لأنها نصف المجتمع وأثبتت أنها تستطيع تولي مناصب قيادية وتحقق نجاحا فيه أرادت «الأنباء» تسليط الضوء عليها من خلال «نساء متميزات»
للتواصل مع الصفحة [email protected]
- الكويتية الأولى التي استضافها برنامج «هارد توك» الشهير على قناة bbc
- أول كويتية تعرض لوحاتها في معرض «فانس بينالي» وتباع لها لوحات في مزاد «كرستيز»
- معرضها «إنه عالم الرجل» أغلق بعد 3 ساعات من افتتاحه بسبب شكوى
إعداد: دارين العلي
تصوير: (فريال حماد)
تهوى الرسم منذ صغرها، وتعتبره الفرصة للتعبير عن النفس، اكتشف والدها موهبتها وكانت في السابعة من عمرها، وفي التاسعة قدمت اولى مشاركاتها فكانت أصغر مشاركة في معرض الربيع الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، وتميزت رسومات الطفلة كبداية لبذرة اينعت في المستقبل.
إنها الفنانة التشكيلية المبدعة والمتميزة بكل معنى الكلمة د. شروق أمين، أول كويتية إن لم نقل عربية حاصلة على شهادة دكتوراه في المزج بين القصيدة واللوحة أي ما يعرف بـ«ekphrasis»، هذا العلم النادر الذي يحترفه قلائل على مستوى العالم.
دراستها الجامعية للأدب الانجليزي وحصولها على شهادة دكتوراه من جامعة الكويت ساعداها كثيرا في احتراف هذا الفن النادر، وهي حاليا استاذة للغة الانجليزية في كلية العلوم الادارية في جامعة الكويت وتحاضر في جامعات ايطالية وانجليزية عن استخدام الفن كوسيلة للتعبير عن الحالة الاجتماعية وسياسات الدولة وكوسيلة محاربة ايجابية بعيدا عن العنف.
الكثير من الانجازات حققتها شروق أمين، ففي حين حازت جائزة المرأة العربية كـ«فنانة العام» 2013، كانت الكويتية الاولى التي يستضيفها برنامج «هارد توك» الشهير على قناة bbc في 2014، كما كانت الفنانة الكويتية الوحيدة التي تعرض لوحاتها في «فانس بينالي» عام 2015 وهو أهم معرض فني في العالم ينظم في ايطاليا كل عامين، ومن بين انجازاتها الفنية أيضا انها كانت أول فنانة كويتية تباع لوحتان من لوحاتها في مزاد «كرستيز» وهو مزاد عالمي شهير.
واذا كان لشروق أمين صولات وجولات مع الابداع والانجازات فإن مسيرتها كانت محفوفة بالصعوبات والتحديات، فعندما توفي والدها كانت في الحادية عشرة من عمرها، لم تفقد الوالد فقط بل فقدت احد ابرز مقومات موهبتها حيث كان يشجعها على تنميتها وتعزيزها، وحالت صعوبات الحياة دون اكمال مسيرتها في عالم الرسم الا في حدود المدرسة التي نالت فيها جوائز كثيرة خاصة بالفنون التشكيلية.
أول معارضها الفنية الخاصة كانت عام 1993 في الكويت وكان ناجحا بكل المقاييس، حيث بيعت كل اللوحات فيه وكان في «غدير غاليري» في الصالحية لصاحبته ثريا البقصمي التي كانت تربطها بشروق أمين صداقة سمحت لها برؤية لوحاتها خلال زيارة خاصة الى منزلها ففتحت أمام فنها أبواب الغاليري لتعرض فيه ابداعاتها، فاستمرت معارضها بشكل منتظم كل عامين دون ان يمنعها ذلك عن كتابة الشعر الذي تهواه.
