- الفهد: كان الكويتيون يصنعون الأواني المعدنية محلياً فيما عدا ذلك كانت تستورد من الصين والهند والعراق وإيران
على وقع أصوات مطارق الحديد والنحاس التي تغطي أركان سوق «الصفافير» كان الكويتيون قديما يبتاعون ما يلزم من الأواني المنزلية التي تحمل الطابع الأصيل وتعبر عن أصالة الموروث الشعبي الكويتي.
ويعد السوق الواقع في منطقة شرق بمحافظة العاصمة بمنزلة أحد المواقع التاريخية التي مازالت تحتفظ بنكهتها وموروثها القديم حيث شكل قديما قبلة ومقصدا لاقتناء الأواني المصنوعة من النحاس أو الفخار أو الألمنيوم وكذلك الحديد والزجاج فضلا عن الأواني المستوردة من الخارج.
وتميز السوق الذي جاءت تسميته نسبة إلى «تصفير النحاس» أي تلميعه ببيع وصناعة العديد من الأواني النحاسية والأباريق والصواني والصناديق متعددة الألوان والأغراض والكاسات المعدنية و«الدوة» وهي المدفئة الشتوية و«المحقان» وهو القمع.
وفي هذا الصدد تقول المؤرخة غنيمة الفهد لـ «كونا» إن الكويتيين قديما كانوا يستوردون الأواني المنزلية غير المعدنية من الصين والهند والعراق وإيران في حين كانت تصنع المعدنية محليا. وذكرت الفهد أن تلك الأواني تتنوع بحسب أشكالها واستعمالاتها والمادة المصنعة منها ولعل أبرزها المواعين أو ما يطلق عليها «الملبس» وتتميز بنقوشها على شكل الورود.
وأضافت أن الأواني المستخدمة قديما «الجحلة» كانت عبارة عن جرة مصنعة من الفخار بأحجام متفاوتة وعادة ما يطلى نصفها السفلي بطلاء ملون براق لسد مسامها.
وأوضحت أن الجرة الكبيرة كانت تستخدم لحفظ ماء الشرب أو «نقع نوى التمر» لإعداده علفا للحيوانات فيما كانت تستخدم الصغيرة كآلة إيقاعية في بعض فنون الغناء البحري لاسيما «الحدادي» وذلك بالنقر عليها بأصابع اليدين أو الضرب على فوهتها براحة اليد المبسوطة.
ولفتت إلى أن من ضمن الأواني ما يطلق عليها «استكانة الشاي» وهي عبارة عن قدح زجاجي صغير لشرب الشاي، مبينة أنه «لفظ تركي وليس كويتيا».
وأشارت إلى أن الاستكانة تقدم على صحن زجاجي أو خزفي صغير ويوضع بجانبها أو فيها ملعقة صغيرة جدا لتقليب السكر ومن أشهر أنواعها «أم عروة» وهي التي يوجد بها عروة تمسك من خلالها و«أم عدسة» والتي تطوق وسطها وحدات زخرفية تشبه حبات العدس لونها أزرق إلى جانب وجود خطوط ذهبية تحيط بالنوعين بقصد الزينة.
ولفتت إلى أن الأواني المنزلية «البادية» غالبا ما تكون مصنعة من الألمنيوم وهي مستديرة قليلة التقعير متعددة الأنواع والألوان والسعات وقالت إن هناك إناء آخر يطلق عليه «البستوك» وهو عبارة عن وعاء اسطواني الشكل بغطاء وحامل أشبه ما يكون بالجرة متعدد السعات والأحجام منه الفخاري ذو العروتين وكان يستعمل لحفظ الطرشي والخل.
وأشارت إلى الفرق بين «دلة القهوة» و«دلة الحليب» من حيث الشكل والاستخدام، موضحة أن الأولى تأتي على شكل وعاء من النحاس الأحمر أو الأصفر متعدد الأحجام والسعات بشكلها المخروطي ولها «بوز» وتستعمل في إعداد القهوة العربية المرة وتقديمها.
وأفادت بأن «دلة الحليب» عبارة عن إبريق معدني أو حديدي ملبس بطبقة واقية من الصدأ تزينه وحدات زخرفية وأضافت أن من الأواني المنزلية المستخدمة أيضا «الدولكة» وهي عبارة عن وعاء زجاجي أو معدني يستعمل لوضع الماء فيه أو أي سوائل باردة مثل اللبن ولفتت الفهد إلى وعاء «السفرطاس» وهو وعاء أسطواني الشكل له حامل يتكون من عدة طبقات ويستعمل لحفظ الطعام وكان يصنع من النحاس أوالألمنيوم أوالحديد.
وأوضحت أن من الأواني المنزلية المستخدمة أيضا «الطاسة» وهي عبارة عن إناء من النحاس الأصفر أو الألمنيوم أو الحديد الملبس بطبقة من «المينا» وتصنع بأحجام وسعات مختلفة وتستعمل لشرب الماء واللبن ويوضع فيها المرق ونحوه من أنواع الطعام.
وبينت أن إناء «الغنجة» عبارة عن صحن بيضاوي الشكل يصنع من الخزف أو الألمنيوم أو الحديد الملبس بطبقة من «المينا» السادة أو الملون والمزخرف.
وقالت الفهد إن «الغوري» هو اللفظ الهندي الذي أطلق على ابريق الشاي، موضحة أنه إناء شبه كروي الشكل يصنع من النحاس أو الألمنيوم ثم من الملبس وأخيرا من الخزف بأنواعه المتعددة ويزين بعضها رسوم زاهية الألوان.