عبدالله العليان ـ كريم طارق
بحضور مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بالإنابة اللواء عبدالله العلي، ومدير ادارة العمليات بالوكالة المقدم حسن الزعابي، قامت الإدارة العامة للدفاع المدني صباح أمس بإجراء التشغيل التجريبي لصافرات الإنذار حيث انطلقت الصافرات الإلكترونية ذات التقنية العالية والتي تدور على قاعدة دائرية لإيصال النغمات بتردد ثابت وصاحب إطلاق النغمات تسجيل صوتي للتعريف بمدلول النغمة.
ومن المعلوم ان صافرات الإنذار منظومة أمان وتنبيه تطلق عند الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات او الزلازل او حالات الاعتداء على الدول والشعوب مثل الحروب والأزمات، وكان لها ذكريات مؤلمة مع اهل الكويت.
«الأنباء» استطلعت آراء بعض المواطنين ورصدت مشاعرهم تجاه صافرات الإنذار وما تثيره لديهم من مشاعر مختلفة، حيث أكدوا ان تلك الصافرات على الرغم من أنها تشعر الجميع باستعدادات الدولة لأي طارئ قد يحدث، إلا انها دائما ما تذكرهم بمأساة أليمة أصابت الكويت وهي الاحتلال العراقي الغاشم.
في البداية، قال محمد الشواف ان صوت صافرات الإنذار يذكره بالأيام السوداء التي مرت على الكويت والخليج العربي بسبب الاحتلال العراقي للكويت، وتذكره بما قدمه الشهداء وأبطال الوطن والتحالف من جهود لاسترداد ارضنا، مؤكدا اقتناعه باستعدادات أجهزة الدولة وقيادتها لأي خطر قد يحيط بنا، متمنيا من الله عز وجل ان يديم نعمة الأمن والأمان على الكويت وسائر البلاد العربية والإسلامية.
بدوره، وصف عبدالرحمن العميري شعوره وقت انطلاق الصافرات بالخوف مما أصاب الكويت عام 1990 وكيف فقدنا اخوان وآباء وابناء في تلك الظروف، داعيا الله ان يرحمهم ويغفر لهم ولكل من ساهم في استرداد حريتنا، مؤكدا انه مؤمن بأن القيادة الحكيمة وأجهزة الدولة سترد اي خطر يحيط بالكويت.
من جهته، قال فهد النبهان ان صافرات الإنذار أرجعته إلى تاريخ وايام سوداء رغم ان ما رأيناه في ذلك الوقت من ظلم وقهر الا ان تلك الأيام جعلتنا اقوى ونتعلم من كل الظروف، مؤكدا ان الدولة وأجهزتها لديها القدرة من الناحية العسكرية برجالها ومنتسبيها وكذلك أسلحتها على ردع اي خطر.
من ناحيته، قال انور العنزي انه يشعر بالخوف عند انطلاق صافرات الإنذار، خصوصا انه عاصر تلك الظروف عندما اطلق جيش المقبور صدام حسين الصواريخ والمدفعية تجاه الكويت، متمنيا من الجميع عند سماع الصافرات تذكر نعمة الأمن والأمان والدعاء للوطن وللشهداء وكل من ضحى وشارك في تحرير الكويت، مبينا انه مؤمن بقدرة الجيش والقوات المسلحة على ردع اي خطر قد يحوم حول الوطن.
وأكد بدر العمودي ان إيمانه بالقوات المسلحة الكويتية كبير وبحكمة قيادة الدولة وانهم على استعداد لردع الأخطار، وكذلك ايمانه بأن الدول الخليجية والعربية لن تتأخر في نصرة الكويت، ان تعرضت لا سمح الله لأي خطر، داعيا الله ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويغفر لكل من شارك في تحرير الكويت.
وفي السياق ذاته، بين خالد الشمري انه عند سماع اصوات الصافرات ذرفت عينه بالدموع متذكرا الأحداث السوداء التي مرت بها الكويت خلال فترة الاحتلال العراقي، مؤكدا ان القيادة الحكيمة للدولة وأجهزتها العسكرية أصبحت اكثر قوة واستعدادا لأي خطر يحيط بالكويت.
من جهتها، قالت ام احمد: عند سماعي للصافرات تذكرت ما كنا نراه في التلفزيون من اخبار عن انطلاق صواريخ الأعداء على الكويت، وكذلك الدول الخليجية، وكانت قلوبنا متعلقة بالوطن وبكل من صمد في تلك الظروف، مسطرين أجمل ملحمة تاريخية بمقاومتهم، مستذكرة ابنها الشهيد الذي تراه في أحلامها واقفا شامخا، متمنية ان يتقبلهم الله شهداء بإذنه، ويغفر لهم ويرحمهم.
