- الشمري: ليست كذبة بيضاء بل عادة سيئة ومنبوذة
- العنزي: آلمتني إشاعة وفاة العم صالح العجيري
- النجار: أصحاب المواقع يريدون انتشار مواقعهم وأسمائهم على حساب كرامة الناس
- البناي: التكنولوجيا أصبحت في أيدٍ غير أمينة على حرمة الإنسان
محمود الموسوي
أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الشائعات مؤخرا بصورة ملفتة للنظر، ومعظم الشائعات تجدها تركز على وفاة الشخصيات العامة والمشاهير، وكان آخرها انتشار خبر وفاة الفلكي العم صالح العجيري.
«الأنباء» استطلعت آراء الناس حول خطورة تلك الشائعات وانتشارها في المجتمع بصورة سلبية، والتي تؤثر بشكل كبير على ذوي ومحبي المتعرضين لتلك الشائعات.
ليس لها ألوان
بداية، قال سعود الشمري ان الإشاعة قد تصدر عن شخص واحد لكن تأثيرها السلبي يصل لعدد من الأشخاص وقد يتناولها بالحديث أيضا مجموعة من الأشخاص الي ان تصبح مثل كرة الثلج المتدحرجة لا تتوقف الا بإتلاف ما يعترض طريقها، مشيرا إلى انه قد تعرض في وقت سابق إلى إشاعة من قبل احد الأشخاص كانت سببا في حدوث مشكلة اجتماعية في محيطه.
وأشار الشمري إلى ان الكذب أو الإشاعة ليس لها ألوان كما يقول البعض بوصفهم ان هذه إشاعة بيضاء لا تضر، إنما هي عادة سيئة منبوذة من الشريعة الاسلامية لأنها تعكس تدني المستوى الأخلاقي لمن يقترفها بالإضافة الي ما ينتج عنها من سلبيات قد تتسبب في مشاكل أسرية أو مجتمعية.
وقال الشمري:«ليس من المنطقي أو العقلاني ان نثق في شخص يصنف ضمن الكاذبين أو مروجي الإشاعات لأنه بطبيعة الحال لا يستطيع ان يكتم سرا أو يحفظ عهدا، متمنيا ان يتم التعميم على العيادات النفسية في جميع مستوصفات المناطق والمدن السكنية لتقديم النصح والإرشاد والعلاج النفسي للفئة المجتمعية التي تروج أو تنشر أو تفتعل الإشاعات والأكاذيب.
مصداقية الخبر
من ناحيته قال نواف العنزي: ان آخر ما سمعته من شائعات ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي بكل قبح عن خبر وفاة الفلكي القدير العم صالح العجيري، وهذا الخبر لم يؤلمني انا فقط ولكن آلم جميع أهل الديرة وحتى المقيمين لما لهذا الشخص الكريم من مكانة في نفوس الجميع والذي يعتبر رمزا وطنيا وشخصية ذات قيمة علمية عالية لا يوجد منزل في الكويت لا يعرفه، ومع شديد الأسف ان الخبر بثه عدد من الخدمات الإخبارية في«تويتر - انستغرام»، ولم يكلف أحدا منهم نفسه عناء اجراء محادثة تلفونية مع العجيري للتأكد من مصداقية الخبر والتحلي بالمهنية الإعلامية، بل اصبح كل حساب منهم ينقل ما كتبه الآخر بشكل أعمى.
وتابع العنزي قائلا: هناك شائعات يكون لها اثر شديد في النفس لما ينتج عنها من مشاكل أسرية واجتماعية، بل قد تنال جانب العمل والوظيفة وتكاد تتسبب في قطع الرزق وهذا أمر عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، مشيرا إلى أن هناك أسر تفككت وتشتت الأبناء بسبب إشاعة أو كذبة خرجت من نفس مريضة في ساعة لا وعي أو صدرت عن إنسان قلبه مليء بالحقد والكره.