التغيير الجذري الذي حصل في حياتها بين عامي 2007 و2009 نتيجة الظروف العاطفية التي مرت بها بفعل انفصالها عن زوجها، أثر على حالتها الفنية حيث امتزجت شروق أمين الفنانة بالمرأة في كيان واحد بعد مدة طويلة من الفصل، ما انعكس على الفن الذي تقدمه والذي لم يعد مجرد هواية بل بات رسالة عبرت من خلاله عن مكنوناتها في تلك المرحلة التي كان المجتمع يرفض فيها فكرة الانفصال.
فكان الفن السبيل للتعبير عن شعورها وايصال صوتها بان من حقها ان تكون سعيدة ومن حق الطرف الآخر ان يكون سعيدا ايضا، كما ان الاطفال من حقهم الا يعيشوا حالات الخصام والمشاكل المتكررة بين الابوين.
ومن هنا تغير أسلوب رسمها ومضمون المعارض التي تنظمها، فكان أول معارضها بهذا المنحى تحت عنوان «بنات المجتمع» الذي استغربه الناس قليلا لانه يعبر عن مجتمع المرأة في العالم العربي، فكانت المرأة في هذه اللوحات ترتدي نقابا ابيض دليلا على الصمت وعلى القناع الذي يغطي الشخصية الحقيقية للمرأة العربية بسبب صمتها.
وترى أمين ان الرجل والمرأة في مجتمعاتنا يظهرون بشخصية مختلفة عن شخصياتهم الحقيقية امام العموم، فيختبئون وراء اقنعتهم التي لا يتم ازالتها الا وراء الابواب المغلقة أو في حال الثقة المطلقة بالآخر وهذا أمر بعيد المنال.
ومنذ ذلك الحين بدأ صوتها الفني يعلو رويدا رويدا الى ان قامت بدراسة لمجتمع الرجل العربي عبر معرض نظمته تحت عنوان «إنه عالم الرجل»، أغلق بعد 3 ساعات من افتتاحه بعد تقديم شكوى ضدها بسبب اللوحات التي كانت تبين حياة الرجل الخفية في العالم العربي وما يدور فيها، فاستجوبت وتعرضت للكثير من الانتقادات التي ابعدتها عن فنها قليلا.
الا أن «سبانخ بوباي» كما تحب أن تسميها، اي الرسائل الايجابية والداعمة التي اتتها من كل أنحاء العالم ومن بعض المدن التي لم تكن تعرف بوجودها على الخارطة، كان لها كبير الاثر في استعادة نهضتها الفنية فقامت بعرض هذه الرسائل بأسلوب لوحة «بوب كونوغرافيك» في أول معارضها بعد الحادثة والذي كان في دبي عام 2013، حيث تنقلت في معارضها منذ ذلك الحين بين لندن ودبي.
ومنذ ذلك الحين فتح معرضها الذي أغلق وفق تقديرها الباب أمام الفنانين الآخرين لأن يتحدثوا عن الرقابة، حيث بدأوا يتناولون مواضيع كان ممنوعا تداولها ولو بشكل بسيط، فمن اشتكى عليها في ذلك الوقت وفق تعبيرها لم يكن يدرك أن الموضوع سينقلب ضده لأنه فتح مجالات وآفاقا كثيرة للمطالبين بحرية التعبير وجعل منها الصوت المنادي بهذه الحرية.
وعن مساندة الاسرة لها في هذه المحنة، قالت إن أسرتها تعرضت للكثير من المضايقات وبالرغم من ذلك وقفت بجانبها.
العودة للعرض في الكويت، حصلت بعد شعورها بان المجتمع الكويت بات جاهزا لتقبل لوحاتها، فكانت العودة عبر «إنه عالم مجنون»، عنوان معرضها الحالي في «كاب غاليري» الذي يطرح مواضيع عالمية، والذي اشترطت قبل تنظيمه على صاحب الغاليري عامر الهنيدي أن يكون دون محرمات وممنوعات، ويتناول وجهة مقارنة بين عوالم الواقع الموجود، العالم المرفه والعالم المدمر، والهدف منه بث الوعي والشفافية في طرح الموضوع الذي يتناول ايضا غسيل الاموال والسرقة وزواج الاطفال وبيع البنات في المخيمات ووسائل التواصل الاجتماعي وحالات الحب والزواج والطلاق في المجتمعات.
