجل.
ثالثا: أثر تطبيق التوقيت الصيفي المقترح من الناحية التعليمية
٭ هذا المشروع حال تنفيذه سيكون له الاثر الايجابي في نفسيات الطلبة وسيرفع من طاقاتهم بشكل مؤثر وفعال، حيث سيتمكن الطلاب بعد تقديم الوقت وفقا للتوقيت الصيفي المقترح ليكون خروجهم من منازلهم في وقت يكون الطقس فيه معتدلا مما يمكنهم من الاستمتاع بيومهم الدراسي واوقات الفرص بين الحصص الدراسية في اجواء تكون فيها درجة الحرارة مناسبة، ويساهم ايجابا في تحصيلهم العلمي وقوة تركيزهم الذهني ونشاطهم الثقافي، وكذلك عندما يعودون الى منازلهم بعد انتهاء يومهم الدراسي قبل وصول الحرارة الخارجية الى حدودها العليا.
٭ تقدم العديد من اولياء امور الطلبة بشكاوى متعددة بسبب جعل حصص التربية البدنية في آخر اليوم الدراسي، مما يقربها من ذروة الحر ويعرض ابناءهم الطلبة لاصابات خطيرة، وقد ابدى العديد منهم اندهاشهم من ان وزارة الشؤون الاجتماعية تحظر على الشركات تشغيل العمال الانشائيين تحت وطأة الشمس، بينما تسمح المدارس بجدولة حصص التربية البدنية في نفس الاوقات دون تقديم اي حماية للطلبة.
٭ تطبيق التوقيت الصيفي المقترح سيعود ايضا بمردود ايجابي على المعلمين، فخروجهم صباحا سيكون في توقيت تكون فيه الحرارة معتدلة والازدحام المروري منعدما نسبيا، وعملهم سيكون في وقت اقل حرارة وكذلك الامر بالنسبة لعودتهم، وبالتالي سيكون له دور ايجابي في نفوسهم وفي قيامهم بأداء رسالتهم السامية في تعليم ابنائنا وتوصيل المعلومة اليهم بكفاءة عالية.
رابعا: التوقيت الصيفي وأثره على البيئة
٭ من ابرز الغازات الناتجة عن عوادم السيارات غاز ثاني اكسيد الكربون، واول اكسيد الكربون، واكاسيد النتروجين، فضلا عن الهيروكربونات غير المحترقة، حيث تتفاعل الهيدروكربونات والنيتروجين مع ضوء وحرارة الشمس وتنتج غاز الاوزون.
٭ تشير الدراسات الى ان زيادة تركيز غاز الاوزون تؤثر بحالات مرضى الصدر والقلب ومرضى الرئة والربو، فيما يسبب الضباب الدخاني ضررا بالرئتين وصعوبة بالتنفس، كما يهيج العين.
٭ تصل درجة الحرارة في الكويت الى ذروتها بين الساعة الواحدة والثالثة ظهرا، لتصل الى 49 درجة مئوية في فصل الصيف، وخلال هذه الفترة تكون اعلى نسبة لوجود الاوزون في الجو بسبب خروج السيارات من الدوام والدخان المنطلق من عوادمها.
٭ سيساهم هذا المشروع في تخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري التي نعاني منها، فبعد تطبيق التوقيت الصيفي المقترح وخروج الافراد على دفعات متتالية كل حسب وظيفته، سوف يساهم ذلك في تخفيف الازدحام وتقليل التلوث الناتج عن عوادم السيارات والتي تعد سببا كبيرا في ظاهرة الاحتباس الحراري.
٭ لذا فإن التبكير ساعتين بداية الدوام خلال ايام العمل سوف يؤدي الى انخفاض الازدحام المروري ما بين الساعة الواحدة والثالثة ظهرا حيث حارة الجو تصل الى ذروتها، وبالتالي تحسين مستوى تركيز الاوزون وتحسين البيئة الجوية في الكويت.
خامسا: التوقيت الصيفي وأثره على الاقتصاد
1- تفيد دراسات وزارة الكهرباء والماء بان معدل استهلاك الكهرباء يصل الى ذروته بين الساعتين الثانية والرابعة بعد الظهر، نظرا لخروج جميع السيارات في هذه الفترة في وقت واحد، والاستعمال المكثف للاجهزة الكهربائية المختلفة، وتشغيل مكيفات الهواء بصورة مستمرة مع فتح وغلق الابواب الخارجية، بالتزامن مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة مما يؤدي الى حدوث اعطال وحرائق متكررة في المحاولات الكهربائية نتيجة الضغط الزائد عليها.
2- سيؤدي التوقيت الصيفي المقترح الى الاستغناء عن الانارة لمدة ساعتين في الليل من اصل 5 ساعات اي ما تصل نسبته الى 43%، فساعات الانارة المنزلية الآن تبدأ من الساعة السابعة مساء وحتى الثانية عشرة ليلا وهذا المقترح سيؤدي الى تقليص هذا الوقت حتى العاشرة ليلا لانه سيساهم في الاستفادة اكثر من ضوء النهار حيث سيبدأ اليوم مبكرا وسينتهي مبكرا ساعتين، والمعروف انه عند النوم واغلاق ابواب المنازل ينخفض الضغط على اجهزة التكييف.
