- الغانم تفقد الجرحى: لن يستطيع أحد أن يفرقنا
حنان عبدالمعبود - عبدالكريم العبدالله
خيّم الحزن والأسى والعزاء والدموع والبكاء على الكويت الحبيبة إثر تفجير مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر، والذي راح على اثره ضحايا، وجرحى ومصابون موجودون في مستشفى الاميري.
دعوة إلى تجاوز المحنة
وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: لقد حضرت مع عدد من أعضاء المجلس لزيارة الجرحى في المستشفى الأميري والحمد لله اطمأننت على حالتهم.وأضاف: إذا كان من وراء هذا المخطط يرى انه سينجح بهذا العمل في تقسيم الكويتيين إلى سنة وشيعة فأقول له وكل الإخوة النواب وطوائف المجتمع وحتى من الجرحى انفسهم وهم لم يتشافوا بعد «ﻻ أحد يستطيع أن يفرقنا». وأضاف: نحن مجتمع صغير وحادث مثل هذا يؤثر ولكن بالتأكيد تأثيره سيكون عكسيا على أهداف من وراءه وأؤكد للجميع داخل الكويت وخارجها رغم عظم المصاب الجلل ككويتيين اننا سنخرج أقوى واكثر تمسكا وتلاحما وتعاضدا وسنكون جبهة واحدة أمام هذه الفتنة.
وتابع: لقد مررت الجرحى وﻻ اعرفهم ولكني وجدت من بينهم احد رواد ديوانيتي، فنحن في الكويت مجتمع صغير متواصل ﻻ يمكن أن ينجح من يدخل بيننا. وأقول لأبناء الشعب الكويتي لن ينجح المخربون في تحقيق أهدافهم بزعزعة امن الكويت، ونحن لن نحقق لهم هذه الأهداف.
أما الشهداء فهذه شهادة يحسدون عليها في يوم جمعة وفي شهر فضيل فهنيئا لهم الشهادة، ونسأل الله أن يدخلهم جناته ويشفي الجرحى.
وأشار إلى أن أهم ما يجب أن يعرفه الكويتيون ليس إزهاق هذه الأرواح البريئة فقط أو إسالة الدماء الكويتية الطاهرة وإنما الهدف تقسيم المجتمع، والجهات المعنية بالكويت واعية لهذا المخطط ولن تسمح بتحقيقه.
بدوره، استنكر وزير الصحة د.علي العبيدي الحادث الارهابي الذي وقع بالمسجد، وقال عقب تفقده المصابين مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك: «نستنكر هذا العمل اﻻجرامي الذي ينال من عزيمة وتكامل وتكاتف الكويتيين، ودعا الى تجاوز المحنة والترحم على شهداء الكويت الذين سطروا بدمائهم مثالا للتضحية»، مؤكدا ان امن الكويت خط احمر ﻻ يجب تجاوزه، داعيا الله للجرحى بالشفاء العاجل، وطلب اﻻجر ﻻهالي الشهداء، سائلا الله ان يتغمدهم برحمته.
وثمن العبيدي جهود العاملين بوزارة الصحة في كافة المستشفيات وفي بنك الدم الذي فتح باب القبول للمتبرعين، وتقدم بالشكر للعاملين في الوزارة الذين قاموا بجهودهم الحثيثة في التواصل مع المسؤولين وتنفيذ خطة الطوارئ. واختتم سائلا الله عز وجل ان يحفظ الكويت بقيادة صاحب السمو الامير.
استعدادات قصوى
وأعلنت وزارة الصحة رفع درجة الاستعداد القصوى في جميع اقسام الحوادث في مستشفيات الكويت وتفعيل خطة الطوارئ القصوى، وذلك بعد ما حدث من تفجير في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر.
ودعت «الصحة» المواطنين والمقيمين، أنه ونظرا لهذه الأحداث الطارئة، بأن يراجع المرضى من ذوي الاعراض غير الطارئة المستوصف بدلا من الاتجاه الى اقسام الحوادث في المستشفيات، مؤكدة أن تجمهر واكتظاظ اقسام الحوادث بالجمهور وذوي المصابين قد يؤثر على انسيابية حركة الاسعاف والمصابين، وبالتالي يؤثر على حياة المصابين.