وتقول شروق أمين إننا كعرب لدينا مواهب خيالية، ولكن الضغط والطرد والاسكات الذي يمارس على الموهوبين احيانا يعيدنا الى الوراء، مطالبة المفكرين والمبدعين بالوقوف صفا واحدا وترك الانانية والغيرة والحقد حتى يصلوا الى اهدافهم في صناعة المعجزات في الوطن العربي الا انه وللأسف «ليس القلب على القلب».
قدوة نسائية
ليديا القطان اسم مزج بين حضارتين العربية والغربية، فنانة تشكيلية متعددة المواهب، ايطالية تحولت الى كويتية بزواجها من الفنان الكبير الراحل خليفة القطان الذي جمعتها به مقاعد الدراسة للغة الانجليزية في بريطانيا عام 1959 بحيث باتت تقول عن نفسها، «أنا كويتية روحا ودما ولا أطيق غير الكويت وطنا».
ولدت في احدى المدن الايطالية واتمت دراستها فيها وبعد فشلها في الحصول على فرصة للتعليم في ايطاليا قصدت بريطانيا لدراسة التمريض وعملت كممرضة في العام 1958.
حولت منزلها الى لوحة فنية فريدة مغطاة بالزجاج والمرايا حتى بات يشكل اليوم محطة للزائرين من داخل الكويت وخارجها، وتتعدد مواهبها الفنية بين الرسم التشكيلي وكتابة الكتب والحلقات الوثائقية والبرامج التلفزيونية.
وتتمحور أعمالها حول الفلسفة والرمز وهي اساسيات مدرسة «السيركلزم» أو الفن الدائري الذي ابتكره القطان، وشاركت في العديد ممن المعارض كان أولها في المدرسة المباركية عام 1962، وأول معرض شخصي لها كان عام 1979 في جامعة الكويت، واستمرت بنشاطها بمعدل معرض كل سنتين.
صدر لها عام 1993 كتاب باللغة الانجليزية بعنوان «تنبؤات خليفة القطان»، وكتبت وساعدت في إخراج فيلمين لتلفزيون الكويت عام 1992، كما كتبت وأخرجت سلسلة من الحلقات الوثائقية بعنوان «رواد شخصيات في الكويت» لراديو الكويت عام 1996.
أخبار المرأة
عينت بلدية الكويت الاسبوع الماضي لأول مرة امرأة في منصب مدير فرع بلدية، حيث عينت م. سامية جاسم العنزي كمديرة لادارة بلدية محافظة مبارك الكبير، حيث عبرت في تصريحات صحافية عن سعادتها بهذه الثقة التي منحها إياها وزير البلدية عيسى الكندري، متمنية أن تكون على قدر هذه الثقة وتثبت دور المرأة في المناصب القيادية.
وم. سامية العنزي خريجة كلية الهندسة في جامعة الكويت عام 1998، وتحمل ماجستير هندسة ادارة تكنولوجيا البيئة من جامعة المنصورة في القاهرة عام 2013 عينت في بلدية الكويت 1998.
همسات نسائية
لا تدعي مطبات الحياة توقفك، فالمطب اصلا وجد لتخفيف السرعة ومنع التهور وتدارك الأمر قبل الاضرار بالآخرين، وليس لايقاف سعيك نحو الهدف.
لا تتصنعي في تعاملك مع الاخرين، كوني بسيطة وسهلة لتتقربي منهم، ولكن لا تكوني متهاونة فيفهموك بطريقة خاطئة.
المرأة تستطيع أن تبني وتدمر أي علاقة بكلمة واحدة، فانتبهي لكلامك وكوني كالنسمة التي ترطب جفاف الاجواء.