3 ـ الهدر المالي في استهلاك الكهرباء وصل الى ارقام فلكية، فكلفة الانتاج تصل الى 3 مليارات و400 مليون دينار، بينما الايرادات المحققة لا تصل الى 160 مليون دينار، اي ان الهدر المالي يزيد على 95%، ومشروع التوقيت الصيفي سيؤدي الى الحد من هدر الكهرباء من خلال انتهاء وقت عمل الموظفين وخروج الطلبة قبل ذروة الحر الذي سيؤدي الى تخفيف الضغط على الاحمال الكهربائية في وقت الذروة، مما سينتج عنه توفير في فاتورة انتاج الطاقة الكهربائية لدينا والتي تصل الى 425 الف برميل نفط يوميا في اشهر الحر.
4 ـ اكد وكيل وزارة الكهرباء والماء مشعان العتيبي انه في حال تطبيق التوقيت الصيفي فسيؤدي ذلك الى توفير نحو 500 ميغاواط من الكهرباء، وبالتالي سيخف الضغط على شبكة الطاقة مع توفير حوالي 30 مليون دينار، بالاضافة الى التقليل من عملية احتراق بعض الكيبلات.
5 ـ اكدت الباحث العلمي في مركز ابحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للابحاث العلمية د.فتوح الرقم ان تقديم التوقيت ساعتين في فصل الصيف سيساهم بشكل فعال في توفير الطاقة الكهربائية والنفطية، مؤكدة على ان نصيب كل فرد من العوائد النفطية في نقصان، وهو ما ينعكس سلبا على خطط التنمية في البلاد والاجيال القادمة، وأكدت على ان الاستهلاك الجائر للطاقة هو اكبر مشكلة تواجه الكويت، فقد وصل استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية في العام 2012 نحو 17 ميغاواط/ ساعة، واستهلاك الفرد من المياه للعام نفسه الى 42 الف غالون، وهما رقمان عاليان جدا بالنسبة لبلد غير صناعي وصغير المساحة والسكان، وشددت على ان التوقيت سيساهم في تقليل تشغيل مكيفات السيارات في الصباح الباكر وبالتالي تخفيض استهلاك الوقود، وتخفيض الاضرار البيئية الناتجة عن عملية الاحتراق.
6 ـ في المجال النفطي، تتكبد الدولة سنويا مبلغ 751.9 مليون دينار دعما للمنتجات المكررة والغاز (بنزين ـ غاز).
في زياراتنا لعدد من شركات السيارات، اكدوا لنا انه في حال تشغيل التكييف على الطاقة القصوى فإن ذلك يسبب زيادة في استهلاك البنزين بالمعدل التالي:
أ ـ السيارات الحديثة: زيادة بنسبة 6%.
ب ـ السيارات المتوسطة: زيادة بنسبة 10%.
ج ـ السيارات المتهالكة: زيادة بنسبة 12%.
متوسط استهلاك جميع السيارات للبنزين في حالة تشغيل التكييف على الدرجة القصوى يصل الى نسبة 7% زيادة.
7 ـ تفيد الدراسات في الوزارة بأن معدل استهلاك المياه يزيد بزيادة حرارة الجو، والتوقيت الصيفي سيعمل على تقليل استهلاك المياه، لأنه سيؤدي الى تقليل تعرض الافراد لدرجات الحرارة العالية اثناء عودتهم.
8 ـ سيكون لهذا المشروع تأثير ايجابي على العمر الافتراضي للسيارات عامة وكذلك المكيفات وبرادات المياه خاصة في المدارس وغيرها من الاجهزة والمكائن التي تعمل حاليا في وقت الذروة، لأن اغلب وقت عملها سيكون في اعتدال درجة حرارة الطقس بعيدا عن وقت الذروة التي تعد سببا رئيسيا في انقاص عمر الاجهزة.
9 ـ اوفدت لنا شركة يوسف احمد الغانم واولاده في الشويخ كتابا يفيد بتأثير الحرارة على استهلاك الوقود في المركبات، واكدت على ان الحرارة تؤثر بشكل سلبي على اجزاء السيارات وكذلك على الاطارات.
10 ـ على مستوى التجارة العامة، فإن المشروع سيؤدي الى انتعاش الاسواق وزيادة حركة البيع والشراء وذلك لوجود فترة اطول للجو البارد صباحا وليلا، الامر الذي سيشجع الافراد على النزول للتسوق فترة اطول.
11 ـ منحنا شكري عبدالعزيز محروس نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والتسويق المحلي بشركة البترول الوطنية الكويتية كتابا رسميا بخصوص التزويد اليومي لوزارة الكهرباء والماء من زيت الغاز وزيت الوقود، واكد انه من خلال اجراء مقارنة لكميات التزويد من زيت الغاز وزيت الوقود فإنه لوحظ ان كميات التزويد خلال ساعات الذروة (الواحدة بعد الظهر الى الخامسة مساء) اعلى بما يقارب 3% لزيت الغاز و14% لزيت الوقود في الاوقات الاعتيادية (التاسعة صباحا الى الواحدة بعد الظهر)، وذلك بالنسبة لمتوسط التزويد في الساعة خلال اول 10 ايام من شهر يونيو 2014.
سادساً: أثر التوقيت الصيفي اجتماعياً وأسرياً
٭ ان هذا المقترح سيؤدي الى الاستثمار الامثل للوقت من الناحية الاجتماعية، خصوصا بالنسبة للحياة العائلية، حيث سيطيل من فترات البقاء داخل المنزل مما يؤدي الى قوة التقارب الاسري والالفة بين افراد الاسرة الواحدة، فخروج الموظفين مبكرين ساعتين من العمل يعطيهم فترة اطول للبقاء في منازلهم مع اسرهم وذويهم، الامر الذي يكون له دور ايجابي في توطيد العلاقة بين افراد الاسرة الواحدة، فبقاء الاب والام فترة اطول في المنزل سيؤدي الى رعاية اكثر من الوالدين تجاه ابنائهم، والمشاركة في المدرسة في تحصيلهم العلمي، وما لذلك من اثر على تربيتهم تربية صحيحة والعناية بهم (خصوصا بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب).
