أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بالكويت ودورها الإنساني الكبير في إطار عملية تحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وأكد نادال في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن «الكويت تشارك في هذا المضمار على أعلى مستوى» بما تقدمه من دعم إنساني رائد لتخفيف المعاناة عن النازحين من سكان الموصل.
ولفت إلى أن فرنسا والكويت «تتقاسمان نفس القلق» بشأن حماية السكان المدنيين من تبعات الحرب وتقدمان المساعدات الانسانية العاجلة مؤكدا أن «فرنسا على غرار الكويت تعمل على ألا تكون نهاية العمليات العسكرية الجارية في الموصل بداية لمواجهة طائفية جديدة».
وشدد نادال على أن إرساء السلام وتعزيز المساعدات الإنسانية في الموصل هو «الهدف الجوهري» لمرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية للتحالف الدولي لاستعادة المدينة من قبضة (داعش).
وأكد المسؤول الفرنسي ضرورة استمرار الجهود الدولية وتكثيفها استعدادا «لمرحلة ما بعد استعادة الموصل» بهدف إرساء السلام وتعزيز الأمن ودعم سكان المدينة العراقية بالمساعدات الإنسانية.
ووصف ندال العلاقات بين البلدين بأنها «صلبة ومتجذرة على جميع الأصعدة سواء السياسية أو التجارية أو الاقتصادية»، مستذكرا في هذا السياق الموقف الفرنسي إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت حيث «أخذت العلاقات الفرنسية -الكويتية منعطفا جديدا «بعد التزام بلادنا في إطار تحرير الكويت ومشاركتها بـ 15 ألف جندي».
وأشار إلى أن الزيارات الثنائية المنتظمة تؤكد «تلك العلاقات الممتازة» بين الجانبين لافتا إلى أن بلاده تقوم «بمشاريع بناءة» مثل مشروع مركز علاج السرطان لمستشفى (غوستاف روسي) في الكويت وكذلك الاتفاقيات في المجال العسكري وآخرها تزويد الكويت بمروحيات (كاراكال) في أغسطس الماضي.
وأكد وجود «رغبة مشتركة لمتابعة هذه الديناميكية في العلاقات» مشيرا إلى أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، أعرب للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد خلال زيارته الأخيرة لباريس عن رغبته في زيارة الكويت قريبا من أجل مزيد من التعزيز للعلاقات الثنائية.
وفي الشأن الدولي لاسيما ما يتعلق بدور فرنسا تجاه الأزمة السورية ومساعيها لوقف النزاع ودعم مسار الحوار السياسي هناك شدد نادال خلال المقابلة على «الضرورة الملحة لوضع حد للمأساة الجارية في سورية لاسيما في حلب» من خلال وقف القصف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للسكان مؤكدا أن «هذا من شأنه أن يساهم في استتباب الأمن واستقرار المنطقة» لاسيما فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب.
وقال «لقد ساهمنا في زيادة الضغط على النظام السوري وحلفائه وإصدار قرار أوروبي بزيادة العقوبات على دمشق إضافة إلى إعادة النظر في العلاقات الأوروبية مع روسيا» وذلك رغم الفيتو الروسي على مشروع القرار الفرنسي - الإسباني في مجلس الأمن الدولي مؤخرا بشأن حلب.