- هبة فيصل: من المستحيل أن أخطب لزوجي ولا يمكن أن أضحي بكرامتي وجرح مشاعري لمجرد إسعاده
- عبير تركمان: التي تخطب لزوجها امرأة ضعيفة الشخصية تتخلى عن غريزتها الطبيعية التي فطرها الله عليها
- حليمة صفر: زواج الزوج بأخرى حق كفله الشرع ولكن إن حدث هذا الأمر معي فلن أتردد في طلب الطلاق
- فاطمة عبدالله: خطبت لزوجي وساهمت في تجهيزات الزفاف ونعيش أنا وضرتي في أحسن حال منذ 10 سنوات
- ساميه جمال: التي تقبل بتزويج زوجها هي زوجة فقدت عقلها ولا تدرك حجم الخطأ الذي تقع فيه
- شيماء علي: شعرت بجرح كبير لم يمنعني من الابتسامة بوجه زوجي والموافقة على الزواج
- رباب: اخترت لزوجي فتاة يتيمة ومن أسرة فقيرة حتى أضمن عدم تمردها
- أنوار فهد: أقنعت زوجي بالزواج من أخرى حتى أتخلص من «شره»
انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل لافت ظاهرة خطبة الزوجات لأزواجهن تارة كأحد عناصر التباهي والتفاخر وتارة أخرى موضع انتقاد وتندر في مجتمع الرجال. في الحقيقية لا نناقش تعدد الزوجات الذي تقره الشريعة الإسلامية وتعرفه المجتمعات العربية كحق من حقوق الرجل، ولا نناقش قبول المرأة أو رفضها لزواج زوجها بأخرى، ولا نناقش ما على الرجل من التزامات وواجبات إذا أقدم على الزواج بأخرى، إلا أننا نناقش سيكولوجية امرأة تخرج عن النص وتخلع عباءة أنوثتها وتتخلى عن غريزتها الطبيعية وترقص على جراحها وتقبل بجرح غائر من أجل إسعاد زوجها. ما بين مؤيد ومعارض للفكرة تتباين ردود الأفعال وتختلف الأسباب والمبررات، فبعض النساء يرين أن المرأة التي تتقبل فكرة زواج زوجها بأخرى ترضى بأن تكون نصف امرأة بنصف حياة، تقر صراحة بأنها مهملة ومقصرة ولديها من جوانب النقص ما يحتاج أن تكمله امرأة أخرى، كما أنها تتخلى عن غيرتها الطبيعية التي تعتبر أبرز معالم أنوثتها وأحد ابرز علامات وجود الحب بينها وبين زوجها، أما من تخطب لزوجها فهي تهدر كرامتها وتقبل بإذلال تأباه النفس ويعافه السلوك السوي، في حين يرى البعض الآخر أن المرأة التي تخطب لزوجها تتجاوز ألمها النفسي وأنانيتها لتحافظ على كيان أسرتها، وإقدامها على أن تختار لزوجها هو نوع من المواءمة التي تحقق به الاستقرار الأسري حيث ستختار من تستطيع التعايش معها في أمن وسلام. «الأنباء» استطلعت أراء المؤيدين والمعارضين لخطبة المرأة لزوجها فإلى التفاصيل:
ندى أبو نصر
في البداية، أكدت هبة فيصل المسفر صعوبة تقبل المرأة لفكرة زواج زوجها بأخرى، مستشهدة بالمثل الكويتي «الشيرجة تحر لو في القبر»، وبالتالي فإنه من المستحيل أن تخطب له بنفسها مهما كانت الاسباب سواء كانت عاقرا أو تعاني من مشاكل في الإنجاب او لأي اسباب اخرى. وأوضحت المسفر أن الموضوع مرفوض برمته بالنسبة لها، فهي لا يمكن أن تضحي بكرامتها وبجرح مشاعرها لمجرد إسعاد زوجها.
ومن جهتها، أكدت عبير تركمان أنها لا تتقبل فكرة ان يتزوج زوجها عليها ولا يمكن أن تسمح بذلك لأن في ذلك اعتراف صريح من زوجها بأنها امرأة ضعيفة الشخصية، أما التي تخطب له فهي تتخلى عن غريزتها الطبيعية التي فطرها الله عليها.
وبدورها، أكدت حليمة صفر أن زواج الزوج بأخرى حق كفله الشرع له، إلا أنها كامرأة وزوجة لا تتقبل الفكرة وإن حدث هذا الأمر معها فإنها لن تتردد في طلب الطلاق، مشددة على أنها ليست الزوجة التي من الممكن أن تتقبل زواج زوجها بأخرى فهي شديدة الغيرة ولن تستطيع التعايش مع الأمر.