ونوه العنزي الي أن المجتمع السليم مطالب بمحاربة مروجي الشائعات وبشكل مباشر حتى يصبح لدى كل شخص تخوف من إصدارها لأنه سيكون محاسبا ومراقبا من المجتمع بشكل عام ولن يتم غفران هذه الخطيئة له، متمنيا من الجميع ان يعمل بما نص عليه الاسلام والقرآن وأوصى به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من البعد عن هذه الصفة السيئة وهي الكذب.
ويعبر عبد الكريم النجار عن استيائه من تزايد انتشار الشائعات في المجتمع الكويتي في الآونة الأخيرة، مضيفا ان وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في ذلك من اجل انتشار مواقعهم وأسمائهم على حساب كرامة الناس تحت عنوان الحرية.
ودعا النجار الى ضرورة تشديد العقوبات التي تردع مروجي الاشاعات، لأن ترك «الحبل على الغارب»، سيخلق مشاكل كثيرة للمواطنين
ويقول مصطفى البناي ان نشر الشائعات ليس بالأمر الجديد، حيث كانت الوسيلة الناجعة لأعداء الاسلام والمسلمين في إضعافهم، مستشهدا بما حصل في غزوة احد حين اطلقت الشائعات بقتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار الى أن انتشار الظاهرة في المجتمع «كالنار في الهشيم» بسبب توافر وسائل التكنولوجيا بأيدي أشخاص غير أمينين في حفظ حرمة وحقوق الأشخاص الشرعية والقانونية، مشددا على ضرورة إيقاف هؤلاء الأشخاص عند حدهم، حتى لا يتسببوا في مشاكل اكبر تهدد سلامة المجتمع.
«بروفة» د.صالح العجيري
ردّا على شائعة وفاته التي اجتاحت مواقع التواصل قبل أسابيع أدلى الفلكي د.صالح العجيري بتصريح لـ «الأنباء» قائلا: أنا بصحة جيدة والأعمار بيد الله، شاكرا جميع الذين اتصلوا به للاطمئنان على صحته وتواصلوا هاتفيا منذ الساعات الأولى لتناقل الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف مازحا: يبدو انها «بروفة» ولكن أنا الآن بصحة جيدة وبخير ونعمة والحمد لله.
شائعة موت فنان.. تبدأ بكلمة وقد تنتهي بكارثة
عبدالحميد الخطيب
الشائعات لا ترحم، خصوصا مع سرعة انتشارها في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر أخبارها كالنار في الهشيم، ولعل الأخبار التي ترتبط بالفنانين هي الأكثر تداولا، لما للمشاهير من متابعين يبحثون عن جديدهم وتفاصيل حياتهم الخاصة بعيدا عن الأضواء.
ومن اكثر الإشاعات والأخبار التي يتناقلها الناس فيما بينهم عن المشاهير، تلك المرتبطة بالموت، حيث تبدأ الحكاية بكلمة وتنتهي في كثير من الأحيان بكارثة نفسية للشخص الذي تناولته الإشاعة ولنا في هذا الصدد الكثير من الأمثلة سواء في الكويت او الخليج او الوطن العربي.
طالت الاشاعات العملاق عبدالحسين عبدالرضا والذي تردد، اكثر من مرة، انه فارق الحياة اثر عارض صحي، ولكن بوعدنان وبعض المقربين منه دائما ينفون مثل هذه الأخبار، وقال بوعدنان في تصريحات له ان هذه الشائعات تسبب أضرارا جسيمة بحقه وأفراد أسرته.
الصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر كان له نصيب وافر من هذه الإشاعات، حيث تردد اكثر من مرة خبر وفاته، وفي كل مرة يكذب نجله خالد الشائعة، مع التأكيد بان صحة والده بخير ويمارس حياته بشكل طبيعي، واصفا مطلقي مثل هذه الشائعات بانهم «لا يخافون الله».
النجمة القديرة سعاد عبدالله لم تسلم من شائعات الوفاة، حيث انتشرت في عام 2012 اخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل «واتساب» مع صورة «مفبركة» لها وكتب عليها «عاجل وفاة سندريلا الشاشة الخليجية سعاد عبدالله».