٭ وقال استشاري العلاقات الاسرية ورئيس قناة «اقرأ» الفضائية د.جاسم المطوع ان اسلوب الحياة يرتبط ارتباطا وثيقا بفاعلية العلاقات بين افراد الاسرة، معتبرا تنظيم الوقت من اهم محددات اسلوب الحياة وان النوم المبكر والاستيقاظ المبكر ينعكس بشكل فوري على طبيعة العلاقة الاسرية.
٭ وقد اكد د.جاسم المطوع ان العمل بالتوقيت الصيفي المقترح سيؤدي بالنتيجة الى تنظيم الوقت بشكل افضل ويعطي افراد الاسرة وقتا اطول للقاء
والتحدث لتقوية العلاقة الأسرية وتقوية الوازع الديني الذي يعتبر عاملا مهما في العلاقات الاجتماعية كأن يصلي الزوج مع زوجته وأولاده. وأكد على أنه كان من المفترض أن يطبق هذا منذ زمن طويل، حيث ان الحالة النفسية ستتأثر بشكل واضح مع تغير درجة الحرارة.
٭ أكد الدكتور جاسم المطوع أن الكثير من الدراسات تبين أثر ارتفاع الحرارة على طريق التعامل مع الآخرين، حيث أكد إخصائيون نفسيون أن أسباب ازدياد الخلافات بين الأزواج وحالات الاكتئاب في الصيف ترجع إلى حدة المزاج العصبي الذي يصيب البشر، حيث ان ارتفاع درجة الحرارة يزيد من افراز ما يسمى بهرمون (الادرينالين) والذي من شأنه أن يرفع درجة التوتر والعصبية المفرطة.
٭ أكد الدكتور المطوع أنه توجد دراسات تثبت أن الأطفال لهم نصيب من تأثيرات ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتغير مزاجهم إلى المزاج السيئ ويلاحظ عليهم الملل والتعب النفسي والبدني، وتصبح سلوكياتهم قلقة وعنيفة.
سابعا: أثر التوقيت الصيفي المقترح على صحة الإنسان
٭ تشير الدراسات الى أن زيادة تركيز غاز الأوزون تؤثر على حالات مرضى الصدر والقلب ومرضى الرئة والربو، فيما يسبب الضباب الدخاني ضررا في الرئتين وصعوبة في التنفس، كما يهيج العين. وينتشر غاز الأوزون خلال فترة ذروة الحرارة من خروج جميع السيارات في وقت واحد، الأمر الذي سيتم تفاديه في حالة تطبيق التوقيت الصيفي.
٭ إن الاستيقاظ المبكر وبدء اليوم العملي مبكرا وكذلك النوم مبكرا له آثار صحية إيجابية على عمل جسم الإنسان ويساهم ذلك في وقايته من أمراض جسدية وأمراض نفسية خطيرة.
٭ من المعروف أن أشعة الشمس في فترة البكور تحتوي على فيتامين (د) المفيد لصحة وجسم الإنسان والذي يمتصه الجسم عن طريق أشعة الشمس، وكذلك التعرض المفرط لأشعة الشمس في فترة الذروة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد بسبب حدة الأشعة الفوق بنفسجية.
٭ التوقيت الصيفي سيؤدي إلى تغيير نمط الحياة وتفادي الكثير من الأمراض التي تظهر بسبب الكسل والخمول وتلوث الجو مثل الربو والسمنة وهي مسبب رئيسي لمرض السكري.
٭ تطبيق التوقيت الصيفي المقترح له فوائد أخرى على صحة الإنسان حيث لا يتعرض الشخص إلى الشمس في ذروتها مما يعني تجنيب الأفراد تعرضهم للإصابات بضربات الشمس الشديدة والتجلط في الدم والتي قد تؤدي أحيانا إلى الوفاة.
٭ أما بالنسبة لوقت المساء فإنه معروف طبيا أن خلود الشخص للنوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا يجعل جسمه يستفيد بأقصى درجة من النوم العميق ولذلك أثره الطبي على عمل الغدد وارتخاء الأعصاب وقوة التركيز الذهني.
ثامنا: أثر التوقيت الصيفي على الجوانب الإنسانية وحقوق الإنسان
٭ يساعد تقديم الدوام في فترة الصيف على تجنب العمل في ساعات ذروة الحر، وهو ما تنتقده المنظمات العالمية بشكل مستمر، وخاصة بالنسبة للعمال الذين يعملون في الأماكن المكشوفة وتحت وطأة الشمس مباشرة.
٭ كما أنه سيتفق مع بعض القوانين في دولة الكويت، فقد أشارت المادة 64 من القانون رقم 6/2010 بشأن العمل في القطاع الأهلي إلى أن يجوز إنقاص ساعات العمل في الأعمال المرهقة أو المضرة بالصحة أو لظروف قاسية وذلك بقرار يصدر من الوزير.
٭ يتفق مع القرار الوزاري الذي يحظر العمل من الساعة الحادية عشرة ظهرا إلى الساعة الرابعة عصرا في الأماكن المكشوفة عن الفترة التي تبدأ من تاريخ 1/6 وحتى تاريخ 31/8، وذلك مراعاة للجوانب الإنسانية ووضع العمالة وظروف العمل المحيطة بها.