وكانت مدير مستشفى اﻻميري د.افراح الصراف قالت ان عدد المصابين في الـمسـتشفى بــلغ 114 مصابا و4 حـاﻻت وفيات بالمستشفى، بالإضـافة إلى عدد آخر من الوفيـات والمـصـابيـن بكل من مستشــفيي الصـباح ومبارك الكبير.
وفيما يختص بمستشفى الاميري الذي ضم العدد الاكبر من المصابين، فقد تم نقلهم الى الجناحين الرابع والثاني، وأصغر المصابين طفل عمره 9 سنوات، وعدد المصابين حاليا يقترب من 30. وقد صرح المسؤولين بالمستشفى بأنه سيتم تعليق قائمة بأسماء المصابين في مدخل مستشفى اﻻميري وفي مركز صباح اﻻحمد للقلب.
وفي مستشفي الصباح أكد مدير المستشفى د. عباس رمضان وجود حالتي وفاة، و21 مصابا استقبلتهم المستشفى، وتم تحويل بعضهم للرازي، 10 حالات مستقرة، وحالة احتاجت الى عملية.
وطمأنت مديرة بنك الدم المركزي د.ريم الرضوان، أهل الكويت بأن البنك يقوم بمتابعة حالات الجرحى الذين سقطوا في الحادث الإرهابي على مسجد الإمام الصادق ظهر أمس، مؤكدة أنه تم توفير الدم الكافي للتعامل مع كل الحالات، وأن البنك سيفتح أبوابه لاستقبال المتبرعين بالدم بمواعيد العمل المعتادة مع تجهيز قاعات إضافية للتبرع بالدم.
وأشارت إلى أن البنك سيفتح أبوابه لاستقبال المتبرعين من الساعة 7:30 مساء حتى الساعة الواحدة صباحا، وذلك لتغطية الاحتياجات اللازمة من الدم والبقاء على المخزون الاستراتيجي كما هو، معربة عن أملها في تعاون المواطنين والمقيمين مع البنك في توفير الدم للمصابين والمرضى.
الدموع والصراخ
وبين الدموع والصراخ والالم جالت «الأنباء» في اروقة مستشفى الاميري لرصد الاوضاع ومشاركة المصابين وذويهم الحزن والاسى على ما حدث من هذا التفجير، حيث ادان اهالي المصابين هذا التفجير الارهابي، مشددين في الوقت ذاته على تمسكهم بالوحدة الوطنية، ووضع الكويت نصب اعينهم، داعين الله عز وجل في هذا الشهر الكريم ان يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
الجنود المجهولون
وعلى هامش التفجير ايضا، تسلم الجنود المجهولون من الاطباء والكوادر التمريضية والفنية مهامهم في مستشفى الاميري للوقوف على الحالات وعلاجها، حيث افادوا «الأنباء» بأنهم سيبذلون ما بوسعهم لعلاج المصابين، وسيتم اجراء العمليات واتخاذ اللازم لكل من يحتاجها.
وأشاروا الى انه تم إبلاغ أطباء من عدة مستشفيات، ومن مختلف التخصصات للوقوف على الحالات، وتم ابلاغهم ايضا بحالة الاستنفار للاستعداد لطلبهم في اي وقت لعلاج الحالات.
التفجير وقع خلال الركعة الأخيرة
قال أحد المصابين بالحادث ويدعى عبدالله أحمد: كنا نصلي بالركعة الاخيرة وإذا بصوت دوي انفجار وتلاه سقوط جزء من السقف فوق رؤوس عدد من المصلين الذين تناثروا على الأرض بأعداد كبيرة بين مصاب وقتيل، وأصبت بجرح قطعي بالرأس.
«التعاون الإسلامي»: جريمة نكراء لا يقوم بها مسلم
جدة ـ كونا: دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة التفجير الذي استهدف مسجد الامام الصادق.
ووصفت المنظمة في بيان لها التفجير بـ «الجريمة النكراء تستهدف أمن واستقرار الكويت ونسيج مجتمعها المتآخي». وأكد الأمين العام للمنظمة إياد أمين مدني أن «هذا العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في يوم الجمعة المبارك وفي شهر رمضان الفضيل لا يمكن أن يقوم به مسلم». وأضاف «ان الجماعة الإرهابية التي ارتكبت هذا العمل الآثم لا تعبأ بالنفس البشرية ولا بأي قيمة أو خلق أو دين، كما تؤكد إمعانها في الإساءة للإسلام والمسلمين».