- قدمت طلباً لجهات الاختصاص لاعتماد المؤلف كمرجع أساسي للتدريس في «أكاديمية الفنون»
- الكتاب يلقي الضوء على الفن البدائي في العالم ويؤكد حاجة صناعة التاريخ لريشة الفنان وإزميل النحات
- أفكاري استوحيتها من خبراتي وتخصصي النادر في مناهج وطرق تدريس التربية الفنية
- مستعدة لتدريس أي مواد نظرية أو عملية وإلقاء المحاضرات التخصصية في هذا المجال
- المؤلَّف نادر من نوعه وأنا الوحيدة ممن تناول تاريخ الحضارات في الكويت ودول «التعاون»
- حرصت على الابتعاد عن الغموض والتعقيد.. وتنمية حب القراءة يتطلب عرض المعلومة بيسر وجاذبية
- نحتاج إلى التشجيع الرسمي والخاص لتحطيم أي صعوبات تواجهنا.. وأتمنى ترجمة الكتاب للإنجليزية
حوار: الاء خليفة
تؤمن بأن الفن مرآة الأمم والشعوب، يعكس واقعها وشاهد على تاريخها، كما ترى أن الفن يستنهض الهمم والعزائم لإحياء الماضي والبناء عليه لتطويره إلى المكان الذي يجعل منه مفخرة واعتزازا للوطن، تلك هي مبادئ وأفكار د.نورية السالم ابنة الكويت المحبة لترابها والعاشقة لتاريخها، والتي عكفت على تأليف كتاب عن فنون الحضارات لتهديه لبلدها الحبيب، لاسيما أن الكويت من وجهة نظرها ذات عمق تاريخي بين شرق العالم وغربه.
المؤلفة د. نورية السالم صاحبة كتاب «فنون الحضارات عراقة ـ أصالة ـ حداثة» والمتخصصة في مناهج وطرق تدريس التربية الفنية، غاصت في مؤلفها في أعماق الفن وعلاقته بتوثيق حضارات الشعوب ليؤسس دعائمها، ويحفظ تاريخها على الألسنة وفي صفحات الكتب.
وفي لقاء خاص مع «الأنباء»، أشارت الكاتبة إلى أنها ألقت الضوء على «الفن البدائي في مختلف بقاع العالم وتطور استخدامات أدواته، وتاريخ الحضارات وما اشتهرت به من فنون تشكيلية وتطبيقية، وكيف أن لكل حضارة فنها الخاص الذي يميزها ويؤكد هويتها ويعكس تراثها»، مبدية حرصها «بالابتعاد عن الغموض والتعقيد وسرد المعلومات بسلاسة ركزت فيها على المهم الذي يجب معرفته في هذا المجال»، موضحة انه «يخدم شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع كالقراء العاديين، ومحبي قراءة تاريخ الحضارات، والمثقفين، وطالبي العلم».
وفي حين دعت السالم إلى «تشجيع الرسمي والخاص لتحطيم أي صعوبات تواجهنا»، تمنت «ترجمة الكتاب للإنجليزية لتكسب بلدها الكويت المزيد من الشهرة على مستوى العالم»، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، من هي د.نورية السالم؟
٭ أنا د.نورية السالم، حصلت على بكالوريوس من كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت، وعلى الماجستير والدكتوراه من معهد الدراسات والبحوث التربوية بجامعة القاهرة، تخصصي مناهج وطرق تدريس التربية الفنية، وأعمل حاليا بدرجة أستاذ مساعد في قسم الديكور المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية في وزارة التعليم العالي في الكويت.
وفي بداية الحوار يطيب لي أن أعرف القراء عن مؤلفي «فنون الحضارات/ عراقة ـ أصالة ـ حداثة» الذي يلقي الضوء على تاريخ الحضارات وصلتها بالفنون، وتأثر كل منهما بالآخر، وولائي لبلدي الحبيب الكويت.
نود تسليط الضوء على كتابك، لماذا تم اختيار هذا العنوان على وجه التحديد؟
٭ في بداية الحياة الإنسانية لم يصنف التاريخ كفن بحد ذاته، وإنما قام الإنسان البدائي باجتهادات لحماية نفسه من المخاطر من حوله، ولتسهيل معيشته باستخدام وتسخير ما حوله من أدوات، ومن خلال رسوماته في الكهوف نتتبع مراحل تطور مسيرة حياة الإنسان منذ الأزل ووجوده على وجه الأرض، ونستطيع متابعة كيف تطورت استخداماته وأدواته مع مرور الزمن واستدل عليها من قبل علماء الآثار، ثم بدأ تصنيفها إلى الحقب والأزمنة التي تنتمي إليها. وبالنسبة لاختياري هذا العنوان، فإنه يعود إلى أن فنون الحضارات هي الأكثر شهرة وامتدادا في التاريخ الإنساني، كما أننا نجد أن «العراقة» تعني العودة إلى آلاف السنين، و«الأصالة» هي تراكم الخبرات المتعلمة، و«الحداثة» هي ما وصلنا إليه اليوم، كما أن مقولة «لولا الفن لما كُتب التاريخ» الموجودة على غلاف كتابي أعني بها كل ما ذكر في محتوى الكتاب.