٭ وفي ضوء ما تقدم يتضح أنه في حال تطبيق التوقيت الصيفي المقترح فإن ذلك سيتواكب مع سياسة الدولة أيضا ومع المعايير الإنسانية الدولية إذ إنهما يسعيان معا إلى تلافي تكاليف العمال من العمل في فترة الذروة والعمل في طقس مناسب ومتعدل، ففي حالة تطبيق التوقيت الصيفي ستخرج العمالة مبكرا مما يعطيها فترة أطول للعمل خلال فترة يكون فيها الطقس معتدلا، كما أن ذلك سيكون سببا جوهريا في رفع الكفاءة وتحسين العمل وانجاز أكبر قدر من المشاريع الحكومية ومشاريع المواطنين الخاصة.
تاسعا: أثر تطبيق التوقيت الصيفي من الناحية الأمنية
تطبيق التوقيت الصيفي سينتج عنه نقص في عدد ساعات الليل يصل إلى ساعتين، ومن المعروف أن فترة الليل هي أكثر فترة تنتشر فيها عمليات السرقة والسطو والقتل والجرائم عموما، وبالتالي فالتوقيت الصيفي له دور واضح في تخفيف الجرائم، وقد لاحظت الإدارة الأميركية لدعم فرض القانون حدوث انخفاض بنسبة من 10% إلى 13% بمعدلات الجرائم في واشنطن خلال فترة تطبيق التوقيت الصيفي.
عاشرا: أثر التوقيت الصيفي على نسبة الحرائق وعمليات الانقاذ
في زيارتنا للإدارة العامة للإطفاء وبعد اجتماعات مع مسؤوليها أفادوا بأن هذا المشروع سوف يؤثر على تخفيف الازدحام المروري خصوصا في فترة الذروة، وبالتالي فإنه سوف يحد بصورة كبيرة من حوادث حرائق السيارات التي تقع في الطرق في تلك الفترة، كما أنه سوف يؤدي إلى الحد من الاختناقات المرورية وبالتالي تساعد في سرعة وصول سيارات الإطفاء إلى مكان الحرائق في فترة أقل، وإجراء عمليات الإنقاذ مع أقل نسبة خسائر.
الحادي عشر: أثر تطبيق التوقيت الصيفي على أجهزة التكييف
تمت الإجابة عن هذا الجانب من خلال دراسة شاملة مقدمة من إحدى شركات التكييف الكبرى في الكويت عن طريق نائب مدير عام الشركة مفادها التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
دراسة عن تغيير ساعات العمل الرسمية
مقدمة:
يهدف هذا التغيير الى بيان اثر تغيير ساعات الدوام الرسمية على عمل أنظمة التكييف المركزي من حيث الكفاءة ومن خلال استهلاك الطاقة الكهربائية، كما انه سيتطرق لبعض المسائل الجانبية العامة. ولغرض توصيل فائدة هذا المقترح، افترضنا ان لدينا عينة من 1000 ماكينة تكييف، من 4 أحجام هي مكائن 5 أحصنة و6 أحصنة و9 أحصنة. اي ان إجمالي عدد الأحصنة في هذه العينة هو 27000 حصان (بإجمالي قدره 20000 طن حقيقي تقريبا).
مدخل لنظام التكييف المركزي:
من المعلوم ان الساعات التي يكون تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الأحمال الحرارية على أشدها بين الساعة 2 بعد الظهر والساعة 3 بعد الظهر، وتسمى هذه الفترة بفترة الذروة. وهذا بطبيعة الحال، يؤثر على كفاءة التكييف، ففي هذه الفترة والتي تبدأ تقريبا من 12 ظهرا وتزداد تدريجيا حتى الساعة 3 بعد الظهر فإن كفاءة التكييف تقل تدريجيا واستهلاك نظام التكييف للكهرباء يزداد. وكما هو معلوم ان أغلبية قطاعات العمل في الكويت تعمل في هذه الفترة، فبالتالي يزداد الاستهلاك على الكهرباء بسبب الضغط على التكييف في هذه الفترة.
أنظمة التكييف المعمول بها في الكويت تنقسم الى قسمين: الأول أنظمة (dx وهي ترمز لـ direct expansion) والثاني أنظمة المبردات المركزية (chillers)، وجميع هذه الأنظمة تتأثر كفاءتها واستهلاكها للكهرباء بدرجة حرارة الجو، بحيث تقل كفاءتها ويرتفع استهلاكها للكهرباء عند ازدياد درجات الحرارة التي تعمل بها تلك الأنظمة.
ولأجل تبسيط الدراسة تم أخذ كتالوجات للمكائن الشائعة الاستخدام في الكويت من ماركة يورك الأميركية وقد تم احتساب كفاءتها واستهلاكها للكهرباء في الحالتين: في حالة ساعات الدوام الحالية وحالة ساعات الدوام المقترحة، ثم قمنا بحسابات فنية متعارفة في الوسط الهندسي، فلاحظنا اننا عندما نطبق ساعات العمل المقترحة فإن التالي سينتج:
1 ـ تزداد كفاءة أنظمة التكييف في ساعات العمل المقترحة بحيث ان تلك المكائن ستعمل بطريقة تطيل من عمر المكائن الافتراضية لأن حمل التكييف المطلوب منها سيكون أقل من أقصى حمل صممت عليه هذه المكائن.
2 ـ الاستهلاك الكهربائي لهذه المكائن في ساعات العمل المقترحة سيكون أقل بنسبة معتبرة من تلك التي في ساعات العمل الحالية، والجداول المرفقة تبين كمية هذا التوفير بالنسبة لكل ماكينة.
3 ـ تكلفة الصيانة والإصلاح لهذه المكائن في ساعات العمل المقترحة ستكون أقل منها في ساعات العمل الحالية.