اما فاطمة عبدالله، فأكدت أنها بالرغم من كونها الزوجة الأولى إلى أنها لم تتردد في أن تخطب لزوجها عندما أراد الزواج بأخرى، لافتة إلى أنها أيضا ساعدت في تجهيزات الزفاف.
وأشارت عبدالله إلى أنها منذ 10 سنوات تعيش مع الزوجة الثانية والأوضاع بينهما على أحسن حال وتتعاون معها في اعمال المنزل والطبخ، موضحة أن ضرتها تضطر احيانا الى السفر الى اهلها في اثناء العام الدراسي وتقوم هي بمتابعة ابنائها من زوجها والعناية بهم طوال فترة غياب والدتهم، مشددة على أنها لا تفرق في المعاملة بينهم وبين ابنائها.
ولفتت إلى أنها ارتضت هذا الوضع لنفسها لإسعاد زوجها ولحرصها على ان يدوم الحب والتوافق في اسرتها، موضحة أن المسألة ليست بالصعوبة التي تعتقدها النساء فلو كل سيدة اقتنعت بنصيبها ورضيت به لكان افضل لها، متوجهة بنصيحة لكل النساء « أن تخطبي لزوجك خير لك من يتزوج دون علمك».
ومن جهتها، أوضحت بهجة عبدالله أنها تزوجت عن حب وبعد الزواج اتضح لها أنها لا تنجب، فطلبت من زوجها ان يتزوج ولكنه ظل رافضا لأكثر من 7 سنوات، إلا أنه وصل في نهاية الأمر الى قناعة بأن عليه الزواج بأخرى، مشيرة إلى أنها بادرت وخطبت له احدى قريباتها. وأضافت عبدالله والآن الأمور تسير على ما يرام نعيش بسعادة ورزق الله زوجي بالأطفال الذين كان يتمناهم ونرعاهم معا ولا يفرقون بيني وبين والدتهم.
أما ابراهيم كنعان فيرى أنه من الطبيعي ان تشعر المرأة بالغيرة إذا أقدم زوجها على الزواج بأخرى وقد يصل الأمر إلى طلب الطلاق، فالمرأة لا تقبل بفكرة أن تشاركها امراة أخرى في زوجها، لافتا إلى أن نساء كثيرات يتحلين بالحكمة ويفضلن ان يخطبن لأزواجهن لانقاذ حياتهن الزوجية، وهذا لا يعني أنهن لا يشعرن بالألم لهذه الخطوة ولكنهن يخفين هذه المشاعر بطريقة أو بأخرى، لافتا إلى أن بعض الزوجات يندمن بعد إقدامهن على الخطبة لأزواجهن وتشتعل غيرتهن وقد تتحول إلى انتقام يدمر الأسرة ويدفع الأطفال ثمنه غاليا، لافتا إلى نوع آخر من الزوجات اللائي يتقبلن فكرة التعدد والزواج بأخرى ولكنهن يرفضن الزوجة الجديدة ويقطعن علاقتهن معها.
وبدورها، أكدت سامية جمال أن الزوجة التي تقبل بتزويج زوجها هي زوجة فقدت عقلها ولا تدرك حجم الخطأ الذي تقع فيه، رافضة لتبريرات بعض الزوجات اللائي يخطبن لازواجهن مثل الحفاظ على كيان البيت وخشية خسارة الزوج للأبد، مشددة على أن هذه التبريرات غير مقنعة وفيها إذلال للمرأة وهدر لكرامتها.
ومن جانبها، أكدت شيماء علي أنها قبلت بزواج زوجها عليها بمرارة شديدة، بل استطاعت أن تخطب له امرأة أخرى، موضحة أن حكايتها بدأت حينما صارحها زوجها بأنه يرغب في زوجة ثانية على الرغم من أنه يشهد لها أنها تؤدي واجباتها على أكمل وجه، مشيرة إلى أنها شعرت بجرح كبير بداخلها إلا أن ذلك الجرح لم يمنعها من الابتسامة بوجه زوجها وموافقته على ذلك الزواج شريطة ألا تسكن معها في بيت واحد، فوافق الزوج فرحا، وتم الزواج الذي كان طعنة لها ولكرامتها، خاصة حينما طلب زوجها أن ينظر لمخطوبته «النظرة الشرعية» فشعرت بأنها تشهد سرقة زوجها منها دون أن تدافع عن حياتها.