الفنانة القديرة حياة الفهد تعرضت في 2011 لنفس الشائعة، بعدما أطلق أحد مستخدمي «البلاك بيري» إشاعة وفاتها اثر جلطة في القلب، وانتشر الخبر بسرعة بين الناس، وهو ما سبب ضيقا لأم سوزان، والتي نفت الخبر، متمنية من الجميع عدم بث الاشاعات الكاذبة التي تضر الآخرين وأيضا تكررت الاشاعة في وقت لاحق.
الفنان ابراهيم الصلال، تنتشر اخبار عن وفاته من وقت لآخر، وينفيها بنفسه، مع تأكيده انه بصحة جيدة.
الفنان ابو بكر سالم طالته الشائعات اكثر من مرة، ولكن ابنه أصيل ينفيها دائما، واصفا اياها بانها «اخبار مزعجة»، قائلا: «ربي يهدي مروجي الإشاعات».
أحمد السلمان واجه شائعة مماثلة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اكدت وفاته خلال الحادث الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر، حيث نفى هذا الموضوع جملة وتفصيلا.
ولد الديرة، والذي كان يعالج في تايلند، كان محور شائعة من هذا النوع بفيديو عبر قناة سما دبي، وهو الآن يتابع علاجه وفي نفس الوقت يواصل رسالته كفنان من خلال المسرح والتلفزيون.
فنان العرب محمد عبده اصابته شائعة الوفاة اكثر من عشر مرات، وعلق مدير اعماله على هذا الامر، قائلا في تصريحات له: «هناك من يستهدف الفنان محمد عبده بمثل هذه الشائعة المغرضة، والتي تؤثر على نفسية أهله، ونفس هذه الإشاعة باتت «سخيفة» من كثرة تكرارها كل بضعة أشهر».
الفنان السعودي عبدالله السدحان تعرض العام الماضي لشائعات حول وفاته، لكن ابنه ريان نفى الخبر، مؤكدا أن والده بصحة جيدة، وقال: «خبر الوفاة مجرد إشاعة، والحمد لله الوالد بخير وما فيه إلا العافية».
وعاد ناشطون وتداولوا خبر وفاة السدحان بعد أن خضع لجراحة في عينه اليمنى قبل عدة أيام، ونشر صورته عبر حسابه الشخصي بـ «تويتر» وكتب تعليقا عليها «يا حسن الخاتمة»،
وألحق السدحان صورة له على حسابه الشخصي بعد تداول الخبر، وأرفق معها تعليقا قائلا: «حسبي الله على من ينشر الإشاعات عني من غير أن يتبين الحقيقة».
النجوم العرب أيضا عانوا من شائعة الوفاة، ومنهم الفنان عادل إمام، والذي يعد الأكثر تعرضا لهذه الشائعة، والفنان صلاح عبدالله، وحسن حسني الذي اربكت شائعة وفاته أهله وأصدقاءه، ووجه سؤاله لمن يطلق هذه الشائعات قائلا: «ماذا سيستفيد الناس من موتي؟! حسبي الله ونعم الوكيل».
وكذلك قام الفنان لطفي لبيب بنفي شائعة وفاته ذات مرة قائلا: «لا أعرف من الذي يفبرك مثل هذه الشائعات، وماذا سيستفيد من رحيلي؟!».
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت العام الماضي خبر وفاة «سلطان الطرب» جورج وسوف، وقامت بنشر صورة يظهر فيها وسوف وهو راقد دون حراك في أحد المستشفيات، ليتبين انها مجرد شائعة لا اساس لها من الصحة.
وانتشرت أيضا أخبار في الوسط الفني قالت ان الفنان رامز جلال توفي في اثناء تحضيره لإحدى حلقات البرنامج التلفزيوني للمقالب الذي يقدمه في رمضان، ولكن مصادر مقربة من رامز نفت هذا الخبر مؤكدة أنه بخير.
وطالت الإشاعات الفنانين نبيل الحلفاوي وغادة عبدالرازق وفيفي عبده وسهير البابلي وأحمد حلمي ومنى زكي والفنان أيمن زيدان وباسم ياخور، وما زال المسلسل مستمرا.