4 ـ عندما نقوم بتطبيق جميع هذه النتائج على العينة التي افترضناها في المقدمة، فإن حجم التوفير في استهلاك الكهرباء وتكلفة الصيانة والإصلاح سيكون مرتفعا جدا ويستحق منا الوقوف على هذا الاقتراح ودراسته بصورة جدية.
لقد تم حساب التوفير في الأحمال الكهربائية لهذه الماكينة لعملها بفترة الساعات المقترحة بدلا عن الساعات الحالية في اليوم الواحد، وقد تبين اننا نكون قد وفرنا 2.55 كيلوواط للماكينة خلال هذه الساعات.
لقد تم حساب التوفير في الأحمال الكهربائية لهذه الماكينة لعملها بفترة الساعات المقترحة بدلا عن الساعات الحالية في اليوم الواحد، وقد تبين اننا نكون قد وفرنا 1.68 كيلوواط للماكينة خلال هذه الساعات.
لقد تم حساب التوفير في الأحمال الكهربائية لهذه الماكينة لعملها بفترة الساعات المقترحة بدلا عن الساعات الحالية في اليوم الواحد، وقد تبين اننا نكون قد وفرنا 10.05 كيلوواط للماكينة خلال هذه الساعات.
لقد تم حساب التوفير في الأحمال الكهربائية لهذه الماكينة لعملها بفترة الساعات المقترحة بدلا عن الساعات الحالية في اليوم الواحد، وقد تبين اننا نكون قد وفرنا 1.20 كيلوواط للماكينة خلال هذه الساعات.
لقد تم حساب التوفير في الأحمال الكهربائية لهذه الماكينة لعملها بفترة الساعات المقترحة بدلا عن الساعات الحالية في اليوم الواحد، وقد تبين اننا نكون قد وفرنا 1.48 كيلوواط للماكينة خلال هذه الساعات.
الثاني عشر: أثر تطبيق التوقيت الصيفي على الطرق والأشغال
أفاد الوكيل المساعد لقطاع شؤون الهندسة والصيانة بوزارة الأشغال م.سعود عبدالعزيز النقي بأن من أهم العوامل التي تؤثر سلبا على كفاءة الطرق بأنواعها هو ارتفاع درجات الحرارة وعدد المركبات وزيادة الأحمال، وفي كثير من الأحيان يجتمع أكثر من عامل في آن واحد، ويرى م.سعود أن تطبيق التوقيت الصيفي سيؤثر بصورة فعالة في عاملين من أهم العوامل في شأن سلامة وعمر الطريق، بإعادة توزيع الكثافة المرورية وتكدس المركبات على فترات أطول خلال اليوم، بما يعمل على توزيع هذه الأحمال، وما ينتج عنها من إجهاد في أوقات الظهيرة والتي تمثل أوقات الذروة لأعلى درجات الحرارة بما لها من تأثير مباشر على طبقات الإسفلت التي تشكل المكون الرئيسي للطبقات السطحية لهذه الطرق، والتي تتعرض للتشوه والتلف بزيادة درجات الحرارة والأحمال، وعلى وجه التحديد عند الإشارات الضوئية ومداخل الدورات والحارات البطيئة الأمر الذي يترتب عليه إطالة الأعمار الافتراضية لهذه الطرق، وتباعد فترات الحاجة إلى إجراء الصيانة الدورية بما يخفف عن كاهل الدولة تبعات هذا الأمر فنيا وماليا.
الثالث عشر: الأرصاد الجوية
قال رئيس قسم التنبؤات الجوية في الأرصاد الجوية د.حسن الصراف إن أجواء الكويت والمنطقة تتأثر في فصل الصيف بالامتداد العميق لمنخفض الهند الموسمي الذي يستمر من مايو حتى بداية أكتوبر، وتعرف هذه الفترة في الكويت والمنطقة ككل بفترة «البوارح» وتبدأ بـ «البارح الصغير» الذي يبدأ أواخر شهر مايو حتى منتصف شهر يونيو وتمتاز «البوارح» برياح شمالية غربية جافة وتتسم بالنشاط وتؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار وانخفاض الرؤية الأفقية على فترات وتمتد هذه الظاهرة حتى اواخر يوليو.
وبين أن جملة من العوامل تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بصورة مطردة وسريعة خلال ساعات النهار، مشيرا إلى أن درجات الحرارة يمكن أن تلامس الخمسين درجة في الكثير من أيام الصيف وان الطقس يكون صيفيا مرهقا إذا كانت الرياح جنوبية شرقية رطبة ويكون معتدلا إذا كانت الرياح شمالية غربية.
وبين الصراف أن درجات الحرارة العظمى في الكويت في شهر مايو من كل عام تسجل 46 درجة مئوية بين الواحدة والثالثة بعد الظهر، فيما تسجل 48 درجة مئوية في شهر يونيو 49 درجة في شهري يوليو واغسطس، كما تسجل 46 درجة في شهر سبتمبر مضيفا بأن شروق الشمس في الكويت في شهر مايو يكون بين الساعة 5.7 والساعة 4.49 بينما في شهر يونيو يكون الشروق بين 4.49 و4.51 وفي شهر يوليو 4.52 و5.7 في شهر أغسطس 5.8 و5.25.