فالفن هو صفو الحضارة ورفيق دربها، وبرع فيه الإنسان، معبرا عن أصالتها وعراقتها وقدرتها على الإسهام في الحداثة وبناء المستقبل، وإذا كانت البشرية عبر تاريخها حضارات متعددة قامت ثم بادت، فقد كان قيامها على دعائم من الفن الذي عبر عنها وحفظ تاريخها على الألسنة وفي صفحات الكتب، وفيما تركت من آثار وشواهد وصلت الماضي بالحاضر وشحذت الهمم لاستئناف البناء على قواعد من معرفة التاريخ الذي صنعه الفن بكل ما يعبر عنه من علم واقتصاد وسياسة وحياة اجتماعية بكل ما فيها من نشاط إنساني.
ورأيت أن ألقي الضوء على علاقة الفن بالتاريخ ودور كل منهما في الآخر سواء فيما مضى من حق الزمن، وفي مختلف الممالك والدول حتى يعرف القارئ حاجة صناعة التاريخ إلى ريشة الفنان وإزميل النحات، وحفر المنقب عن الآثار، وغيرهم من كل ملهم أو مفكر أو باحث، ولما كان ذلك هدفي وغايتي فقد حرصت على أن أتناول الفن وأعرض تاريخه وارتباطه وتأثيره وتأثره في أزمان ماضية ودول كان لها دور في التاريخ وفي الفن ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
ما أبرز الموضوعات التي يتضمنها الكتاب؟
٭ الكتاب يلقي الضوء على الفن البدائي في مختلف بقاع العالم، وكيف تطور استخدامه للأدوات.
هذا إلى جانب تاريخ الحضارات المختلفة وارتباطها بالفنون الأخرى، وترتيب تسلسل الحضارات وفقا لعمقها التاريخي، ومن ثم عملت على وصف الحضارة الأم وبعدها الحضارات الفرعية وما اشتهرت بها من فنون تشكيلية وفنون تطبيقية، وكيف أن كل حضارة لها فنها الخاص الذي يميزها ويؤكد هويتها ويعكس تراثها.
كما يوضح هذا الكتاب الرابط بين الحضارة والفنون كواحد من أهم روافد الحضارات، إضافة إلى صلة الحضارات بالفنون وتأثر كل منهما بالآخر وتأكيده فيه.
وعملت على تقديم تاريخي موجز عن الحضارات وموقعها وكيف اكتشفت، إلى جانب استعراض تاريخ وأسباب النقلة والتوجه الفني الحديث.
واستعرض أيضا تاريخ ونشأة المسرح وأسباب تطوره من حيث الهدف منه، وكذلك إلقاء الضوء على المدارس الفنية الحديثة المختلفة.
والاستشهاد بالصور ونماذج موثقة من أكبر المتاحف من مختلف دول العالم.
من أين تستوحين أفكار كتبك التي تقومين بتأليفها؟
٭ للاستفادة من تخصصي النوعي والنادر وهو «مناهج وطرق تدريس التربية الفنية»، فقد اجتهد بجمع وحصر وتصنيف وتبويب المادة العلمية، وتم استيحاء أفكار الكتاب من خبراتي التدريسية الفعلية من ميدان العمل، كما يحتوي الكتاب على أكثر من مجال من مجالات الفن والتاريخ الفني، منها تاريخ فن الحضارات القديمة وأخرى المدارس الفنية الحديثة، ومقرر تاريخ تطور المسرح القديم والحديث، ومقرر أسس التصميم والتربية الفنية ومقرر الفن والحياة، التربية الفنية ومقرر الفنون التشكيلية ومقرر رسم عام وتشكيل، وإضافة إلى تدريس المقررات، الأنشطة الطلابية كالزيارات الميدانية لأماكن من الطبيعة والمتاحف المختلفة القديمة منها والحديثة.
وكمهارات وقدرات شخصية فأنا لدي قابلية للتعليم، ومستعدة لتدريس أي مواد نظرية أو عملية متعلقة بالمجال الفني، وإلقاء محاضرات تخصصية في أي من مجالات الفن وتاريخ الحضارات، كما أحرص على توصيل المعلومة بسهولة ويسر للمتلقي، وعلى استعداد لحضور مؤتمرات متخصصة في المجالات الفنية، كما أن لدي قدرة تطوير منهج التربية الفنية لكل المراحل التعليمية.
كم استغرق مدة تأليفه؟
٭ من خلال عملي في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت لما يقارب من 15 عاما كنت أدرس من مذكرات خاصة بي أستعد بها من قراءات أحضر بها لمحاضرات الطلبة، ومع مرور الوقت وما لمسته في عدم توافر مادة منهجية لتعد مرجعا لتدريس المواد العلمية طيلة مدة عملي بالمعهد حيث يتم الارتكاز على اجتهادات فردية من قبل القائمين على تدريس المناهج العلمية الذي لا يتعدى تصوير المذكرات والمحاضرات الممنوحة من قبل مدرس المادة، لذلك قررت أن تستكمل المعلومات ويحول إلى كتاب..
