مع اقتراب انتهاء عام 2016 الذي تم فيه اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لاتزال الجهود مكرسة ومتواصلة من كل مؤسسات الدولة استكمالا لهذا التتويج الذي يرسخ النطق السامي لصاحب السمو الأمير بتحقيق أهداف التنمية بتشجيع ودعم الإبداع الأدبي والفني والفكري بما يخدم تراث البلاد المادي والمرئي والمسموع.
وفي هذا الإطار ذكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تقرير له ان جهود كل من مؤسسات ووزارات الدولة الحكومية والأهلية وجمعيات النفع العام تضافرت وتوحدت في تقديم الفعاليات كل حسب نوع مشاركته ونشاطه.
وتواصل الكويت احتفالاتها بهذا الاختيار الذي جاء من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» وفقا للخطة التي أعدتها والبرنامج المتكامل الشامل للعديد من الفعاليات على مدار العام.
وأشار المجلس الى ان الأنشطة المعدة لهذه الاحتفالية تضمنت ندوات ومحاضرات ومعارض تشكيلية ومؤتمرات ثقافية وإسلامية وورشا تدريبية وأمسيات موسيقية وشعرية ومهرجانات مسرحية وغيرها.
وتوزعت هذه الفعاليات ما بين 13 فعالية رئيسية و53 خاصة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب و25 لوزارات حكومية و28 لجمعيات النفع العام و16 إصدارا ما بين كتب ومجلات ونشرات.
واختارت «ايسيسكو» مدينة الكويت لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام ضمن برنامجها لاختيار مدن اسلامية عريقة لتقريب وجهات النظر ودعم أواصر التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء فيها.
وتقوم فكرة عاصمة الثقافة الإسلامية التي تبنتها «ايسيسكو» منذ عام 2001 على خلق تقارب في وجهات النظر الإسلامية من خلال توجيه الأنظار وتوحيد الجهود نحو تنمية وتطوير الوعي بالثقافة والحضارة الإسلامية الإنسانية بمفهومها المعاصر والمتجدد.
وشدد المجلس على ان الجانب الثقافي في الكويت يعد الأكثر حراكا وتأثيرا في المنطقة لما يمتاز به من هامش واسع للحرية والفضاء المنفتح على الثقافات والعوالم الأخرى فالكويت رائدة في مجال الثقافة كما أنها كانت عاصمة الثقافة العربية عام 2001 مما يدل على اهتمامها البارز بهذا المجال.
وتبذل الكويت جهدا حثيثا في المجال الإعلامي على وجه التحديد انطلاقا من ادراكها العميق لأهميته المحورية في تقريب الرؤى ووجهات النظر العربية وتعميق الوعي الثقافي العربي.
ولا تقتصر الغزارة الإنتاجية الثقافية في الكويت على المنظمات داخل الدولة فحسب انما تشمل مؤسسات تعمل من الخارج مثل لجان الأمم المتحدة كاللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو» التي تشارك الكويت عضوة فيها وبقية لجان الأمم المتحدة إضافة الى جامعة الدول العربية.
واكد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ان للكويت باعا طويلا أيضا في تعزيز فكرة التسامح وتقبل تعدد الأديان إذ أن نجاحها في هذا المجال يعود بشكل أساس الى نهجها الثقافي المميز وتطلعها الدائم الى الانخراط في المشاريع الكفيلة بتعزيز اشعاع الثقافة العربية فضلا عن كونها من أوائل دول المنطقة اهتماما بتطوير العلم والتعليم.
وقال ان الكويت تمتلك عددا من المراكز الثقافية التي تدعم هذا المجال والتي ارتقت بحس الانتماء للعالمين العربي والإسلامي كالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومكتبة الكويت الوطنية ومركز الشيخة سعاد الصباح ومؤسسة لوياك ومؤسسة البابطين للشعر العربي ورابطة الأدباء وجمعية الخريجين ومركز الكويت للمخطوطات وغيرها.
وأضاف ان الكويت تنشر بمؤسساتها الثقافية العديد من الإصدارات المؤثرة والمهمة مثل مجلة العربي وعالم المعرفة اللتين ساهمتا في رسم ملامح الثقافة الكويتية في العالمين العربي والإسلامي.
كما أن للكويت تاريخا كبيرا في نشر مبادئ التسامح والتعايش ونبذ الفكر الطائفي وتشجيع المبادرات الشبابية واعتناق الحرية والانفتاح على الآخر بما يعلي شأنها بين المنظمات العالمية وفي تحقيقها للبروتوكولات الدولية المتعلقة بالشأن الثقافي.
وأوضح المجلس انه انطلاقا من كل ما ذكر جاء اختيار وزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي للكويت لتكون عضوا بالمجلس الاستشاري لتنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الذي يؤكد على الثقل الثقافي والحضاري والإنساني الضارب في جذور التاريخ الكويتي.