وختم الصراف بأن هذه الأجواء المعروفة للجميع وخاصة في فصل الصيف الطويل والقاسي تستدعي من كل الأطراف الرسمية والأهلية اتخاذ خطوات وتقديم مبادرات وحلول ابداعية تخفف من وطأة الحر الشديد وتخفف أعباءه على سكان هذه المنطقة، معتبرا أن اقتراح تقديم التوقيت في فصل الصيف يعد نموذجا حقيقيا لهذه الحلول حيث يختصر ساعتين من الجو القاسي ويستبدل بهما ساعتين مقبولتين للعمل والدراسة فيهما.
الرابع عشر: التجارب الدولية
في هذا السياق نذكر تجارب الدول حول العالم في هذا الموضوع بالذات حيث تبين لنا بعد البحث أن ما يزيد على 80 دولة تتبع هذا النظام منها الولايات المتحدة الأميركية تحت اسم «day light sawing time» ومعظم دول أوروبا والكثير من الدول العربية.
أما تجارب بقية دول العالم فتضيف لما سبق من توفير في الطاقة ايجابيات اخرى، ففي اميركا افادت وزارة النقل بحدوث انخفاض بنسبة الوفيات المرورية خلال فترة استعمال التوقيت الصيفي، فيما قدرت النسبة الحقيقية بنحو 1.5% الى 2% فيما قدر معهد التأمين للسلامة على الطرقات السريعة حدوث اخفاض في الحوادث المرورية بنسبة 1.2% جراء استعمال التوقيت الصيفي، يشمل انخفاض 5% في وفيات المشاة، وقد اثبتت دراسات اخرى حدوث انخفاض مماثل، كما لوحظ وجود علاقة بين تحويلات الساعة والحوادث المرورية في اميركا الشمالية والمملكة المتحدة، وان كان هناك فعلا ارتباط بين التوقيت والحوادث المرورية فهو يظل اصغر بكثير من الانخفاض الذي تحدثه اجراءات اخرى، كما لاحظت الإدارة الاميركية لدعم فرض القانون حدوث انخفاض بنسبة 10% الى 13% بمعدلات الجرائم في واشنطن العاصمة خلال فترة تطبيق التوقيت الصيفي، وخلاصة تجاربهم تؤكد ما خلصنا اليه من نتائج وآراء الجهات المختلفة.
الخامس عشر: التجربة المصرية مع التوقيت الصيفي
٭ استمرت مصر على مدار سنين طويلة في العمل بالتوقيت الصيفي، حتى اندلاع ثورة 25 يناير سنة 2011 وقام وقتها رئيس وزراء ما بعد الثورة د.عصام شرف بإيقاف العمل بالتوقيت الصيفي لأسباب غير معروفة، واستمر التوقف لمدة ثلاث سنوات، حتى عهد رئيس الوزراء م.ابراهيم محلب الذي اصدر قرارا باعادة العمل بالتوقيت الصيفي، وذلك بعد زيادة ازمة الطاقة في مصر وانقطاع الكهرباء بصفة مستمرة ما ابرز اهمية العمل بالتوقيت الصيفي.
٭ قال مسؤولون ورؤساء شركات في مصر ان اعادة العمل بالتوقيت الصيفي من شأنه توفير ما بين 3 الى 5% من الطاقة المستهلكة خلال ساعات العمل.
٭ وذكر رئيس مجلس ادارة الشركة القومية للاسمنت انه في ظل تناقص كميات الوقود الموجهة للقطاع الصناعي وبصفة خاصة المصانع كثيفة الاستهلاك مثل الاسمنت والحديد والاسمدة فإن قرار الحكومة العمل بالتوقيت الصيفي يمثل احد افضل القرارات للتعامل مع نقص الطاقة الحالي.
٭ وأضاف أن تقديم العمل بالساعة لمدة ساعة يوفر على الدولة والمصانع الكثير من النفقات المرتبطة بطول النهار ما يفرض على العاملين الذهاب مبكرا للعمل والعودة في ساعات اقصر من الوقت الحالي.
٭ قال وزير البترول المصري السابق م.عبدالله غراب إن تطبيق القرار من شأنه توفير استهلاك ضخم من الطاقة تعجز الحكومة حاليا
عن توفير الوقود اللازم له»، وتابع ان «إعادة العمل بالتوقيت الصيفي من شأنها توفير بين 3 و5% من الطاقة المستهلكة يوميا».
ـ أوضح المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء ان قرار تطبيق نظام التوقيت الشتوي أو التوقيت الصيفي في مصر يدخل ضمن مساعي الحكومة لترشيد الاستهلاك وتوفير الطاقة.
ـ وأكد جميع الخبراء على ان مصر تواجه نقصا حادا في الطاقة منذ سنوات، وان قرار العودة للتوقيت الصيفي هو الخيار الأمثل حاليا لمواجهة مثل هذا العجز.
رأي جامعة الكويت
قدم د.مالك غلوم نائب مدير جامعة الكويت للتخطيط كتابا رسميا عن فوائد تطبيق نظام التوقيت الصيفي في حال تطبيقه، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- سيمنح هذا الاقتراح الفرصة أمام الطلبة لمزاولة الأنشطة الثقافية والرياضية بفاعلية أكبر، وسيتيح لهم استغلال الوقت للتردد على المكتبات العلمية والاستفادة منها بمعدلات أعلى.
2- سيتيح لأعضاء هيئة التدريس الاستغلال الأمثل لساعات عملهم وجدولة الساعات المكتبية لمتابعة عملية التحصيل الأكاديمي للطلبة، وكذلك زيادة النشاط البحثي للطلبة خلال فترة الصيف.
3- تطبيق التوقيت الصيفي سيعمل على الزيادة الإنتاجية للهيئة الأكاديمية المساندة والموظفين الإداريين بالجامعة والتي ترتفع خلال الفترة الصباحية قبل ذروة الحر.