هل الكتاب سيدرج كمقرر يدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية؟
٭ في ظل صدور المرسوم الخاص بتحويل المعهد العالي للفنون المسرحية إلى «أكاديمية الكويت للفنون» مما يحتم على المسؤولين داخل وخارج الأكاديمية وضع المناهج الواضحة واعتمادها في نظام الدراسة داخل الأكاديمية والتي تعد ملاذا لكل المهتمين داخل الكويت وخارجها، حيث تستقطب هذه المؤسسة التعليمية الطلبة والطالبات من مختلف أنحاء العالم العربي، وقد تم تقديم الطلب لجهة الاختصاص لاعتماد الكتاب كمرجع أساسي للتدريس داخل الأكاديمية.
ما صدى الكتاب بعد أن تمت طباعته وتوزيعه وما ردود الأفعال حوله؟
٭ أصداء إيجابية جدا من الطلبة والطالبات، ومن قد تم إهداء الكتاب لهن.
ما أهمية هذا الكتاب وسط العديد من الكتب التي تتحدث عن هذا المجال؟
٭ يعتبر هذا الكتاب نادرا من نوعه، ويرجع ذلك لأسباب عدة، نذكر منها أنه من النادر إن لم أكن الوحيدة ممن ألف عن تاريخ الحضارة الفنية، وذلك على مستوى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأضيف إلى ذلك المساهمة بتحقيق التنمية البشرية وتوفير بيئة ملائمة والتي تقوم عليها حضارات الأمم وتقاس بها الشعوب وازدهارها، وليقتدي بها الطلبة الذين ينهلون العلوم في مختلف التخصصات، فقد بلغ عدد الخريجين منهم مثلا في المعهد العالي للفنون المسرحية 290 طالبا وطالبة، ومن جامعة الكويت 145 طالبة، ومن كلية التربية الأساسية 130 طالبة.
ما فكرة كتابك المقبل؟
٭ الفكرة الأساسية تنبع من هذا الكتاب بتفاصيل أوسع وأعمق عن التاريخ الفني للحضارات.
كيف يمكننا تنمية حب القراءة والكتابة في جيل إلكتروني يعتمد على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول؟
٭ من خلال الكتابة بأسلوب سهل وواضح، وهذا الأسلوب تجدونه في مؤلفي «فنون الحضارات/ عراقة ـ أصالة ـ حداثة»، فقد حرصت على أن يبتعد عن الغموض والتعقيد ويكون فيه سرد المعلومات التي ذكرتها بسيطا وسلسا وركزت فيها على المهم الذي يجب معرفته عن تاريخ الحضارات وارتباطه بتطور الفنون، وعليه فإنه يخدم شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع ألا وهي القراء العاديون، ومحبو القراءة عن تاريخ الحضارات والفن، والمثقفون من اجتهادات خاصة بهم، وطالبو العلم بالمراحل التعليمية المختلفة، فتنمية حب القراءة تتطلب عرض المعلومة بيسر وبطريقة جذابة.
من خلال مسيرتك، ما أبرز الصعوبات التي قد تقف حجر عثرة أمام الموهوبين؟
٭ نحتاج التشجيع من قبل القطاع الحكومي والقطاع الخاص فذلك يحطم أي صعوبات أمام الموهوبين.
وما شعورك حين لاقى كتابك استحسانا كثيرا على مستوى دول الخليج وليس في الكويت فقط؟
٭ فرحة لا توصف، وأشكر أبنائي الأعزاء على تشجيعي لإصدار الكتاب، والشكر موصول أيضا إلى كل من شجعني على نشره ليكون متواجدا في متناول يد الجميع.
هل تجدين أن البيئة المحيطة مشجعة للمؤلفين للقيام بتأليف كتبهم، أو بمعنى آخر ما الذي ينقص الكتاب والمؤلفين لمزيد من الإبداع والابتكار والتميز؟
٭ لدي أمل كبير ومتفائلة أن يحظى كتابي بالتقدير والتشجيع كدكتورة كويتية بتخصص نوعي ونادر «مناهج وطرق تدريس التربية الفنية»، وقد طرحت كتابا مميزا تم تأليفه في دولتي الكويت، وأيضا على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا يضاف إلى النتاج الثقافي لأنه يعرف بالفن ودوره في قيام الحضارات وامتدادها في أعماق التاريخ.
في ختام الحوار، ما كلمتك التي تودين توجيهها عبر جريدة «الأنباء»؟
٭ أتمنى أن أعطى فرصة من جهات الاختصاص في ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية لتكسب الكويت الشهرة على مستوى دولي من نتاج بنت الكويت الدكتورة نورية السالم.
وشكري وتقديري لكل من ساهم في إعداد ونشر هذا اللقاء من جريدة «الأنباء»، فلكم كل الشكر والتقدير.
ولكل من يريد التواصل معي على هذا الرقم: 96596077987+ أو على البريد الإلكتروني:
[email protected]