وأشارت علي إلى أن الزوجة تجبر في كثير من الأوقات على مسايرة رغبات الزوج الأناني الذي يقدم على الزواج من امرأة أخرى ولا يكتفي بذلك، وإنما يريد منها أن ترقص على جراحها وتشاركه في ذلك الوجع، إلا أنها فضلت أن تختار الزوجة الثانية بنفسها حتى لا يختار زوجها امرأة لا ترحمها فاختارت له زوجة عاقلة ومتعلمة حتى تستطيع التعايش معها بسلام دون حروب نسائية على الرغم من أنها تعلم بأن الزوجة الثانية لن ترغب أن يسرق منها زوجها كما وافقت هي بذلك.
أما رباب فتروي قصة زوجها الذي جاء بجرأة شديدة يطلب منها أن تختار له امرأة ليتزوج منها، فأبدت موافقتها بعد أن سألته عن أسبابه فبرر ذلك الزوج بأنه لديه المال الكثير والخير الذي يؤهله بأن يكون لديه زوجة وبيت آخر مع الحفاظ عليها في بيتها معززة مكرمة كما عبر بذلك فوافقت على ذلك الزواج الذي ترى أنه أمر طبيعي خاصة أنها خرجت من بيئة يتزوج فيها الرجل بأكثر من امرأة وتعيش الزوجات جميعا في بيت واحد كما فعل والدها وشقيقها فقد تزوجا بأكثر من زوجة وكن يعشن في بيت واحد، وقد اختارت لزوجها فتاة يتيمة ومن أسرة فقيرة حتى تضمن عدم تمردها وعلى قولها اختار انا له فتاة على ذوقي افضل من ان يذهب ويختارها هو بنفسه ولا اعرف من هي.
ومن جهتها، اكدت جميلة ابراهيم أن الزوجة مهما أبدت موافقتها على زواج زوجها من امرأة أخرى وشاركت في تلك الخطبة فإنها تبقى غير راضية، موضحة أنه في يوم من الأيام فوجئت بامرأة تتقدم إليها لتخطبها لزوجها الذي كانت قد أنجبت منه خمسة أطفال، وقد أبدت الزوجة استعدادا كبيرا لأن تكون أختا لها بعد الزواج وبأن زوجها يتزوج ليس لخلل فيها، وإنما لأنه يحب «التعدد» فوافقت على ذلك واحترمت طبيعة زوجها، إلا أنه حينما تمت الخطبة والتي شاركت تلك الزوجة بالرقص والفرح فيها، تغيرت الأمور بعد الزواج فمن أول يوم وجدت تعاملا سيئا من قبل الزوجة على الرغم من أنها كانت قد عقدت النية أن تكون أختا لها، حتى فوجئت بعد أسبوع من زواجها بأن زوجها يخبرها بأن زوجته لم ترتح لها فقرر أن يطلقها.
أما «أنوار فهد» فأكدت انها تقبل بتزويج زوجها حيث تعيش مع زوجها حياة صعبة خاصة أنه الزوج المهمل الذي لا يعرف من حقوقها الزوجية شيئا، كما أن هناك الكثير من المشاكل التي تنشب بينهما حتى قررت أن تقنع زوجها بالزواج من زوجة أخرى حتى تتخلص من «شره» على الرغم من أنها تعرف بأن ذلك سيكون صعبا عليها جدا، إلا أنها ترغب في أن يدرك زوجها مدى تحملها وصبرها على مساوئه بعد أن يقترن بامرأة أخرى، موضحة أن الزوجة التي تقبل وتختار لزوجها زوجة أخرى ينتقدها المجتمع لأنه لا يفهم أن لديها من الأسباب التي تدفعها للتخلي عن التفرد بزوجها حتى تظفر بشيء من الاستقرار والأمان خاصة إذا انتفى الحب بين الزوجين.
ومن جانبه، يقول غسان شاهين إن الزوجة التي لا تقاتل من أجل الدفاع عن مملكتها لا تستحق أن تعيش بها، فلا بد أن تحافظ الزوجة على بيتها وزوجها ولا تقبل بأن يدفعها لاختيار شريكة أخرى لها ومن تفعل ذلك تستحق ما يحدث لها، فزوجته كانت تبدي دائما أنها غير مكترثة حينما يفكر بالزواج من غيرها وعلى الرغم من أن تلك الفكرة لم تكن في ذهنه يوما، حيث كان يحب زوجته إلا أن شعوره بأن زوجته لا تبالي وتبدي غرورا كبيرا في عدم الإكتراث به دفعه للزواج عليها بعد أن طلب من زوجته أن تختار الزوجة الثانية بنفسها وحينما وافقت الزوجة شعر بالاشمئزاز منها والتحامل عليها، حتى أصبح لا يحبها لأنه شعر بأنه «رخيص» في عينيها!