4- سينعكس تطبيق المشروع بالإيجاب على ميزانية أعمال الصيانة والصرف بجامعة الكويت وبالأخص أجهزة التكييف والحواسيب.
5- نظرا لأن مواقع جامعة الكويت موزعة على 5 مواقع (الخالدية ـ الشويخ ـ كيفان ـ العديلية ـ الجابرية) فإن تطبيق التوقيت الصيفي سيتيح للطلبة وأعضاء هيئة التدريس مزيد من الوقت للتنقل بين المواقع الجامعية.
وكذلك تسهيل عملية جدولة وتنظيم توقيت عقد الاجتماعات واللجان المختلفة.
رأي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
رحبت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بفكرة المبادرة ووصفتها بأنها تستحق التجربة ـ لما تتضمنه من فوائد عديدة، في مجالات المرور والبيئة والطاقة وغيرها ـ خاصة انها نجحت في تحقيق منافع ملموسة في العديد من الدول التي تطبق ما يعرف بالتوقيت الصيفي منذ عقود، كما أوصت المؤسسة قيام الجهات المعنية والمختصة كمعهد الكويت للأبحاث العلمية ووزارة الكهرباء والماء بعمل الدراسات اللازمة خلال الفترة الأولى من تطبيق الاقتراح كفترة تجريبية لمدة سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات كحد أقصى للوقوف على نسبة التوفير في الطاقة والمنافع التي ستنتج عقد تطبيقه، وذلك لأن نسبة التوفير بالضبط كان نقطة الخلاف الوحيدة ولن تتضح جليا إلا من خلال التجربة العملية.
أسئلة شائعة
نرد على بعض التساؤلات التي ددارت حول هذا الاقتراح وقت مناقشتها وفقا لما يلي:
1- يدور تساؤل حول ان وقوعنا في مكان معين على خارطة الكرة الأرضية يلزمنا ان نسير وفق توقيت عالمي معين لا يمكن الخروج عليه..؟
٭ يرد على ذلك بأن كل الدول تعمل وفقا لمصالحها الخاصة والاستفادة القصوى من نظامها اليومي وقوانينها التي تشرعها، فتعديل التوقيت الصيفي في الكويت أمر يخدم مصالح الكويت في شتى المجالات وآلية التطبيق شأن داخلي، كما ان الكويت ليست الدولة الأولى التي تطبق نظام التوقيت الصيفي فقد سبقها ما يقارب الـ 90 دولة تقوم بتقديم الساعة وتأخيرها حسب مصلحتها الخاصة.
هناك من يخشى بعد تطبيق نظام التوقيت الصيفي في الكويت ان تخرج الكويت من فلك دول مجلس التعاون الخليجي من ناحية الوقت فيصبح توقيت الكويت مختلفا عن توقيت باقي الدول؟
٭ يرد على ذلك بأن المنفعة التي ستعود على الكويت جراء تقديم التوقيت ساعتين تجعلنا سباقين في هذا المجال، وعسى ان بدأت هذه الفكرة في الكويت ان تعمم على باقي دول مجلس التعاون عندما يرى اخواننا في دول الخليج أهمية وثمار تطبيق هذا التوقيت، خاصة اننا كدول الخليج متشابهون في الطقس والبيئة والعادات والظروف جميعها اي ان النتيجة ستكون واحدة، كما نود الإشارة الى ان دولة الإمارات الشقيقة تسبقنا بساعة والأمور بينها وبين باقي دول مجلس التعاون تسير بشكل منتظم ولا توجد اي مشكلة في فرق الساعة في التوقيت بين دولة الإمارات وبين باقي دول مجلس التعاون.
هناك خشية من طول النهار خلال شهر رمضان في حالة تطبيق التوقيت الصيفي؟
٭ لا توجد اي مشكلة، عادة ما نقوم خلال شهر رمضان بتغيير موعد الدوام من حيث بدايته ونهايته كما انه يمكن خلال شهر رمضان الكريم ان يتم إيقاف التوقيت الصيفي، مع عودة العمل به عقب نهاية شهر رمضان الكريم، وهناك تطبيق لذلك في جمهورية مصر العربية في شهر رمضان من العام كما تجدر الإشارة الى انه في السنوات القليلة المقبلة ستكون الأخيرة في توافق قدوم شهر رمضان خلال موسم الصيف في الفترة الحالية ويبدأ بعدها دخول الشهر الكريم في فصل الربيع.
خاتمة
وختاما، فإننا لم نلحظ خلال مناقشتنا لمقترح تطبيق التوقيت الصيفي في الكويت مع الجهات الحكومية والمؤسسات الاهلية اي تحفظات او آراء سلبية من اي جهة من الجهات، فالجميع اجمعوا على اهمية تطبيق المقترح وما له من فوائد وايجابيات، وفيما يتعلق بملاحظة قد يوردها البعض حول تغيير اوقات النوم وتأثيره، فإن ما يحدث معنا خلال السفر لدول تختلف عنا في التوقيت هو الجواب العملي لهذا التساؤل، فالتأثير الناجم عن ذلك بسيط ويتم التأقلم معه خلال يوم او يومين على أبعد تقدير.
ويجدر التنويه بالدعم الذي لقيته من جانب جامعة الكويت والترحيب المقدم من مسؤوليها وعلى رأسهم د.مالك غلوم نائب مدير جامعة الكويت للتخطيط والذي عرض عمل ندوة نقاشية مصورة تحت رعاية جامعة الكويت، يتم من خلالها شرح المقترح المقدم وكل الفوائد المترتبة على تطبيقه ودعوة عدد من رموز وكوادر المجتمع من كل الفئات للمشاركة في هذا المؤتمر.