وأشار مشاري السند، وهو متطوع في الدفاع المدني، وحاصل على إحدى دورات تدابير الدفاع المدني، اشار إلى ان اطلاق صافرات الإنذار غالبا ما يذكره بالاعتداء الأليم على الكويت من قبل الجيش العراقي، حيث لم تكن الكويت مستعدة لمثل هذا اليوم الأسود، مشيرا الى ان الصافرات تذكره ايضا ببعض الكوارث البيئية مثل الفيضانات التي أصابت الكويت، والتي لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها البلاد لمثل هذه الحادثة، حيث امتلأت الأنفاق والكباري والشوارع بالمياه، وتم انسداد كافة مجاري الصرف الصحي.
وأضاف قائلا: إن صافرات الإنذار وضعت لتنبيه المواطنين والمقيمين في جميع الدول باقتراب وقوع الخطر أو أثناء وقوعه كالحوادث الناتجة عن الأخطار التي تتعرض لها البلاد من اعتداء خارجي أو تدخل عسكري، وكذلك الكوارث البيئية كالزلازل والفيضانات والانهيارات، لافتا الى ان وجود صافرات الإنذار هو أمر مهم للجميع باعتبارها أحد الإجراءات الاحترازية، بالإضافة الى وجود الملاجئ ومراكز الإيواء لحماية المواطنين من الأخطار التي قد تتعرض لها البلاد، موضحا أنه لابد من تقديم دورات تدريبية لعامة الناس عن كيفية التدابير الأمنية وطرق الإخلاء المختلفة في حالة وقوع الخطر.
وفي سياق متصل قال عبدالله العنزي: إن سماع تلك الصافرات يخلق لديه شعورا بالخطر على أمن البلاد، لافتا الى ان هذا الشعور هو بمثابة شعور بالفزع والقلق في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية مثل الزلالزل، وهو ما يبث القلق في نفوس الجميع، لافتا الى ضرورة التعامل والجدية مع التعليمات الإرشادية في تلك الحالات والانصياع لها لتجنب الإصابات والحفاظ على سلامة الجميع، بالإضافة الى الهدوء والتحرك بنظام ودون فوضى في تلك الحالات.
بدوره لفت عبد العزيز العنزي الى أن سماع أي صافرة انذار يولد لديه شعورا طبيعيا وإحساسا بالقلق لقدوم خطر، مشيرا الى انها وجدت للتنبيه واتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف اللجوء للأماكن الآمنة.
وأوضح محمد الهاجري انه يؤيد اطلاق الصافرات التجريبية، لافتا الى انها تفيد الوطن في الكثير من الاتجاهات، وتؤكد على استعدادها الدائم لتنبيه المواطنين والمقيمين بالأخطار المحيطة بهم.
مصدر أمني: نستهدف تعريف المواطن والمقيم بما يجب عمله في الأزمات
أمير زكي
أكد مصدر امني ان اجراء تجارب دورية على صافرات الانذار بشكل دوري يهدف الى الوقوف على مدى جاهزيتها ورصد اي خلل في اي صافرة، بحيث يتم اصلاح الاعطال التي تظهر من خلال غرفة العمليات والتي توضح وتشير الى وجود اي عطل جراء العوامل المناخية او عوامل اخرى متعلقة بالقضية.
واشار المصدر الى ان صافرات الانذار، والتي يناط بتشغيلها الى الادارة العامة للدفاع المدني، وهي احدى ادارات العمليات، مرتبطة بغرفة العمليات المركزية واجهزة سيادية اخرى، بحيث تنطلق تلقائيا حال حدوث اي خطر يحيط بالكويت.
واضاف المصدر ان الظروف الاقليمية التي تمر بها المنطقة تدفع وزارة الداخلية الى العمل بجدية، سواء من جهة الامن الداخلي متمثلا في الامن المدني وغير المدني، او من جهة الوسائل المساندة لتعزيز الامن، وحماية المواطن والمقيم.
واوضح المصدر ان صافرات الانذار يمكن من خلالها ان يعرف المواطن والمقيم ما يجب عليه اتخاذه من اجراءات، فهناك نغمة يستلزم معها البقاء في مكان تواجده كلما سمحت له الفرصة بذلك، وهناك نغمة تبلغه بان الخطر قد زال ويمكنه التحرك.