نص الاقتراح بقانون المقدم من العوضي
وكان النائب كامل العوضي قدم اقتراحا بقانون بتقديم التوقيت الزمني ساعتين في فصل الصيف، جاء فيه:
مادة أولى: يقدم التوقيت الزمني لبداية اليوم لمدة ساعتين سنويا، اعتبارا من اليوم الاول من شهر ابريل حتى آخر ايام شهر سبتمبر من كل عام.
ويصدر مجلس الوزراء القرارات اللازمة لتنفيذ احكام هذا القانون.
مادة ثانية: 1 ـ تكون اوقات الدوام الرسمية لنظام ساعات العمل الاعتيادية في القطاعين الحكومي والخاص بمعدل 36 ساعة اسبوعيا من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية والربع ظهرا من يوم الاحد الى يوم الاربعاء، ومن الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا ليوم الخميس، وتكون اوقات الدوام الرسمية لنظام ساعات العمل بمعدل 40 ساعة اسبوعيا من الساعة السابعة صباحا حتى الثالثة ظهرا من يوم الاحد الى الخميس.
2 ـ لا تسري احكام هذا القانون على الجهات ذات طبيعة العمل الخاصة والتي يصدر بتحديدها قرار من ديوان الخدمة المدنية.
مادة ثالثة: يلغى كل حكم يتعارض مع احكام هذا القانون.
مادة رابعة: على رئيس مجلس الوزراء والوزراء كل فيما يخصه تنفيذ هذا القانون.
وجاءت المذكرة الإيضاحية للقانون بما يلي: نتقدم بهذا الاقتراح نظرا للآثار الإيجابية الواضحة لتقديم الوقت ساعتين في فصل الصيف والذي يبدأ من أول شهر أبريل حتى آخر يوم في شهر سبتمبر، حيث سينعكس ذلك على المصلحة العامة بما فيها الاهتمام بصحة الإنسان وحياته الدينية والاجتماعية والعملية لتنسجم مع فطرة الله التي فطره عليها، فالله عزّ وجلّ يقول في محكم تنزيله (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «بورك لأمتي في بكورها» مما يعني أن الإنسان خلق لينام ليلا وينشط ويعمل صباحا، وأي ابتعاد عن هذا الأمر هو ابتعاد عن فطرة الله عزّ وجلّ، كما ان للاقتراح بعدا اقتصاديا يعود بالنفع على الدولة والمواطن بالإضافة الى العديد من الجوانب الإيجابية الأخرى مثل حل مشكلة الازدحام المروري والمحافظة على البيئة وتحسين مستوى التحصيل العلمي للطلبة، والتقارب الأسري وأيضا الاستفادة منه صحيا ونفسيا.
ونظرا لنجاح تجارب بعض الدول حول العالم في هذا الموضوع، حيث تبين ان ما يزيد على ثمانين دولة تطبق هذا النظام مثل الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي والكثير من الدول العربية ومنها جمهورية مصر العربية التي اكدت من خلال عودتها لتطبيق هذا النظام بعد ثلاث سنوات من تركه وعلى ألسنة علمائها ومستشاريها ان تقديم الوقت ساعة يؤدي الى وفر نسبة كبيرة من الطاقة وكميات الغاز الطبيعي والمازوت التي تضخ الى محطات الكهرباء.
وقد أبدت جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمشروع مثل جامعة الكويت ووزارة الكهرباء والماء ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والهيئة العامة للبيئة وإدارة الأرصاد الجوية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وزارة النفط ووزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور ووزارة الصحة والجهات الاقتصادية والمالية ووزارة التربية والتعليم والعديد من أساتذة الجامعة والمختصين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس في الكويت ووكالات السيارات وشركات التكييف وغيرهم وجميعهم أشادوا بفكرة المشروع وأبعاده الاقتصادية وحتى صحة الإنسان النفسية والجسدية فضلا عما يؤدي إليه من توفير كبير في استخدام الطاقة بشكل عام وبكفاءة عالية. وتقوم مبررات الأخذ بهذا المشروع على أنه سوف يترك آثارا إيجابية اذ انه يقوم بعملية ازاحة كاملة ليومنا الذي يبدأ الآن بعد شروق الشمس بثلاث ساعات ليقربه من اوقات اليوم الاكثر اعتدالا في حرارتها صيفا وهي الساعات الأولى ويبتعد به عن ساعات ذروة الحر مما يترك آثارا إيجابية على مختلف الأصعدة او القطاعات الحكومية والأهلية.
ونص القانون في مادته الأولى على تقديم التوقيت الزمني لبداية اليوم لمدة ساعتين سنويا، اعتبارا من اليوم الأول من شهر ابريل حتى آخر ايام شهر سبتمبر من كل عام، وبأن يصدر مجلس الوزراء القرارات اللازمة لتنفيذ احكام هذا القانون.
كما نص في مادته الثانية على ان يتم تغيير موعد الدوام بحيث تكون اوقات الدوام الرسمية لنظام ساعات العمل الاعتيادية في القطاع الحكومي وقطاع العمل الخاص بمعدل 36 ساعة اسبوعيا من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الثانية والربع ظهرا من يوم الاحد الى يوم الاربعاء، ومن الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا ليوم الخميس، وتكون أوقات الدوام الرسمية لنظام ساعات العمل بمعدل 40 ساعة اسبوعيا من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الثالثة ظهرا من يوم الاحد الى يوم الخميس وذلك وفقا للتوقيت الجديد بعد تقديم التوقيت الزمني ساعتين.